الثلاثاء, 03-أكتوبر-2006
فاروق ثابت -
لم يكن التحالف بالنسبة لهم بغية الإجماع في كيان واحد يحدد آراءهم في حزمة واحدة توجه لخدمة هذا الإجماع.. ولكنه كان الثأر »المشترك« وجهته قوى على رأسها تشكيلة أحزاب اللقاء الخمسة ضد المؤتمر الشعبي العام لأنهم يرون أنهم في هذه التشكيلة على الرغم من تناقضهم الواضح المعيب سيشكلون ثقلاً يهز المؤتمر ويضعف من أغلبيته في مواجهة هذا التكتل الذي يتزعمه حزب الإخوان المسلمين في اليمن، على الرغم من أن هذا الحزب نشأ وظهر تحت رعاية واهتمام شخصي من رئىس المؤتمر الذي أوجدهم إلى تنظيم علني في ظل حرية الرأي وإعلان التعددية السياسية بعد إعلان الوحدة في الوقت الذي كان هذا الحزب يعمل بسرية تامة كعادة الإخوان في تنسيق أعمالهم وأنشطتهم أياً كانت.. فهذا الحزب اسقط عن نفسه المبادئ والأحكام والفتاوى التي ظهرت مع إعلانه ككيان سياسي مثل العلمانية والماركسية.. وما إلى ذلك من الفتاوى والمسميات.. فالإجماع في التكتل الوطني للمعارضة الذي سبقه فتاوى تكفير لـ»الاشتراكيين والماركسيين الشيوعيين« ووقوف إخوان اليمن مع شرعية الحرب ضد من أفتى الإخوان بإهدار دمهم يجتمع فيه الإصلاح والاشتراكي في كتلة واحدة اليوم اسمها »المشترك«!!
هذا التناقض وهذه الفتاوى المتباينة والمحيرة في نفس الوقت لتهدر دماء من كانوا »أعداء الأمس« ومن ثم تعلن الحميمية والصحوبية المطلقة معهم اليوم ليكونوا في فتاوى مناسبة لـ»لا إكراه في الدين« للمصالحة المطلقة مع التجيير الديني ليس كما يغسل الإصلاح عقول منتسبيه‮ »‬بأنها‮ ‬الدعوة‮ ‬والهداية‮« ‬ولكنها‮ ‬المصلحة‮ ‬التي‮ ‬تخدم‮ ‬النية‮ ‬المبيتة‮ ‬للانقضاض‮ ‬على‮ ‬الحكم‮ ‬وفي‮ ‬أقرب‮ ‬فرصة‮ ‬مناسبة‮.. ‬لذلك‮ ‬فقد‮ ‬تخلَّى‮ ‬الإصلاح‮ ‬عن‮ ‬مبادئه‮ ‬وشعاراته‮ ‬بل‮ ‬وضرب‮ ‬بها‮ ‬عرض‮ ‬الحائط‮..‬
التنظيم »السري« في تنسيقاته الليلية لخطباء المساجد لتوحيد الكلمة »وإعلان الحرب على الحكومة الفاسدة« بصورة فاضحة.. أدرك الإصلاح أنها لم تعد تجدي لأن الشعب بات أكثر وعياً ويزيد مستوى معرفته مع مرور الوقت بالأكاذيب والافتراءات والدجل والتدليس لذلك فقد تنبهوا إلى اللجوء لما كان لديهم الذي يكن قدآن أوانه بعد.زجَّ الإصلاح بأبناء الشيخ الأحمر للعداء الواضح ضد الرئىس بل وتصل معظم الأحايين الى الشتم الشخصي ليكونوا في الواجهة في صراع يرون أنه »حق ضد باطل« بحسب فتاوى الإخوان التكفيرية التي تستغل الديمقراطية بمأثورات معركة »الحق« في صف الإصلاح والكفر والباطل يجسد الآخر رأيهم غير أن الشيخ الأحمر بحكمته وبُعد بصيرته اعلن في وقت مسبق من الاقتراع الذي جرى الأربعاء الماضي الوقوف إلى جانب الرئىس صالح ليزول بذلك التوتر الذي ألحقه أبناؤه في الوسط السياسي خاصة لدى قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام المنزعجين من الحملة غير المعقولة من قبل أبناء الأحمر ضد علي عبدالله صالح رئىس المؤتمر الشعبي العام حزب الأغلبية في اليمن.. ولاعتبارات عدة جاء موقف الشيخ مؤيداً للرئيس، أولها معرفته المؤكدة بفوز الرئىس علي عبدالله صالح في الوقت الذي يسعى فيه أولاده لحرق كل أوراقهم والخروج عن المعقول في الدعاية السياسية ليجعلوا انفسهم في صدارة التعبئة الخاطئة ضد الرئىس وتقديم سبل الدعم والعون للإطاحة بسلطة »الحاكم« الفاسدة في نظرهم.. وبأساليب وطرق غير مشروعة لجأوا إلى دعاية التحريض للانقلاب ولو بطرق غير مباشرة..