امين الوائلي -
يتضمن جدول أعمال مجلس النواب للفترة الحالية من دورة الانعقاد عدداً من المواضيع المعتادة »مذكرات حكومية، تعديلات قانونية، مشاريع قوانين واتفاقيات وتقارير اللجان المختصة والدائمة بالمجلس«.. ولكنه يتضمن -أيضاً- عدداً كبيراً من الأسئلة وطلبات الاستجواب من قبل النواب لعدد من الوزراء ونواب رئيس الوزراء ورئيس الحكومة نفسه.
الى هنا والأمر طبيعي وروتيني.. ولكن، كم الأسئلة ونوعيتها ومضامينها أو القضايا التي تسأل عنها، ليست طبيعية تماماً أو أنها طبيعية أكثر مما يجب في حالتنا اليمنية الفريدة!
تتراكم أسئلة النواب وطلبات الاستجواب أمام سكرتارية المجلس وهيئة رئاسته من فترة لأخرى ومن دورة لدورة وبعضها يسأل حول قضايا آنية وطارئة، ومع انقضاء مناسبتها أو انتفاء أسباب ومبررات البعض الآخر إلاّ أن الأسئلة المعنية تظل قائمة بالترحيل ومضمَّنة في جدول الأعمال المتعاقب.. تنتظر دورها في المناقشة والحصول على اجابة الوزير المختص!!
> دعونا نبسِّط الأمر أكثر.. ونقرأ قليلاً في جدول الأعمال الحالي لنعرف كم هو البرلمان اليمني »مستعجلاً« أو متعجلاً في مواكبة القضايا وفي تبنّي هموم ومعاناة الناخبين الأعزاء أولاً بأول:
قصة »سادساً«
> يجيئ جدول أعمال الفترة الحالية -الجارية- في »21« صفحة مكوناً من ستة بنود.. ويرد فيه »سادساً: الأسئلة« وهذا البند لوحده أخذ »19« صفحة كاملة، فيما البنود من »أولاً« وحتى »خامساً« أخذت صفحتين لا أكثر! فما هذه الأسئلة يا تُرى؟ نتابع:
- كان مقرراً أن يسأل النائب عبدالرزاق الهجري في جلسة الأربعاء 24-6-2009م وزير الزراعة والري حول الاجراءات التي اتخذتها الوزارة بشأن شحنة المبيدات المحظور دخولها وتداولها في أراضي الجمهورية اليمنية؟ »هذه الشحنة تداولها الاعلام بكثرة في وقتها 21-10-2008م« ولديه سؤال آخر لوزير الاعلام حول افتتاحية صحيفة رسمية بتاريخ 15-3-2008م!!
- بينما يسأل النائب عبدالحميد فرحان وزير الشباب والرياضة عن عدم استئناف العمل بالأستاد الرياضي لمدينة تعز رغم تعهد الوزير أمام المجلس باستئناف العمل في غضون شهرين -طبعاً التعهد كان في 2008م- وأما الأستاد فقد حُسم الأمر نهائياً بشأنه وأعلن رسمياً إيقاف المشروع لأن هناك مدينة رياضية متكاملة ستنفذ بتعز»!!« وكلاهما »السؤال، وحُجَّة إيقاف أو إلغاء الاستاد« بحاجة الى استجواب من نوع آخر!
لماذا أنتم مستعجلون؟!
> في جلسة يوم الأربعاء القادم الموافق 1-7-2009م سيسأل النائب عبدالعزيز جباري وزير الكهرباء عن اختيار قاع جهران موقعاً لمحطة الكهرباء الغازية »ما الأسس والمعايير؟«.. وللعلم فقط.. فإن رئيس الوزراء كان قد حسم القضية ووجه باختيار موقع آخر!
- كما سيسأل جباري الوزير نفسه عن »أسباب تعطل مشروع المحطة الغازية في مأرب«، و»ما علاقة الشركة الايرانية بالمشروع«.. والتعطل المقصود كان في 2008م لأن المحطة والمشروع على وشك البدء بالخدمة من الشهر القادم.. أما الشركة الايرانية المعنية فليس سراً أنها الشركة المنفذة للمشروع!
