الثلاثاء, 08-سبتمبر-2009
الميثاق نت -  حـــوار / منصور الغدره -
هاجم‮ ‬المحلل‮ ‬السياسي‮- ‬الأستاذ‮ ‬عبده‮ ‬محمد‮ ‬الجندي‮ ‬على‮ ‬مواقفها‮ ‬الرمادية‮ ‬تجاه‮ ‬التمرد‮ ‬في‮ ‬صعدة‮.. ‬واصفاً‮ ‬إياها‮ ‬بالأحزاب‮ ‬الشمولية‮ ‬والعاجزة‮..‬
وقال‮ ‬الجندي‮: ‬إن‮ ‬الأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬اليمنية‮ ‬لاتزال‮ ‬أحزاباً‮ ‬شمولية‮ ‬وانقلابية‮ ‬ترفض‮ ‬القبول‮ ‬بمبدأ‮ ‬التداول‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة،‮ ‬وغير‮ ‬قادرة‮ ‬على‮ ‬مغادرة‮ ‬مربع‮ ‬الاتفاقات‮ ‬وحوارات‮ ‬الغرف‮ ‬المغلقة‮.‬
وأضاف: إن قادات التمرد والانفصاليين موجودين داخل المشترك، ومن غير الممكن أن يكون له موقف يدين تمرد الحوثيين أو الانفصاليين..معتبراً أن التمرد في صعدة عرَّى مواقف أحزاب المشترك.. مؤكداً أن الجميع يترقب نتائج مواجهة التمرد ليبنوا مواقفهم..وكشف عضو اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء أن تأجيل الانتخابات النيابية أدت إلى المشاكل والتحديات الراهنة التي يواجهها اليمن ورغبة البعض في إعادة الأوضاع إلى ماقبل النظام الجمهوري وإلى ماقبل الجمهورية اليمنية.
وقال الجندي في حوار لـ«الميثاق»: إن الأقلية- المشترك- جرجرت حزب الأغلبية الحاكم- المؤتمر- إلى مربع الإملاءات وليس إلى طاولة الحوار السياسي المتكافئ.. وأكد عضو لجنة الانتخابات أن دعم إيران لتمرد الحوثيين في صعدة هو جزء من التوجه السياسي للنظام الإيراني بهدف‮ ‬استعادة‮ ‬إمبراطوريته‮ ‬المفقودة‮.‬
الآن بعد أن وصلت الأحزاب في حواراتها الى طريق مسدود بشأن إصلاح النظام الانتخابي وتشكيل لجنة الانتخابات وفشل تلك الحوارات أعلنته الاحزاب نفسها.. فالمؤتمر أعلن تفاصيل ذلك في كتيب بعنوان «هذا بيان للناس» دعا فيه المؤسسات الدستورية إلى المضي‮ ‬بالاستعداد‮ ‬للانتخابات‮ ‬البرلمانية‮.. ‬ما‮ ‬هي‮ ‬الخيارات‮ ‬المطروحة‮ ‬أمام‮ ‬لجنة‮ ‬الانتخابات؟
- اللجنة العليا للانتخابات لاتزال تمارس أعمالها طبقاً للدستور والقانون.. صحيح أنها منذ اتفاق تأجيل الانتخابات البرلمانية أصبحت بلا عمل.. لكن لا يعني هذا أنها فاقدة الشرعية.. اللجنة العليا أعدت نفسها من كل النواحي الفنية والإجرائية، وكانت قد استكملت مراجعة جداول‮ ‬الناخبين،‮ ‬وأعلنت‮ ‬النتائج‮ ‬العملية‮ ‬لذلك،‮ ‬بنجاح‮ ‬منقطع‮ ‬النظير‮.‬
الأحزاب والتنظيمات السياسية اتفقت على تأجيل الانتخابات سنتين على أساس إعادة تشكيل لجنة الانتخابات.. وذلك شيء لم يتم بعد.. فلا شكلوا لجنة جديدة حتى تنتهي شرعية اللجنة الحالية، ولا هم ايضاً ساروا في حواراتهم حسب الاتفاق المحدد له.
ونحن كلجنة عليا للانتخابات مازلنا قائمين ونمارس أعمالنا الداخلية والفنية، وسنجري أية عملية انتخابية إذا ما أبلغنا مجلس النواب بالمقاعد الشاغرة، ونفس الشيء إذا ما أبلغتنا وزارة الإدارة المحلية عن المقاعد الشاغرة في المجالس المحلية.
