عبدالفتاح علي البنوس -
كما كان متوقعاً لم ينصع عناصر التمرد الحوثي للشروط التي عرضتها السلطات الرسمية عليهم من أجل وقف العمليات الحربية التي يقوم بها أبناء القوات المسلحة والأمن، وكأن هذه الشرذمة قد صدّقت نفسها بأنها أصبحت طرفاً نداً للدولة وللأسف فإن العته الحوثي أدى إلى تفاقم أوضاع الآلاف من أبناء صعدة الذين وجدوا أنفسهم في العراء يدفعون ثمن تصرفات صبيانية تقوم بها عناصر باعت أنفسها للشيطان وساروا في طريقه وسلكوا مسلكه الشرير .. لا أحد يرغب أن تسفك الدماء وتزهق الأرواح بين الإخوة أبناء الوطن الواحد لأن الوطن هو الخاسر الأكبر من جراء ذلك، وأنا هنا أستغرب من تلكم التصريحات التي يتنطع بها الناطق باسم جماعة التمرد الحوثية في صعدة والتي تخالف الواقع الذي نلمسه في قلب ومواقع الأحداث.
عبدالفتاح علي البنوس
فإذا كان الحوثي وزمرته فعلاً يرغبون في إحلال الأمن والسلام في محافظة صعدة كما تتشدق بذلك الابواق الإعلامية الموالية لهم والمناصرة لهم في تمردهم وإجرامهم فما عليهم سوى القبول بالشروط الستة لإثبات حسن النية لمعالجة مشكلة صعدة وإغلاق الملف نهائياً تماشياً مع توجهات القيادة السياسية لأن الوقت لم يعد يسمح بالتسامح وتقديم التنازلات والدخول في مفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع، وهنا لابد أن يعي الحوثي وزبانيته أن الدولة ماضية في استئصال شأفة التمرد مهما بلغت التضحيات ولم يعد أمامهم سوى الإذعان للشروط الستة أو مواجهة مصيرهم المحتوم فقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى وآن الأوان أن تتخلص محافظة السلام «صعدة» من براثن فلول التمرد التي تمادت في غيها وجرائمها البشعة في حق أبناء صعدة وأبناء القوات المسلحة والأمن البواسل الذين يسطرون اليوم أنصع صفحات البطولة والتضحية والفداء للذود عن حمى الوطن وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وفرض سيادة الدولة على كافة أرجاء محافظة صعدة، ومهما بلغ حجم الدعم والمساندة الخارجية والداخلية بأشكالها المختلفة فإن قوى التمرد لن تجني سوى الخزي والذل والهزيمة والمهانة وسيكونون عبرة لمن تسول لهم أنفسهم إقلاق السكينة العامة وافتعال المشاكل والأزمات بهدف تعطيل مسيرة البناء والتنمية، وأنا هنا أسدي نصيحة خالصة لوجه الله للمتمردين في صعدة وحرف سفيان بالمسارعة في النزول من الجبال وتسليم الأسلحة الثقيلة وفتح الطرقات وإطلاق الأسرى كشروط أساسية لوقف إطلاق النار على أن يتم مناقشة بقية القضايا في إطار المؤسسات الدستورية والرسمية على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وبما يحفظ هيبة الدولة ومكانتها ويكفل لعناصر التمرد العودة إلى قراهم ومناطقهم ويكفل لهم ممارسة أنشطتهم وأعمالهم اليومية وشعائرهم الدينية بما لا يتعارض مع النظام والقوانين النافذة في البلاد مثلهم مثل بقية أبناء الشعب لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات.
وأتطلع أن يبادر الحوثيون خلال شهر رمضان إلى الموافقة على الشروط الستة لوقف حصد الأرواح في هذا الشهر الفضيل مراعاة لخصوصيته وتقديراً لمكانته وقدره بين الشهور ولا يوجد أي مبرر للعناد والمكابرة وخصوصاً بعد أن استنفدوا كل الخيارات وصار لزاماً عليهم الاحتكام للغة العقل ومنطق الصواب بإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح النفعية والشخصية الضيقة فالوطن أغلى وأسمى من كل شيء ومن غير المنطقي أن يتم السكوت والتغاضي من أي فئة أو جماعة باتت بتصرفاتها الرعناء تسيء إلى الوطن وتلحق به الأذى كما هو حال عناصر التمرد التابعة لجماعة الحوثي، وفي الأخير إذا لم يذعن الحوثي وأتباعه للشروط الرسمية لوقف إطلاق النار فأنا مع الخيار العسكري لحسم القضية بصورة نهائية دون الالتفات لأي اطروحات أو وساطات كونها أثبتت عدم فاعليتها، وليتأكد الجميع أن قضية صعدة شأن داخلي وحلها منوط بالدرجة الأولى بالدولة وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية ومن الخطأ الفادح أن تحاول بعض الوسائل الإعلامية ترحيل قضية صعدة إلى خارج الحدود اليمنية خدمة لأغراض ومصالح سياسية، قضية صعدة قضية محلية يمنية ومن المنطقي أن تكون الحلول والمعالجات الناجعة لها محلية يمنية بحسب الظروف والمعطيات الموجودة بعيداً عن التهويل والتدويل الذي لن يجدي نفعاً، وخصوصاً أن فتنة التمرد تلفظ أنفاسها الأخيرة، والنصر قادم قادم بإذن الله مهما أرجف المرجفون وتقّول المتقولون وسنحتفي به جميعاً عن قريب بإذن الله.