لقاء /توفيق الشرعبي -
كيف تصفون ما حدث الأسبوع الماضي من جريمة قتل وفوضى في مدينة زنجبار- أبين- كونكم أحد أبناء المحافظة وشخصية برلمانية؟
- المجزرة التي حدثت في زنجبار أبين الخميس الماضي جريمة لا يرتضيها شرغٌ ولا دين ولا قيم إنسانية، وهناك من يريد جرّ البلاد إلى منزلق التصادمات والاقتتال، وهؤلاء هم من بيَّتوا لهذه المجزرة وبدعوى تحرير الجنوب.. ونعرف أنهم أذناب للخارج مثلما كانوا سابقاً.. إن أولئك الذين يسمون أنفسهم بـ«الحراك» الخارجون على القوانين والثوابت الوطنية، زايدوا بقضايا المواطنين وزايدوا بالوطنية وادعوا وصايتهم على الجنوب، لكننا نقول لهم نحن نرفض تصرفاتكم وجرائمكم لأننا نعرف أهدافكم ولمصلحة من تعملون.. كما أن ما تقومون به من أعمال قتل وتخريب لا تصدر إلاّ عن معتوهين لا يملكون قيماً أو أخلاقاً، وتصرفاتكم دخيلة على مجتمعنا الذي عُرف عبر التاريخ أنه لا يقوم بتلك التصرفات المهزومة والمريضة.
استغلوا طيبة المحافظ
أين السلم الذي يدعيه أصحاب ما يسمى بالحراك.. وما رأيك بسماح المجلس المحلي لهم بإقامة مهرجانهم وما نتج عنه؟
- محافظ أبين رجل وطني ووحدوي، كان تصرفه سليماً عندما سمح لما يسمى بالحراك بإقامة مهرجان، ولأن أصحاب الحراك لا يرعون إلَّا ولا ذمة، فقد استغلوا طيبة المحافظ ونفذوا مهرجانهم ومن ثم استفزوا الأمن وباشروه بإطلاق الرصاص بعد استفزازه برفع الشعارات الانفصالية وترديد العبارات المعادية للوحدة والدفع بالمواطنين باتجاه السجن المركزي لإطلاق السجناء.. ومسئولية الأمن حتمت عليه الدفاع عن نفسه وحماية المواطنين، ولكن مليشيات الحراك أرادوها مجزرة فحصل ما حصل.
البيان الصادر عن المشترك حمّل الأجهزة الأمنية المسئولية واتهمها بارتكاب تلك المجزرة كون أصحاب الحراك كانوا عزلاً من السلاح - حسب زعمهم -.. كيف تفند هذا الموقف؟
- إذا كان أصحاب الحراك يوم الخميس الماضي عُزّلاً بدون سلاح وأن الأمن هو من قام بتلك المجزرة -حسب بيان المشترك- فلماذا لم يُدن المشترك الاعتداء الذي نفذه أولئك المخربون على طقم عسكري في منطقة «باتيس» بإقدامهم على اختطاف سبعة من الجنود، حيث تم اطلاق ثلاثة من المناطق الجنوبية فقط، بينما تم أخذ البقية الى جبال يافع، ولولا تدخل الخيرين الوحدويين بإطلاق سراحهم عنوة من مليشيات الحراك لتم قتلهم.. ولماذا لم يصدر المشترك بياناً عندما قام نفر من الحراك بالتقطع لرجل قام بإسعاف ابن عمه وأردوه قتيلاً بحجة أن سيارته تحمل لوحة رقم «1».. ولماذا لم يحرك المشترك ساكناً تجاه من قتلهُ الحراك في بقالته أو من شنقه أو من تم قتلهم من أصحاب محلات الحلوى، ولماذا يصمت المشترك تجاه أولئك الذين يعلنون الحرب ويطالبون الانفصال بالقوة واثارة الفتن وزرع العنصرية بين أبناء المحافظات؟!
نحن مع الدولة ونريدها أن تفعل القوانين وتقوم بواجبها.. وعلى قيادات أحزاب المشترك أن تقدم خطاباً وطنياً وتوعّي أعضاءها وأنصارها بكلمة حق.. فهذه البلاد اذا حصل لها مكروه -لا قدره الله- لن يسلم أحد من الشر وسيكون المؤتمر والمشترك سواءً.. كما أن على المشترك ألا يظن أن ما يحصل اليوم لمصلحة البلاد أو لمصلحة أحزابهم، فالفتن لا تخص والانفلات الأمني يضرُّ بالجميع.
