تحقيق: عارف الشرجبي -
أجمع عدد من السياسيين والبرلمانيين أن التجهيزات العسكرية والأموال التي يمتلكها المدعو الحوثي وجماعته التخريبية لا يمكن له امتلاكها ما لم يكن هناك دعم خارجي.. وقالوا في تصريحات لـ»الميثاق«: إن ضخامة هذه الامكانات لدى الحوثي لابد أن يكون وراءها خزينة ضخمة لا تمتلكها إلاّ دول.. مشيرين الى الدعم المعنوي والإعلامي والمادي الذي تقدمه دول إقليمية للمدعو الحوثي من أجل تنفيذ أجندة تخدم مصالح الدول التي تقدم له الدعم للإضرار بالوطن اليمني.. وطالبوا من الدولة التصدي لهذه العصابة التخريبية وعدم التهاون معها حتى تعترف بالنظام والقانون وتسلم كل ما بحوزتها من عتاد وأسلحة لتخضع بعدها للمساءلة القانونية لما ارتكبته ضد الوطن والمواطن، ودعوا كافة الأحزاب وكل شرائح المجتمع إلى مساندة الدولة للتصدي لهذه الفئة المارقة باعتبار الجميع مسئولين في حماية الأمن والاستقرار والسكينة العامة.. فإلى التفاصيل:
من جانبه اعتبر النائب البرلماني الدكتور منصور الزنداني أن رفع السلاح في وجه الدولة من قبل الحوثيين يعد مخالفة دستورية كبرى تجعلهم تحت طائلة القانون وقال: إن ما تقوم به الدولة في مواجهة عناصر الفتنة والتخريب في صعدة يأتي ضمن صلاحياتها القانونية والدستورية في توفير الأمن والاستقرار للوطن.
أطراف خارجية
لافتاً الى أن أي تقصير من قبل الدولة في مواجهة أعمال التخريب والتمرد يجعلها محاسبة دستورياً وقانونياً لأن مواجهة التمرد هو من صميم واجباتها.. وأضاف الدكتور الزنداني: هذه المعركة تضر بأمن الوطن واستقراره وتضعف بلادنا في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لأن أعمال التخريب تنخر في جسد الوطن والوحدة والسلم الاجتماعي.. وأكد أن هناك أطرافاً خارجية مستفيدة مما يجري فتسعى الى تغذية أعمال التخريب وإمدادها بكافة الوسائل لتحقيق أهدافها في أرض الوطن.. داعياً أبناء الشعب كافة الى الوقوف مع الدولة ومساندة الجيش والأمن اللذين يسعيان لاستعادة النظام والقانون وتحقيق مصلحة الوطن.
وقال: الحكومة هي حكومة الشعب اليمني أطراف بأكمله وليست حكومة جهة أو طرف من أطراف المعادلة السياسية في الساحة، والجيش هو جيش الشعب اليمني، وكذلك قوات الأمن وواجبهما الأول هو حماية كافة المواطنين وحفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
خزينة ضخمة
لافتاً الى أن الذين يرفعون السلاح في وجه الدولة لا يوجد أي مبرر للقيام بهذا العمل الخارج على القانون وأن رفع السلاح بوجه الدولة يعد تحدياً لكل أبناء الشعب اليمني خاصة والجميع في ظل الوحدة والديمقراطية التي أعطت الحق لكل مواطن أن ينظم نفسه في أي حزب أو نقابة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني المتواجدة في الوطن ولكل مواطن الحق أن يبدي رأيه بالوسائل القانونية.. وأشار عضو مجلس النواب منصور الزنداني الى أن الدولة لم تتخذ أي اجراء يمنع المواطن من ممارسة هذا الحق ونبه الى أن الدمار الذي خلفته أعمال التمرد في صعدة هو دمار للوطن اليمني بكاملة وليس لصعدة فقط، بل قد يحول الوطن في المستقبل اذا استمر »التمرد« الى مزرعة خصبة لكل أعداء الوطن والأمة العربية والاسلامية بدليل ما يحدث في كثير من دول المنطقة.
وعن الدعم الخارجي الذي يتلقاه الحوثيون قال الدكتور الزنداني: الدعم الخارجي أمر غير مستبعد خاصة وأننا بدأنا نسمع عن الدعم المعنوي والاعلامي الخارجي لهم من بعض الاطراف والدول.. وأكد أن هذا الكم الهائل من الأسلحة والأموال التي لدى الحوثيين لاشك أن وراءه خزينة مالية ضخمة، لا تمتلك هذه الخزينة إلاّ دولة.
