الأربعاء, 22-يوليو-2009
الميثاق نت -   حسن عبدالوارث -
•• ستظل أزمنة الشمولية وافعلة الديكتاتورية وأمثلة المصادرة والمطاردة والحظر والقهر - في لبوسها الفكري بالذات - ذكرى مريرة وخاطرة أليمة في القلب والعين والذاكرة.
حين تكتب قصيدة ، ثم تبدأ بفك شفرتها - أنت - قبل أن يفكها غيرك ، على هواه ، ذات "قراءة" إجرامية !
حين تسطر قصة ، ثم تعيد كتابتها عشرات المرات ، مخافة أن يفهمها آخر بصورة أخرى لا علاقة لها بالفهم !
حين تقول كلاماً يخلو من تناحر المعاني وتناقض الدلالات ، وتكتشف - فجأة- أنه كلام مشبوه المعنى أو ملتبس الدلالة!
وحين .. وحين .. وحين .. لحظتها - فقط - تعرف طعماً آخر، لوناً آخر ، شكلاً آخر، رائحة اخرى لظاهرة الكتابة وظاهر الحرية !
كنا نعي - رغم أنوفنا - أن ثالوث "الدين والجنس والسياسة " هو ثالوث بغيض، محرم ، محظور، لا ينبغي الاقتراب منه على بعد عشرة آلاف ميل .. لكننا ظللنا نكتشف - كل يوم- ألف ثالوث أسود يغزو حياتنا الثقافية والإبداعية ، لم ترد في قاموس أو معجم أو موسوعة منذ عشرات القرون !
وقد كان " الأديب - الرقيب" ينتفخ كخياشيم الضفدع في رؤوسنا وحواسنا ، يوماً إثر يوم ، حتى يبلغ أحياناً بحجم أكبر منطاد عرفه الفضاء في تاريخ البشرية !
حتى اضابيرنا كانت تنتفخ ، هي الأخرى ، بالاوراق الحاملة فيروس الكتابة المشبوهة أو القابلة للاشتباه .. نضعها كل يوم بأيدينا في اضابير الحَجْر الإبداعي هذه قبل أن تطالها عيون لا تعرف الضوء او أيادٍ لا تعرف الحرارة أو عقول لا تعرف الحلم ولا تعترف بالحياة !
لقد ولى ذلك الزمان ، غير ان شبحاً منه لا زال يجول في وعينا ووجداننا ، متربصاً ومتحفزاً لوصل قديم انقطع!
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11008.htm