مازالوا مناصرين
ألا يُعتبر هذا البيان نصيراً وسنداً لما يقوم به أصحاب الحراك من أعمال إجرامية.. ودليلاً على وقوف «المشترك الى جانب هذا الحراك؟
- في بداية الأمر استمدت عناصر ما يسمى بالحراك قوتهم من مناصرة قيادات أحزاب المشترك لهم ورفعوا أصواتهم بمباركة هذه الأحزاب وبدأوا بالنزول الى الشوارع بوقوف المشترك الى جانبهم، ولكن الحراك اليوم خرج عن اطارهم ولم يعد يعترف بهم رغم كل ما قدمه المشترك لهم من دعم ونصائح وتشجيع..
اليوم هؤلاء المخربون لا تربطهم بالمشترك أي شيء وكذلك أصبحوا لا يعترفوان بقوانين أو ثوابت لأن هدفهم الانفصال وقيام دولة مستقلة، إلا أن المشترك مازال يخدمهم من خلال البيانات والتصريحات ومنها بيانه حيال ما حدث في زنجبار الاسبوع الماضي، وأقول هنا للمشترك اذا لم يعدل عن هذه السياسة، فستكون آثارها سلبية على الوطن بشكل عام وعلى المشترك نفسه بشكل خاص، كما أن علىه أن يعي كراهية الحراك له وللدولة عموماً وللوحدة خصوصاً، والدليل ما يفعله الحراك على الواقع.. وفيه ما يجعل المشترك يعدل عن سياسته ويقف مع الوطن بعيداً عن المزايدات والمجاملات والمناكفات.. المطلوب من المشترك أولاً وكافة الاطياف السياسية أن تستوعب المرحلة وما يعتمل على الساحة وتتحمل المسئولية إزاء ذلك حتى لا يذهب الجميع الى هاوية لا تحمد عواقبها.
ألا ترى أن هناك من يعمل جاهداً لبث ثقافة الكراهية والمناطقية في أوساط المجتمع؟
- الشعب اليمني واحد عبر التاريخ، وكثير من ثوار الشمال احتضنهم الجنوب، ومعظم ثوار الجنوب شاركوا في ثورة سبتمبر رغم سياسة الاستعمار واستبداد الحكم الإمامي.. ولايزال الشعب اليمني واحداً في قيمه وأخلاقه وتعاملاته.. ولا يخفى على أحد أن هناك من يسعى لبث ثقافة الكراهية والمناطقية والعمل على إذكاء روح الاحقاد والضغائن، وهذه سياسة الانفصاليين منذ عام 1994م وحتى اليوم يسعون تحت مسمى «الحراك» لتنفيذ سياستهم التآمرية على الوطن ووحدته وشعبه.. وأعمالهم الاجرامية تؤكد حقدهم وتآمرهم على الوطن وتجسد ثقافة الكراهية والحقد والمناطقية والعنصرية، ولا أظن أنهم سيستطيعون بث ثقافتهم المريضة في ظل الوعي الذي وصل اليه مجتمعنا المتماسك والوحدوي.
لا يمثل مرجع
ماذا عن مناشدة المدعو البيض للمجتمع الدولي التدخل بخصوص ما حصل في زنجبار.. ومن اعطاه شرعية الوصاية على أبناء المحافظات الجنوبية؟
- علي سالم البيض شخص مريض يعيش على الأحلام، وتصرفاته تؤكد أنه معتوه، لأنه مازال يحلم بإعادتنا الى الوراء، ولا ندري من أعطاه الحق أن يتحدث باسم الجنوب.. فهذا الشخص لا يمثل للشعب اليمني ولا لأبناء المحافظات الجنوبية أي مرجع.. ولا أعتقد أن هناك من يعترف به من الناحية القانونية أو الدستورية، هذا الشخص أصبح لا يمثل حتى نفسه وقد وصل الى مرحلة التخريف بدليل ادعائه تمثيل أبناء الجنوب وهو صاحب الماضي الأسود في حياة ابناء المحافظات الجنوبية فهو من قام بالمجازر وذبح الكثير والكثير من المواطنين والمناضلين والعلماء ولاتزال بشاعة المجازر التي نفذها في أبناء حضرموت عالقة في الأذهان، ومايزال ابناء الجنوب يشكون ويئنون ويتألمون جراء ما فعله هذا المريض فيهم من ذبح وقتل وتشريد وسحل.. لا أحد يستطيع أن ينسى جرائمه ضد الانسانية..
