كلمة الثورة -
أفصحت الأعمال الإجرامية التي اقترفتها بعض العناصر التخريبية الخارجة على النظام والقانون والتي عمدت يوم أمس إلى الاعتداء على مقار السلطة المحلية وإراقة دماء عدد من رجال الأمن والمواطنين الأبرياء في مدينة زنجبار بمحافظة أبين عن أن هذه العناصر المأجورة والحاقدة من بقايا مخلفات النظام الشمولي والشطري والسلاطيني قد أدمنت الإجرام وسفك الدماء وصار يحركها الفكر الظلامي والضلالي والعنصري والنزعة الإرهابية المقيتة التي عشعشت في عقلياتها إلى درجة باتت معها عاجزة عن التكيف والعيش في ظل مناخات الأمن والاستقرار وقيم التسامح والوئام والمحبة والسلام.
وليس هذا وحسب بل ان لجوء تلك العناصر التخريبية والإرهابية إلى القتل العشوائي وممارسة أعمال التخريب والفوضى قد كشفت من خلال تلك الأفعال الإجرامية عن وجهها القبيح وما تضمره لهذا الوطن من حقد وضغينة معتقدة أنها ومن خلال إثارة الفتن وتعكير صفو السلم الاجتماعي ستتمكن من إعادة الوطن إلى أزمنة التسلط والتخلف والاستبداد وعهود التشطير التي دفنها شعبنا بانتصار ثورته المباركة في الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر وإعادة وحدته في الـ22 من مايو 1990م .
وربما يلاحظ الإنسان من خلال المتابعة للأعمال الإجرامية التي كان مسرحها مدينة زنجبار بمحافظة أبين أن من أقدموا على تلك التصرفات الغوغائية والفوضوية والإجرامية إنما أرادوا بذلك إشباع غوايتهم ومسلكهم الشيطاني والتأكيد على أنهم قد تشربوا فكر التطرف والإرهاب وتجردوا كلياً من كل المعاني الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية وان اعتناقهم لهذا الفكر كان نتاجاً لانغماسهم في طريق الشر وابتعادهم عن المبادئ العظيمة للدين الإسلامي الحنيف الذي يحرم قتل النفس البريئة ويتوعد من يقدم على هذا الجرم بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة .
إن ما أقدمت عليه تلك العناصر التخريبية والإرهابية من بقايا مخلفات الحكم الشمولي والسلاطيني إنما يأتي تنفيذاً لأجندة خارجية وما تلك العناصر العميلة سوى ادوات تم استئجارها لتنفيذ ذلك المخطط التآمري الذي تستهدف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وهو ما تنبه له أبناء محافظة أبين الذين أعلنوا رفضهم واستنكارهم لتلك الأعمال الإجرامية وأنه لا أحد في محافظة أبين أو غيرها من محافظات الجمهورية يتفق أو يرضى بما اقترفته تلك العناصر الإرهابية والانفصالية والسلاطينية، مؤكدين على أن هذه الشرذمة ومن يدعمها من الخارج هي من تحاول الإساءة للتاريخ الناصع لأبناء محافظة أبين الذين كانوا دوماً في طليعة الصفوف المدافعة عن الثورة والجمهورية والوحدة وكل المبادئ والأهداف الوطنية التي ضحى من أجلها أبناء الشعب اليمني وقدموا في سبيلها كل غال ونفيس انتصاراً لإرادتهم في التحرر والنماء والتطور والنهوص الشامل.
وفي هذا الموقف رسالة قوية وواضحة تخرس ألسنة المتآمرين والمتخاذلين على حدٍ سواء.
ومن بين دلالات هذا الموقف الشعبي ما يجسد بالدليل القاطع على أن ذاكرة شعبنا حية ومتيقظة وأن هذا الشعب لن يسمح لأي متآمر أو إرهابي أو انفصالي أو ارتدادي العبث بوطنه ووحدته واستقراره.
وعلى الجميع إدراك هذه الحقيقة التي لا مجال فيها للمراهنة على الأعمال الغوغائية والفوضوية وأن من يسعى للبحث عن أدوار من خلال ركوب الموجة والاندفاع وراء الأنشطة التخريبية أو التبرير لها بحثاً عن أي مكسب سياسي أو حزبي أو مصلحة ذاتية ضيقة بأنهم لن يجنوا من وراء ذلك سوى الخيبة والندامة خاصة وأن هذه الانتهازية المتعددة الألوان التي تتخذ من الفوضى وأعمال التخريب وسيلة للمناورة والابتزاز سبق وان أثبتت التجربة فشلها وأنها التي كانت وبالاً على أصحابها قبل غيرهم، مما يعني معه أن الرهان الرابح هو الرهان على الاصطفاف إلى جانب الوطن وثوابته واستقراره وأمنه، وما دون هذا الرهان فهو الخسران واللهث وراء السراب والتخبط والضياع، وذلك هو مآل كل ضال والمصير المحتوم لدعاة الفتنة والفوضى والأبواق النشاز وستعلو في وجوههم صرخة الشعب ليخسأوا وتخرس ألسنتهم إلى الأبد.
|