الخميس, 27-أغسطس-2009
الميثاق نت - الدكتور أبو بكر القربي الميثاق نت -
أكد الاخ الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية أن الحسم العسكري للتمرد فرضه المخربون وعبر عن أمله في انتهائه سريعاً وقال في حوار مع صحيفة 26سبتمبر في عددها الصادر اليوم إن عناصر التخريب أول من أعاقوا تنفيذ اتفاقية الدوحة ولا حاجة لوساطة إذا قبل الحوثيون بالنقاط الست , منوها إلى انه يتم حاليا جمع الأدلة حول التدخل الأجنبي في الحرب وبعد توثيقها ستتخذ الإجراءات في وقتها
وحول عدد النازحين جراء فتنة التمرد وما اتخذته الحكومة من إجراءات للتخفيف من معاناتهم وإيوائهم , أوضح القربي أن الرقم الذي نتعامل معه حالياً 130 ألف نازح . لكن هناك إجمالاً مشكلة للنازحين ويحتاجون لرعاية وتوفير الخدمات الضرورية والغذاء ، والحكومة تتحمل حالياً مسؤوليتها وشكلت لجاناً وزارية وميدانية ، كما تقدم من جانبها كل تعاون للمنظمات التابعة للأمم المتحدة أو المنظمات الطوعية ونحن نقدر لهم هذا الدور وقلت لهم خلال اجتماع معهم أنهم سيجدون كل دعم وتسهيل لأنشطتهم

واستغرب وزير الخارجية من الذين يضعون الحكومة والمتمردين في كفة واحدة عندما يطالبون الطرفين بوقف القتال ونحن قبل غيرنا نريد وقفه

وأشاد بأبطال القوات المسلحة والأمن في مواجهتهم لعناصر التمرد والإرهاب وقال" أبطال القوات المسلحة والأمن يقومون بدور وطني كبير لحماية منجزات الوطن ومكاسب الثورة والوحدة والديمقراطية "

وتعيد 26سبتمبرنت نص المقابلة :


فرضت الأحداث في صعدة نفسها على هذا الحوار مع الأخ الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية ، حيث تعيش الدبلوماسية اليمنية حالة طوارئ لشرح مختلف التطورات بشأن أعمال التخريب والتمرد والخروج على الدستور من قبل عصابة التمرد في محافظة صعدة ، وكان مكتب الأخ وزير الخارجية يبدو كخلية نحل دائمة لاستقبال السفراء العرب والأجانب وممثلي المنظمات الدولية ووضعهم في صورة جهود الدولة لتطبيق القوانين والدستور وحماية مواطنيها من أعمال الإرهاب ، كان موعد (( 26 سبتمبر )) مع الدكتور القربي عقب لقائه مع السفير الأمريكي بصنعاء مباشرة ضمن جهود الدولة للتنسيق مع المجتمع الدولي الذي يبدي تفهما واضحا لإجراءات الدولة في فرض سلطة النظام والقانون ومواجهة الإعتداءات .تحدث الأخ وزير الخارجية عن الوضع الحالي في صعدة وإتفاقية الدوحة والتدخل الخارجي والوساطات ، وأيضا النازحين وما يجري حاليا للتخفيف من أعبائهم ، فضلا عن أبعاد أخرى تخص ما يجري في صعدة ، لكنه حرص على الإشادة بالدور البطولي لأبناء القوات المسلحة والأمن مدعومين بمؤازرة شعبية واسعة لحسم التمرد . وهنا نص الحوار:

