امين الوائلي -
فيما تتآزر الجهود الشعبية والمحلية في المحافظات لحشد الدعم المادي وتسيير قوافل الإغاثة والمعونات السخية لصالح إخواننا النازحين بصعدة وعمران، تنشط عشرات الجمعيات الموسمية والمسميات الخيرية الاخرى لجمع الاموال والتبرعات والصدقات تحت يافطة »فعل الخير« و »إفطار الصائم« وحتى »كسوة العيد« و »عسب العيد« و »جعالة العيد« وهي كلها مشاريع وشعارات لا تخضع للرقابة والإشراف ولا يعلم أحد - يقيناً - ما هي المصارف الحقيقية لتلك الاموال - أو بعضها على الأقل، والى أية جهة وجيب تستقر؟!
< مجدداً .. لا نعرِّض بعمل الخير والحث على التكافل أو التعاون بين الناس، فقط من حقنا أن نتساءل عن مصير التبرعات والهبات والاموال التي تُجمع بطرق غير رسمية وبصورة شخصية؟
ومن واجب الدولة والمؤسسات المعنية التحرز وممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر، إزاء ظاهرة متفلتة كهذه، وجميعنا يعلم من خلال الشواهد والاثباتات المتكررة بأن البعض من الجمعيات والشعارات الخيرية قد مثلت واجهة ملونة لأعمال وأهداف مبطنة وغير خيرية بالمطلق!
< محاضر التحقيقات في النيابة العامة ووقائع الجلسات القضائية في المحكمة الجنائية المتخصصة واعترافات المتهمين على خلفية المواجهات مع جيوب التمرد وعصابة التخريب في بني حشيش، جميعها كشفت بأن جزءاً مهماً من الدعم والتمويل المادي لعصابة التمرد الحوثي كان يجيء من طريق التبرعات والصدقات والهبات الشعبية التي تجمع من الناس بشعارات تتستر بعمل الخير.
وكشفت التحقيقات والاعترافات المعلنة للاعلام بأن الصناديق المنتشرة في البقالات والمطاعم والمحال التجارية وحتى في المساجد كانت جزءاً من مشروع متكامل جرى تنفيذه لهذا الغرض دون سواه.
< نحن لا نهوّل ولا نهوّن وهذه الحقائق ليست للمزايدة على أحد وإنما هي وقائع جرى ضبطها وتوثيقها وإعلانها على الملأ والإعلام.
ونحن نخشى بأن بعض النشاطات المتسترة بعمل الخير ودعم الفقراء خلال أيام هذا الشهر الفضيل تمثل وجهاً آخر لتلك الحالات السابقة، وأنها تستغفل الدولة والمجتمع وتحشد الدعم المادي والمالي لعصابات التمرد والتخريب التي قتلت وشردت وهجّرت المواطنين والاسر وتواصل تمردها وجرائمها وتحديها السافر وحربها القذرة ضدنا وضد بلادنا.
< لابد من ضبط السوق السائبة والتأكد من صحة ومصداقية الشعارات واللافتات المرفوعة حتى لا نؤخذ من الخلف أو على حين غفلة أو تساهل أو تغابٍ.. فالذين يخولون أنفسهم الحق بجمع الزكاة ويصادرون حق الدولة بهذا الاتجاه كما يصادرون حق المجتمع في الاستفادة الفعلية والخدمية من موارد الزكاة وإنما يضعون أنفسهم موضع الشبهة ويجب التحقق والتأكد إن كانوا فاعلي خير.. أم قليلي خير ومعروف؟!
< اللافت هو أننا لم نرَ أو نسمع أو نقرأ عن جمعية واحدة تقول بأنها تجمع الاموال والمساعدات والمعونات للنازحين والمهجرين وهم بالآلاف؟! فهل هي مجرد صدقة لا أكثر، أم أن فاعلي الخير المتطوعين لجمع الاموال سهوا عن قضية وطنية ودينية وإنسانية ملحة وماثلة للعيان كهذه؟!
< إننا نحذر صراحة من استغفال الدولة والمجتمع من قبل بعض المتسترين بالعمل الخيري والتعاوني ونحذر من أن عصابة التمرد والتخريب وجماعات إرهابية متطرفة تعتمد على موارد مالية متسترة تقف وراءها واجهات ولافتات مخادعة تسلب الناس أموالهم وتذهب بها لمن يخرب على الناس ويتآمر عليهم!