الإثنين, 31-أغسطس-2009
الميثاق نت -    ابراهيم درويش -
في اللقاء المفتوح الذي نظمه نادي 'فرنت لاين' في لندن مع الروائيين المصري واللبناني بهاء طاهر والياس خوري وادارته الكاتبة مايا جاكي في يوم الخميس بمناسبة صدور ترجمة رواية لكل منهما الى الانكليزية عن دار نشر سبتر وكوركس وترجمة همفري ديفز، تحدث كل من الروائيين عن روايته المترجمة للانكليزية، 'واحة الغروب' و 'يالو'. واشار كل منهما الى الظروف التي اثرت في بناء عالم الرواية وشخوصها، وقدما رؤية عن الرقيب والرقابة واللغة وموقف القارئ وتفسيراته للعالم الروائي.
خوري وطاهر يمثلان تجربتين تتقارب في همومها وتتخالف، فهناك فارق العمر الذي يؤثر على التجربة ولا يؤثر على الابداع فطاهر من مواليد عام 1935 وخوري من مواليد عام 1948 فيما انشغل خوري بتاريخ لبنان، والثورة الفلسطينية والقمع في تنوع اشكاله، قمعا عربيا، فلسطينيا واسرائيليا اي ذاكرة السجن ومعها ذاكرة المخيم والحرب الاهلية اللبنانية. اما الثاني فهو يمثل مرحلة مهمة في تاريخ الرواية المصرية والعربية، المرحلة ما بعد المحفوظية التي سجلت ووثقت تاريخ مصر والخييبات العربية. وتقدم تجربة بهاء طاهر تجربة متميزة سواء على صعيد القصة والرواية والتجربة في الهجرة والاغتراب والعودة لبلده ليصبح في هذه المرحلة من اهم الاصوات الروائية ان لم يكن الصوت الاهم في التجربة الروائية المصرية في نضوجها وتطورها، وثقت او سجلت تجربة طاهر مرحلة التماهي مع المشروع الناصري وسقوط الاحلام ومرحلة الانفتاح والسلام مع اسرائيل واجتياح لبنان وصبرا وشاتيلا وتجربة المنفى ايا كان منظور النقد اليها في روايته 'الحب في المنفى' رواية شرق غرب ام رواية الذات المقهورة المنفية الخارجة من عصر الخيبة وهاربة من وجودها السابق الذي اضحى لا معنى له. كما قدمت رواياته وعيا بفلسطين التي ظلت بوصلة تؤشر لمسيرة الابداع العربي لفترة طويلة قبل ان تتراجع فلسطين في وعي الكتابة العربية ، مع ان وعيه ظل جزءا من الهم الروائي ولم يكن مماثلا للهم عند خوري. ومن هنا ما يجمع خوري المولود في نفس العام الذي سقطت فيه فلسطين، عام النكبة وطاهر هو الاهتمام المستمر بالحال الفلسطينية، حيث استلهم ظاهر الحال الفلسطينية من خلال الهم المحلي والاشكاليات المحلية المصرية، الصراع العائلي في الصعيد الذي يصبح معادلا للحال الفلسطينية وطاهر لم ينتم للثورة الفلسطينية الا عبر وعي ابطاله الذين يموتون في صبرا وشاتيلا او في فلسطين وهم يقاتلون المشروع الصهيوني. وفي حالة خوري فان الهم المحلي، لبنان تاريخا وسياسة وطوائف ألهم رواياته، اضافة للوجود الفلسطيني هناك في لبنان، مخيما وثورة، ومعها انخراط خوري في مرحلة من حياته في المشروع الوطني الفلسطيني وانتماؤه للثورة الفلسطينية. وليس غريبا ان تكون فلسطين رمزا جامعا وحاضرا في تجربة الكاتبين وان كانت عند خوري اكثر وضوحا وتميزا عنها عند طاهر.

