السبت, 26-سبتمبر-2009
الميثاق نت - محمد انعم محمد انعم -
إن الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين لانتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة هذا العام يأتي ونظامنا الجمهوري يواجه خطراً إمامياً حقيقياً.. واذا ظللنا نهرب ونخفي أخطاءنا فذلك سيفاقم المشكلة ويجعل النظام الجمهوري مهدداً بانتكاسة مرعبة تجر البلاد الى‮ ‬حلبة‮ ‬صراعات‮ ‬دامية‮ ‬لا‮ ‬تحكم‮ ‬أطرافها‮ ‬مدد‮ ‬زمنية‮ ‬أو‮ ‬سقوط‮ ‬أحد‮ ‬المتصارعين‮ ‬صريعاً‮.‬

نعم.. إن مكاسب الثورة اليمنية »26 سبتمبر، و14 أكتوبر« المجيدة مهددة، وغدت قوى الثورة المضادة تملك قروناً تدمر ببشاعة كل منجز من منجزات الثورة اليمنية المجيدة بوحشية تذكرنا برعب سيف الوشاح الذي قطف رؤوس كوكبة من رجال اليمن الذين أعلنوا رفضهم لحكم الأئمة الاستبدادي‮.‬

اليوم يجب أن نعترف أن عودة أعداء الثورة اليمنية بهذه القوة والوحشية والجاهزية والعدة والعتاد، وبهذا التحدي والغطرسة والعجرفة، دليل على أن البيروقراطيين والوصوليين والانتهازيين والمتاجرين بالمبادئ والقيم وفي المقدمة المفسدون وغيرهم من المرضى الذين يتسلقون مراتب‮ ‬الوطنية‮ ‬والنضال‮ ‬بغرف‮ ‬التآمر‮ ‬يشكلون‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬الثورة‮ ‬لأنهم‮ ‬يهيئون‮ ‬الظروف‮ ‬الموضوعية‮ ‬والذاتية‮ ‬لتمكين‮ ‬الكهنة‮ ‬الجدد‮ ‬من‮ ‬ضرب‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري‮ ‬من‮ ‬الداخل‮.‬

إن هذا الطابور المتآمر هو الذي ترك بعض المناطق في صعدة وغيرها خارج سيطرة وأعين النظام الجمهوري طوال السنوات الماضية، وعمدوا على حرمان أبنائها من المدارس والمشاريع الخدمية والتنموية وعمموا الجهل والعزلة فيها حتى أوجدوا جيلاً أعمى البصر والبصيرة، على شاكلة أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يقودهم‮ ‬الارهابي‮ ‬الحوثي‮ ‬كقطيع‮ ‬حيوانات‮ ‬الى‮ ‬الموت‮ ‬في‮ ‬معركة‮ ‬قذرة‮ ‬واهماً‮ ‬إعادة‮ ‬الحكم‮ ‬الكهنوتي‮ ‬الذي‮ ‬يحلم‮ ‬به‮ ‬حتى‮ ‬وان‮ ‬قام‮ ‬على‮ ‬جماجمهم‮ ‬أولئك‮ ‬السذج‮ ‬الذين‮ ‬يرميهم‮ ‬الى‮ ‬الموت‮ ‬بدون‮ ‬رحمة‮.‬

إن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة يعني تجديد الوفاء والعهد لمواصلة السير على النهج الذي رسمه طليعة أبناء شعبنا الأحرار بدمائهم الزكية الطاهرة وبتضحياتهم الغالية التي قدموها صبيحة يوم الـ26 من سبتمبر عام 1962م بالثورة التي قامت بإسقاط النظام الكهنوتي‮ ‬الإمامي‮ ‬المستبد‮ ‬وأقامت‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري‮ ‬الذي‮ ‬حرر‮ ‬الإنسان‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬العبودية‮ ‬والاستبداد‮ ‬والاستعمار‮.‬

إذاً فأهداف ومبادئ الثورة اليمنية واضحة ومعلنة ولابد من اعادة قراءتها اليوم بصدق وأمانة ومسئولية وطنية لنبحث في أسباب عودة أعداء الجمهورية في هذا التحالف التآمري القديم الجديد الذي يضم بقايا الكهنة والسلاطين وأعوان الاستعمار والمرتزقة والعملاء وغيرهم.

