أمين الوائلي - هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها رئيس الجمهورية إلى الحوار والتصالح والتسامح بين كافة القوى والفعاليات السياسية والوطنية، ومع ذلك الإعلام بدرجة رئيسية، يتعامل مع الدعوة وكأنها غير مسبوقة.. وهذا خطأ منهجي كبير!!.
< من شأن التعامل مع دعوة الرئيس إلى الحوار بهذه الكيفية إعطاء انطباع قاصر ومغلوط بأنها الدعوة الأولى من نوعها تصدر عن رئيس الجمهورية، ولذلك ذهب الإعلام، بحسن نية، يحتفي ويحتفل بدعوة لاتزال قائمة منذ جاء الرئيس إلى الرئاسة في 17يوليو 1978م.
< إظهار قيمة الحوار ونهج التصالح والتسامح في سلوك وقيادة الرئيس علي عبدالله صالح لا يجب أن يقتصر على دعوة بعينها هي بنت الساعة واللحظة الوطنية الراهنة.
< ولايزال هذا هو شأن وسلوك الرئيس وقيادته، فالحوار ليس جديداً ولا طارئاً عليه في هذا المضمار.
< إنما يجب النظر إلى القضية من زاوية الضرورة المرحلية القائمة إلى الحوار والتسامح، لا باعتبارها ضرورة فريدة وأولى، بل حالة متكررة وسلوك معتاد في اليمن منذ 3 عقود.
< وفي حين ذهب الإعلام - الرسمي والمؤتمري غالباً - يبرز دعوة الرئيس إلى الحوار، ويأخذها كقيمة مجردة ومفردة، فإنه لم يبادر إلى استنطاق واستعلام الأطراف السياسية والحزبية المعنية بالدعوة أصلاً حول موقفها، وكيف ستتعامل مع هذه الدعوة الجديدة والمتجددة؟!.
< عرفنا من طرف واحد ومن شخصيات وقيادات محسوبة غالباً على فريق السلطة، وكان بودنا لو قدّم الإعلام خدمة إضافية مهمة، وسأل الطرف الآخر، في المشترك مثلاً، عن موقفه من الدعوة الرئاسية.
< لأن هذا يتيح للرأي العام معرفة كيف يفكر السياسيون، ومن منهم منفتح على الحوار، أو من هو منغلق على نفسه ورأيه دون سواه؟!.
< حتى الآن ليس هناك موقف رسمي واحد أعلنته أحزاب المشترك على ضوء الدعوة الجديدة من رئيس الجمهورية إلى الحوار وإلى التصالح والتسامح، والإعلام الذي احتفل بالدعوة لم يخدمها، وهنا يكمن الفارق!!. |