أمين الوائلي - علي عبدالله صالح..ابن الثورة الأمين
> حمل بندقيته وانخرط في صفوف الثورة والثوار -منذ اليوم الأول وهو يرابط تحت لواء اليمن الجمهوري والثورة الفتية.
لم يكن إلا يمنياً.. جمهورياً.. ووحدوياً.
< أعطى الثورة يده وساعده وعقله وقلبه وروحه.. وحياته، وأعطته الثورة انتماءً وولاءً، فانتمت هي اليه بقدر ما انتمى اليها.. وبقدر انتمائه الأصيل ليمنيته الأصيلة ولهويته الوطنية المتألقة- والتي سيكون لها شأن.. بل شؤون، في أفق الثورة.. وفي قادم ايام واعوام اليمن الجمهوري العتيد.
< الشاب العشريني المتشبع بخضرة الحقول وسمرة الأرض وعرق المواسم المنقوشة في الصخر، غادر حقله وأسرته في القرية الزراعية المستلقية بهدوء وجلال.. هناك في ناحية من بلاد سنحان بمحافظة صنعاء، والتحق بأترابه ورفاقه من الثوار والمناضلين، جندياً في صفوف سبتمبر، يحمل في جنباته أحلاماً تسع بلاده الواسعة والكبيرة «اليمن» وآمالاً بتعداد اهله وناسه وعشيرته وأسرته الكبيرة «جميع اليمنيين».
< أظهر نبوغاً وفدائية وبسالة طارت باسمه وصيته، كواحد من أشجع وأجرأ وألمع شباب الثورة وجيلها الشاب الفتي وجنودها المقاتلين الأشداء وحراسها الأوفياء.
< لم يفكر قط بالقاء بندقيته.. حضر جميع معارك ومواقع الثورة والدفاع عنها.. في الصفوف الاولى كان، ويده الممسكة بالسلاح لم تكن -ابداً- لتخطئ الزناد في ساعة الامتحان أو حين يحين الموعد لاداء الواجب ومنازلة الاعداء المتربصين بفجر الثورة والمتكالبين على الجمهورية الوليدة وعاصمتها العنيدة العتيدة.
< خاض جميع المشاهد.. وحضر جميع المواقع.. وخدم في جهات وجبهات لا عداد لها.. وكان واحداً من الرجال الذين دافعوا عن صنعاء في حصار السبعين فحاصروا الحصار وكسروه، وحافظوا على شعلة سبتمبر متوقدة ورايته خفاقة ومارده شامخاً.
< وفي جميع المهام والرتب والمسؤوليات العسكرية والميدانية التي مرَّ بها واسندت اليه، كان جندياً أنموذجاً وقائداً متمرساً وأميناً على جنده وعلى وطنه وثورته واحلام شعبه المتطلع الى الاستقرار والى التنمية والتحديث وتحسين ظروف المعيشة والحياة ومستقبل الاجيال القادمة والجديدة.
< وضعته الاقدار في الواجهة.. وانتقته من بين الصفوف والجموع ليكون الخيار الأنسب لقيادة البلاد واعتلاء كرسي الرئاسة المحفوف بالمخاطر والأهوال في لحظة نادرة وشديدة الخصوصية والاستثناء من تاريخ مسيرة اليمن الجمهوري.
< كان القصر الجمهوري يومها - في 1978م- هو الموقع والمكان الاخير الذي قد يقبله او يرجوه لنفسه أحد من الطامحين أو الطامعين بالرئاسة والقيادة!
الجميع فضل الانسحاب وآثر السلامة، لان الرئاسة كانت اقصر الطرق الى الموت او الشهادة.. والرئيس مشروع شهيد جديد ومؤكد يُضاف الى سابقيه.
< وحده علي عبدالله صالح قبل التكليف والتحدي، محمولاً على اعناق الاجماع الشعبي وبالانتخاب الديمقراطي من قبل ممثلي الشعب في مجلس الشعب التأسيسي، دلف علي عبدالله صالح بوابة القصر الجمهوري بصنعاء حاملاً جمجمته في كفه اليمنى.. وفي اليسرى حمل كفنه او راية الجمهورية.. وكان هو الرهان امام الجمهورية والثورة وامام اليمنيين الذين اولوه ثقتهم وحملوه امانة احلامهم وآمالهم وآلامهم الرطبة.
< في 17 يوليو 1978م، دشن اليمنيون عهداً جديداً.. وللمرة الاولى في تاريخهم الحديث والمعاصر يحصلون على رئيس بالانتخاب لا بالانقلاب، وللمرة الاولى -أيضاً- يحظى الرئيس الجديد باجماع الشعب والنخب السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية.