> النائب الاصلاحي عبدالرحمن بافضل سيسأل في الجلسة نفسها وزير الداخلية -أو سيحثه على سرعة التحقيقات لكشف من يقف وراء العمليات الارهابية »التي حدثت مؤخراً في مديرية شبام ومطار صنعاء الدولي«- يقصد خط المطار.. ومؤخراً هذه تعني مطلع العام 2009م؟!
كما سيحثه على »إطلاق سراح الشيخ يسلم الكثيرين« -كما ورد في الجدول واظنه الكثيري«-وعشرين شخصاً برفقته.. احتجزوا في مطار صنعاء وكانوا في طريقهم للمشاركة في احتفالات المولد النبوي في موريتانيا »حدث ذلك في ربيع الأول ونحن اليوم في رجب!« وكان قد أطلق سراح المذكورين بعد وقت قصير.. ولكن لا يمنع الأمر أن يحث بافضل الوزير على إطلاق سراحهم »!!«.
> هناك أيضاً سؤال مهم وحيوي سيطرحه النائب عبدالمعز دبوان على نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي حول نصيب مديرية فرع العدين في البرنامج الاستثماري للعام 2008م؟!
وربما يحثه على مضاعفة المبلغ! دائماً النواب مستعجلون.. أليس كذلك؟!
قمح.. و»ضنك«!
> أما في جلسة يوم الأربعاء بعد القادم 8-7-2009م فسيتصدرها النائب سلطان العتواني بسؤال لوزير الصحة العامة والسكان مفاده: »تشير المعلومات الى انتشار حُمَّى الضنك في محافظة شبوة.. الخ« -»كان ذلك في مطلع شهر يونيو 2008م«- وبالتالي العتواني بصرامته المعهودة سيسأل الوزير: ما الاجراءات التي ستتخذها الوزارة لمواجهة ومحاصرة هذا الوباء »الخطير« ومعالجة المصابين؟!!
- من يدري، ربما على الوزارة أن تعود مرة أخرى الى يونيو 2008م لاختبار الاجراءات ومحاصرة المرض!!
> في الجلسة نفسها سيسأل النائب محمد الصبري وزير الصناعة حول ارتفاع سعر الكيس القمح من 3 آلاف ريال الى 4 آلاف ريال؟ »ووصل في نهاية 2008م الى عشرة آلاف ريال أحياناً!«.
> بينما النائب عبدالحميد فرحان سيسأل الوزير أن وسائل الاعلام »تناولت« أن دولة الامارات منحت الشعب اليمني »500« ألف طن من القمح أي 10 ملايين كيس »فمتى متوقع وصولها وما الآلية التي ستعتمد للتوزيع؟«!
السؤال مهم وفي مكانه ووقته المناسبين تماماً »!!« حتى وقد عجن القمح وأُكل خبزاً أو عصيداً!
أسئلة لرئيس الحكومة..
> وهناك أسئلة كثيرة ستُطرح على دولة رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور في جلسة 15-7-2009م - بعد أكثر من نصف شهر من الآن.
ومنها -مثلاً: النائب عبدالكريم شيبان لديه سؤال ملح واستكشافي حول »ما حجم المبالغ المعتمدة في الخطة الاستثنائية الانمائية لمحافظة تعز للعام 2008م؟«، »كانت قد اعتمدت لمناسبة العيد الوطني الثامن عشر«!
- أما النائب ناجي أحمد عتيق فسيسأل رئيس الحكومة عن الأسباب التي جعلت الحكومة توافق بقرارها رقم »28« لعام 2007م على خصخصة صندوق التدريب المهني؟ وللعلم مجلس النواب انتهى يوم السبت -أمس الأول- من مناقشة تقرير لجنة القوى العاملة حول »مشروع قانون صندوق تنمية المهارات« البديل لصندوق التدريب وسلَّمه للقطاع الخاص!!
- وسؤال ثالث حول »احتمالات تأثر اليمن بالأزمة المالية، والاجراءات الحكومية لمواجهتها«؟ مقدم من النائب سلطان العتواني لرئيس الوزراء وعلى دولته أن يجيب.. بعد أكثر من عام على بدء الأزمة المالية!!
قصة "سادساً" في جدول أعمال البرلمان!!