عندما تتشابه الصرخات

لكننا عندما نقرأ طاهر وخوري نشعر ان ابطالهما يعانون نفس الازمة والخيبة والخراب الذاتي الذي يدفعهم الى لعب دورَي القاتل والضحية وهذا واضح في العملين المترجمين للانكليزية، يالو وواحة الغروب، فكلا البطلين مأزوم ومقموع، الاول يكذب من اجل كتابة تاريخه الشخصي ومعه تاريخ لبنان وحكاية القمع، يكتب ويعيد الكتابة، اما محمود عبد الظاهر بطل واحة الغروب فهو ضحية وقاتل ، ضحية ولائه للثورة العرابية تحول في النهاية الى قامع لسكان 'سيوة' الذين ذهب اليهم مبعوثا عن الحكومة المركزية من اجل جمع الضرائب. يالو ومحمود عبد الظاهر يقومان برحلة البحث عن الذات تنتهي عند عبدالظاهر بالدمار والموت. وان كانت يالو رواية ساردها فواحة الغروب رواية الاصوات المتعددة، ومن خلال تجربة البطلين نعيش رحلة الكشف عن الازمة ومعناها التي يعيشها كل واحد منهما.

زمن القمع

وأيا كان الاختلاف بطبيعة الظروف التي يواجهها يالو وعبدالظاهر فان ما يجمعها تاريخ اي زمن من القمع هو تاريخ لبنان الدموي وحروبه الاهلية وقسوة المكان الذي ارسل اليه عبدالظاهر، فمنذ اللحظة الاولى يخبرنا طاهر ان بطله لن يعود لأن الواحة نفسها لها تاريخها الخطير والملغز، سكانها متمردون، صخورها تحمل سرا من اسرار الزمن القديم. قد يكون من التعسف ربط مصير البطلين معا، لكن حياتهما هي نتاج تاريخ من القسوة والهزائم، ورحلة عبدالظاهر الى الواحة هي بمثابة رحلة التطهر والكتابة عند يالو هي محاولة للاعتراف وتطهر ايضا من اجل ان يكتب تاريخه الحقيقي. كلاهما مظلوم من جهة، يالو الذي يتهم بتهمة لا علاقة له بها لكنه يظل قامعا ومغتضبا، ومن جهة عبدالظاهر الذي يعاقب على وطنيته ودعمه للثورة العرابية، ويجبر على شجب عرابي وثورته.

مرجعية التاريخ والذاكرة

مرجعية يالو وواحة الغروب تظل مرجعية تاريخية محلية ووطنية، تنهل من تجربة المكان في حالة عبدالظاهر ومن الذاكرة في حالة يالو، المولود عام 1961 والذي يعيش كل مفاصل الحرب الاهلية وينتهي معتقلا ويكتب قصة حياته اكثر من مرة وتنتهي الرواية وهو يحاول كتابة حكاية من جديد بعد الحكم عليه عام 1995، وفي الوقت نفسه تبدو قصة عبدالظاهر اقرب للحقيقة من يالو لان الاولى مشفوعة بشهادة التاريخ، والرموز التاريخية الحقيقية عرابي، والاسكندر مقارنة مع يالو الذي يجترح الذاكرة باحثا عن تاريخه ومستعيدا من بين ما استعاد ملامح جده الجامد وعلاقة امه بالياس الشامي ومذابح الارمن وعين ورد.

مواجهة

يالو ايضا هي تاريخ ناتج عن المواجهة بين الحاضر والماضي بين المحقق الشرس الذي تركه الكاتب بدون اسم وبين يالو، ومن خلال هذه المواجهة نطلع على تاريخ لبنان في حاضره الدموي وماضيه القاسي. ويمكن ان نفهم رواية ' واحة الغروب' في بعد منها على انها رواية مواجهة ليس لعبدالظاهر الذي يواجه ماضيه الوطني مع المستشار حينما يخبره بنقله الى واحة سيوة بل مواجهة تقوم بها كل شخصية مع نفسها والواقع او التجربة التي تعيشها. كاثرين مثلا، التي تحمل تاريخ المواجهة بين بلدها ايرلندا وانكلترا، الاسكندر الذي يريد مواجهة العالم بتجربته المصرية ويتخلى عن فلسفة استاذه ارسطو.