حوار: إبراهيم العشماوي


< الوضع في صعدة والتطورات الميدانية لمواجهة المتمردين.. كيف ترونها حاليا ؟

<< الوضع كما تشاهد وتسمع هناك مواجهات عسكرية بين القوات المسلحة اليمنية وعناصر التخريب من الحوثيين في عدة مناطق بمحافظة صعدة ، هذه المواجهات للأسف الشديد فرضت على الحكومة التي لم ترد ولم تختار أن تدخل في مواجهات عسكرية مع أبناء شعبها . ولكن عندما تأتي مجموعة لتخرج على الدستور والقانون وتحمل السلاح ضد الحكومة ولتحقيق أهداف أيا كانت سواء سياسية أو مذهبية ، فهذا أمر غير مقبول تحت أي عرف وفي أي بلد . ومن هذا المنطلق عندما بدأت هذه الجماعات في الفترة الأخيرة تحاول أن توسع مناطق نفوذها خارج المناطق التي كانت المواجهات فيها في الأساس وتتدخل في أعمال وشؤون المجالس المحلية وإحتلال المدارس وتدمير المنازل وإعاقة إعادة الإعمار في محافظة صعدة ، فضلاً عن موجة من الإغتيالات التي ارتكبت ضد العديد من الشخصيات والوجاهات الإجتماعية من أبناء محافظة صعدة التي لم تنجر وراء هذه المجموعة . وأصبحت الحكومة في موقف يتطلب منها الحسم خاصة وأن الشارع اليمني اعتبر أن سكوت الحكومة وصبرها ربما يعكس ضعفها في مواجهة هذه المجموعات ، ولهذا كان التدخل العسكري ، وفي نفس الوقت كانت هناك مبادرة ذات النقاط الست من فخامة الأخ الرئيس لتجنب هذه الحرب إذا قبلت بها العناصر المخربة ، وهذه النقاط تنطلق أساسا من إتفاق الدوحة ومن الإتفاقيات التي توصلت إليها لجان الوساطة التي شكلها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح .

نحن الآن نسير في إتجاهين ، الأول: إثبات سيادة الدولة على كل المناطق ، والثاني: فتح الباب أمام هذه الجماعات للعودة إلى جادة الصواب والقبول بالشروط التي وضعت ، والحكومة مستعدة لمعالجة كل التبعات الناجمة عن هذه المواجهات .


اتفاقية الدوحة

< يطرح المتمردون العودة إلى اتفاقية الدوحة وليس النقاط الست .. لماذا لا توافق الحكومة على العودة إليها ؟

<< المخربون أول من أعاقوا تنفيذ اتفاقية الدوحة عندما بدأت الحكومة معهم في تنفيذها وصلوا إلى مرحلة النزول من جبل عزان كجزء من اتفاق الدوحة الذي يقضي بالنزول من الجبال والعودة إلى قراهم ومناطقهم لكنهم رفضوا هذا الطلب وأصروا على البقاء فيه رغم أن الحكومة أبدت استعدادها لتسليم الجبل ليس إلى القوات المسلحة وإنما إلى مشائخ المنطقة لفترة ثلاثة أشهر حتى يستقروا ويطمئنوا وتبدأ عملية الإعمار ولكنهم رفضوا . وهذا ما أوقف اتفاقية الدوحة، أما الحكومة فقد كانت ملتزمة من جانبها بها .


تدخل خارجي

< بعد العثور على أسلحة أجنبية قيل أنها إيرانية الصنع وتلميح الناطق الرسمي إلى دعم خارجي للمتمردين .. كيف تنظرون إلى تورط بعض الأطراف الدولية في الحرب ؟

<< اليمن نبهت من البداية لخطورة التدخل الخارجي في الشأن الداخلي اليمني من أية جهة كانت، لأن هذه التدخلات تضر بأمن واستقرار المنطقة وتضر بعلاقات دول المنطقة بعضها ببعض ، وتثير الكثير من القلق والمخاوف حول أبعاد هذه التدخلات. فيما يتعلق بالأدلة حول التدخل الأجنبي في الحرب الحالية لا نريد التعليق عليها الآن ونتركها حتى يستكمل توثيق هذه الأمور وستتخذ الإجراءات في وقتها . لكن يكفي هنا أن ننبه ونحذر من خطورة التدخل في الشأن اليمني لما له من آثار سلبية على المنطقة بأكملها. أما الموقف الدولي عموماً فأعتقد أن الجميع حريصون على توفير الرعاية الكاملة للنازحين المتضررين من هذه الحرب ، وهنا يجب الإشارة إلى أن النازحين ليسوا نتيجة الحرب الحالية فقط وإنما نتيجة ممارسات الحوثيين في العديد من المناطق ضد المواطنين وتعريضهم للإرهاب والقتل . والحكومة أعلنت موقفها بأهمية التعاون مع كافة المنظمات الدولية والإنسانية التي ترغب في المساهمة في مساعدة النازحين .


