الثلاثاء, 14-يوليو-2009
الميثاق نت -   ناصر العطار -
بعيداً عن التزلف ومن عمق التاريخ سنتحدث عن العوامل الحقيقية والرئيسية التي ساهم بها فجر اليمن الذي اشرقت شمسه يوم الاثنين الموافق ٧١/٧/٨٧٩١م لتضيئ سماء وسهول ووديان وجبال وشواطئ وجزر اليمن الغالي السعيد واحتفاءً بهذه المناسبة ووفاءً وعرفاناً بالجميل وبالدور النضالي لرمز الأمة وباني مجدها ونهضتها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي تحقق على يديه وفي ظل قيادته الحكيمة والرشيدة لسفينة الوطن التي كادت أن تغرق بسبب الظلام الذي عتم ولبد السماء وصعبت الرؤية إضافة الى الصراعات والانقسامات التي عاشها الشعب‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ٧١ ‬يوليو‮.‬
ومن أمثلتها لا الحصر الصراعات التي دارت رحاها بين شمال وغرب وجنوب وشرق اليمن كنتيجة لتبعية الانقسامات والصراعات الاقليمية والدولية بين المعسكرين الشرقي والغربي والذي ألقى بظلاله على العديد من شعوب العالم أمثال ألمانيا وكوريا والتي مازالت منقسمة حتى اليوم، إضافة الى الصراعات والانقسامات بين مخلفات الاستعمار والاستبداد وكانت النتائج لهذه الصراعات والانقسامات تأثر الحاكمين والمتسلطين على المناطق الجنوبية والشرقية بالأفكار النازية واعتناقهم المذهب الشيوعي الامر الذي أدى في ممارسة الارهاب والعنف والقرصنة وارتكبت العديد من الجرائم بحق الشعب وأبنائه لتخلف المآسي وازهاق أرواح الأبرياء وانتهاك الحرمات ومصادرة الاموال وجميع الحقوق والحريات التي يجب أن يتمتع بها أي انسان على وجه الارض وزرع الأرض بالمتفجرات والألغام، أما بقية المناطق في الشمال والغرب وإن كان أبناؤها ينعمون بقسط من الحريات والحقوق العامة الا أن الحقوق والحريات الاساسية والمتعلقة بالحق في الحصول على الخدمات الأساسية وحق الشعب في إدارة شؤونه بنفسه إضافة الى الصراعات التي كانت تحدث من وقت لآخر بين أبناء القوات المسلحة والأمن والتمرد وتسخير إمكانية الدولة لضرب‮ ‬وقمع‮ ‬وقتل‮ ‬المواطنين‮ ‬الأبرياء‮ ‬والآمنين‮ ‬في‮ ‬قراهم‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬إب‮ ‬وتعز‮.. ‬وانتهاج‮ ‬قتل‮ ‬رموز‮ ‬البلاد‮ ‬والرؤساء‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬والجنوب‮.. ‬الخ‮.‬
وبالحكمة والعقل والمنطق السديد المستمد والمتمسك بأسس وأهداف الشريعة الاسلامية وبقيم وأصالة الشعب اليمني أصل العروبة ومنبع الحضارات الانسانية يمن الإيمان والحكمة والتي جميعها توجب التسامح وإشاعة روح التآخي والتآزر والمحبة بين أبناء الأمة العربية والاسلامية الاخ البعيد وتفرض وتجعل ذلك فرض عين بين أبناء الشعب الواحد اليمني الذين تجمعهم وحدة الدين والأصل والثقافة والمصير، كما توجب على القائمين بشؤون الأمة مضاعفة الجهود والسهر من أجل رعاية مصالحها والعمل من أجل تنمية المجتمع بجميع المواطنين بالتساوي وبمجمل مجالات‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والاجتماعية‮.. ‬الخ‮.‬