ليست تاريخا

المحنا ان التاريخ هو مرجعية كل بطل من ابطال طاهر في هذا العمل كما هو ايضا في حالة يالو لكننا لا نتحدث عن رواية تاريخية بالمفهوم المعروف التي تتناول التاريخ من خلال القالب الروائي في ابسط معانيها، تماما كما تناولها جرجي زيدان، وعلي احمد باكثير من بعده. فالتاريخ يعمل هنا بطريقة اخرى في حيوات الابطال، فهو يحول الابطال الى محور او مفصل يكشف لنا عن القوى والعناصر التي تسيطر عليه. في رواية طاهر نتعرف على هذه العناصر عبر المونولوج والقصة التي يقدمها لنا كل بطل، حيث تتداخل السرديات هذه لتعطينا لمحة عن مصر في ذروة تكونها الحديث، وتماهيها مع اوروبا- قطعة من اوروبا- في عهد الخديوي اسماعيل وافلاسها وثورة عرابي والاستعمار البريطاني. ومن داخل هذا الاطار التاريخي يطلعنا طاهر على القوى الفاعلة في المجتمع المصري في حينه وملامح تشكل طبقة الافنديةـ فالاب الذي خسر تجارته الرابحة في الموسكي بسبب خداع تاجر يوناني أوهمه بانه سيصبح اغنى لو تاجر معه بالزيت اليوناني، يجد ان مستقبل عائلته مرهون بنجاحه في ادخال ابنه الكبير المتعلم في سلك الشرطة، وهذا الابن محمود بأطلاعه على مجريات الامور، وحياته الصاخبة يصبح تلميذا من تلاميذ الافغاني ومتابعا للحركة الثقافية والاعلامية التي خلقها وهي القوى التي قاتلها اسماعيل بشراسة لكنها ظلت تواصل الحياة، وهي نفس القوى التي شاركت ودعمت ثورة عرابي ومن هنا الإحالة الى كتابات تاريخية (نصوص) للرافعي وويلفرد بلنت. فمن المعروف ان تلميذ الافغاني عبده حوكم بسبب دعمه للحركة العرابية او الهوجة وسجن ونفي. في شخصية عبدالظاهر الكثير من ملامح الوطني والخارج عن ثقافته عندما تزوج كاثرين الايرلندية المهمتة بتاريخ مصر الفرعونية وهو الهم الذي حملته معها الى الواحة وتجد في زواجها من عبدالظاهر محاولة لنسيان تاريخها الشخصي الماضي، تجربة زواجها من باحث في الآثار كان يحتقر اهتمامها بالتاريخ نفسه. وعلى الرغم من حبه اي عبدالظاهر لكاثرين الا انه يحمل ندما في حياته، وهو عدم زواجه من نعيمة السمراء التي ظل يحن اليها والى لياليه معها.

بين الأزهر والزيتونة

الكثير كتب عن 'واحة الغروب' لكن المهم فيها اشارتها الى ان المرجعية الثقافية التقليدية التي ظلت ولقرون تحكم علاقة المركز بالاقاليم والخارج هي الأزهر وهي مرجعية ليست موجودة في الواحة فهنا يعيد السكان ثقافتهم الى الزيتونة التونسيةـ نظرا للتداخل في العامل السكاني للواحة وقربها من تلك الجامعة ولانها خارجة ومتمردة على المركز وغاضبة منه فاحالة المرجعية هنا لأخرى يؤكد حالتها، كواحة متمردة غير راضية عن سياسات المركز. طاهر يعرف هذه الحساسيات التاريخية والثقافية ومحنة عبدالظاهر الذي يعيش وضعا قاسيا مثل المحاصر، بين عدوانية سكان الواحة ولا ابالية الباشوات الذين يعيدون له نفس الرسالة مع كل قافلة. وهنا يعلق ان جمالية المكان التي تبدو من بعيد تفقد رونقها بعد حين ، خاصة في ظل الظرف النفسي الذي كان يعيشه وحالة الحرب والاستعداء التي تبدو في نظرات سكان واعيان البلدة.