مقاعد‮ ‬شاغرة
‮ ‬على‮ ‬ذكركم‮ ‬المقاعد‮ ‬الشاغرة‮ ‬سواءً‮ ‬في‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬المحليات‮ ‬هناك‮ ‬فعلاً‮ ‬مقاعد‮ ‬شاغرة‮ ‬منذ‮ ‬فترة‮ ‬طويلة،‮ ‬ولم‮ ‬يتم‮ ‬إجراء‮ ‬انتخابات‮ ‬لها‮.. ‬ما‮ ‬أسباب‮ ‬ذلك؟
- حسب القانون ليس للجنة العليا للانتخابات الحق في إجراء انتخابات للمقاعد الشاغرة إلاّ إذا أعلن مجلس النواب خلو هذه الدوائر، وأبلغ لجنة الانتخابات بإجراء انتخابات فيها.. والشيء نفسه لانستطيع إجراء انتخابات في المقاعد الشاغرة في السلطة المحلية إلا بإعلان وزارة الإدارة المحلية عن خلوها، الوزارة كانت قد أبلغتنا بتلك المقاعد الشاغرة، لكننا حينها كنا ننفذ عملية مراجعة وتصحيح جداول الناخبين، وكان ردنا للوزارة بأن عليهم الانتظار الى الانتهاء من عملية مراجعة جداول الناخبين.. وحتى الآن لم نتلقَ من وزارة الإدارة المحلية‮ ‬بلاغاً‮ ‬بالدوائر‮ ‬الشاغرة‮ ‬في‮ ‬المجالس‮ ‬المحلية‮.‬
‮ ‬منذ‮ ‬إعلان‮ ‬اتفاق‮ ‬الاحزاب‮ .. ‬هل‮ ‬نستطيع‮ ‬القول‮ ‬ان‮ ‬لجنة‮ ‬الانتخابات‮ ‬معطلة‮..‬؟
‮- ‬اللجنة‮ ‬تمارس‮ ‬أعمالها‮.. ‬لكن‮ ‬أعمالها‮ ‬الفنية‮ ‬والداخلية‮ ‬فقط‮ - ‬أي‮ ‬انها‮ ‬أعمال‮ ‬جهاز‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮ ‬للجنة‮.‬
إذاً‮ ‬ما‮ ‬الخطوات‮ ‬المطروحة‮ ‬الآن‮ ‬أمامكم‮ ‬لتنفيذها؟
‮- ‬نحن‮ ‬جاهزون‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬وقت‮ ‬لإجراء‮ ‬عملية‮ ‬انتخابية‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬طلب‮ ‬منا‮ ‬ذلك‮..‬
‮ ‬ممن‮ ‬هذا‮ ‬الطلب؟
‮- ‬إذا‮ ‬دعا‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮ ‬الى‮ ‬إجراء‮ ‬انتخابات‮ ‬مبكرة‮.. ‬سنكون‮ ‬جاهزين‮ ‬لتلك‮ ‬الانتخابات‮ ‬بسجل‮ ‬كامل‮.. ‬لأن‮ ‬هذه‮ ‬المشاكل‮ ‬التي‮ ‬حدثت‮ ‬وتحدث‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬وفي‮ ‬بعض‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬هي‮ ‬نتيجة‮ ‬لتأجيل‮ ‬الانتخابات‮.‬
كيف‮..‬؟
- كانت عملية مراجعة جداول الناخبين ناجحة، وبينت حجم المقاطعين، بأنهم لا يمثلون حتى نسبة 2٪ من إجمالي الهيئة الناخبة.. المقاطعة كانت فاشلة بكل ما تعنيه كلمة فاشلة.. لكن الأحزاب والتنظيمات المعارضة التفت على النجاح المنقطع النظير الذي حققته اللجنة العليا للانتخابات.. وصورت لرئيس الجمهورية بأن البلد سيحترق إذا أجريت الانتخابات، الى أن تم تأجيلها، وكان الاتحاد الأوروبي والمعهد الديمقراطي يطالبون بالتأجيل شهرين، وإذا بالشهرين يتحولان الى سنتين، والله يعلم كم ستتحول في المستقبل؟.
نحن الآن نحصد نتيجة تأجيل عملية الانتخابات غير المبررة دستورياً، رغم أن لجنة الانتخابات قامت بعملها على أكمل وجه وبكفاءة عالية وحيادية ، وأكدت حينها أن الهيئة الناخبة مع إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري..حقيقة كان موقف احزاب المعارضة - المشترك - غريباً‮ ‬وعجيباً‮.. ‬
معارضة‮ ‬غريبة
‮ ‬ما‮ ‬الغرابة‮ ‬فيه؟
- ليس هناك أحزاب ديمقراطية معارضة في العالم تطلب تأجيل الانتخابات .. المعارضة في العالم تطالب بانتخابات مبكرة، لأنها فعلاً تريد التداول السلمي للسلطة .. لكن عجز المعارضة عندنا عن تحقيق ذلك، جعلها تلجأ الى البحث عن مخرج أو مخبأ للهروب اليه، حتى لا تُفتضح أمام الهيئة الناخبة والرأي العام، فاختارت التأجيل.. ورغم محاولتها ، فقد أثبت الواقع عجزها وعدم مقدرتها على أن تتحول من أحزاب شمولية وانقلابية الى أحزاب ديمقراطية، تعمل على التأقلم مع مبدأ التداول السلمي للسلطة، وتكريس هذا النهج الحضاري.
