الميثاق نت -
26سبتمبرنت:
التمرد العسكري محاولة يائسة لخلق التشرذم
<التيار الوطني الديمقراطي يريد بناء الدولة ومؤسساتها وصون النسيج الوحدوي والتيار المعادي يمارس النمط الرجعي العشائري والطائفي والمناطقي
< ينبغي ان نحرص على استقرار وتطوير وعدالة وطن الثاني والعشرين من مايو
الوحدة عظيمة ومن الخطأ تحميلها أخطاء البعض
الخلافات الصغيرة والمكايدات تعرقل المسيرة لكنها لا توقفها
> علينا بناءالتحالفات التي تحافظ على المشاريع الوطنية الكبرى
> يجب تفعيل الاتفاقيات الموقعة لإعادة الحوار وتجاوز الأنانية والغرور >أكد الأخ سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية أن رفع السلاح والتمرد العسكري من قبل البعض في وجه الدولة ومؤسساتها هو محاولة يائسة لخلق الفوضى والتشرذم في وطن الثاني والعشرين من مايو الذي ينبغي أن نحرص على استقراره وتطوره . وأوضح في حوار خاص مع «26سبتمبر» أن المشهد السياسي القائم يعكس صورة الصراع بين اتجاهين، الأول الاتجاه الوطني الديمقراطي الذي يريد بناء الدولة ومؤسساتها وفقاً للنظام والدستور والقانون، والثاني الاتجاه الذي يعرقل هذا المسار ويعطل البناء المؤسسي للدولة الحديثة ويعيش ويفكر ويمارس النمط الرجعي العشائري والطائفي والمناطقي. وأكد سالم صالح أنه من الخطأ تحميل الوحدة العظيمة الأخطاء التي تمارس من قبل بعض الناس هنا أو هناك، مشيراً إلى أنه لم يفقد الأمل بحكمة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وعقلاء الأمة في مواصلة الجهود لإرساء قواعد الحوار والإعتراف به كمسلك وثقافة في حياتنا.
وقال مستشار رئيس الجمهورية: إنه عندما أجلت الإنتخابات لعامين قادمين هناك اتفاقات واضحة ومحددة، مؤكداً أن العودة إلى تفعيل هذه الإتفاقيات أمر مهم من شأنه إعادة الحوار وروح الحوار المطلوب وطنياً وقومياً وإنسانياً.. فيما يلي التفاصيل
حاوره: أحمد ناصر الشريف
> سؤالنا الأول يتعلق بالمشهد السياسي اليمني الحالي كيف تراه وماهي قراءتك له؟
>> المشهد السياسي القائم يعكس صورة الصراع بين اتجاهين اساسيين، الاتجاه الوطني الديمقراطي الذي يريد بناء الدولة ومؤسساتها وفقاً للنظام والدستور والقانون ويحافظ ويصون ويطور النسيج الوحدوي والديمقراطي ويواصل بناء تنمية وطنية شاملة.. وبين الاتجاه الذي يعرقل هذا المسار ويعطل البناء المؤسسي للدولة الحديثة ويعيش ويفكر ويمارس النمط الرجعي العشائري والطائفي والمناطقي تحت مسميات وشعارات مختلفة بل ان البعض ذهب بعيداً، حيث رفع شعار الكفاح المسلح والتمرد العسكري في وجه الدولة ومؤسساتها ومثل هذه الاتجاهات هو محاولة يائسة لخلق الفوضى والتشرذم في وطن 22 مايو الذي ينبغي أن نحرص على استقراره وتطوره وعدالته ليخدم كافة الشرائح والمناطق.
أهمية تحمل المسؤولية
> ما يحدث في صعدة في شمال الشمال إلى ردفان والضالع وابين في الجنوب.. هناك من يحملون الدولة كامل المسؤولية كيف تراه أنت؟
>> ما يحدث في صعدة في شمال الوطن يختلف تماماً عما يحدث في ردفان أو الضالع أو أبين في الجنوب... وعلينا التمييز والتعامل الناضج والمسؤول مع كل حالة أو حدث تشهده مناطق الجمهورية..
أما تحميل الدولة كافة المسؤوليات فالواقع والضرورة السياسية والاجتماعية والأخلاقية تتطلب قيام الدولة بمسؤوليتها في وضع وتنفيذ والتزام الحكومة والرئاسة ومجلس النواب والشورى والمؤسسة العسكرية والأمنية والإدارية بضوابط ومعايير القانون الذي يحدد الحقوق والواجبات ويردع القيام بالأخطاء والأهواء والعبثية والفساد واقتران الاخطاء بحق الشعب ومتى ما سارت الأمور بهذه الكيفية سترى أن الشعب بكافة فئاته واتجاهاته سيساعد الدولة وسيلتزم بهذه المسارات التي تخدم الجميع حاكماً أو محكوماً مواطناً أو مسؤولاً!!