الاسكندر

وفي ظل هذا الموقف، تثير القراءة للاولى الرواية اسئلة عن مرجعية الاسكندر العظيم وعلاقته بالواحة والاطلال المنحوسة فيها. ويبدو الاسكندر في هذه القراءة اما رمزا مزحوما في الرواية لا علاقة له الا من ناحية تاريخية لعلاقته باهتمامات زوجة المقدم عبدالظاهر. لكن ما اثاره طاهر في المقاربة الاخيرة تقدم تفسيرا ووعيا باهمية التاريخ في تشكل الرواية وهي ان الاسكندر تلميذ ارسطو والمتشبع بافكاره الفلسفية نسي في غمرة عنفوانه وانتصاراته تعاليم الاستاذ الكبير، حيث قبله المصريون كفرعون وعبدوه في سيوة اراد ان يكون فرعون العالم لا مصر التي قبلت فراعنتها على الرغم من بطشهم وغطرستهم. ومقارنة مع مصر التي لم تثر على فراعنتها كانت بلد الاسكندر تعيش حروبا اهلية. ومن هنا يرى الكاتب خطل المحاولة هذه. وفي هذا السياق المح صبري حافظ الى ان هناك دافعا مهما في شخصية عبدالظاهر والى حد ما يالو وهو عامل الدمار الذاتي والمادي، دمار المعبد عند عبدالظاهر الذي اراد فرض مطالب الحكومة على مجتمع يرفضها ويريد تنازلات واعادة تكرار يالو حكايته، تدميرها.

اكثر من نسخة

ومن هنا فكل نسخة من تاريخ يالو تظهر تركزا على بعد ما وتجارب اخرى. حكاية يالو او سيرته الشخصية تكتب عبر اكثر من اسلوب وطريقة، الاعتراف وتقارير الشرطة، التحقيق بعد جلسات التعذيب والحبس الانفرادي. وفي كل نسخة من الحكاية، حكاية يالو تضاف معلومة تكبر او تقصر، ففي احيان يلخص لنا يالو تاريخه في بضع سطور من مولده الى مشاركته في الحرب الاهلية واعتقاله لا اكثر ولا اقل فهو يقول لمحققه بمركز جونيه 'عام 1979 التحقت بالقوات اللبنانية وصرت مقاتلا وبقيت مقاتلا حتى 1989'. كل معلومة او اعتراف او اجابة تقدم اطارا عن قصة يالو وفي النهاية تملأ كل قصة فراغات وشقوقا لم تملأ بعد. لكن صوت يالو ليس هو الوحيد الذي يعطينا القصة، فالكاتب هنا لا يريدنا ان نقع في اسر الروايات المتعددة والمتناقضة، فمن خلال حكايته وحبه لشيرين والاتهام الذي وجهته اليه بالاغتصاب، يواجه يالو تاريخه الحاضر في الحرب الاهلية، عمليات السرقة والاغتصاب التي كان يقوم اثناء حراسته معسكرا للقوات واكثر من هذا دوره في البشائع التي ارتكبت اثناء الحرب وما هي علاقته بالخلية المتعاملة مع اسرائيل؟ ومع هذا يستعيد تاريخ عائلته من كان والده وصورة جده القسيس او الاب الجامد على احلامه، وسر اضطراب ومأساة امه. كل هذه الحكايات والاسرار والالغاز التي تكشف عن نفسها ويكشفها البطل تدخل القارئ في رحلة مع الزمن صعودا ونزولا. يكرر يالو قصته وفي التكرار- الكذب لأن كل محاولة يقوم بها يالو تدمر اجزاء من القصة وتترك للقارئ مهمة البحث في اشلاء الحكاية، وما يهم في يالو انها تعمل على الكشف عن وقائع الحرب وفظائعها ليس من خلال تجربة فردية ولكن بوضعها في اطارها الثقافي والسياسي والاجتماعي ومن هنا تصبح القصة التي يتنازعها الشخص المتهم والمجرم تاريخا متنازعا عليه وهذا هو جوهر الحرب، فهي عن روايات متنازع عليها وقد تتشابك احيانا.

