حاوره: عصام السفياني -
أكد ياسر اليماني وكيل أول محافظة لحج ان اللامبالاة والتهاون والتقصير من قبل مسئولين في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وبعض مديرياتها جعل منها أرضية خصبة للأنشطة الاجرامية لمليشيات المشترك.
مؤكداً ان عدم ضبط الجناة جعل عناصر التخريب تتمادى أكثر وتقدم على قتل ثلاثة مواطنين أبرياء بتلك البشاعة في حبيل جبر..
وقال : ان اللامبالاة وتهاون بعض مسئولي المحافظة وراء الكثير من جرائم القتل التي اقترفتها مليشيات الحراك بعد ان وجدت تساهلاً وغياب اجراءات رادعة ضدها..
وأبان اليماني عن جرائم كثيرة تحمل نفس الطابع البشع الذي قُـتل به ابناء القبيطة، حدثت في محافظة لحج، منها جريمة قتل سائق وايت ماء قبل أربعة أشهر كان يزوّد المواطنين في ردفان بالماء ولم يتم إلقاء القبض على الجناة حتى اللحظة.
كما انه تم قتل اثنين من المواطنين الأبرياء في ردفان في احدى مظاهرات الشغب بنفس الطريقة التي حدثت في حبيل جبر، اضافة الى قتل بائع خضار، وضباط كانوا يسيرون آمنين في الطريق العام تم التعرض لهم وقتلهم بصورة غادرة، وكل هذه الجرائم حدثت ولم يحرك مسئولو المحافظة ساكناً.
ودعا اليماني الى محاسبة بعض قيادات المحافظة والمديريات حتى يشعر المواطن ان هناك دولة نظام وقانون، مالم فإن جرائم مليشيات التخريب مرشحة للتزايد.
وحمَّـل اليماني قيادات المشترك المسئولية وراء تلك الجرائم، مشيراً الى ان تلك الاحزاب ظلت تصدر بيانات ترهيب ضد رجال الأمن كلما أقدموا لوقف جرائم مليشيات الحراك، وتزعم في بياناتها أن أعمال الفوضى والشغب والعنف تندرج ضمن العمل السلمي.
ماذا فعلت السلطة المحلية في لحج بشأن مقتل المواطنين الثلاثة الأبرياء في منطقة العسكرية بمديرية حبيل جبر؟
- نحن كقيادة المحافظة نتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الجريمة وفي غيرها من القضايا بسبب وجود الكثير من التقصير من قبلنا ولكن يفترض أن يتحمل المجلس المحلي في حبيل جبر وإدارة المديرية المسؤولية بجد واقتدار وأن يكون لهم رأي واضح وصريح من المجرمين وفي متابعة الجناة لأن كلنا يعلم أن الجناة الحقيقيين هم مليشيات الحراك لأنهم هم من يشجع على القتل وقطع الطريق ومهاجمة المعسكرات وهم من يشجع على طرد المواطنين من هذه المديريات بحجة أنهم من أبناء محافظات الشمال اضافة الى ما ينادي به أولئك المخربون باسم الجنوب، ويفترض بالسلطة المحلية بالمحافظة أن تتحمل مسؤوليتها لأن هناك تقصيراً واضحاً.
لامبالاة المسئولين
ما أسباب التقصير التي تشير إليها؟
- اللامبالاة من المسؤولين في تنفيذ المهام الموكلة إليهم في كثير من القضايا لأنه منذ عام 2008م حدثت جرائم كثيرة تحمل نفس الطابع من قتل سائق وايت ماء قبل أربعة أشهر كان يسقي المواطنين في ردفان ولم يقدم الجناة الى المحاكمة كما أنه تم قتل اثنين من المواطنين بنفس الطريقة في ردفان أثناء إحدى المظاهرات فقط لأنهم من المحافظات الشمالية، إضافة إلى قتل بائع خضار وثلاثة ضباط كانوا يسيرون آمنين في الطريق العام وتم التعرض لهم وقتلهم بصور بشعة ولم يحرك مسئولو المحافظة ساكناً حتى اللحظة.
التساهل وراء القتل
هل شجع هذا التساهل عناصر الموت على توسيع أنشطتها التخريبية والإجرامية؟
- نعم لأن مليشيات الحراك وجدت في محافظة لحج أرضية خصبة نظراً لعدم المتابعة والمطالبة وضبط الجناة من قبل المسئولين المختصين في المحافظة والمديريات لذلك تمادوا أكثر وأقدموا على قتل المواطنين الثلاثة الأبرياء في حبيل جبر مؤخراً.