أحزاب‮ ‬انقلابية
هذا الواقع الذي مرت به البلد من التأجيل وحتى الآن ولجوء أحزاب المشترك إلى التسويف عن الحوار يدل دلالة قاطعة على أن اللجنة العليا للانتخابات عملت وبكفاءة وباستقلالية ، بحيادية ، بمهنية، لا تراعي أياً من الاحزاب التي ستنجح في الانتخابات.
لكن الآن- كما نلاحظ- فليست القضية قضية اصلاحات انتخابية، ولا قضية اصلاحات دستورية.. إنما هناك من يريد أن ينقلب على الديمقراطية.. أو من يريد ان يلعب بلغة الحوارات والوفاقات والاتفاقات.. وهذه مرحلة قد تجاوزناها..
‮ ‬صحيح‮ ‬أن‮ ‬الاتفاقات‮ ‬والتقاسمات‮ ‬السياسية‮ ‬ضد‮ ‬الديمقراطية،‮ ‬فلماذا‮ ‬تقبل‮ ‬ان‮ ‬تنفذ‮ ‬لعبة‮ ‬التقاسم‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬منصبك‮ ‬في‮ ‬عضوية‮ ‬اللجنة؟
‮- ‬هذا‮ ‬السؤال‮ ‬يوجه‮ ‬لصاحب‮ ‬الاغلبية‮ ‬الحاكمة‮ ‬في‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮..‬
الأغلبية‮ ‬المجرجرة
‮ ‬وما‮ ‬صلته‮ ‬بذلك؟
- هؤلاء هم الذين اتخذوا القرار الخطأ في الموقع الخطأ.. وبالتالي هم الآن يدفعون ثمن الاخطاء التي جرجرتهم اليها الاقلية وأصبحت تملي عليهم شروطها وأجندتها، بل أجندة لا علاقة لها لا باتفاق فبراير، ولا بالنظام ولا بالقضايا السياسية، ولا الانتخابية..
‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮ ‬ما‮ ‬الثمن‮ ‬الذي‮ ‬تدفعه‮ ‬الاغلبية؟
- الحوار الذي كان يجري بين الأقلية والاغلبية - حوار إملائي صرف.. يعني صاحب الاقلية يملي شروطه على صاحب الاغلبية، وهذا الاخير يقبل تلك الشروط من باب الثقة بالنفس، والثقة بالنفس أحياناً تتحول إلى نوع من أنواع الغرور، والغرور مقبرة الابطال - كما يقال.
‮ ‬ولذلك‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬أخطأ‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬نفسه‮ ‬وفي‮ ‬حق‮ ‬اللجنة‮ ‬العليا‮ ‬للانتخابات‮ ‬بقبوله‮ ‬فعلاً‮ ‬هذه‮ ‬الحوارات‮ ‬الجانبية‮ ‬التي‮ ‬رحَّلت‮ ‬الانتخابات‮ ‬سنتين‮ ‬الى‮ ‬الأمام‮.‬
من‮ ‬خبراتك‮ ‬السياسية‮ .. ‬كيف‮ ‬تقرأ‮ ‬التحديات‮ ‬التي‮ ‬تواجهها‮ ‬اليمن‮ ‬كأحداث‮ ‬صعدة‮ ‬مثلاً‮ ‬وما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية؟
‮-‬هذا‮ ‬سؤال‮ ‬سياسي،‮ ‬وسأرد‮ ‬عليه‮ ‬كسياسي‮ ‬وليس‮ ‬كعضو‮ ‬لجنة‮ ‬الانتخابات‮.. ‬وقد‮ ‬يكون‮ ‬للسياسي‮ ‬هفوات‮ ‬والخروج‮ ‬عن‮ ‬الحياد،‮ ‬لذلك‮ ‬ألتمس‮ ‬العذر‮ ‬المسبق‮ ‬إذا‮ ‬خرجت‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬إجاباتي‮ ‬عن‮ ‬الحيادية‮..‬
أولاً هذه المشاكل لم تكن موجودة بهذا الشكل قبل تأجيل عملية الانتخابات.. كانت هناك ارهاصات، لكنها لم تكن بالحجم والمخاطر التي هي عليها اليوم..الآن هناك ثلاث قوى رئيسية تتحرك في الساحة.. قوى تريد تمزيق الوطن، والعودة به الى ما قبل الوحدة، والى ما قبل الجمهورية اليمنية.. وهذه تعمل خارج الدستور وخارج القانون، ولها ايضاً نوايا عنيفة بدأت في استخدامها الآن.. وقوى أخرى قادمة من وراء التاريخ وتريد إعادة الاوضاع الى ما قبل الثورة والى ما قبل الجمهورية.. وهذه القوى بدأت عنيفة ومازالت عنيفة، تستخدم القوة غير المشروعة للانقلاب على الاوضاع دون أن تحدد ما هي أهدافها ونواياها - لا فهي باطنية، مستترة لا تعلن عنها بشكل واضح.. لكن يعرف الجميع انها قوى ظلامية ورجعية، وبالتالي تنتهج العنف كوسيلة وحيدة لتحقيق أهدافها الخفية.. إذاً فهي تريد أن تعيد اليمن الى ما قبل الديمقراطية والى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الوحدة‮ ‬والى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الجمهورية‮ ‬والثورة‮.. ‬يعني‮ ‬هؤلاء‮ ‬فعلاً‮ ‬يستخدمون‮ ‬القوة‮ ‬غير‮ ‬المشروعة‮ ‬ولا‮ ‬سبيل‮ ‬من‮ ‬صدهم‮ ‬إلاَّ‮ ‬بالقوة‮ ‬المشروعة‮.‬