رهان التفسير

والرواية هي نص رهن للتفسيرات والتقليبات المتعددة. ومن هنا كانت مواجهة طاهر وخوري لجمهور في لندن اضاءة اخرى عن جوهر الكتابة ذاتها، ومعضلة الكاتب امام تفسيرات القارئ لأعماله التي لا تخطر على باله، فالكاتب مثل القارئ يرد على اشكاليات زمنه ومن هنا اشار طاهر الى فكرة الاحتلال الظاهرة في واحة الغروب ونهايته واثره المدمر على السكان الذي يدفعهم الاحتلال الى الزاوية، ونعني بهذا ما اشار اليه من اثر احتلال امريكا وبريطانيا للعراق وما حدث من دمار على الهوية والنسيج الاجتماعي. كما يواجه الكاتب معضلات واسئلة غريبة من قراء ويتهم احيانا بالكذب كما حكى خوري قصته مع العجوز الفرنسية التي رفضت تصديقه. وهناك اسئلة حول الرقابة التي اشار خوري الى معاناته منها، ولكن طاهر قال ان الكاتب في مصر يكتب ما يشاء وينتقد من يشاء. وفي اشارة الى الجيل الجديد من كتاب الرواية اشار الى انه مطلع على جيل الرواية المصرية الشاب وانه واعد ولكن مشكلته انه يكتب بالعامية المصرية التي فقدت تأثيرها على العالم العربي ولم تعد كما كانت في زمن ناصر، ويرى ان الكتابة بالعامية قيد على انتشار الرواية الحديثة في مصر، مشيرا الى انه لم يستخدم العامية في رواياته، ولكن طاهر في عدد من المرات استخدم بلا وعي تعبيرات وحوارات عامية، وربما كان يقصد انه كمبدأ يتجنب العامية واستخدامها فيما خالف خوري الفكرة واكد ان حياة اللغة اية لغة ليست بالمكتوبة ولكن بالمنطوقة.
لا نزعم ان المقاربة بين يالو وواحة الغروب صحيحة لكن الاطار العام يقترح ان المرجعية الزمنية والمكانية تصنع حيوات الابطال ولا نزعم معرفتنا الكبيرة بعالم خوري فقراءتنا له لم تتجاوز هذه الرواية وباب الشمس والجبل الصغير واعمالا غير روائية ونتابع ما يكتبه هنا في 'القدس العربي'، وبالنسبة لطاهر فنزعم اننا قرأنا كل اعماله الروائية وبعض اعماله القصصية وتظل روايته 'خالتي صفية والدير' من احسن اعماله لكن هذا لا يعني غمط اعماله الاخرى، فطاهر كاتب لا يجدد اساليبه الكتابية بقدر ما يستكشف موضوعات وقضايا اخرى محلية ووطنية 'قومية' وانسانية وفي نقطة ضوء مثلا بدا صوفيا وقدريا امام ما يحدث من انفتاح ودمار للذات المصرية.
قام همفري ديفز الذي عاش في القاهرة لاكثر من عشرين عاما بترجمة العملين، وترجم قبل ذلك عمارة يعقوبيان لعلاء الاسواني وباب الشمس لخوري.

' ناقد من اسرة 'القدس العربي'

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11479.htm