لن نقف مكتوفي الأيدي
ألا توجد مؤشرات على تحرك لمتابعة هذه القضايا من قبل السلطة المحلية في المحافظة؟
- هناك بوادر ولكن على مليشيات الحراك أن تفهم أن الدولة نفسها طويل لكن عندما تصل الأمور الى التطاول على القانون وإقلاق السكينة العامة وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل الأنفس فلن تقف الدولة مكتوفة الأيدي أمام هذه الأعمال المجرمة.
اذاً من يمول نشاط عناصر ما يسمى بالحراك؟
- هناك دعم لا محدود من جهات خارجية.
مرتزقة ومأجورون
ما القضية التي تدعي مليشيات الحراك انهم »يناضلون« من أجلها؟
- هؤلاء لا يناضلون من أجل قضية بل مجموعة من العملاء والمرتزقة يتقاضون أجراً مقابل إثارة القلاقل والفوضى في البلد لأن حالة الأمن والاستقرار لا تطيب لهم بعد أن حكموا 23 عاما من 1967م الى 1990م ولم يقدموا لأبناء المحافظات الجنوبية ولو جزءاً يسيراً مما قدمته دولة الوحدة لذا فهم يعضون أصابعهم ندماً لأنهم لم يقدموا شيئاً للناس فتحولوا الى مأجورين لأنهم شاهدوا التنمية وحركة الاستثمار واستتباب الأمن والاستقرار والديمقراطية.
نحذر من الخطر
لماذا لم تحافظ السلطة المحلية على هذه المكاسب التي تحدثت عنها؟
- مالم تكن هناك حلول جذرية تبدأ بمحاسبة قيادات المحافظة والمديريات لعدم متابعتهم قضايا المواطنين وحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، فإن الامورمرشحة لمزيد من التطور.
مشكلة الأراضي هل يوجد لها امتداد في لحج؟
- قضية الأراضي قضية شائكة لأن دولة الوحدة تحملت إرثاً ثقيلاً بسبب عملية التأميم ومع ذلك تحملت دولة الوحدة على عاتقها تعويض المتضررين من صرف الحزب الاشتراكي أراضي الناس لأنفسهم ولأقاربهم قبل التوقيع على اتفاقية الوحدة.
تجاوزات
لكن هناك اعترافاً رسمي بوجود تجاوزات؟
- لا أحد ينكر أن هناك تجاوزات وتصرفات فردية لبعض المسؤولين لكنها ليست تصرفات نظام بل فردية تعود الى أشخاص، والنظام لا يمكن أن يحمي أحداً سيئاً.
انصاف المتقاعدين
ماذا عن مشكلة المتقاعدين العسكريين في لحج؟
- تم حل القضية على أكمل وجه، والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس قدمت للقيادات العسكرية والمتقاعدين أكثر مما كانوا يتقاضونه في عهد التشطير بأضعاف مضاعفة.
هل هناك تنسيق بينكم ووزارتي الدفاع والداخلية لمعالجة أية مستجدات تتعلق بحقوق المتقاعدين؟
- يوجد تنسيق وأوجدنا مكتباً داخل مبنى قيادة المحافظة لحل قضايا المتقاعدين وعملنا على حل كثير من القضايا التي تلقيناها من أصحاب الحقوق ولا توجد قضايا معلقة.
أين دور أحزاب المشترك مما يدور في المحافظة؟
- أحزاب المشترك شجعت ما يسمى بالحراك وكانت تعتقد أنه سيكون مكسباً لهم لكنهم تحولوا الى خصم لــ»لمشترك« والدعم الكبير للحراك كان بداية من المشترك من خلال المساندة السياسية والإعلامية لنشاطات مخالفة تمثلت استهداف أمن ووحدة الوطن.
لكن المشترك يقول إنه يدعم النضال السلمي؟
- كلنا مع النضال السلمي ولكن أين السلم من التخريب وقتل الأنفس وقطع الطرقات ومهاجمة المعسكرات.. وأين المشترك اليوم من الجرائم التي ترتكب من قبل أدعياء الحراك السلمي.
المشترك ضد الأمن
المشترك يتحدث عن تقصير من قبل الدولة في حفظ الأمن؟
- أي تقصير إذا كان المشترك أول من دان ويدين تدخل الأمن لحفظ الأمن والاستقرار وهو من طالب بسحب الجيش والأمن من مناطق الأحداث.
مزاج الشارع هل يسير في نفس اتجاه ميليشيات الحراك؟
- لا.. أبناء لحج وحدويون وكان لهم الدور الفعال في خروج المستعمر البريطاني والدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وكانوا في الصفوف الأولى في معركة الدفاع عن الوحدة وما زالوا وسيظلون.. وإن وجدت الدعوات النشاز فهي من قبل شرذمة صغيرة لا تمثل أبناء محافظة لحج ولا المحافظات الجنوبية، ومن لهم آراء فليتحدثوا بأسمائهم وليس بأسماء أبناء الجنوب، وعلى قيادات المشترك أن تستوعب أن ميليشيات الحراك ليست وصية على أبناء الجنوب، ولا مرتزقة الخارج أيضاً أوصياء على أحد.