> ذهب البعض إلى وصف الدولة في ظل ما يحدث بالانهيار.. ما تعليقكم؟
ضعف المعالجات
>> الانهيار له مقدمات ومعطيات معروفة وما هو حاصل حتى الآن هو ضعف المعالجات من قبل الدولة، وهناك حلقات في نظام الدولة لا يعمل بل يكاد يكون هو المعطل لتلك القوانين والمشاريع والقرارات المتخذة، وما لم نطلق وننشط وندعم الحكم المحلي كامل الصلاحيات ونعالج نتائج آثار حرب 94م والحروب التي تلتها بروح سياسية وبروح وطنية تستند الى نفس وروح يوم 22مايو التاريخي، فإن حجم وتراكم المشكلات سيؤدي الى المزيد من الأزمات التي لا تعالجها المدافع واستخدام القوة المفرطة ولكن الحكمة واستبدال رصاص القتل برصاص العدالة هو الكفيل بوقف تلك التداعيات والاختلالات الحاصلة!!
> هناك قوى سياسية لم تحدد حتى الآن موقفاً وطنياً من حرب صعدة بل ما تزال تعتقد بأن الدولة هي التي تشن الحرب على عناصر التمرد والتخريب ما تفسيرك لهذا الموقف؟
>> حرب صعدة في نظر الكثيرين لغز من الألغاز، ومع ما يكتنف الموضوع من غموض وعدم شفافية، فاللقاء المشترك أبدى موقفاً مسؤولاً وعبر عن استعداده للعمل مع الدولة وكذا بقية المنظمات والشخصيات في إيجاد حل سلمي للحرب الدائرة مع التأكيد أن الجميع يرفض اللجوء الى السلاح لحل أية مشكلة هنا أو هناك..
ضياع الحقيقة
> يلاحظ أن الاستاذ سالم صالح بعيداً عن المسرح السياسي ومايدور فيه.. هل هو هروب أم احتجاج؟
>> هناك مثل يقول: «في أيام الفتنة تضيع الحقيقة»، لذا فأصوات المدافع هي المسموعة في حالة الفتن والحروب وأصواتنا غير مسموعة وتهمش ولا أحد يستمع اليها، لأننا الى يوم 21 مايو 2009م وما بعده كدنا أن ننجح في التوصل الى ذلك الحوار الوطني المنشود بين أطراف المعادلة السياسية في البلد برمته مستندين الى رؤى وأفكار قدمناها بهذا الصدد، هي محل اجماع وطني لكن ومع الأسف تغلّب عليها الاتجاه الذي يميل الى حسم المسائل بالقوة!
ومع ذلك لم نفقد الأمل بحكمة فخامة الرئيس وحكمة عقلاء الأمة وننتظر ونواصل جهودنا ودورنا في إرساء قواعد الحوار والاعتراف به كثقافة ومسلك في حياتنا لأن البديل معروفة نتائجه، ولدينا تجارب كثيرة ومريرة بهذا الشأن ولسنا بحاجة الى تكرار الحروب واستخدام القوة المفرطة تجاه العزل من الناس ولا نسمح بقطع الطرقات والاخلال بأمن الناس ومصالحهم وقتل الناس بلا ذنب سوى أنهم من هذه المنطقة أو تلك.. من هنا ترى أننا لا نهرب فالمسؤولية الوطنية كبيرة وغالية ولكننا نحتج ونطرح آراءنا وأفكارنا بشكل واضح وملموس والله الموفق.
رصاص العدالة
> الدعوات إلى فك الارتباط هل سيكون لها تأثير على مسار الوحدة والديمقراطية؟
>> ستواجه دولة الوحدة متاعب وقلاقل.. والعمل بإطلاق رصاص العدالة كما قلت سابقاً هو الكفيل بمعالجة الاوضاع والأزمات..
> لماذا يتم تركيب الاخطاء على الوحدة وهي مطلب شعبي وهل فعلاً الوحدة في خطر كما يحاول البعض أن يوحي به وخاصة في وسائل الاعلام؟
>> من الخطأ تحميل الوحدة العظيمة الأخطاء التي تمارس من قبل بعض الناس هنا أو هناك وخاصة تلك الممارسات والأخطاء التي ارتكبت بعد حرب 94م.
> هل أنت مع مقولة أن الحاكم مهما عدل يظل في نظر الناس ظالماً؟
>> دعني أورد لك ما قاله «اللورد اكتون» بهذا الشأن: «يمكنك أن تمنح إنساناً سلطة على غيره من الناس دون ان يغريه ذلك باساءة استخدامها وهذا الإغراء يزداد على نحو تقريبي بازدياد السلطة التي يتصرف فيها ولا يقدر على مقاومتها الا الانبياء».
توجد جدلية معينة بهذا الشأن والناس مصالح ومزاج ومتى ما اقترب الحاكم من تحقيق مصالح الناس تتحسن النظرة والمزاج.. والعدالة أثبتت أنها أساس الملك وتعبر عن نفسها مثلما تعبر الشمس عن بزوغها واشراقها صباح كل يوم..
> ألا ترى أن الاصلاح الحقيقي يجب أن يتم بإرادة سياسية قوية ويبدأ من الأعلى إلى الاسفل ولا يستثني أحداً من الفاسدين؟
>> «الناس خطاؤن والأخطاء هي السبيل الى التعلم».. علينا أولاً أن ندرك ذاتنا وأن نسيطر على معرفة القوانين الموضوعية وقوانين سلوك الانسان ونبدأ بأنفسنا عند المعالجة وعندها لكل حادث حديث.
