الميثاق نت - الجندي- الميثاق نت

الخميس, 17-سبتمبر-2009
عبده محمد الجندي -
بعض الذين فقدوا الثقة بأنفسهم فقدوا الثقة بالديمقراطية وبالشعب اليمني الى حد الإحباط الذي أفقدهم الأمل في الحاضر والمستقبل فنجدهم لذلك في هياج من الهسترية عجيب وغريب يدفعهم للتخبط والإسقاط لما لديهم من المعاناة والأحقاد والأطماع على الآخرين الذين يعتقدون أن بأيديهم مفاتيح السعادة التي ضاعت منهم فجأة ولن يجدوها إلا بالإساءة لغيرهم أنهم لا يكتفون بالإساءة المبتذلة بل يستدرون عطف الآخرين بم ايذرفون من الدموع الكاذبة للتماسيح الخادعة لأصحاب النوايا الحسنة من أبناء الشعب الذين يصدقونهم بأنهم أصحاب رؤية نابع من حرص على أولئك الذين تسحقهم البطالة ويمزقهم الفقر وهم في الحقيقة ليسوا سوى أصحاب أطماع من النخبة التي طال بها المقام في السلطة من سكنة القصور وأصحاب الثروات القارونية الفاحشة التي نهبت من الأموال العامة إذا لم أقل من عرق ومن دماء الكادحين الذين يعيشوا حياة أسوأ من الموت مخالفين بذلك الجحود ونكران الجميل آداب الشيخوخة وحتى من كان سببا فيما هم عليه من نعيم المعارضة الناعمة الذين يأبون إلا الجمع بين نعيم الثروة وأضواء السلطة من المهد الى اللحد والاملاق الدنيا بالنواح والنحيب الذي يصفه المراقبون المحايدون بخرف الشيخوخة المقرف والمخزي بلا حدود.
إنهم حفنة من الذين فقدوا مصالحهم وهم في سن التقاعد او قاب قوسين منه ومعهم البعض من الذين يأبوان في شبابهم إلا إضافة أضواء السلطة الى نعيم الثروة بعصا موسى او بعصا فرعون لأنهم لا يستطيعوا الثبات على مواقفهم ومبادئهم ومواقف آبائهم خارج نطاق الأحضان الدافئة لنعيم الثروة وأضواء السلطة التي لا يستيطعوا الوصول إليها بشرعية انتخابية ديمقراطية فتجدهم لذلك منشغلين تحت ضغط جنون الاستعجال في البحث عن مبررات تمنحهم ما يبحثون عنه من طموحات ضائعة وعاجزة عن الصبر والانتظار في القوائم الطويلة والعريضة للمتنافسين لأنهم لا يطيقون الانتظار من جهة ولن يعد لدى بعضهم متسع من العمر لهذا النوع من حنين العودة الى الحكم الذي يدفعهم بوعي وبدون وعي الى القسوة والفاهة على من يعتقدون أن بيده مفاتيح السعادة الكفيلة لتخفيف ماهم عليه من معاناة الإحساس الكريه بالحرمان الناتج عن التصابي الهرم الذي يفقدهم قيم الوفاء وأبجديات الاحترام على ما كان من جميل المودة تحت ضغط ما يجب أن يكون من موقع قيادية يشعروا بأنهم بحاجة إليها حاجة الطاعنين في السن الى العكاز الذي ينتظر المتقاعدين بعد هذه المقدمة مضطرا الى الوقوف لحظات مع الدعوة الأكذوبة للإنقاذ التي فند سلبياتها بالأرقام المقارنة الشيخ ياسر العواضي في مقابلته مع قناة الجزيرة مباشر تعكس أزمة إحساسهم بما يعتمل في أنفسهم من دوامة الغرق في مستنقعات مالديهم من الأطماع السياسية.