دعاة الانفصال في الخارج هل هم الممولون لعصابات التخريب في الداخل؟
- دعاة الانفصال هم عبارة عن تجار حروب ولا يهمهم شعباً ولا وطناً ولا وحدة والدليل على ذلك هروبهم بالمليارات في حرب عام 1994م.
لكنهم عادوا اليوم ليدعوا إلى فك الارتباط؟
- القضية ليست زواجاً وطلاقاً بل هي قضية أرض وإنسان ووحدة شعب.. والبيض عليه أن يفهم أنه هرب الى الوحدة من المصير المجهول والمرعب الذي كان ينتظره وخوفا على رأسه من أن يكون الوجبة القادمة لمعارك الحزب الاشتراكي، ولا يمن على الناس بأنه وحد البلد.
هل أثرت أعمال الشغب على العمل التنموي في المحافظة؟
- نعم، أثرت كثيراً على التنمية، لأنه كيف تتطلب تنمية في ردفان او في يافع او في المديريات الأخرى، وفيها يتم قطع الطرقات وقتل الأبرياء.. كيف لمقاول أن ينفذ مشروعاً وهو غير آمن وهذه العناصر تعيق التنمية.. يعرف جميع أبناء الوطن أن أياديها ملطخة بدماء الشرفاء والمناضلين ولها تاريخ دموي لأنها تمارس نفس أساليب القتل التي كانت تمارسها في عهد التشطير لأنهم هكذا كانوا يقتلون الأبرياء بالهوية.
يفترض أن نحاسب
هل دفعت أعمال التخريب قيادة المحافظة إلى تغيير طريقة عملها باتجاه معالجة الاختلالات ومكافحة الفساد؟
- نحن نعترف بوجود تقصير كبير من قبلنا كقيادة في المحافظة ويفترض أن تحاسبنا القيادة السياسية وأنا لا أبرئ نفسي لأنني واحد منهم لأن هناك قيادات سيئة.. ونعلم ذلك ومازلنا متمسكين بهم، وأمين عام المجلس المحلي يمسك بزمام الأمور من خلال العناصر التابعة له.
تقاعس »المحليات«
القيادات السيئة هل هي تنفيذية؟
- نعم.. مديرو مكاتب تنفيذية على مستوى المديريات والمحافظة والمجلس المحلي في ظل هذه الظروف ليس لهم أي دور.. والتعيينات المركزية أثبتت أنها أفضل من المجالس المحلية، والدليل تهاون وتقاعس بعض المجالس المحلية في المديريات دفع الأمور الى التأزم أكثر، ولو وقفت المجالس المحلية بحزم لما وصلت الأمور الى هذا الوضع.
المسئولون مقصرون
ما الحل إذاً؟
- يجب التعامل بحزم وتطبيق القانون ضد أي مخل سواءً أكان في المجلس المحلي أو في قيادات ما يسمى بالحراك أو المسؤولين المقصرين في واجباتهم حتى يشعر المواطن أن هناك دولة نظام وقانون لا تتهاون مع أحد.. فالتهاون هو من أوصل لحج إلى هذا الحال، وإذا استمر الوضع على ماهو عليه فستتفشى هذه الظاهرة في كل محافظات الوطن.
مطلب شعبي
هل تطالب بتغيير مسؤولين؟
- المطلوب تغيير قيادة المحافظة كاملة من المحافظ إلى آخر موظف في مكتب المحافظة، وهذا مطلب شعبي، لأن الناس بحاجة الى وجوه جديدة.. إذا كان بعض مديري المكاتب التنفيذية عمره الوظيفي يتجاوز الـ14 سنة، ماذا ننتظر أن يقدموا للناس.. وللأسف هناك وزراء فاسدون متمسكون بعناصر فاسدة في لحج، بل يدافعون عنهم فإذا أردت أن تغير مدير مكتب تنفيذي مضى عليه 14 سنة في المنصب يعترض الوزراء، وهذا يضاف إلى تقصير قيادة السلطة المحلية لأن هؤلاء المدراء يراعون مصالح هؤلاء الوزراء.
وانا اقول هنا وبصراحة ان القيادة السياسية قدمت لمحافظة لحج أكثر مما قدمته لمحافظات أخرى لكن الفشل في قيادة المحافظة.. وأنا لن أتفاءل في ظل وجود قيادات مثل الأمين العام للمجلس المحلي.{
اليماني: المطلوب تغيير ومحاسبة قيادات في محافظة لحج