عبدالعزيز الهياجم -
ذكرت مجلة العرب الأمريكية- على موقعها الالكتروني يوم الخميس الماضي-أن فتاة بريطانية من أصل فلسطيني قررت فسخ خطبتها من شاب يمني بريطاني بعد أن كانا على موعد لعقد القران وإقامة حفل الزفاف في أغسطس المقبل، وذلك بعد أن اكتشفت أن خطيبها اليمني لديه ميول الى دعاة الانفصال.
وذكر التقرير الاخباري أن الفتاة الفلسطينية نضال مصطفى أبو الأحرار »24 عاماً« تراجعت عن قرار زواجها من شاب يمني عمره »26 عاماً« رغم أن عائلة الفتاة رحبت في البداية بتلك الخطبة نظراً لما يربط الشعبين اليمني والفلسطيني من أواصر أخوة وعلاقات وثيقة واحترام وشيج، وكذا تبادل الاحترام بين الأسرتين العربيتين في المهجر البريطاني.
وحسب المجلة فإنه ترتب على تراجع الفتاة إعلان أهلها عدم الموافقة على زواج ابنتهم الوحيدة من الشاب اليمني نزولاً عند رغبتها بعد أن اتخذت موقفاً سلبياً من والدة الشاب اليمني التي كانت تتحدث معها هاتفياً عن حادثة قتل ثلاثة يمنيين من أسرة واحدة وشنق آخر في إحدى المحافظات اليمنية »لحج«، وأن الفتاة استاءت من والدة خطيبها حيث لم تلمس الفتاة من حديثها أية ردة فعل وأي معانٍ للحزن والقلق من الحادث.. ووفقاً للمجلة فإن الفتاة تراجعت عن الارتباط بالشاب بعد أن اكتشفت أنه من مؤيدي الانفصال.. وقالت: إنها تفضّل أن تبقى عازبة طوال حياتها على أن تتزوج من انفصالي أو شخص يدعو الى تقسيم وطنه وشعبه.
والحقيقة أنني حرصت أن أسرد القصة رغم طولها، لأن الخبر يحكي عن نفسه ويكشف كل شيء بدون تعليق ويقدم دروساً لم يستوعبها يمنيون.. كما أن الفتاة الفلسطينية وجهت صفعة قوية لذلك الشاب الانفصالي وأخبرته ضمنياً أنه لا يشرفها- كفتاة فلسطينية لم تنسَ وهي في المهجر قضية شعبها العادلة وقضايا أمتها.. أن تتزوج منه، وأن من الأفضل له أن يرتبط بفتاة صهيونية أو جاسوسة اسرائيلية.. كون الطيور على أشكالها تقع »والمتآمرون للمتآمرات«.
بل والأدهى من ذلك أنها ستكون جريمة أن يتزوج ذلك الذي يؤيد الانفصال ويدعو الى تقسيم وطنه وشعبه من فتاة اسمها »نضال« واسم عائلتها أو لقبها »أبو الأحرار«.. فتاة لا تعني بريطانيا بالنسبة لها »الهايد بارك« أو العمالة أو الأموال المدنسة وإنما تعني لها »بلد الشتات« وتنتظر كما غيرها من الفلسطينيين حق العودة.
هذه هي النخوة العربية وهذه هي الرجولة الحقيقية التي تفوق وتسمو فوق كل رجولة فسيولوجية.. عاشت نضال وعاشت عائلتها أبو الأحرار وعاشت فلسطين، وعاشت اليمن الموحدة الى أبد الآبدين.{