أقول ذلك وأقصد به أن الأزمات العارضة والطارئة للشعوب لا تعالج بكتابة المقالات الإنشائية المكررة قصيرة كانت او طويلة إنشائية أدبية كانت او فلسفية نظرية مجردة من الموضوعية لأنها تحتاج الى حلول علمية وعملية لا يقوى عليها الذين يعطلوا عقولهم عن طمع لصالح ما لديهم من العواطف والأحلام الخيالية الطائرة والطائشة في الفضاءات الفارغة للسراب والوهم ولهؤلاء وأولئك الطامعون في الغرور حكمة ولا تبصر من أنوار العقل وحساباته المستنيرة نقول لهم لا يمكن لجماهير الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية أن تقتنع بأن الدعوة الى الإنقاذ سوف تكون مجدية وهي صادرة من عشاق الكلام وعشاق الفراغ من المشتغلين بمعارضة غير مسؤولة تشبه بزراعة الريح والوهم لأن الذين عجزوا عن إنقاذ أنفسهم وأحزابهم من الضعف لا يمكن أن يكونوا أفضل من الذين أنقذوا الوطن أكثر من مرة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية ولا يمكن لهم معا أو لا يأمنهم أن يكونوا بمستوى القدرة على تقييم وتقويم فخامة الرئيس الصالح ومحاكمته والحكم عليه بجرة قلم وقطرات مداد مكتوبة على حزمة أوراق فارغة مستدلين على صواب رفضهم بالدليل العلمي القائل أن المشتغلين بزراعة الوهم لا ينتجوا لمن حولهم عن تجربة عملية سوى حصاد الهزائم المحتومة المدمرة للتفاؤل والأمل في سباق المنافسة الحرة أقول ذلك واستأذن الشيخ حسين الأحمر بالاستدلال على صواب ما ذهبت إليه بعبارات وأفكار قريبة مما أورده في إجاباته التي وردت الإشارة إليها الأسبوع الماضي في المقابلة المنشورة في صحيفة النداء التي وصف فيها أحزاب المشترك بأنهم خليط من الإماميين في اليمين والانفصاليين في اليسار وما بينهما في الوسط من -الإصلاحيين - الإخوان المسلمين الذين يقفوا حائرين يضربون الدنيا أخماسا بأسداس وكأنهم بلا موقف وبلا قضية مما يجري في صعدة وفي بعض المديريات المقابلة لها وفي بعض المحافظات الجنوبية.. الخ..
وكأنهم في وضع يحتاجون فيه الى من ينقذهم مما هم فيه من التيه والحيرة والضياع يبحثون عن حوار مع رئيس يكنون له ولمن حوله وإخوانه وأولاده وأقاربه كلما هو ذميم من الشتائم والكلمات الجارحة وغير اللائقة بقوى سياسية تحترم نفسها وتحترم الآخرين كمدخل لفرض احترام الآخرين لها.
هكذا فهمت من مقابلة الشيخ حسين الأحمر أنه يتحدث بوضوح الواثق من نفسه أن قناعاتهم مؤيدة من الداخل للحرب على الحوثيين والانفصاليين رغم ما تنطوي عليه من مكابرة خارجية معلنة وقال أيضا أن ما ذهب إلية أخوه الشيخ حميد الأحمر الأمين العام للجنة الحوار الوطني من الشخصنة المبالغ فيها لا تمثل سوى شخصه ولا تمثل إخوانه وأبناء قبيلته حاشد بشكل عام الذين كانت مواقهفم عبر التاريخ صدارة المدافعين عن الثورة وعن الجمهورية والوحدة.. ورغم إعجابي بما ذهب إليه من التقييم الموضوعي المنصف لهذا النوع من المواقف المتطرفة إلا أنني اختلف معه حول وصفه للإصلاح بأنه تائه في موقفه وأنه لا يعرف ما يريد لأن المؤكد كما قال أحد السياسيين المفكرين بأن الإصلاح هو الوحيد الذي يعرف ما يريد مقارنة مع الإماميين والانفصاليين الذين يستخدمهم وهم لا يعرفوا الانعكاسات السلبية على مستقبلهم بما تنطوي عليه أعمالهم المستفزة من عواقب وخيمة على الوطن والمواطنين لأن الشعب اليمني في أغلبيته الساحقة لا يقبل العودة الى ما قبل الجمهورية