فكان الانتخاب والاجماع علامة للعهد الجديد.. وسوف يجعل منهما الرئيس منهجاً ووسيلة لادارة المرحلة وقيادة السفينة واستهداف المستقبل.
< بدأ الرئيس عهده بادارة حوار وطني شامل وصولاً الى الاجماع الكبير حول آلية المؤتمر الشعبي العام ووثيقة الميثاق الوطني في أغسطس 1982م، فكانت حصيلة خصبة لحراك فذ، وارادة عبقرية حصنت الرئاسة بالشعب والقيادة بالاجماع والمستقبل بالأمن والاستقرار.
< ونعم اليمن بفترة خضراء.. عنوانها الاستقرار الكبير والتنمية المتسارعة والتحديث المتراكم في المؤسسات والسلطات والادارات والقوانين والأنظمة.. وفي القطاعات المختلفة كافة، واكدت الدولة حضورها وسلطاتها في مختلف المدن والمحافظات والارياف، ودب النشاط في عروق الاقتصاد الوطني.. ونهض التعليم.. وتوسعت خدمات ومشاريع البنية التحتية، ولم تزل القيادة والادارة ماضية مع شعبها في هذه الطريق، فظهر وتأكد كم كان علي عبدالله صالح رهاناً رابحاً، وكم سقطت الرهانات المرجفة والمخوفة والمشككة، ووجدت اهداف الثورة ميدانها للعمل والتطبيق الفعلي.
< وصولاً الى الوحدة اليمنية المباركة واعادتها في 22مايو 90م، كان أعظم اهداف الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» قد تحقق عملياً وعلى ارض الواقع، وكانت دماء جديدة ومتجددة تضخ في شرايين الثورة واليمن الجمهوري.. بصدد واستكمال المهام وانجاز بقية المسؤوليات.
< وبعد قرابة عقدين من يوم اعادة تحقيق الوحدة المباركة وحتى يومنا المعيش، والتجارب كافة والمراحل كلها والخبرات الوطنية الممتدة عبر هذه الرحلة والمرحلة.. جميعها تشهد بان الاجماع الوطني والشعبي هو وحده المعني بتزكية شهادة الواقع وشواهد الوطن من اقصاه الى اقصاه بحق الرئيس علي عبدالله صالح.
< ومثلما كان دائماً.. لا يزال الرئيس علي عبدالله صالح جندياً اولاً.. وفياً.. أميناً.. ومخلصاً للثورة اليمنية العظيمة واهدافها الخالدة.
لا يهادن في سبيلها.. ولا يساوم حولها.. معتزاً بالثورة ودولتها.. وصارماً في الذود عن مكتسباتها والدفاع عن مكاسبها.. شاهراً عزمه وصلابته وهمته في وجه المؤامرات والعواصف والفتن.
< الدولة السيدة القوية مشروعه.. والدستور والقانون لسانه وحجته وملتزمه الذي لا يساوم فيه ولا يفرط به.
أعاد الرئاسة والقيادة الى الشعب مرةً بعد مرة.. وجعلها مادة للتنافس والسباق الديمقراطي، لم يضق صدره ابداً بمنافسيه ولا بخصومه، وهو الذي جعل من التسامح والمرونة والحكمة والحنكة عنواناً عريضاً لعهده الميمون، وحكمه المدني الديمقراطي المشهود.
< لا يفتر.. ولا يمل في الثبات على أهداف الثورة.. والوفاء لتضحيات الثوار الابرار والشهداء الشرفاء والاطهار.
الجمهورية والثورة والوحدة لديه ثوابت وخطوط حمر لا يتهاون فيها، ولا يقبل بتجاوزها..
والدستور والقانون حكمته الموجزة والعظيمة.. والحكم بينه وبين معارضيه الذين يناهضونه ويسعهم.. يؤلبون ضده ويقربهم.. ينقمون عليه ويبسط لهم يداً بيضاء، وعقلاً راجحاً وقلباً لا يحمل الغل او الاحقاد، ويترفع عن الصغائر وسفاسف الامور.
< لم يكن - قط - إلَّا يمنياً.. جمهورياً.. ووحدوياً.
جندياً اولاً للثورة..وقائداً تتشرف به القيادة.
وفي ذمة التاريخ شهادة - بل شهادات، التاريخ وحده معني بها وبانصاف الرجال.. القادة، وإليه نحتكم.
Ameen @ Gmail. com
|