الإثنين, 14-سبتمبر-2009
الميثاق نت -  عبدالحفيظ‮ ‬الشرجبي -
أن يأتي اليوم شخص وبعد أكثر من أربعة عقود على قيام الثورة ليحاول أن يتزعم «حكومة إنقاض» معتمداً على «الخندقة» «والبندقة»، ومتكئاً على إرادة من فقدوا «المعاهد والمقاعد و المراود» لا على ما يفرزه صندوق الناخبين، ثم أن يأتي بالمقابل «الحوثة» ليحاولوا إعادة اليمن إلى ما قبل عصر السلطان عبدالحميد، إنما يستهدفون استمرار «مذهبان» إلى جانب المذهبين النقيين المتعايشين منذ عقود وهما المذهب الزيدي والمذهب الشافعي، أما المذهب الجديد فهو الذي ولد بفنادق خمسة نجوم المعروف «بانفلونزا المد والمدد» هو مذهب «ماكس فيبر» البرجماتي‮ ‬النفعي‮ «‬الفرانك‮ ‬فورت‮» ‬والثاني‮ ‬هو‮ ‬مذهب‮ «‬الفقيه‮ ‬بلا‮ ‬ولاية‮» ‬فأساء‮ «‬صاحب‮ ‬حكومة‮ ‬فندق‮ ‬حدة‮ ‬ومن‮ ‬معه‮ ‬وعلى‮ ‬شاكلته‮ ‬إلى‮ «‬حميد‮ ‬الشهيد‮»‬
ولذلك‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬الشيخ‮ ‬سلطان‮ ‬البركاني‮ ‬مخطئاً‮ ‬حينما‮ ‬قال‮ ‬معلّقاً‮ ‬عقب‮ «‬مؤتمر‮ ‬الفندق‮»: ‬بأن‮ ‬دعاة‮ ‬الانقاذ‮ ‬هم‮ ‬في‮ ‬حاجة‮ ‬ماسة‮ ‬إلى‮ ‬من‮ ‬ينقذهم‮..‬
كما‮ ‬كان‮ ‬الاستاذ‮ ‬ياسر‮ ‬العواضي‮ ‬صادقاً‮ ‬وهو‮ ‬يفضح‮ ‬تزييفهم‮ ‬بأنه‮ ‬ليس‮ ‬أمام‮ «‬المشترك‮» ‬سوى‮ ‬القبول‮ ‬والرضوخ‮ ‬للحوار‮ ‬وتحت‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة‮ ‬والثوابت‮ ‬حرصاً‮ ‬على‮ ‬عدم‮ ‬المساس‮ ‬بالكيان‮ ‬الوطني‮ ‬الموحد‮ ‬والسلم‮ ‬الاجتماعي‮.‬
ولكي نكون أكثر وضوحاً.. قياساً بالمثل القائل «من تغدى بكذبة ما تعشى بها» نقول بأن «الحريري المنتظر» و«خبرته» إنما يكونون قد «نقضوا» طهارة التحولات وكشفوا- ومن خلال تعاملهم بالراسب وحذف الواجب غير السالب من قانونهم غير المكتوب «أي العرفي المجرد عن المعرفة» بأنهم لايجيدون السباحة في بحر السياسة، بدليل خلافهم مع النظام وما حققه من نقلات نوعية في زمن قياسي، ولكن بعيداً عن الانتظام وبعيداً عن الاحتكام لنصوص الدستور والقوانين النافذة، بل وبعيداً عن التعاليم الآمرة والملزمة بالاعتصام بحبل الخالق العلام والناهية أيضاً‮ ‬عن‮ ‬عدم‮ ‬إثارة‮ ‬الفتنة‮ ‬والأخذ‮ ‬بإذكاء‮ ‬وتغذية‮ ‬النعرات‮ ‬والفرقة‮ ‬التي‮ ‬تقود‮ ‬إلى‮ ‬الفشل‮ ‬والشلل‮..‬
إن‮ ‬الأبعاد‮ ‬الكامنة‮ ‬وراء‮ ‬ذلك‮ ‬المشروع‮ ‬المصروع‮ ‬لم‮ ‬تأت‮ ‬من‮ ‬فراغ،‮ ‬لأن‮ ‬الحالمين‮ ‬بحكومة‮ «‬الإنقاض‮» ‬تشرَّبوا‮ ‬ثقافة‮ «‬التغاير‮ ‬مع‮ ‬نماذج‮ ‬التحديث‮ ‬الغربية‮ ‬التي‮ ‬وضعها‮ «‬جلبيون‮» ‬وإن‮ ‬كانوا‮ ‬قد‮ ‬غيروا‮ ‬جلودهم‮..‬
فالاخوان المسلمون «فرع اليمن» مايزالون يتذكرون «المودودي» بالحسنى، بينما المنهارون- أي حلفاؤهم تحت خيمة القادة المعتقين مايزالون يعتقدون بأن الإرادة العامة «عمياء» ومركزه الديمقراطية يفترض- حسبهم- أن تهبط من قمة الهرم المتسلط، أما «الحوثة» فمازالوا يغلبون ‮«‬الفقيه‮ ‬بلا‮ ‬ولاية‮» ‬على‮ ‬الإرادة‮ ‬العامة‮ ‬وطاعة‮ ‬ارباب‮ ‬الحوزات‮ ‬ولذلك‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬زيد‮ ‬على‮ ‬قيد‮ ‬الحياة‮ ‬لقال‮ ‬للعامة‮ ‬هؤلاء‮- ‬أي‮ ‬الحوثة‮ ‬علينا‮ ‬دخلاء‮!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11683.htm