امين الوائلي -
تصبحون على خير.. على أمل عاقل وصحو يسع الراغبين في الوطن جميعاً ربما تجدون في الهجوع إلى النوم راحة من هدير اليقظة وقوة الصحو.
دعوا اليقظة للوطن. واخلدوا إلى النوم إذا أمكنكم ذلك.. امنحوا أنفسكم فرصة واستريحوا.. أريحوا الشارع من توعد بالإنزال.. فالنزول -قال جدنا- "كعدلة" ويكفيكم ما أنت فيه.
- تصبحون على ضوء. مالكم وللوحشة وحديث الليل ومواعيد الويل ودوامة المقامرة والهروب إلى عنتريات "يائس بن طفشان". جربوا أن تقرأوا سورة "الصمت" وأن تصوموا عن أنفسكم وعن اتباع حديث الأمارة بـ"البهررة".
أعلم أنها فادحة وقاسية.. ومريرة أعلم. أعلم أنها باغتتكم من كنانة الغيب، وأن العلقم بعض خلاصتها.. أعلم، ولكن.. من قال إن الكراهية تنبت ورداً، أو أن العويل يمطر مقاعد وشهادات فوز، وأن الضوضاء طريق إلى الظفر؟!
- تصبحون على عافية. يسعنا الوطن.. أخوه نحن.. فزنا جميعاً ولم يخسر أحد.
انتصرنا جميعاً وهزمنا الهزيمة.. نجحنا في تقديم بلادنا بصورة أرقى وأبهى وأزهى، كسبنا الرهان. وأمامنا المستقبل بطوله وعرضه.. والمستقبل لمن أقبل.
- ليست نهاية العالم.. ولكنها نهاية التزييف والزيف.. نهاية العنتريات.. وبداية الموعظة لمن أحسن القراءة والاعتبار. نهاية الحريق وأول الطريق لمن أمن بالشعب وكفر بـ"الأنا" الملطخة بالصنمية.. تريد أن تفرض نفسها يأساً على الرعية وحريقاً كونياً يزخرف الوطن باللهب ومعابر الكلام المتفلت عن عقال العقل.. وأسنة أقلام استقت حبرها من رعاف القوارص.
- جربوا أن تكونوا "سلاماً" و"ماءً".. فلا شيء يحصده زارع الجمر غير الرماد. وهاقد زرعتم، وهاقد حصدتم.. فكيف إذا جاوز الركب منعطفاً في الطريق وبتّم نياماً؟! وكيف إذا سارت العيس تنشد فجراً، وأنتم على حالكم قاعدون.. تنحنون لليل:"زدنا ظلاما"؟!
- تصبحون على ألف درس تجيدون درسه. ولكن.. جدوا غير هذا الذي ملّكم، وأنتم به مغرمون. جدوا غير هذا الخطاب الملوث باليأس والبؤس و"الدوشنة".
- تصبحون.. عليكم. وياليتكم تستطيعون أخراجكم من سبات "اللقاء" الذي ما التقى.. ومن مأتم "المشترك".