‮ ‬ومن‮ ‬هي‮ ‬القوى‮ ‬الثالثة‮ ‬إذاً‮..‬؟
- القوى الثالثة هي تلك القوى التي تريد أن تأخذ السلطة بشرعية غير انتخابية.. بشرعية مؤتمرات بشرعية حوارات، شرعية اتفاقات.. وهذه للأسف تريد أن تضعف النظام.. فهي قوى تعارض الوطن وتعارض الشعب، ولا تعارض من أجل الوطن أو من أجل الشعب.. وهي بالتأكيد التي أستدرجت الحزب‮ ‬الحاكم‮ - ‬للأسف‮ - ‬الى‮ ‬تأجيل‮ ‬الانتخابات‮ ‬وبدأوا‮ ‬الآن‮ ‬يملون‮ ‬الشروط‮ ‬عليه،‮ ‬وكل‮ ‬يوم‮ ‬لهم‮ ‬مطالب‮ ‬جديدة‮ ‬وقضايا‮ ‬شخصية‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬موجودة‮ ‬في‮ ‬أجندة‮ ‬الحوار‮ ‬ولا‮ ‬مطروحة‮ ‬على‮ ‬طاولة‮ ‬الحوار‮.‬
حوارات‮ ‬بلا‮ ‬نهاية‮..!!‬
أي أن هذه القوى أدخلت الحزب الحاكم في سلسلة حوارات لها بداية وليس لها نهاية.. ما كاد يبدأ الحوار إلاَّ لينتهي ، وما يكاد ينتهي إلاَّ ليبدأ.. يبدأ ولكنه يبدأ بلا بداية مفيدة.. وينتهي ولكن بلا نهاية مثمرة.حقيقةً.. هذه القوى تضر بنفسها وتضر بالوطن وتضر بالشعب، لأنها أساساً معارضة تتربص للاستيلاء على السلطة بالشرعية الانتخابية، ولو كانت دخلت الانتخابات لكان وضعها أفضل مما هو عليه الآن..وهي اليوم حتى في موقفها مما يجري في صعدة.. موقف رمادي، تريد من خلاله ضرب ليس عصفورين وإنما ثلاثة عصافير بحجر واحد.. وفي النهاية‮ ‬ستضرب‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬وستضرب‮ ‬نفسها‮ ‬وستضرب‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم‮.‬
رفض‮.. ‬واشتراط‮..!!‬
صعدة والحراك - أحداث كانت موجودة قبل التوقيع على اتفاق فبراير، ولم تتضمن الاتفاق .. فكيف يطرحها اليوم المشترك شرطاً للحوار ، في الوقت الذي يرفض المتمردون الحوثيون الاعتراف بشرعية النظام والحراك يرفض الوحدة ويتبنى الانفصال؟
- تكتل اللقاء المشترك ....... أحزاب معارضة وتشكل جزءاً من النظام السياسي الديمقراطي القائم.. وعلينا ان نتحاور معها فيما يتعلق بالاصلاحات الانتخابية والاصلاحات الدستورية، وأما ما هو خارج هذا فهو برنامجها.. فإذا كانت تريد أن تتحاور مع الحزب الحاكم على أساس تطبيق برنامجها السياسي بأسلوبها فهذا حوار غير منصف، وليس له وجود في كل التجارب الديمقراطية الليبرالية في العالم..الحزب الحاكم ملزم فقط أن يتحاور معها في إصلاح النظام السياسي، وما عدا ذلك ليس ملزماً به لا بمنطق القانون اليمني ولا بمنطق القانون والمعايير الدولية‮.. ‬لأن‮ ‬المؤتمر‮ ‬كحزب‮ ‬حاكم‮ ‬وصل‮ ‬الى‮ ‬هذا‮ ‬المكان‮ ‬بشرعية‮ ‬انتخابات‮ ‬ديمقراطية‮ ‬حرة‮ ‬ونزيهة‮ ‬ومحاطة‮ ‬بالرقابة‮ ‬الحزبية‮ ‬والمحلية‮ ‬والدولية‮..‬
الحوار‮ ‬مع‮ ‬المحاربين
‮ ‬باعتقادك‮ ‬لماذا‮ ‬يقبل‮ ‬المؤتمر‮ ‬بمخالفة‮ ‬هذا‮ ‬وذهب‮ ‬إلى‮ ‬التأجيل؟