ولا يقبل بالعودة الى ما قبل الوحدة على الإطلاق ويقبل ماعدا ذلك بالحوار حول اي مطالب وطنية قابلة للأخذ والرد وتبادل التنازلات في أنصاف المواقف وأنصاف الحلول من منطلق الحرص المبدئي على عدم المساس بالثوابت الوطنية المسيئة لتضحيات الآباء والأجداد الذين عاشوا حياة أسوأ من الموت ناتجة عن مآسي وآلام تلك العهود الظلامية التي ستبقى ذكرياتها محفورة في عقول اليمنيين جيلا بعد جيل يتواترها الأباء من الأجداد والأبناء والأحفاد من الآباء والأجداد اما بقية الحياة مدونة محفوظة في كتب وصفحات التاريخ الذي يبقى حيا دائما لا يموت بموت صناع مادته العلمية والذين كانت تتكون منهم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية حينذاك أقول ذلك وأقصد به أن حسابات الإصلاح الذي يعرف ما يريد ويتظاهر بالحيرة وعدم المعرفة تقوم على الافتراضات الواعدة التي تحتمل الصدق والكذب على النحو التالي:
1 - لأنهم يعتقدون أن القوة الانتخابية للمؤتمر الشعبي تكمن في عظمة رئيسه فخامة الاخ علي عبدالله صالح بحكم ما يمثله من مكانة نضالية وتاريخية مرموقة وبارزة ومنحوتة في قلوب وعقول الهيئة الشعبية الناخبة.
2 - وأن اي محاولة لإضعاف ما لدى المؤتمر الشعبي من قوة تأثير انتخابية غير مجدية وغير مفيدة مالم تنتجه مباشرة لإضعاف الرئيس إما بتقليص ما لديه من الصلاحيات الدستورية وتحويله من رئيس حقيقي الى رئيس شكلي ومراسمي بلا صلاحيات دستورية ينتخبه مجلس النواب والشورى دون حاجة الى انتخابات شعبية تنافسية ونقل الصلاحيات الدستورية الى رئيس الوزراء من خلال استبدال النظام الرئاسي والنظام المختلط بالنظام البرلماني ونظام الفائز الأول بنظام القائمة النسبية الذي ينقل التأثير من الشخصيات والوجاهات الاجتماعية الى الأحزاب والتنظيمات السياسية اي يخضع الشعب لمصلحة الأحزاب بدلا مما يشحذ الأحزاب للتنافس على مصلحة الشعب.
3 - لكنهم ما يلبثوا أن يتراجعوا حيثما يحتملوا أن رئيس المؤتمر الشعبي العام هو فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. والذي قد يتحول من رئيس جمهورية الى رئيس حكومة ولفترات طويلة غير محددة كما هو الحال لموقع رئيس الجمهورية الحالي المحددة بدورتين انتخابيتين يمكن من وجهة نظرهم القلقة الالتفاف عليه بتعديل الدستور لدورة أخرى ومعنى ذلك أن لا جدوى من التحول الى النظام البرلماني وإلى القائمة النسبية قط، طالما بقي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمثابة البعبع الانتاخبي الذي تخاف شعبيته أحزاب المشترك.
4 - لذلك جاءت الرؤية الإنقاذية وليدة حسابات مفرطة في الشخصنة السياسية لا تختلف عن وثيقة العهد والاتفاق إلا من حيث ما نسبته للرئيس وأقاربه من اتهامات ضمنية زائفة وكاذبة حاولت النيل من دوره ومكانته التاريخية والسياسية المرموقة والمهابة بما نسبته له من الويل والثبور وعظمات الأمور ولكن من خلال وثيقة كتبها المشترك في مسرحية هزلية محمولة على كاهل الشيخ حميد الأحمر وثروته ونفوذه الى جانب من حوله من المصابين بخرف الشيخوخة من ذوي النوايا الحسنة الذين لا يفرقوا بين ماكنوا عليه بالأمس من حيوية سياسية وعملية وماهم عليه اليوم من الشيخوخة السياسية وعملية لذلك استهدفوا (83) مرة في وثيقتهم التي فسرها الشيخ ياسر العواضي الى حد أنهم تناسوا الوطن الشعب والثوابت الوطنية من حساباتهم الإنقاذية.