أعتقد أن ثمة خللاً واضحاً في تطبيق فكر الثورة وخصوصاً فيما يتعلق بإعادة بناء المجتمع الذي استهدفته الثورة وحددت ذلك في مبادئها وأهدافها الستة رؤيتها لذلك بشكل واضح.. بيد أن حماية مصالح بعض الوجاهات بأساليب تقليدية دفعت الواهمين بعودة النظام الإمامي ليعدون عدتهم‮ ‬ويهيئون‮ ‬أنفهسم‮ ‬للهث‮ ‬وراء‮ ‬أوهامهم‮ ‬كما‮ ‬يتضح‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬حركة‮ ‬التمرد‮ ‬التي‮ ‬يقودها‮ ‬الإرهابيون‮ ‬الحوثة‮.‬

علينا أن نعترف أن نجاح المتمردين في تغرير السذج من الشباب وجرهم الى محارق الموت في تلك الطاعة العمياء للدجالين الحوثة لا يدل على عبقرية ودهاء بقايا الكهنة وإنما هذا يكشف لنا أن عهد الثورة الستبمبرية المديد قد أدخل بعض المناطق داخل ثلاجة تبريد، ليأتي الحوثة،‮ ‬ومن‮ ‬على‮ ‬شاكلتهم‮ ‬ويخرجونهم‮ ‬من‮ ‬داخل‮ ‬ذلك‮ ‬القمقم‮ ‬ليقودوهم‮ ‬في‮ ‬معاركهم‮ ‬القذرة‮ ‬وهم‮ ‬بعقليات‮ ‬مجتمع‮ ‬أربعينيات‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮.‬

وهكذا‮ ‬نجد‮ ‬أن‮ ‬الأخطاء‮ ‬البسيطة‮ ‬تشكل‮ ‬أخطاراً‮ ‬حقيقية‮ ‬على‮ ‬مكتسبات‮ ‬الثورة‮ ‬برمتها‮ ‬بل‮ ‬قد‮ ‬تتحول‮ ‬الى‮ ‬كارثة‮ ‬تدمر‮ ‬البلاد‮ ‬اذا‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬تدارك‮ ‬ذلك‮ ‬مستقبلاً‮.‬

كما أن مجاهرة الحوثي بعدم شرعية النظام وزعمه بأن حكم اليمن حق رباني جاء له من السماء هو إعلان تحدي لكل أبناء اليمن، ومجاهرة على استعباد شعبنا والتحكم بمصيره وقراراته وتفكيره والتعامل مع كل فئات المجتمع كعبيد لو تمكن من حكم البلاد.

وجاءت‮ ‬مطالبة‮ ‬دجال‮ ‬مران‮ ‬تلك‮ ‬لتكشف‮ ‬أن‮ ‬بقايا‮ ‬الكهنة‮ ‬قد‮ ‬أوجدوا‮ ‬لهم‮ ‬خلايا‮ ‬سرية‮ ‬داخل‮ ‬بعض‮ ‬الأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬والمنظمات‮ ‬المدنية‮ ‬يقفون‮ ‬مؤازرين‮ ‬وداعمين‮ ‬لهم‮ ‬سياسياً‮ ‬ومادياً‮.‬