وطالب الزنداني جماعة الحوثي الكف عن هذه المعركة والقبول بالمواطنة المتساوية واحترام النظام والقانون واتباع الطرق السلمية والدستورية لتحقيق مطالبهم وفي الوقت ذاته طالب الدولة أن تكون حازمة أمام أي جهات داخلية أو خارجية تحاول العبث في أمن الوطن ووحدته واستقراره باعتبار ذلك جزءاً رئيسي من مسئولياتها.. واختتم قائلاً: يتوجب على الشعب اليمني الوقوف صفاً واحداً مع الدولة أمام أي تهديد داخلي أو خارجي يستهدف أمن واستقرار الوطن.
كارثة إنسانية
ويرى الشيخ حمود الذارحي عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح أن الفتنة وأعمال التخريب في صعدة من قبل الحوثي محنة وطنية وكارثة انسانية تمس بأمن وسيادة الوطن ونسيجه الاجتماعي وتمنى أن يكون هناك اجماع وطني على اقتلاع هذه الفتنة كما حدث أثناء فتنة 1994م، وأضاف: نتمنى من الأخ الرئيس أن يدعو الأحزاب الممثلة في البرلمان لتدارس الموقف والخروج برؤية موحدة لمواجهة الأخطار التي تواجه الوطن وفق رؤية وطنية تجمع ولا تفرق لأن الأخطار التي تواجه الوطن مسئولية الجميع وينبغي عدم السماح للمناكفة السياسية السيطرة على مجريات الأمور وموقف هذا الحزب أو ذاك.
وأكد الذارحي أن حسن النوايا والتسامح الذي تعاملت به الدولة مع الحوثيين الخارجين على القانون دفعهم للتمادي والتوسع أكثر في أعمال التخريب.. مشدداً على ضرورة أن تبسط الدولة نفوذها على كل شبر في الوطن.
تمادٍ وصلف
الى ذلك يقول صالح عبدالله صائل أمين عام حزب جبهة التحرير: لقد كنا في بداية ظهور التمرد في صعدة نساند توجهات الدولة في التريث وعدم الاستعجال في الحسم العسكري خلال الحروب السابقة، ولكن للأسف الشديد يبدو أن التهاون والتسامح مع هذه الفئة الضالة التي تمردت على الدولة وتحدت القانون والدستور وخرجت على الثوابت قد شجعها على التمادي في غيها واتاح لها الفرصة لتعزيز مواقعها.. وأضاف: الذي يشاهد اليوم صلف الحوثي وقيامه وجماعته بأعمال التخريب والدمار في صعدة والسطو على الأملاك العامة والخاصة وترويع المواطنين الآمنين لاشك أنه يندم على التسامح معهم الذي كان بقصد حقن الدماء التي حرص الحوثي على اراقتها ولذلك لابد على الدولة أن تستمر في مواجهة هذه الفئة المخربة وتطهير كل أنحاء صعدة منها حتى تعود الحياة للناس هناك والذين نراهم اليوم يعانون في محميات الايواء بعد أن هربوا بأنفسهم من شر الحوثي الذي طال الكثير من الأسر في صعدة.
وأكد أمين عام حزب جبهة التحرير أن الحوثي يحمل مشروعاً خارجياً سياسياً للإضرار بالوطن، ومذهب اثنا عشري يدعم حوزات ايرانية بحثاً عن أنصار وموضع قدمٍ لها.. مشيراً الى أن هذا التوجه يشكل خطراً حقيقياً على التعايش السلمي الذي تشهده اليمن منذ مئات السنين في ظل الاسلام الذي يدعو للتسامح.. وتساءل صائل عن الجهات الداعمة التي أعلن عنها رسمياً قبل عدة شهور سواءً الجهات الداخلية أو الخارجية وطالب الكشف عنها أمام الرأي العام حتى يتبين للناس خطورة المؤامرة.
وقال: لابد على كافة الأحزاب أن تعلن موقف واضح من هذه الفتنة بل وتقدم كامل الدعم والمساندة للدولة والجيش والأمن في مواقع الشرف الذين يذودون عن علم الجمهورية اليمنية من دعاة الإمامة الجدد.
وأكد أمين عام حزب جبهة التحرير استعداد الحزب لتقديم التبرعات من اعضاء وأنصار الحزب لمساندة الجيش حتى يتم حسم المعركة.