فأظهروا أنفسهم وأحزابهم أنهم يبحثون عن سلطة بوسائل غير مشروعة تلحق بالوطن والشعب سلسلة من المتاعب الجمة سواء من خلال تظاهرهم بالتعاطف الكاذب مع حرب الحوثيين في بعض المحافظات الشمالية او من خلال تظاهرهم بالتعاطف مع حراك الانفصاليين المتربصين في بعض المحافظات الجنوبية أقول ذلك واستدرك أن هذا لا يعني أن الإصلاحيين- الإخوان المسلمين- يريدون عودة الإمامة او عودة الدولة الشطرية مرة ثانية الى الحياة في قرارات أنفسهم المكنونة بقدر ما يريدوا إضعاف الحزب الحاكم والنيل من المكانة السياسية الرفيعة لرئيسه الذي ما برحوا ينسبوا له كلما هو ذميم وقبيح من الاتهامات الكيدية الظالمة والباطلة التي هو بريء منها براءة الذيب من دم يوسف وبكلمات نابية مرتزحة لما يمثله حميد الأحمر من علاقة احترام بنفس القبيلة التي ينحدر منها رئيس الجمهورية رغم إدراكهم المسبق لما يستند إليه من إرادة شعبية يمنية..
6 - وهكذا يبدو واضحا أنهم - الإخوان المسلمين- داخل التجمع اليمني للإصلاح هم الذين يعرفوا من أين يبدأون وإلى أين يريدوا أن يصلوا رغم تظاهرهم بالحيرة واللا موقف مما يحدث من حولهم من نزعات ذات أهداف رجعية ومؤامرات خارجية معادية للجمهورية والوحدة لكنهم يتجنبوا الإحراج لا بل قل عبئ أدق العواقب الوخيمة لخطورة الوصول الى أهدافهم المحاطة بالكثير من الأشواك والعواسج والتحديات.. فهم كالذي يريد أكل الثوم بفم غيره او الوصول الى هدفه عن طريق المغامرة بغيره ولو حتى بدفعه الى العشب الأخضر رغم ما حوله من مواقع الهلاك الذي يجعل تضحياتهم محدودة او خساراتهم قليلة قياسا الى حجم ما يمكنهم الحصول عليه والعبوب إليه من غنائم السلطة والثروة المسيلة للعاب والحركة للمغامرة التي تحتاج الى نوع من شجاعة المتهورين الذين يفكروا بعواطفهم الطائشة وعقولهم الهرمة والمتقاعدة في سباق البحث عن بطولة العجائز بعد هذا الاستطراد أجدني قادرا على توضيح ما دفعني الى الاختلاف مع الشيخ حسين الأحمر الحسن النية رغم اتفاقي معه فيما ذهب إليه من وجهة نظر وطنية صادقة بقوله أنه مع الوطن قبل أن يكون مع الرئيس علي عبدالله صالح او مع المملكة العربية السعودية لأن حساباته الوطنية في تقيم الأخطار الإمامية الحوثية والانفصالية الآخذة بالخروج عن سيطرة احزاب المشترك صاحب السبق في الدعوة الى الخروج للشارع بعدما منيت به من الهزيمة الانتخابية هو ما جعل موقفه يأخذ على الإصلاح عدم الوضوح في مواقفه الرمادية المائعة والمعيبة.