فن الممكن
> ما تعليقك على ما يقال انه لا يوجد ثوابت في السياسة يتم التوقف عندها وان كل شيء في السياسة متحرك؟
>> السياسة هي تحقيق فن الممكن والمصالح لكل الاطراف ينبغي مراعاتها وصيانتها والالتزام بتحقيقها، ما لم تظل هذه الثوابت معلقة في السماء وفي انتظار من ينزلها الى الأرض لتحقق لهم آمالهم وطموحاتهم وحقهم في العيش بكرامة وحرية ومساواة!!
> احياناً في تعامل الدولة مع القضايا لا يتم النظر الى لُبّ المشكلة والتعامل مع الاسباب، وهنا يتوه الشعب اعلامياً ودعائياً.. لماذا؟
>> سؤالكم هذا هو إجابة شافية واكتفي بما قلتم: «فلننظر الى لُبّ المشكلة والتعامل مع أسبابها».
غياب الارادة
> كيف تقيم اداء السلطة والمعارضة ازاء ما يحدث.. وهل كلاهما يسير في الاتجاه الصحيح كما يدعي كل طرف ام ان هناك اخطاءً ترتكب وتنعكس سلباً على الوضع بشكل عام؟
>> الجميع في وعيهم ومسلكهم هم انعكاس لواقع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية القائمة في البلد ولست مع من يشخصن الأمور، والغائب الأكبر في العملية هو تلك الإرادة السياسية لكافة النخب السياسية في تشكيل الجبهة الوطنية أو سمها التحالفات الوطنية التي تحافظ على المشاريع الوطنية الكبيرة..
أما الخلافات الصغيرة أو المكايدات فهذه أمور تعرقل المسيرة لكنها لا توقفها، ولاتوقف التغيير، لأن ذلك سنة من سنن الحياة، والانسان هو إعمار كما هي الحياة مراحل وأحداث وتطورات.
الحكمة مطلوبة
> في ظل المماحكات والعناد الذي يلجأ اليه كل طرف.. كيف يمكن الوصول الى إتفاق للجلوس على مائدة الحوار دون شروط وتعقيدات مسبقة؟
>> في مثل هذه الحالة، -وهذه حالة مع الاسف مرضية تتطلب العلاج النفسي والطبي- أرى أن دور القادة سواءً كانوا في السلطة أم في المعارضة وحكمتهم مطلوبة بخاصة أولئك المعروفين بوضع المصالح العليا للشعب فوق المصالح الشخصية والحزبية أو الطائفية.
> أين تكمن الأسباب المعطلة للحوار من وجهة نظرك؟
>> في أنانية وغرور البعض وتجاهل مصالح الاطراف المشتركة والمختلفة.
> ما هو المخرج الذي ترونه مناسباً لحل كل الاشكالات بما من شأنه ان يخدم المصلحة الوطنية؟
>> عندما أجلت الانتخابات لعامين قادمين هناك اتفاقات واضحة ومحددة والعودة الى تفعيل هذه الاتفاقيات أمر مهم من شأنه إعادة الحوار وروح الحوار المطلوب وطنياً وقومياً وإنسانياً.
الفوضى الخلاقة
> يقال ان هناك اجندة خارجية مرتبطة بمجموعة من المصالح هدفها جعل الساحة اليمنية ساحة لصراع اقليمي يدفع ثمنه الشعب اليمني. هل أنت مع هذا الرأي؟
>> لازالت نظرية السيدة «كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الامريكية السابقة «الفوضى الخلاقة» قائمة حتى وان تغيرت الإدارة الامريكية وجاء الرئيس باراك بآراء جديدة لازالت بعيدة التحقيق.
ما تقوم به اسرائيل في المنطقة واليمين الامريكي والاوروبي هو ما نراه ونلمسه في المنطقة التي تواجه العدوان والتقسيم والشرذمة.
الجند الصالحين
> الا ترى بأن الوطن لا يتحمل مزيداً من الأزمات لأن ذلك يجعل الحل اصعب على القادرين عليه؟
>> نعم تعب الناس من الأوضاع المعيشية الصعبة وانقطاع الكهرباء اليومي والبطالة والفساد والارهاب والقرصنة والحروب!! نعم الناس بحاجة الى الأمن والأمان والتعليم والصحة والعيش بكرامة وحرية ومساواة وبحاجة الى العمل الشريف والتنمية بما يكفل حياة مزدهرة ومتقدمة في القرن الواحد والعشرين..
إن الامر يحتاج الى نظم وهذه النظم كما يقال: «كالحصون لا يكفي ان نحسن تصميمها بل ينبغي امدادها بالجند الصالحين».
ذلك يحتاج الى الحب والتسامح ونبذ الانتقام والحقد.. ندعو الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل أن يوفق الجميع لما فيه خير وصلاح الأمة.. وعبركم للجميع التهاني بهذا الشهر وبقدوم عيد الفطر السعيد وكل عام وأنتم بخير.