عارف الشرجبي -
دان عدد من السياسيين إصرار الارهابيين الحوثيين على اراقة الدماء وعدم استجابتهم لصوت العقل في وقف العمليات الاجرامية والتخريبية وقتل الأبرياء في محافظة صعدة.. مؤكدين ان تعنت الحوثيين واستمراءهم في الاعتداءات على المواطنين وقوات الجيش والأمن يأتي تنفيذاً لأجندة خارجية تدعمهم للقيام بهذه المهمة القذرة.. لافتين الى ان رفض الحوثي للهدنة وإعلانه الجهاد ضد الدولة والشعب يعد إحدى حلقات التآمر على بلادنا.
وبهذا الخصوص اعتبر الدكتور محمد صالح قرعة عضو مجلس الشورى ان اعلان الدولة تعليق العمليات العسكرية خطوة ايجابية تؤكد على حرص القيادة السياسية على عدم اراقة دماء ابناء الشعب اليمني.. واضاف: كنا نتمنى على الحوثيين ان يستجيبوا ويلبوا هذه الدعوة الانسانية التي حرصت على حقن الدماء في هذا الشهر الفضيل.
مشيراً الى أن ما يتعرض له المواطنون في صعدة من تنكيل وقتل أمر يندى له الجبين ويمثل مأساة حقيقية ناهيك عما يتعرض له السلم الاجتماعي والمساس بالوحدة الوطنية والنظام الجمهوري جراء تلك الدعوات التي تريد العودة بالبلاد الى ماقبل ثورة 26سبتمبر الخالدة.
وأكد قرعة ان استمرار أعمال التخريب ليس من صالح الوطن كما لا تعبر عن أدنى موقف وطني لمن يحرص على استمرارها مهما كانت المبررات والحجج لأن الحرب لا تولد إلاّ الخراب والدمار.
واستغرب عضو مجلس الشورى الدكتور محمد صالح قرعة من دعوة الحوثي للجهاد وقال : الجهاد عادة يأتي ضد المستعمر الخارجي الغاصب.. وعلى من يريد الجهاد ان يذهب لتحرير فلسطين من المستعمر الاسرائيلي أما ان يعلن الجهاد ضد الدولة والمواطن فهذا شيء لم نسمع عنه من قبل.
ودعا الدولة الى القيام بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة والحفاظ على الثوابت الوطنية والدستورية، ودعا الحوثي ومن معه الى الالتزام بالدستور والقانون وألا يخرجوا على الثوابت خصوصاً وقد كفل لهم التعبير عن آرائهم والعيش بكل كرامة كأي مواطن يمني يحترم النظام والقانون.
سوء نية
من جانبه يقول الدكتور احمد الكبسي - نائب رئيس جامعة صنعاء : رفض المتمردين الحوثيين وقف العمليات العسكرية والجنوح للسلم الذي دعت اليه الحكومة، يدل على غباء كبير وسوء نية من قبلهم، وكان يفترض ان يقبلوا ويرحبوا بدعوة الحكومة للهدنة وحماية الابرياء والأنفس التي يزهقونها في الشهر الحرام.
واضاف : أما دعوة الحوثيين للجهاد فهي تدل على ان هذه الفئة المتمردة تتخبط في الظلام ولاهم لها إلاّ اثارة الفتنة في المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار خدمةً لاهداف اقليمية للاضرار بالوطن.
وقال الكبسي : ان الجهاد الذي اعلنه المتمرد الحوثي يفترض ان يكون ضد اعداء الوطن واعداء الدين وليس ضد الوطن وأمنه والسلم الاجتماعي وليس القيام بقتل الأبرياء والاطفال والنساء في صعدة، وهو الأمر الذي يوجب على الدولة القيام بواجبها الوطني في حفظ الامن والاستقرار وحماية المواطن والضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول المساس بالثوابت الوطنية سواءً من قبل المتمرد الحوثي أو غيره.
تحالف ممنهج
الى ذلك يقول امين عام حزب الشعب الديمقراطي صلاح الصيادي : ندرك جميعاً ان ما يقترفه المتمردون من أعمال وحشية في صعدة تأتي وفق أجندة خارجية للنيل من بلادنا على أكثر من صعيد سواءً بإثارة النعرات المذهبية والطائفية او خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار وتمزيق النسيج الاجتماعي، ولذلك فالحوثيون لم يستجيبوا خلال السنوات الخمس الماضية وحتى اليوم الى صوت العقل والمنطق وإعلان الحكومة تعليق القتال هدفه حقن دماء اليمنيين.. واضاف: من منا لايتذكر لجان الوساطات التي شُـكلت بتوجيهات رئيس الجمهورية من مختلف الاحزاب والشخصيات الوطنية لاقناع الحوثي بالتوقف عن اعمال التمرد والتخريب منذ عدة سنوات ولكن للاسف لم تتمكن تلك اللجان من اقناع هذه العصابة بالجنوح للسلم وحقن دماء الأبرياء.