ودعني أؤكد له ولشرذمته الانفصالية أنهم واهمون حد الجنون اذا صدقوا أنفسهم أنهم بأعمالهم التخريبية وقتلهم للأبرياء وإقلاقهم للسكينة العامة سيضغطون على الدولة وسيؤثرون على الوحدة، فالوحدة محروسة بأبنائها، ومثلما لقناهم درساً في صيف 94م سنلقنهم اليوم إذا أرادوا ذلك، وليعرف هذا المريض ومليشياته أن الوحدة لم تأتِ من فراغ، ولن تصبح هباءً منثوراً، لأنها عمدت بدم خيرة أبنائها، ولن نسمح لمن يدعو للانفصال ان يتمادى في غيه وسنكون له بالمرصاد..
لا يستشعرون الخطر
هل يقوم مجلس النواب بدوره تجاه ما يحدث اليوم على الساحة من أزمات ودعوات انفصالية وخروج على الثوابت؟
- مجلس النواب لايقوم بدوره الفعلي تجاه مايحدث في المحافظات الجنوبية، حيث يُفترض علينا كبرلمانيين ان يكون لنا وقفة تاريخية لأن مايحدث يستهدف الوحدة وتفكيك التكاتف المجتمعي وتمزيق الوطن.
وأقسم بالله أنه إذا سكت البرلمان عما يجري اليوم على الساحة فإن البلاد ستؤول الى الهاوية.
بصفتكم برلمانيين عن الدوائر التي يتمترس فيها المخربون لماذا لاتضغطون على البرلمان لاتخاذ موقف؟
- كان يُفترض علينا ان نضغط على مجلس النواب كوننا معنيين في المقام الأول ولكن المجلس لاينظر بمسئولية الى مايحدث في المحافظات الجنوبية.
كما يُفترض علينا كأعضاء مجلس النواب ان نكلف أنفسنا وننزل الى الدوائر والى المديريات ونتلمس أوضاع الناس ونعمل على حلها في اطار القانون والدستور وتحت سقف الثوابت، وما خرج عن ذلك نتحمل مسئولياتنا كمشرعين ورقابيين تجاهه.
التهاون.. الفساد
هل من الممكن ان تقف معنا على أسباب معينة لما يحدث اليوم في بعض المحافظات الجنوبية؟
- مايحدث اليوم أسبابه كثيرة وأهمها وجود قيادات ومسئولين يمارسون الفساد وينخرون الوطن من الداخل ويسيئون لسمعة الدولة، هؤلاء كانوا من أسباب وجود ما يسمى الحراك.. وخطرهم لايقل عما يقوم به أصحاب الحراك، كما ان مماطلة الدولة في بعض القضايا سبب الكثير مما هو حاصل على الساحة.
وما المفترض أن تقوم به الدولة إزاء مايقوم به مايسمى بالحراك؟
- أرى ان يُفتح الحوار مع الجميع وإذا كانت هناك مطالب شرعية نقف معها ونعمل على ايجاد الحلول الناجعة لها وباعتقادي ان هناك أصحاب مطالب مشروعة سواءً في المحافظات الشمالية أو الجنوبية يجب ان يُنظر لها بجدية بعيداً عن التسويف والمماطلة.
أما المطالب غير القانونية والتمادي على الثوابت والخروج على الدولة فهذا ما لايرضاه أي وطني.. وأرى ان تقوم الدولة بواجبها تجاه ذلك بحزم وتضرب بيد من حديد وضبط كل المتورطين واتخاذ الاجراءات الجزائية الرادعة لهم وفقاً للقانون والدستور حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
دعوة
كيف تنظر لمؤشرات الحوار بين الأحزاب؟
- لاندري من هو المستفيد من المماطلة في البدء في الحوار.. ولاندري لماذا لاتوجد الجدية في الحوار من قبل الاحزاب والتنظيمات السياسية.. هناك تسيب واهمال وكأن الوطن لايعنيهم بشيء وكأنهم ليسوا مسئولين عنه.. وأنا أوجه دعوة لهم -أي المؤتمر الشعبي العام واحزاب المشترك- بصفتي مواطناً، وليس برلمانياً بأن يعودوا الى طاولة الحوار وأن ينظروا ولو لمرة واحدة الى مصلحة البلاد وان يترفعوا عن المكايدات السـياسية والانزلاق نحو الخلافات التي لاتسمن ولاتغني من جوع بل على العكس ستؤدي الى كارثة غير مخطط لها..
كلمة أخيرة؟
- أحب ان اقول للمفسدين كفاكم فساداً، فالوطن لايحتمل نتائج ما تقترفون من أعمال.. كما أنصح الاحزاب والتنظيمات السياسية استشعار المسئولية تجاه هذا الوطن وتحكيم العقل.. كما أؤكد للمتآمرين على هذا الوطن ووحدته ان مشروعكم فاشل وتصرفاتكم اجرامية وخطاباتكم ممقوتة.. وأقول لشعبنا الأبي أنت حارس الوحدة الأول فكن لهم بالمرصاد