وتحسين علاقة الشعب مع الشعوب الأخرى الشقيقة والصديقة .. تلك هي أسس ومنطلقات قائد سفينة الوطن والتي أعلنها بخطابه أمام مجلس الشعب صباح الاثنين ٧١ / ٧/ ٨٧٩١م بعد انتخابه لقيادة الوطن، وعمل بكل جهد وإخلاص ومعه الشرفاء والمخلصون لوطنهم من أجل صنع المستقبل الآمن والموحد للشعب اليمني منتهجاً الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر وتمكين الشعب من حكم نفسه بنفسه وبالخطوات التدريجية ثم انتهاج مبدأ الحوار بين كافة قوى وأطياف الشعب..والاستماع الى رموز وقيادات المجتمع على مستوى القبيلة ومنظمات المجتمع المدني والتجار وكافة الجمعيات المهنية والابداعية التي نمت وترعرعت في ظل قيادته، حيث أصدر القرارات الجمهورية بتشكيل لجنة عليا للانتخابات ودعوة المواطنين لانتخاب المجالس المحلية ثم المجالس البلدية وانتخاب ممثلين للمواطنين في المؤتمر الشعبي العام وتشكيل لجنة الحوار الوطني والتي خلصت الى صياغة الميثاق الوطني الدليل العملي والنظري ودستور المؤتمر الشعبي العام والذي صوت عليه الشعب كونه تضمن الاهداف والمنطلقات العامة للعمل السياسي والاجتماعي والثقافي.. الخ.. للشعب المستمدة من الشريعة الاسلامية ومن رؤى وتوجهات كافة القوى السياسية والدينية‮.‬
وفي مجال تحديث وتطوير مؤسسات ومرافق الدولة وفي مقدمتها القوات المسلحة فقد عمل منذ أول يوم على زيارة المعسكرات والالتقاء بقاداتها وبجميع الضباط والصف والجنود ومناقشة كافة القضايا المتصلة بالقوات المسلحة بشكل عام وبكل معسكر بشكل خاص يوماً بعد يوم حتى أصبح للشعب‮ ‬درع‮ ‬وقوة‮ ‬من‮ ‬أبنائه‮ ‬مؤهلين‮ ‬ومدربين‮ ‬ولاؤهم‮ ‬لله‮ ‬وللوطن‮ ‬ولمصالح‮ ‬الشعب‮ ‬دافع‮ ‬وصد‮ ‬العدوان‮ ‬الخارجي‮ ‬والعدو‮ ‬الداخلي‮.‬
أما حكمة القائد التي اتبعها لمعالجة قضايا الصراعات والارهاب والجرائم التي تنفذ في حق الشعب، فكانت سليمة وناجحة كونها ارتكزت على المعالجة الداخلية بالحوارات واللقاءات على المستوى الوطني وبالمثل عرض الموضوع على البيت العربي جامعة الدول العربية والجلوس والتفاهم مع قيادة النظام في الجنوب ومع العديد من زعماء الدول العربية والاجنبية بما فيها الدول التي ساندت ودعمت الارهاب، فتم تبادل الزيارات بين روسيا وليبيا إضافة الى الزيارة المكوكية التي قام بها القائد الرمز لدول الخليج العربي وللأقطار الاخرى وفي مقدمتها العراق وسوريا والاردن ومصر، كما تم تبادل العديد من الرسائل والزيارات بين قيادة الشطرين واستقبال الفارين من لهيب نيران فتن النظام الشمولي في الجنوب، ويوماً بعد يوم حتى تهيأت الظروف لإعلان إعادة لحمة الوطن في ٢٢ مايو ٠٩٩١م وفقاً للدستور الذي حدد به الأسس السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوق والحريات العامة للمواطنين وقيام سلطات الدولة وتحديد مهامه، وتكريس التعددية السياسية والديمقراطية للتداول السلمي للسلطة وتشكيل حكومات إئتلافية وقيادة الشعب للتصدي للانفصاليين اصحاب النفوس الحاقدة والمنتقمة من الشعب ومصالحه والمستهدفة‮ ‬أمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬ووحدته‮ ‬الذين‮ ‬تعودوا‮ ‬حكم‮ ‬الشعب‮ ‬بالإكراه‮ ‬وتنفيذ‮ ‬رغباتهم‮ ‬في‮ ‬القتل‮ ‬وانتهاك‮ ‬الحرمات‮ ‬ومصادرة‮ ‬الحقوق‮.}‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10935.htm