واشار الصيادي الى ان أية هدنة أعلن عنها خلال الحروب الخمس السابقة لم تمثل لدى الحوثيين إلاّ وسيلة ناجحة لتوسيع أعمالهم الاجرامية البشعة وحفر الخنادق وتكديس السلاح لاعادة الكرة في تمردهم وهذا لانهم لايؤمنون بالتعايش السلمي والمواطنة المتساوية.
وحول تعليقه عن إعلان المتمرد الحوثي الجهاد قال صلاح الصيادي : هذا الاعلان ليس بجديد ولم يكن مفاجئاً لنا لأننا ندرك كما يدرك العالم أجمع ان هناك تحالفاً ممنهجاً مع جماعة الحوثي والقاعدة ودعاة التمزق والانفصال للاضرار باليمن ووحدته والثورة والجمهورية..
لافتاً الى ان هذا التحالف- الذي تموله اطراف خارجية -مثَّل منهجاً قابلاً للتنفيذ رغم اختلاف التوجهات الفكرية والخلفيات العقائدية بين الحوثيين والقاعدة، إلاّ ان فقه الضرورة و»التُقية« جعلهم في خندق واحد ضد أمن واستقرار الوطن.. واضاف : ندرك ان العداء الكبير الذي تظهره ايران للغرب وامريكا، لذلك سعت لدعم القاعدة والحوثيين لضرب مصالح هذه الدول سواء في اليمن او خارجها ولهذا فايران تمول القاعدة وايضاً الحوثيين ناهيك عما تسعى له ايران من نشر مذهبها الاثنا عشري في اكثر من بلد عربي ومنها بلادنا عن طريق جماعة الحوثي، لذا فلا غرابة ان نسمع هذه الجماعة المتمردة تعلن الجهاد.. وقال : على الدولة وكافة الاحزاب والتنظيمات السياسية والمواطنين والشرفاء في الوطن ادراك خطورة مايخطط له اعداء الوطن والتصدي له بمختلف السبل قبل فوات الأوان.
باع نفسه بخساً
الى ذلك يرى أمين عام حزب الجبهة الديمقراطي ناصر النصيري : ان رفض الحوثي لوقف الحرب لم يكن إلاّ بحسب الاملاءات الخارجية التي تدعمه بالمال والسلاح، ولهذا فهو ينفذ مايملى عليه من اعداء الوطن.
موضحاً أن الاطماع الخارجية وتحديداً الايرانية التي تسعى لايجاد مناصرين لها قد وجدت ضالتها في المدعو الحوثي الذي باع نفسه بثمن بخس ورضي بأن يكون اداة رخيصة للاضرار بوطنه وأهله.
وأكد النصيري ان الدولة قوية والثورة راسخة ولايمكن للحوثي مهما تلقى من دعم ان ينال منها.. ومن يرى عكس ذلك، فهو مخطئ ولايفقه شيئاً لأن اليمن قادرة على دحر كل المؤامرات بفضل التفاف الشعب مع الدولة وما هذه الأزمة إلاّ سحابة صيف ستنقشع قريباً ولو كره الحاقدون.
وقال: مايحز في النفس هو اصرار المتمردين على قتل الأبرياء وتشريد المواطنين الابرياء والتنكيل بهم جهاراً نهاراً وهو الأمر الذي يتنافى مع كل القيم الانسانية والشرع والكتاب والسنة، لافتاً الى ان الحوثي قد خالف الدين عندما يقتل المواطن البريئ أو قوات الجيش والأمن خلافاً لقوله تعالى : »ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم« »ومن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً«. ولهذا فالحوثي وعصابته من المفسدين في الارض يتوجب على الدولة التصدي لهم وبكل الوسائل.
وقال: إن استغلال الحوثي للديمقراطية وحرص الدولة على عدم اراقة الدماء فيقوم بالإفساد او يحاول اعادة اليمن الى نظام الامامة المتخلف فهذا يدل على غباء وتخلف عقلي عليه ان يتعالج منه ليدرك حجم وفظاعة الجرائم التي ارتكبها بحق الوطن والشعب.
واختتم النصيري قائلاً :ان اعلان الحوثي الجهاد يدل على ان لديه رغبة كبيرة للانضمام لتنظيم القاعدة.. وهذا ليس بغريب عليه بعد أن انضم إلى قم.
| 
سياسيون ل«ـالميثاق»: عُبّاد النار يرفضون السلام