دعوات

< لكن هناك بعض الدول التي تطالب الطرفين بوقف القتال ؟

<< نعم هناك دعوات لوقف الحرب من قبل الطرفين ، ونحن نريد قبل غيرنا وقف الحرب ولكن لا يجب أن ينظر إلى الحكومة وإلى هذه الجماعات المخربة بنفس النظرة وعلى نفس الدرجة من الندية ، فالحكومة اليمنية تطبق سلطة القانون والدستور بينما هذه الجماعات خارجة على الدستور والقانون ولا يمكن تحت أي عرف أن نقبل بحمل السلاح لتحقيق مطالب مهما كانت شرعيتها . والحقيقة نحن نستغرب من الذين يحاولون وضع الحكومة وهذه الجماعات في كفة واحدة ، فإذا قبلوا بهذا التصنيف فمعنى هذا أنهم يقبلون به في كثير من البلدان التي تواجه تمرداً وتخريباً وإرهاباً ، والمطلوب من هذه الدول أن تؤكد رفضها لكل حركة تمرد تنهج نهج العنف وحمل السلاح في وجه الدولة مهما كانت مطالبها .


النازحون

< هناك تقديرات تتحدث عن بلوغ النازحين بسبب الحرب ما بين 150 200 ألف شخص .. ما هي الحقيقة وكيف تتعامل الدولة مع النازحين ؟

<< هذه الأرقام تقريبية لأنه لم يتم إجراء إحصاء دقيق وهناك معسكرات ما زالت قيد الإنشاء، والرقم الذي نتعامل معه حالياً 130 ألف نازح . لكن هناك إجمالاً مشكلة للنازحين ويحتاجون لرعاية وتوفير الخدمات الضرورية والغذاء ، والحكومة تتحمل حالياً مسؤوليتها وشكلت لجاناً وزارية وميدانية ، كما تقدم من جانبها كل تعاون للمنظمات التابعة للأمم المتحدة أو المنظمات الطوعية ونحن نقدر لهم هذا الدور وقلت لهم خلال اجتماع معهم أنهم سيجدون كل دعم وتسهيل لأنشطتهم .


نداء دولي

< الأمم المتحدة أعلنت أنها ستطلق خلال أيام نداءات دولية لتأمين مساعدات عاجلة للنازحين في صعدة .. وما هي تقديرات الحكومة للإحتياجات ؟

<< كما قلت هناك المعسكرات التي تبنى حالياً ويجب أن نوفر للناس فيها احتياجاتهم من الغذاء والخدمات الصحية والوقاية وكل الاحتياجات الضرورية ، وهناك تكاليف الإمداد ونقل المواد الغذائية وهناك فرق عمل سيكون لها ميزانيات . وحاليا لا نستطيع أن نضع رقما ، والرقم الذي طالبت به الأمم المتحدة هو من باب التقدير المبدئي وربما يتغير هذا الرقم مع تطور الأمور واستكمال بقية الأعمال.


دور بطولي

< وما هي رؤيتكم للدور البطولي الذي يقوم به رجال القوات المسلحة والأمن والتكاتف الشعبي معهم لإخماد الفتنة ؟

<< بالتأكيد فإن قادة القوات المسلحة والأمن والجنود البواسل الذين يواجهون هذه المجموعات الخارجية على الدستور والقانون هم حماة الوطن ودرعه القوي ويقومون بدور وطني كبير لحماية منجزات الوطن في الثورة والوحدة والديمقراطية ، وهم يتعاملون وفقاً لتوجيهات فخامة الرئيس القائد الأعلى الذي يؤكد بأن المخربين وإن خرجوا على الدستور يظلون أبناءنا وإخوتنا في الدين والوطن ، وبالتالي فإن هدفنا أن يعودوا إلى جادة الصواب ويقبلوا بأن يكون لهم مكان في الوطن وأن يكونوا عناصر تسهم في البناء لا الهدم ، وفي نشر الإخاء بدلاً عن الكراهية ، وبالتالي تتعامل القوات المسلحة معهم من هذا المنطلق ، وتحاول أن تردعهم حتى لا يتمادوا في غيهم ، وهي ليست حملة لعقابهم كما يحاولون أن يظهروا ذلك ، ولهذا ترى الأسلوب العسكري الذي يحاول أن يقلل من الخسائر إلى أقصى حدٍ ممكن ، ونأمل أن يعودوا سريعاً إلى جادة الصواب .