- أنا هنا يجب أن أقول ان المؤتمر الشعبي ينظر إلى الأمور وفقاً لحساباته، فهو يرى أن لديه أغلبية ساحقة وإذا ما رُحّلت الانتخابات سنتين الى الأمام فإن هذا من مصلحته.. أي أن حسابات المصالح احياناً تتعارض مع حسابات الوطن، والمؤتمر بذلك خذل الهيئة الناخبة..طبعاً نستطيع القول إن هذا حرص اعتدنا عليه من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - بأنه دائماً يرعى الديمقراطية، ويقدم التنازلات مقابل ذلك، لكن هناك من أساء استخدام هذا الحرص، وبالتالي حوله الى شيء آخر..فالحوار هنا الآن مع من يجب أن يكون..؟!! يجب أن يكون مع الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة.. نستخدم القوة المشروعة ضدهم لإعادتهم الى جادة الصواب، والى ساحة الحوار والى ساحة الجمهورية، ومن ثم لابد من فتح باب الحوار، لأن كل حرب عسكرية يجب أن تنتهي الى اتفاق سياسي.. لكن نحاورهم كموقف واحد.. ولا نأتي نحاورهم على أساس أن نقيم‮ ‬جمهورية‮ ‬أو‮ «‬ما‮ ‬نقيمش‮ ‬جمهورية‮».. ‬هؤلاء‮ ‬وان‮ ‬كانوا‮ ‬حاملين‮ ‬فكراً‮ ‬إمامياً‮ ‬،‮ ‬لكننا‮ ‬نقبلهم‮ ‬كقوى‮ ‬سياسية‮ ‬حزبية‮ ‬تمارس‮ ‬عملها‮ ‬السياسي‮ ‬والديمقراطي‮ ‬تحت‮ ‬مظلة‮ ‬الجمهورية‮.‬
المربع‮ ‬الشمولي
ونفس الشيء بالنسبة للانفصاليين الذين يريدون العودة باليمن الى ما قبل الوحدة.. هؤلاء ممكن أن نقول لهم: لا للانفصال.. نعم للوحدة.. نعم للحوار إذا كانت لديكم مطالب ديمقراطية أو حقوقية.. أي ان كل حواراتنا يجب أن تتم تحت سقف الدستور وسيادة القانون، وأي حوار خارج ذلك فهو حوار الطرشان، وبالتالي فإننا لن نستطيع أن نبني تجربة ديمقراطية ولو مررنا بمئات السنوات إذا ظللنا دائماً نقف في هذا المربع.. الشمولي.. لأن الاحزاب بشكل عام مازالت أقرب الى الشمولية منها الى الأحزاب الديمقراطية.. مازالت تفكر بعقلية الجبهة الوطنية العريضة‮ ‬وبعقلية‮ ‬لابد‮ ‬أن‮ ‬نهد‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬بنيناه‮ ‬ونبدأ‮ ‬نبني‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬من‮ ‬الآن‮ ‬فصاعداً‮.. ‬لم‮ ‬تستطع‮ ‬استيعاب‮ ‬الليبرالية‮..‬
‮.. ‬لكن‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬الآن‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬لم‮ ‬يأتِ‮ ‬الاّ‮ ‬بعد‮ ‬ما‮ ‬فشل‮ ‬الحوار؟
- الحوثيون استغلوا حرص فخامة رئيس الجمهورية على السلام .. فأساءوا استخدام هذا الحرص، لاحظ عندما خرجوا في الحرب الاولى والثانية - إذا قلنا انها كانت حروباً - فقد شعروا انهم هم المنتصرون، والدولة هي المهزومة.. هم الاقوياء والدولة هي الضعيفة.. وعندما تستضعف الدولة‮ ‬تنتقص‮ ‬من‮ ‬هيبتها،‮ ‬والانتقاص‮ ‬من‮ ‬هيبة‮ ‬الدولة‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬مصلحة‮ ‬المعارضة‮ ‬ولا‮ ‬من‮ ‬مصلحة‮ ‬من‮ ‬هم‮ ‬في‮ ‬الحكم،‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬مصلحة‮ ‬أي‮ ‬مواطن‮ ‬شريف‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮..‬
يا أخي أنا أحب الامن والاستقرار «اللهم أسألك الأمان قبل الإيمان».. حتى هذه الدماء الحوثية التي تنزف هي نتيجة تهور بعض الناس المتطرفين، وهؤلاء الحراكيون الذين دفعوا الى هذه المواقف الخاطئة علينا أن نعيدهم الى جادة الصواب.. ولكن بقوة القانون وبقوة الدستور..
اي قوى تعمل خارج الدستور والقانون يطبق عليها النظام وتقدم الى القضاء لتنال جزاءها جراء ما اقترفته، وبالتالي سوف تمتنع عن ممارسة هذا العمل في المستقبل.. أما التسامح المطلق والعفو المطلق - أحياناً- يشجع المتمردين على التمادي في غيّهم..