وعلى الرغم من شعبيته المنعدمة وسمعته المعروفة كان حميد الأحمر- النجل الأكبر للشيخ عبدالله طامحاً للمنافسة على رئاسة الجمهورية وهو ما حتَّم على المشترك إقناعه بعدم الفوز حتى بأصوات أبناء دائرته انطلاقاً من أسباب تتعلق بالأحمر الابن نفسه، والإصلاح كان أكثر المتنبهين والداعين إلى ذلك.. ولأنه يتيقن بقوة استحالة فوز الأحمر التاجر في الانتخابات فقد صرف نظره لترشيح بن شملان بدلاً عن المرشح القبيلي الذي تصدَّر الحملة الإعلامية للمشترك منذ وقت مبكر رغبةً من تجمع الإخوان استعطاف أكبر قدر من الجماهير في الوقت الذي يضمن فيه »المشترك« أصوات أعضاء الأحزاب الخمسة مجتمعة في الدائرة الواحدة لصالح المرشح الوحيد للرئاسة »المشتركية«!! الذي اختارته هذه الأحزاب وأجمعت عليه إلى جانب أصوات »المستقلين« من الشعب اليمني!! وهذا ما لجأ بهم إلى حملة الدعاية والدجل والزيف والتضليل بكل ما أوتوا من قوة مع الإشارة إلى التلميح بل والتأكيد من قبلهم بصورة مغررة أن الانتخابات ستكون مزورة لصالح »الحاكم«.. خاصة بعدما لمسوا ما لم يخفَ عليهم بشعبية المؤتمر الشعبي العام وخروج الجماهير بصورة لم تكن مفاجئة لتوقعاتهم ولكنهم أرادوا من وراء ذلك تشويه سمعة المؤتمر وقيادته وأعضائه كعادة الإصلاح في بث الدعاية واختلاق الافتراءات والأكاذيب المضللة للرأي العام.. ومَن إلى جانبهم من أحزاب الإفك »المشترك«.. »المطبّلين« بخطاب الدعاية السوداء..لم تكن بالجديدة عليهم النتائج التي جاءت مخيّبة لآمالهم لكن الجديد ان‮ ‬المنظمات‮ ‬والسفارات‮ ‬التي‮ ‬اشبعوها‮ ‬بتقارير‮ ‬الزيف‮ ‬والخداع‮ »‬المشترك‮« ‬بأن‮ ‬الدولة‮ ‬مستهدفة‮ ‬لشعبيتهم‮ ‬وان‮ ‬اللجنة‮ ‬العليا‮ ‬غير‮ ‬نزيهة‮ ‬والاقتراع‮ ‬غير‮ ‬سليم‮ ‬وان‮ ‬التزوير‮ ‬قد‮ ‬أعد‮ ‬له‮ ‬مسبقاً‮ ‬من‮ ‬قبل‮ »‬الحاكم‮«..‬
جاءت هذه المنظمات وشاهدت على الواقع نزاهة العملية وشفافيتها ولم يجد المراقبون ما كانوا يتوقعونه بسبب هذه الدعاية المضللة سوى انذهالهم لشفافية العملية الانتخابية ووضوحها وأكدوا ذلك علناً مستغربين من تجنيات القوى الظلامية..
اليمن‮ ‬الجديد
> الشعب رسم مصيره وكتب مستقبله بأحرف من ثقة لمن هو أجدر بمنحها.. الشعب اليمني رسم في الـ(20) من سبتمبر مجده وحضوره ومنطقه الراسخ والرافض أقنعة الزيف والدجل والتضليل..اليمنيون رسموا ملامح التجديد وانتصروا للديمقراطية في الـ(20) من سبتمبر..
سقط »المشترك« وانكشفت أقنعة الدجل وإرادة التخريب والإرهاب ولم يبقَ لـ»المشترك« من ورقة يضللون فيها اليوم على أحد.. سوى أن يذهبوا ليشربوا البحر لاعتقادي أن هذا وحده سيطفئ لهيب جراحات »ركل« الهزيمة النكراء ولهيبها الطافح بما لم تشتهِ سفنهم المتآمرة على الدوام‮..‬
> وللتذكير »لا من مثله«: على الرفاق »الإخوة« و»الاخوة« الرفاق و»الأئمة« و...و.. »جهال الشيخ«- التسليم للديمقراطية المحصنة ضد »شمولية الحزب« وديكتاتورية »الإمام« و»اضطهاد القبيلة«.. هكذا شاءوا أم أبوا.. وعلى »رشيدة القيلي« أن تضع حجابها »الاحتياط«!! على وجهها‮ ‬المنهزم‮ ‬وحتى‮ ‬لاتفكر‮ ‬بإحراقه‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1177.htm