سالم باجميل - الوطن (الأرض والإنسان) لا يحتاج في الوقت الراهن إلى عناصر حزبية او مستقلة من طراز أولئك الذين يوظفون أنفسهم في الموالاة او المعارضة كمسامير في آليتهما المتجهتين حسب هبوب رياح سياسات المصالح نحو الاختلاف او الائتلاف، مع إقرارنا ما لهؤلاء من حظوة لدى الساسة في الموالاة او المعارضة في كل الأوقات.
• الوطن يحتاج إلى رجاله ونسائه الذين يمتلكون وجهات نظر في الحياة المعاصرة الراهنة التي بحركة التغييرات والإصلاحات. آن أوان الزمن الذي ينبغي أن تتوقف فيه القيادات والكتاب المتحزبون لثقافات الكراهية والتحريض الدعائي المؤذي والضار بالوفاق الأهلي الوطني.
• متى يفهم المتصارعون ان الدماء التي تسيل في بقعة من الأرض اليمنية هي الأخرى يمنية، وان الأرواح التي تزهق من صفوف الطرفين المتنازعين هي أيضا يمنية.. متى نفهم هذا الوضع المأساوي حتى نكف عن الصراعات المدمرة للإنسان والإمكانيات في أرضنا اليمنية الطيبة.
• ليت شعري.. متى يعلم المتنازعون ان الوطن يخسر ولا يستفيد من معظم نزاعات القوى والأفراد .. حيث تستولي فكرة المواجهات على الجهود والإمكانيات بما في ذلك طاقات وأرواح البشر التي نحن وأمثالنا في مسيس الحاجة إليها كي نقوي بها مسارات البناء والتطور والتقدم التي نرنو اليها مساء وصباح كل يوم في الوقت الحاضر.
• الزمن يمر مرور السحاب في السماء ولا يفوز بالحياة الكريمة إلا من يضع فيه المزيد من الحياة بالعمل والنضال .. يتراءى لنا بكل صدق وأمانة أن السياسات الحزبية أغرقتنا في بحار فساد من طراز جديد لا نظير له في دنيا السياسات الفاسدة فيما حولنا في العالم المعاصر.
• فساد في العمل السياسي الحزبي؛ تقوم قيادات في أحزاب وتنظيمات بلادنا يبرر الناشطات الآثمة التي تضطلع بها القوى والعناصر الحاقدة على الثورة والجمهورية والوحدة.. فتكتل أحزاب وتنظيمات المشترك لا يرى من المشهد السياسي العام في اليمن إلا تمتع المسؤولين بالجاه والثروة وارتكاب المزيد من الأخطاء على حد تعبيره، وهو لذلك يرى نفسه أحق بامتيازات الحكم من غيره.
• أهل كل ناحية من نواحي الوطن يرون أنفسهم الأفضل.. والقبائل والعشائر تتنافس وتتفاضل فيما بينها.. والأحزاب والتنظيمات السياسية والجميع يتطلع من وراء ذلك الى الجاه والسلطة .. لان حال البلاد والعباد الاقتصادي واقف.. فالكل ينظر إلى امتيازات الحكم ولا نملك إلا أن نسأل اللطف في رسم المكتوب في اللوح المحفوظ.
• الأوطان لا تبنى بحكام بلا حدود، كما أنها لا تبنى بمعارضين بلا حدود أيضا والدستور والقانون في الحاكم الرشيد والمعارض الرشيد يمثلان منطقة الوسط الذي ينبغي أن يتحرك باتجاهها صفوف الموالاة والمعارضة من صنع شيء جديد عبر الحوار والوفاق.
• الزمن يمضي بنا ونحن في مواقع الأمن مكانك سر موالاة ومعارضة فقرابة عشرين سنة من الممارسات الديمقراطية لم نتعلم منها إلا كيف نقتنص الأخطاء؟! وكيف نتبادل الاتهامات فيما بيننا؟! أفاد الآخرون من الديمقراطية أكثر مما استفدنا نحن في الموالاة أو المعارضة.
• يتبدى لنا أننا نتوه في السير بلا هدى، وقد نتردى في الهلاك في ذات خطوة نخطوها -عياذاً بالله- أو أننا نسير ولكن بخطى تسبقنا من ضياع إلى ضياع؛ هكذا تقول تجربة الحزب الاشتراكي ولا يريد احد لتجربة حزب الإصلاح أن تجاورها عمليا وتاريخيا بحال من الأحوال.
عن السياسية |