هل‮ ‬تعتقد‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬التسامح‮ ‬جاء‮ ‬نتيجة‮ ‬وجود‮ ‬متعاطفين‮ ‬مع‮ ‬هؤلاء‮ ‬في‮ ‬مواقع‮ ‬قريبة‮ ‬من‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮..‬؟
- أنا لا أقول هذا.. ولكن لا أستبعده.. وكل هذه التداخلات والاشياء واردة في ذلك.. لكننا نستطيع القول إن هؤلاء الناس كانوا موجودين داخل السلطة او خارجها او داخل المعارضة أو خارجها.. قد يكون هذا الكلام وارداً.. لكن هي في الأساس نتيجة سوء فهم، حيث تفهم دائماً مواقف فخامة الرئيس بأنها ناتجة عن ضعف.. مع أنه الذي عرفناه دائماً عن هذا الزعيم بأنه يقدم التنازلات والعفو والتسامح، والعقلانية 99٪، ولا يستخدم القوة الاّ 1٪، ونتيجة ذلك حصل نوع من الاختلال بين هذا التسامح وبين التمادي والتغطرس..
صعدة‮.. ‬جسر‮ ‬عبور‮!!‬
‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬فيها‮ ‬التقدميون‮.. ‬وإدخالهم‮ ‬الرجعيين‮ ‬كقضية‮ ‬للحوار‮ - ‬هل‮ ‬حرصاً‮ ‬منهم‮ ‬على‮ ‬مصالح‮ ‬الوطن‮.. ‬أم‮ ‬انهم‮ ‬يريدون‮ ‬استغلال‮ ‬قضية‮ ‬صعدة‮ ‬كجسر‮ ‬عبور؟
- أنا اتحدث عن اللقاء المشترك، واتحدث عن التجمع اليمني للاصلاح بالذات هذا الحزب لاشك أنه غبن من تحالفه السابق.. شعر بأن حليفه السابق - المؤتمر - لم يكن وفياً معه بالقدر الذي كان هو وفياً له.. لذلك قرر أن يهد المعبد «على رأسي ورأس أعدائي»، فتحالف مع الذي لا يوجد قواسم مشتركة بينه وبينهم .. تحالف مع أقصى اليسار، وتحالف مع أقصى اليمين..يا أخي.. الحوثيون موجودون داخل قيادة المشترك.. كيف تطلب من حزب الاصلاح أن يحدد موقفاً منهم في قضية صعدة.. حزب الحق ضمن تحالف المشترك، وهذا هو الحزب الذي ولد كل هذه الحركات.. لا يمكن‮ ‬ان‮ ‬تفرق‮ ‬بين‮ ‬هذا‮ ‬او‮ ‬ذاك‮..‬
هؤلاء‮ ‬هم‮ ‬الذي‮ ‬يدفعون‮ ‬الحوثي‮ ‬الى‮ ‬هذه‮ ‬المواقف‮.. ‬من‮ ‬داخل‮ ‬المشترك‮ ‬نفسه‮ ‬هم‮ ‬الذين‮ ‬يحرضون‮ ‬الحوثي‮ ‬على‮ ‬العنف‮.‬
البحث‮ ‬عن‮ ‬موطئ‮ ‬قدم
‮ ‬ما‮ ‬مبرراتهم‮ ‬لذلك؟
- من أجل ان يضعفوا الدولة ويحصلون على موطئ قدم فيها، إذاً كيف تطالب حزب الاصلاح بأن يكون له موقف متميز، وقد وقع بين فكي كماشة..الانفصاليون موجودون داخل المشترك.. والحوثيون موجودون ايضاً داخل المشترك، فلا تستطيع أن تفرق بين هذا وذاك، وأنا اقول هذا الكلام كوجهة نظر شخصية - ربما أكون على خطأ، لكن أنا في الحقيقة أشفق على الاصلاح من الوضع الذي هو فيه والذي أوصله اليه- للأسف - هو المؤتمر الشعبي الذي لم يراعِ بأنه كان حليفه وكان لازماً عليه أن يعطيه قدراً من الكعكة..
‮ ‬هل‮ ‬تعتقد‮ ‬أن‮ ‬الدعم‮ ‬الايراني‮ ‬للمتمردين‮ ‬يرمي‮ ‬الى‮ ‬توسع‮ ‬في‮ ‬النفوذ‮.. ‬أم‮ ‬هو‮ ‬توسع‮ ‬في‮ ‬الحوزات؟
- إيران نظام كأي نظام في العالم - لديه نزعة الى استعادة أمجاده القديمة - أمجاد الامبراطورية سواءً أكانت باسم الفارسية أو باسم الشيعة الصفوية التي كانت موجودة..وأي قوى سياسية ستكون قريبة من أهدافها بالطبع سيحاول النظام الإيراني أن يحتضنها للخروج من عزلته.. يعني إيران تريد أن تثبت للعالم كله أنها صاحبة التأثير الكبير في العالم العربي والاسلامي.. وطالما وجد لها تأثير في لبنان، لها تأثير في اليمن، وكما لها تأثير في اليمن لها تأثير في المملكة العربية السعودية، وكما لها تأثير في السعودية لها تأثير في دول الخليج.