وليس أدل على ذلك إلا مواقف قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي أصبحت تمارس دور »بوب دينار« إن لم يكونوا مجرد عكفة رخيصين خلقوا لغرض تقبيل باطن أقدام الحوثة وشيعتهم من الكهنة والدجالين من أحفاد المجوس.. هذه المواقف التي يقوم بها الطابور الخامس يجب أن تنتهي، سياسة‮ ‬المهادنة‮ ‬معهم‮ ‬مثلما‮ ‬انتهت‮ ‬مع‮ ‬المتمرد‮ ‬الحوثي،‮ ‬لأن‮ ‬خطرهم‮ ‬ليس‮ ‬أقل‮ ‬ضرراً‮ ‬مما‮ ‬يقترفه‮ ‬الإرهابيون‮ ‬في‮ ‬سفيان‮ ‬وبعض‮ ‬مناطق‮ ‬صعدة‮.‬



إجراءات‮ ‬مطلوبة‮ ‬للقضاء‮ ‬على‮ ‬الكهنة

إن‮ ‬الخسائر‮ ‬البشرية‮ ‬والمادية‮ ‬التي‮ ‬تتكبدها‮ ‬البلاد‮ ‬بسبب‮ ‬عصابة‮ ‬التمرد،‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تنتهي‮ ‬بالصلح‮ ‬كما‮ ‬حدث‮ ‬عام‮ ‬1972م‮.. ‬بل‮ ‬يجب‮ ‬عمل‮ ‬التالي‮:‬

- إن الدماء التي سفكت من قبل الدجال الحوثي وعصابته الاجرامية لابد أن يقتص لها.. لأن كل الدماء مقدسة عدا دماء المجرمين الذين يقتلون النفس التي حرم الله ودماء المفسدين في الأرض والخارجين عن الجماعة.. ولا يجوز إصدار عفو عام عن كل من شاركوا أو حرضوا أو خططوا واقترفوا‮ ‬تلك‮ ‬الجرائم‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬مناطق‮ ‬صعدة‮ ‬وحرف‮ ‬سفيان‮.‬

‮- ‬يجب‮ ‬اغلاق‮ ‬كل‮ ‬المدارس‮ ‬والحوز‮ ‬الشيعية‮ ‬والجمعيات‮ ‬التي‮ ‬تقوم‮ ‬بجمع‮ ‬التبرعات‮ ‬لدعم‮ ‬ومساندة‮ ‬المجرمين‮ ‬من‮ ‬عناصر‮ ‬الحوثي‮.‬

‮- ‬يجب‮ ‬استعادة‮ ‬أموال‮ ‬الاوقاف‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬وتوريد‮ ‬عائداتها‮ ‬لخزينة‮ ‬الدولة،‮ ‬وايقاف‮ ‬استغلالها‮ ‬لتمويل‮ ‬الأنشطة‮ ‬الشيعية‮ ‬المستوردة‮ ‬من‮ ‬معابد‮ ‬الفرس‮.‬

- اعادة إعمار مساكن المواطنين وتعويض المزارعين الذين أتلفت مزارعم وممتلكاتهم الخاصة من أموال وممتلكات قادة التمرد، أو من ممتلكات الأشخاص الذين اقترفوا تلك الأعمال في حال وجود شهود على ذلك.. على أن تتحمل الدولة مسئولية اعادة اعمار المشاريع العامة.

- تجريم تسييس المساجد أو استخدامها لأغراض تفرق صفوف المسلمين وتمزق أبناء الشعب اليمني بشرور نيران الفتن الطائفية أو المذهبية أو غيرها من المسميات التي يستخدمها اعداؤنا بهدف إضعاف وتمزيق أبناء شعبنا وأمتنا الاسلامية.

‮- ‬احالة‮ ‬كل‮ ‬المتورطين‮ ‬بأعمال‮ ‬التمرد‮ ‬إلى‮ ‬القضاء‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الذين‮ ‬تاجروا‮ ‬بالوظيفة‮ ‬العامة،‮ ‬وخانوا‮ ‬الأمانة‮ ‬وعملوا‮ ‬على‮ ‬تنفيذ‮ ‬مخطط‮ ‬تأمري‮ ‬مجوسي‮ ‬ضد‮ ‬اليمن‮ ‬وابنائها‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11813.htm