وساطات عربية

< سمعنا أن هناك أطرافاً عربية عرضت وساطات لوقف الحرب .. هل يمكن أن تقبل الحكومة بوساطات خارجية ؟

<< الحكومة اليمنية وضعت ست نقاط لوقف الحرب وإحلال السلام وإذا أعلنت هذه الجماعات قبولها بها فلا نحتاج إلى وساطة ، نحن جاهزون لأن نتحدث مباشرة حول تنفيذ النقاط الست والتزام كل الأطراف بها .

< وماذا عن الموقف العربي على المستوى الإعلامي من الحرب ؟

<< المتابع لما نقرأه في الصحف العربية يجد أن هناك صحفاً تدرك خطورة ما يجري في اليمن في بعده الإستراتيجي على الأمن القومي العربي وتأثيراته على علاقات دول المنطقة بعضها ببعض ، وقرأنا الكثير من افتتاحيات الصحف المصرية والسعودية وبقية دول الخليج تؤكد على أن ما يجري في اليمن وإن كان شأناً يمنياً يجب ألا يتدخل فيه أحد فإنه يجب أن تقف الدول العربية مع اليمن لمواجهة هذا التمرد لما يمثله من خطر على المنطقة بصورة عامة .


القاعدة والحوثيون

< وهل هناك علاقة لتنظيم القاعدة مع الحوثيين حسبما صرح مسؤولون في وقت سابق ؟

<< التشكيلات التي تنتمي لفكر القاعدة هي مجموعة تستغل كل الفرص والصراعات لتحقيق أجندتها كما هو الحال في العراق والصومال وأفغانستان ، وفي اليمن وجدت القاعدة ضالتها في عناصر التخريب في صعدة ودعاة الإنفصال في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية وأعلنوا دعمهم لهم رغم أنهم يختلفون معهم فكراً وأهدافاً وخططاً . ما يجري الآن في الواقع هو تحالف تسعى هذه الأطراف للاستفادة منه في الضغط على الحكومة ، ولكنه على العكس سيؤدي إلى صراعات بين تلك المجموعات لأنه لا يجمعهم سوى فكر التخلف والكراهية والصراعات المذهبية والمناطقية.. وفي هذا السياق أود التأكيد على أن ما يحدث يوحد صفوف الشعب اليمني خلف القيادة السياسية والحكومة في مواجهة هذا الفكر الظلامي المتخلف الذي يرفض الديمقراطية ويحصر الحكم في طبقة معينة نتيجة فهم خاطئ للإسلام وقراءة خاطئة للتاريخ ، وحتى الذين تعاطوا معهم في البداية غيروا مواقفهم بعد أن إتضحت نوايا التخريب الحقيقية التي تستهدف النظام الجمهوري للعودة بالوطن إلى عهود الإمامة البائدة .


حسم التمرد

< وهل تتوقعون حسم هذا التمرد في وقت قريب ؟

<< نأمل أن يكون الحسم سريعاً ، ولكن كما هو معروف فإن مراعاة الجانب الإنساني والمدنيين بغرض تقليل الأضرار قد لا يسرع بالعمليات العسكرية كما يريد الكثيرون . الحكومة اليمنية تمارس مسؤوليتها في مواجهة أية مجموعة تحمل السلاح لفرض رؤية سياسية أو مذهبية طالما والباب مفتوح أمامها للممارسة السياسية ضمن التعددية السياسية ولكن لا مبرر للعنف واستعمال القوة ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11439.htm