إذاً‮ ‬الرهان‮ ‬هنا‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬المكان‮ ‬الحساس‮ ‬من‮ ‬العالم‮ - ‬اليمن‮ - ‬هذا‮ ‬يندرج‮ ‬ضمن‮ ‬الحسابات‮ ‬المستقبلية‮ ‬للدور‮ ‬الامبراطوري‮ ‬المحتمل‮ ‬لإيران‮- ‬سواءً‮ ‬تحت‮ ‬راية‮ ‬الاسلام‮ ‬بالاسلوب‮ ‬الشيعي‮ ‬أو‮ ‬تحت‮ ‬راية‮ ‬القومية‮ ‬الفارسية‮..‬
ولا يمكن أن نستغرب أن يكون لها علاقة هنا وهناك.. وإذا كانت أجهزتنا الامنية طوال هذه الفترة كلها لم تستطع تحديد طبيعة هذه العلاقات بين المتمردين وإيران، هل هي مادية.. أم عسكرية.. أم عقائدية.. فهي أجهزة قاصرة بالتأكيد.. وإذا كان السياسيون عندنا قد انطلت عليهم‮ ‬لعبة‮ ‬ان‮ ‬ايران‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬هي‮ ‬الداعمة‮ ‬والمساندة،‮ ‬فبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يستحقون‮ ‬أن‮ ‬يطلق‮ ‬عليهم‮ ‬هذا‮ ‬اللقب،‮ ‬ويسمون‮ ‬بالسياسيين‮.‬
هذه المواقف لم تتكشف إلاَّ عندما استخدمت القوة المشروعة، وبدأت المواقف داخلياً وخارجياً والدعوات الى وقف الحرب.. توقف الحرب على أي أساس.. لأنه عندما تصل الى مرحلة أنك لا تخاف من الدولة فتقتل كما تشاء ، وتنهب وتسلب كما تشاء، تكون بذلك قد خرجت عن نطاق المواطنة المتساوية الى نطاق قطاع الطرق والقتلة الذين لا يخافون لا من الدستور ولا من القانون.. والدولة أتاحت لهؤلاء الفرصة باستخدامها ديمقراطية الباب المخلوع.. وكما يقال ان للديمقراطية لها أنياب تدافع بها عن نفسها.
العالم‮ ‬ليس‮ ‬ضد‮ ‬الاخماد
‮ ‬كقارئ‮ ‬سياسي‮ - ‬الى‮ ‬ماذا‮ ‬ستؤول‮ ‬أحداث‮ ‬التمرد،‮ ‬مع‮ ‬وجود‮ ‬الاصوات‮ ‬بوقف‮ ‬إجراءات‮ ‬الحكومة‮ ‬العسكرية؟
- أولاً لا نفترض ان العالم يقف ضد الحرب.. وإنما يقف هو من ناحية انسانية للنازحين.. وأما بالنسبة لاستخدام حقها الدستوري والقانوني لإخماد التمرد، فهو- أي العالم- يؤيد هذا الإجراء ومعارضة هذا الحق يقال من قبل أولئك الذين يريدون انتهاء النظام السياسي في اليمن، وتحويل اليمن الى صومال آخر.. يعني الحوثي لم يعد خطراً على صعدة فحسب وإنما على النظام السياسي برمته، وأنت في هذه الحالة تكون أمام خيارين، إما أن تدافع عن النظام، وإما أن تترك للأقدار تدمير هذا النظام الجمهوري والديمقراطي برمته.