أقول ذلك وأقصد به أن هذا الموقف يستند الى تقييم صحيح أكثر صوابا وإحساسا بالمسؤولية الوطنية من المواقف والحسابات التقيمية المتقلبة والمتذبذبة لأحزاب اللقاء المشترك التي تتهرب من تحمل مسؤولية العواقب الكارثية الوخيمة لما تلجأ إليه من الممارسات اللا ديمقراطية الباحثة عن أبواب جديدة للوصول الى السلطة بشرعية انقلابية وفوضوية عبر ما تبتكر من الفبركات والتكتيكات والمناورات المفضوحة التي حضرت فيها أطماع السلطة وغابت جميع الثوابت والمقدسات الوطنية والدينية الكابحة لهذا النوع من الجنون المستند الى الاستقلال المطلق للتضحية برصيد وتركة وعلاقات ومكانة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله-.. بما فيها أبناء قبيلة حاشد الجمهورية الوحدوية..
حقا لقد كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ينظر للإخوان المسلمين من زاوية دينية بحتة ومن زاوية قدرته على فرملة ما لديهم من الأطماع السياسية المستترة ويعتبرهم بأنهم الأفضل قياسا بغيرهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية القوية والاشتراكية والليبرالية والإمامية إلا أنهم كانوا ينظرون له من زاوية المكانة القبلية والاجتماعية والسياسية البارزة التي توفر لهم الحماية.
أما الشيخ حميد الأحمر الذي ينظر لهم من زاوية مالديه من الطموحات السياسية والرئاسية فهو لا يملك الرصيد النضالي والتأثير الاجتماعي والسياسي لوالده غير الثروة وهم لا ينظرون إليه إلا من زاوية ما لديه من الثروة وما لديه من الاستعداد للمغامرة المستندة الى صبر الرئيس عليه من باب الاحترام لنضال والده ولمواقف إخوانه الوطنية المشرفة مهما كلفته من تحدي الأقدار وركوب الأخطار المهم أن يمكنوا به من تصفية ما لديهم من حسابات ثارية مع فخامة الرئيس الذي عجزوا عن اللعب عليه بعد أن اكتشفوا وشعروا بالندم على مواقفهم السابقة الى جانبه ولكن بعد فوات الآوان.
أقول ذلك وأقصد به أن يقضتهم المتأخرة وندمهم اللاحق أنساهم ما حصدوه من المصالح في عهده وفق تقديراتهم الخاطئة والضيقة التي هيأت لهم أنه أقرب الى اللعبة منه الى اللاعب ففاجاءهم بغير ذلك التصور السخيف بما اقدم عليه من توحيد غير متوقع للمعاهد العلمية وتحجيم مخيب لأطماعهم في السلطة وتجاوز ذلك حينما وصفهم في حملته الدعائية التي كاشفوه بها بما يكنونه له من الحقد ومن الغدر أنهم عبارة عن كرت سياسي في لعبة تحالفية وسياسية ليس لها بداية وليس لها نهاية.. ما تكاد تبدأ إلا لتنتهي وما تكاد تنتهي إلا لتبدأ ولكن بلا بداية مفيدة ولا نهاية مثمرة.. لأن السياسة ليس كغيرها من العلوم الطبيعية والإنسانية المنهجية الثابتة والمحكومة بقواعد علمية 1+ 1 =2 قابلة للحفظ عن طريق التكرار وما يليه من قابلية للتطبيق لأن السياسة "فن الممكن" تحتاج الى زعامات وقيادات سياسية موهوبة ومدعمة بالمكتسبات الثقافية والمدرسية العلمية المستمدة من الخبرة العملية الطويلة.. وإلا كان اللعب بها عملية خطيرة تشبه لعبة االنار القابلة لإحراق اللاعبين بها في سباق المباريات التنافسية المرتجلة التي تمارس لعبة التطفل السياسية الديماجوجية على الوطن والشعب دون مسؤولية الذين يقيسوا الحاضر والمستقبل بما قبله من الماضي بالمواعظ والعبر يقولون وأسفاه على ما وصل إليه الإخوان المسلمين داخل