اقبال علي عبدالله -
يعتقد بعض قادة أحزاب العجنة الغريبة المعروفة بـ"اللقاء المشترك" أن هروبهم -ولا نقول "تهربهم"- من الحوار وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في فبراير الماضي بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب "المشترك" والذي أفضى الى تأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة عامين أي تمديد فترة المجلس النيابي الحالي حتى أبريل 2011م.. أقول إن هؤلاء البعض من قادة »المشترك« خاصة حزبي »الاشتراكي« و»الاصلاح« الاسلامي المتشدد، يعتقدون انهم بهذا الغباء السياسي سوف يُوصلون البلاد والنظام السياسي الى كارثة كما يحلو لهم تنفيذاً لأجندة خارجية يقوم »المشترك« -بكل أسف -بتنفيذها بواسطة »الريموت كنترول«.
ثم أعتقد، بل أجزم انه في ظل الغباء السياسي لبعض قادة »المشترك« قد غابت عنهم حقيقة -وهم يحملون بيارق التشطير السوداء وينفخون في مزامير الكراهية والفتن والطائفية- أن الوحدة اليمنية التي تحققت صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990م، ورفع علم اليمن الواحد -الجمهورية اليمنية- من عدن ليرفرف فوق سماء الوطن من صعدة الى المهرة.. لم تتحقق رغبةً لإرادة سياسية وليدة اللحظة أو توصية خارجية بل جاءت بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال الشعبي المستند الى الارادة الوطنية اليمنية الواحدة.. ولهذا لا أحد يستطيع من قادة »المشترك« أن ينكر أنه في لحظة رفع فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية علم الوحدة انطلقت حناجر الملايين من أبناء شعبنا في عموم الوطن تزغرد بصوت واحد وتقول: »اليوم هو ميلادنا الحقيقي.. اليوم طلعت شمسنا لتضيئ كل الوطن«.. ونتذكر أيضاً أن »الاطفال -وهم الآن شباب- قد مهروا تعهدهم بالدم في حماية الوحدة«.
وصدق العهد والوعد عندما حاولت جماعة انفصالية في قيادة »الاشتراكي« تنفيذ مخطط خارجي بإعادة عجلة التشطير المقيتة الى الدوران صيف 1994م، فكان الشباب وكان كل ابناء الشعب هم من حموا الوحدة وانتصروا لها ودحروا مشروع الانفصال.
وحده المؤتمر الشعبي العام وقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح تحملت نتائج حرب دحر الانفصال البشرية والاقتصادية والاجتماعية في الوقت الذي كان ومازال قادة الانفصال ينعمون بالاموال التي استلموها من الاستخبارات الخارجية ثمناً لتدمير ما تبقى من البنى التحتية في المحافظات الجنوبية والشرقية وذلك بعد فشل مشروع الانفصال.
إن ما يحدث اليوم في بعض مديريات لحج والضالع وأبين تحديداً من أعمال تخريبية وفوضى وخروج على الدستور والنظام- وهي أعمال من جماعة لاحسبان لها- يؤكد أن »الحزب الاشتراكي« لم يتعلم من درس صيف 1994م، ويعتقد بعض قادته سواءً في الداخل أو الخارج أنهم بالتحالف مع عدوهم القديم »حزب الاصلاح« الذي كفَّرهم وأباح دماءهم بعد صيف 1994م، أنهم يستطيعون اغتصاب السلطة التي اختارها الشعب في كل الاستحقاقات الدستورية دون المرور عبر صناديق الانتخابات التي خذلتهم في كل استحقاق رئاسي وبرلماني ومحلي.. نقول في الختام: الوحدة راسخة والوطن طريقه الازدهار.. وبيارق التشطير ستمزقها الرياح.