أمين‮ ‬عام‮ ‬الجامعة‮ ‬العربية‮ ‬وصف‮ ‬دعم‮ ‬إيران‮ ‬للتمرد‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬بالخطير‮.. ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬الموقف‮ ‬العربي‮ ‬تجاه‮ ‬ذلك‮..‬؟‮!‬
- الآن كل العرب بدأوا يستشعرون خطورة ما تقوم به إيران في المنطقة العربية، من خلال استخدامها الأقليات لإحداث القلاقل وزعزعة الأوضاع، ولكي تكون منفذاً لتطل برأسها من خلالها.. إيران في الحقيقة تكشف عن اهدافها قبل أن تكون دولة نووية.. وإذا ما وصلت الى هذه المرحلة‮- ‬النادي‮ ‬النووي‮ - ‬فسوف‮ ‬تبتلع‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮ ‬كلها‮.. ‬كما‮ ‬ابتلعت‮ ‬العراق‮.. ‬وزاد‮ ‬جنون‮ ‬الإدارة‮ ‬الامريكية‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬بوش‮ ‬أنها‮ ‬سلمت‮ ‬العراق‮ ‬لإيران‮ ‬على‮ ‬طبق‮ ‬من‮ ‬ذهب‮.‬
اليوم إيران تعاني من مشكلة في الداخل.. وما حدث ويحدث مع المعارضة الإيرانية بشأن الانتخابات كشف تناقضاً واضحاً لدى السياسة الإيرانية.. وهو لأمر غريب لدى حوزات وفقهاء قم، بحيث ان الشيء الذي لم تقبل به في إيران تحاول أن تطبقه خارج إيران.. وهي مفارقة غريبة.. ففي الوقت الذي تضرب المعارضة الايرانية بتلك الأساليب التعسفية المقززة من قبل النظام في إيران بحجة القوة الثورية .. إيران تجيز لنفسها هذا الحق في الوقت الذي تحرمه على الآخرين، وتؤيد أولئك الذين يحملون السلاح.. إيران تستخدم العنف الثوري ضد الذين يقولون: لا لتزوير‮ ‬الانتخابات‮ .. ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬تؤيد‮ ‬فيه‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يشهرون‮ ‬السلاح‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وفي‮ ‬وجه‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
المشهد‮ ‬السياسي
‮ ‬كيف‮ ‬تقرأ‮ ‬المشهد‮ ‬السياسي‮ ‬اليمني‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.. ‬وهل‮ ‬ترى‮ ‬أنه‮ ‬من‮ ‬الممكن‮ ‬عودة‮ ‬الحوارات‮ ‬السياسية‮ ‬بين‮ ‬الاحزاب؟
- ما سوف تنتهي اليه الامور في صعدة سوف تحدد مواقف كثير من القوى السياسية المترددة.. الكل يراهن على صعدة .. المشترك يقودهم حزب الاصلاح يريد نصيباً من الغنيمة .. ولكن على حساب دماء الحوثيين.. أحياناً.. والحوثيون لهم حساباتهم وأطماعهم أيضاً..وبالنسبة للاشتراكي لا يمكن ان تفصل بين موقف الاشتراكي وموقف الحراكيين ، لأن هؤلاء أساساً اشتراكيون.. شعروا بالغبن .. وما حدث لهم في عام 1994م، وبالتالي هؤلاء ينتظرون ما ستؤول اليه الاحداث في صعدة.. فإن أفلحت دماء الحوثيين فهم سيمزقون الوطن.. لذلك من الممكن أن تنظر الى الحوثيين‮ ‬بأنهم‮ ‬خاطئون‮ ‬،‮ ‬وممكن‮ ‬أن‮ ‬تنظر‮ ‬إليهم‮ ‬بأنهم‮ ‬ضحايا‮ ‬للأطماع‮ ‬السياسية‮.. ‬
قد تكون أطماعهم هم أنفسهم، وقد تكون أطماع أولئك الذين يريدون ان يستفيدوا من دمائهم ليحققوا أمجاداً سياسية، وهذه تحتاج فعلاً الى نوع من الحكمة والعقلانية.. الرئيس كما عودنا يعرف كيف يستخدم القوة ومتى، ويعرف كيف يستخدم العقل ومتى.. على الرئيس أن يحاول فعلاً إعادة التواصل مع عقلاء الاصلاح.. لأنه لاشك يوجد داخل الاصلاح أناس حريصون وعقلاء وغير منتقمين، وأيضاً عليه أن يحاول التواصل مع عقلاء الحوثيين.. أما الهاشميون فهم أصحاب أدوار نضالية بارزة في الجمهورية والثورة وليسوا مع الحوثي وتمرده، ويعتبرونه تمرداً متهوراً‮ ‬وطائشاً‮.‬
وايضاً‮ ‬التواصل‮ ‬مع‮ ‬الحراكيين‮.. ‬فلا‮ ‬يجب‮ ‬النظر‮ ‬اليهم‮ ‬كلهم‮ ‬بأنهم‮ ‬خونة‮ ‬وانفصاليون‮.. ‬ويجب‮ ‬التواصل‮ ‬مع‮ ‬عقلاء‮ ‬الاشتراكي‮ ‬واحتواؤهم‮.‬
في الحقيقة نحن نحتاج الى استخدام العقل وفي نفس الوقت نحتاج الى استخدام القوة.. واستخدام القوة بدون عقل يصبح نوعاً من التهور، والتهور هو أقصر الطرق الى الانتحار، وكذلك عدم استخدام القوة يؤدي الى حالة من الارتخاء الذي يؤدي بدوره الى الانهيارات..ما أريد قوله: يجب على القوى السياسية أن تحدد مواقفها الآن من أحداث صعدة، وأما بعد انتهاء الاحداث ليس هناك من طريق لإعادة الخاطئين الى جادة الصواب من الذين يريدون الانقلاب على الديمقراطية سوى الدعوة الى انتخابات مبكرة.. وعلى الرئيس أن يدعو الى انتخابات مبكرة، ونحن على استعداد‮ ‬لذلك
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11587.htm