السبت, 26-سبتمبر-2009
الميثاق نت -     ناصر‮ ‬محمد‮ ‬العطار -
يعيش شعبنا هذه الأيام أفراحه بمناسبة عيد الفطر المبارك وأعياد ثورة 26 سبتمبر المجيدة وتزامن هذه الأفراح مع انتصارات شعبنا على المتمردين الحالمين بعودة الإمامة من بعض كهوف صعدة.. وذلك ما يحتم على كل وطني محب لوطنه ولمصالحه أن يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل.. ومن جميع الزوايا حتى يصل إلى الحقائق التي تكشف خداع وأساليب الدجل والتضليل التي تستهدف تشويش الرأي العام والتدليس عليه والمتمثلة في محاولة الإساءة للأهداف التي صاغها الثوار وكتبوها بدمائهم وناضلوا من أجل تحقيقها وقدموا أرواحهم ودماءهم وكل ما يملكون من أجل‮ ‬الانتصار‮ ‬للحق‮ ‬والخير‮ ‬على‮ ‬الباطل‮ ‬والشر‮.‬
إن ماضي اليمن قبل قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة يتلخص في المعاناة والظلم والفقر والجهل والتشرذم والطبقية والتسلط.. الذي سببه نظام الأئمة البائد الذي قام تحت سبغة تحررية لكنه كان أفظع وأجور من الاستعمار بل لقد مارس سياسة تجهيل وافساد علاقة الإنسان بربه ودينه ومجتمعه‮ ‬ومن‮ ‬ذلك‮ ‬التوسل‮ ‬والتقرب‮ ‬للقبور‮ ‬ولفئة‮ ‬معينة‮ ‬من‮ ‬البشر‮ ‬واشاعة‮ ‬الشعوذة‮ ‬والسحر‮ ‬والدجل‮ ‬وخضوع‮ ‬الإنس‮ ‬للجن‮..‬
وحل‮ ‬الجهل‮ ‬محل‮ ‬النور‮ ‬والعلم‮ ‬بالحقائق‮ ‬ليصل‮ ‬الأمر‮ ‬إلى‮ ‬تقديس‮ ‬الكهنة‮ ‬الأئمة‮ ‬وحرمان‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬كافة‮ ‬مقومات‮ ‬العيش‮ ‬والحياة‮ ‬الكريمة‮..‬
ومن‮ ‬يرد‮ ‬تصفح‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الحقائق‮ ‬فعليه‮ ‬قراءة‮ ‬التاريخ‮ ‬والاستشهاد‮ ‬بنماذج‮ ‬من‮ ‬صور‮ ‬العنصرية‮ ‬والتفرقة‮ ‬وتعميم‮ ‬الاستبداد‮ ‬والحروب‮ ‬التي‮ ‬اشعلت‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮..‬
ولأن نظام الإمامة البائد أفسد ومثل أسوأ نظام في أرجاء المعمورة لافتقاره أبسط القواعد الدستورية أو حتى العرفية التي تحدد علاقة الحاكم بالمحكومين وواجبات الحاكم تجاه شعبه.. وبعد فشل كل محاولات إصلاح ذلك النظام هب الثوار الأحرار إلى تخليص الشعب من هذا الظلم والجور‮ ‬فأعلنت‮ ‬ثورة‮ ‬عام‮ ‬1948م‮ ‬وكان‮ ‬حلم‮ ‬الثوار‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬صياغة‮ ‬دستور‮ ‬ولو‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬نظام‮ ‬الحكم‮ ‬الملكي‮ ‬لكنه‮ ‬تم‮ ‬القضاء‮ ‬على‮ ‬الثوار‮ ‬وازداد‮ ‬الأئمة‮ ‬جوراً‮ ‬وتسلطاً‮ ‬خصوصاً‮ ‬بتولي‮ ‬الإمام‮ ‬أحمد‮ ‬حكم‮ ‬البلاد‮..‬
وواصل الثوار نضالهم بإعلان ثورة 1955م وما عقب ذلك حتى اعلنت ثورة 26 سبتمبر لتحمل ستة أهداف ومبادئ ورُقمت بحسب أهميتها وأولوياتها حيث كان أول هدف معني بتخليص الشعب من الاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما، والثاني بناء جيش وطني قوي يدافع عن الوطن وعن مكتسبات الثورة‮ ‬والجمهورية‮.. ‬وبقية‮ ‬الأهداف‮ ‬كرست‮ ‬لرفع‮ ‬مستوى‮ ‬الشعب‮ ‬سياسياً‮ ‬وثقافياً‮ ‬وإنشاء‮ ‬مجتمع‮ ‬ديمقراطي‮ ‬والعمل‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬للشعب‮ ‬أرضاً‮ ‬وإنساناً،‮ ‬وآخرها‮ ‬تحديد‮ ‬علاقة‮ ‬اليمن‮ ‬بالشعوب‮ ‬الأخرى‮.‬
وبعد‮ ‬عام‮ ‬قامت‮ ‬ثورة‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬1963م‮ ‬ضد‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬وخاض‮ ‬الابطال‮ ‬حرباً‮ ‬بطولية‮ ‬استمرت‮ ‬أربع‮ ‬سنوات‮ ‬توجت‮ ‬نضال‮ ‬شعبنا‮ ‬بإعلان‮ ‬الاستقلال‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮..‬
وبعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م اصبح اليمن يحتل مكانة مرموقة إقليمياً ودولياً بوحدته وانتهاجه الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية بهدف التداول السلمي للسلطة وإحداث نهضة شاملة رغم المعوقات ومحدودية الإمكانات..
ونظراً لظهور العواصف والأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد وطننا وثورتنا.. الجميع اليوم مطالبون ان يصطفوا صفاً واحداً لاخماد الفتن التي اشعلها الطامعون والمتربصون بالوطن حتى يتم القضاء على دعوات وأنشطة الإمامة والاستعمار والتشطير والتشرذم واستعداء المؤسسات الدستورية ومحاولات الانقلاب على الديمقراطية والسير بالوطن إلى الفراغ الدستوري ليحل محلها رغبات وأهواء المتنفذين في قيادات أحزاب اللقاء المشترك والطابور الخامس والمتآمرين الذين تتساقط مؤامراتهم تحت أقدام أبناء شعبنا وفي المقدمة أبطال القوات المسلحة والأمن حماة‮ ‬الوطن‮ ‬والثورة‮ ‬والوحدة‮ ‬والديمقراطية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11817.htm