التجمع اليمني للإصلاح الحزب الثاني في الجمهورية اليمنية من حسابات انتهازية تطوع الدين الإسلامي الحنيف لخدمة السياسة بصورة مخيبة للآمال فأدخل نفسه في مباراة تنافسية مع الحزب الأول في الجمهورية ورئيسه فراح يرقص في مسرحية محاطة بالكثير من الثعابين السامة والقاتلة غير أنها ربما تنطوي عليه من المخاوف التي تهدد الوطن والشعب رغم ضعف مهاراته السياسية الناتجة عن ضعف الخبرة والتجربة وما يقابلها من سرعة جنونية في الهرولة السياسية الغير مدروسة والغير محسوبة على كل الأبواب الغير مشروعة لأن الغلبة ستكون للحزب الذي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة عبر البوابة الانتخابية السلمية الوحيدة الجديرة بالدخول الآمن بهذا النوع من المنافسات والرهانات المرشحة للنجاح وذلك في الحقيقة هو مايراهن عليه الحزب الحاكم وقيادته وفي المقدمة مؤكدا بذلك حقا أن رجال الدين والفقهاء من أصحاب الطياليس لا يصلحوا للسياسة حسب مقولة الخليفة المتوكل.
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي عركته التجربة وعلمته الحياة أن يدير بنجاح أكثر من معركة في وقت واحد ولكن بأساليب مستندة الى قوة الشرعية الدستورية قبل الدخول في هذا النوع من التحدي الذي تفتعله أحزاب اللقاء المشترك بقيادة التجمع اليمني للإصلاح لكي يؤكد بالتجربة والممارسة لجماهير الشعب الداعمة والمؤيدة له اي نوع من السياسيين هؤلاء الذين لا يفرقوا بين الناقة والجمل في شهاداتهم ودعواتهم الهدامة التي تجاوزت الإصلاحات الى الإنقاذ الرافض لتطوير التجربة الديمقراطية اليمنية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية لأنهم يبحثون عن نوافذ وابواب عبور الى السلطة غير ديمقراطية وعنيفة تسهدف تقويض المؤسسات والسلطات والهيئات الدستورية للدولة المستندة الى منظومة متكاملة من المرجعية الدستورية والقانونية النافذة والملزمة عنهم في الحكم ومنهم في المعارضة على حد سواء.. التي تقبل بالحوار حول الإصلاحات السياسية والانتخابية ومعنى ذلك لجنة الحوار الوطني وما يصدر عنها من أوراق غير ملزمة للحزب الحاكم لأنها دعوات كيدية صادرة عن أشخاص ليس لهم صفة دستورية لأنهم لا يمثلوا أنفسهم فقط ولا يمثلوا الإرادة الحرة للهيئة الناخبة صاحبة القول الفصل في منح الثقة وحجب الثقة.
أخلص من ذلك الى القول أن هذه الوثيقة الصادرة عن غير ذي صفة هي وثيقة غير وطنية وغير ديمقراطية وغير إنقاذية محاطة بالكثير من الشبهات التي كشف عنها الشيخ ياسر العواضي الذي أثبت من خلال مقارنة موقفه بالأرقام أنها أكبر عملية استهبال واستغفال للشعب.
تسمع لها جعجعة ولكن بلا طحين لأن الشعب اليمني هو وحده صاحب الحق الشرعي في تقرير مستقبله ومصيره بمحض إرادته الحرة دون وصاية من أحد ولا تقرره قط وثائق ومقالات عاطفية ذات مكايدات ومزايدات باطنية ومشبوهة يكتبها المتطلفون على الديمقراطية الذين يتجاهلون ما تعنيه التعددية والتداول السلمي للسلطة مهما بدت تلك المقالات الشمولية الذين الغير ديمقراطية مكتوبة بدموع التماسيح التي يذرفها مجموعة من الباحثين لأنفهسم عن أدوار وموقع في كواكب الأحلام المجهولة!!.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 02:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11717.htm