الميثاق نت - كلمة الثورة- الميثاق نت

الأحد, 27-سبتمبر-2009
كلمة الثورة -

حملت كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في الحفل الخطابي الذي أقيم يوم أمس بمناسبة العيد الـ47 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، العديد من الرؤى والدلالات الوطنية التي يتعين على الجميع استيعابها وفهم مضمونها واستجلاء غاياتها ومقاصدها بوعي ومسئولية وفكر مستنير لارتباطها بقدرة الوطن والمجتمع اليمني على مواصلة مسيرة النمو والتحديث والبناء وإنجاز أهداف التحول التنموي والديمقراطي بوتيرة متصاعدة وبنفس الروح الوثابة التي مكنت الوطن من تحقيق الكثير من تطلعاته خلال السنوات الماضية.
وبقراءة دقيقة لتلك الرؤى التي وردت في كلمة رئيس الجمهورية، سنجد أنها قد أكدت بمنتهى الوضوح والشفافية على أنه ليس لدينا من الوقت ما نضيعه في المهاترات والمكايدات السياسية والحزبية، كما أن ما نواجهه من التحديات لا يسمح هو الآخر بإهدار أي جهد في التنابز والانشغال بمعارك جانبية وهامشية لا مصلحة لأحد فيها بقدر ما تلحق الضرر البالغ بالوطن وتوجهاته التنموية والديمقراطية.
وبمصداقية لا تحتمل أي لبس، حرص الأخ الرئيس على دعوة كافة القوى السياسية للمرة الثانية خلال أقل من يومين إلى الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات القائمة والمتمثلة في فتنة التمرد والتخريب في بعض مديريات محافظة صعدة والمخطط الإرهابي لتنظيم القاعدة لما يترتب على بقاء هذين العاملين الخطيرين من انعكاسات سلبية ومدمرة على واقع الاقتصاد الوطني وخطط البناء وتوجهات التنمية والاستثمار ومجريات الأمن والاستقرار في الوطن.
ويستدل من مضمون هذه الدعوة أنها التي اختزلت معناها في مطالبة القوى السياسية والحزبية بالاصطفاف إلى جانب الوطن ومؤسساته الدستورية والشرعية التي تقوم بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية في مواجهة عناصر التمرد والتخريب الحوثية ومشروعها الظلامي والكهنوتي الحالم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإرجاع عجلة التاريخ إلى أزمنة النظام الإمامي المتخلف بعد 47 عاماً على قيام الثورة التي حررت الشعب اليمني من طغيان واستبداد وكبت وظلامية تلك الحقبة السوداء ولاتخجل تلك العناصر المتمردة من الافتئات على الله والدين الإسلامي الحنيف، وهي تدعي"الحق الإلهي في الحكم"!!.
وليس من المصادفة أن تلتقي هذه الشرذمة الخارجة على الدستور والنظام والقانون مع عناصر التطرف والإرهاب المنضوية تحت عباءة "تنظيم القاعدة" في حقدها الدفين على اليمن، وهو ما برزت ملامحه في ما كشفت عنه بعض المعلومات المتداولة عن اشتراك عدد من عناصر القاعدة مع الحوثيين في جبهات المواجهة، وذلك غير مستغرب باعتبار أن كلا الفريقين يعتنقان الفكر الارهابي وينهلان من نوازعه المتطرفة وحتى وإن اختلفت أيديولوجياتهما، فإن ثقافة الكراهية هي قاسمهما المشترك.
وفي هذا ما يدل على أن الدعوة إلى الاصطفاف الوطني هي من تستند في جوهرها مطالبة الجميع بالانتصار للوطن بحيث يكون اليمن ومصالح شعبه هو الغاية والمقصد لكل أبناء الوطن وفي مقدمتهم القوى السياسية والحزبية التي ما زال البعض منها لا يميز بين خلافه مع الحزب الحاكم والخلاف مع الوطن، متجاهلاً أن هذا الوطن هو وطن الجميع ومسئولية الحفاظ على أمنه واستقراره ونهوضه واجب يقع على عاتق كل أبنائه.
ونجد أن تلك القوى التي اختلطت لديها الأوراق بصورة ديماغوجية وعبثية، معنية في المقام الأول بإعادة النظر في توجهاتها وتقويم مواقفها واعوجاجها على نحو يدفع بها في الاتجاه السليم والقويم بعيداً عن التمترس وراء بعض المصالح الضيقة والأنانية والذاتية.
ونعتقد أن الخطوة الأولى لهذا التوجه تبدأ من نقطة الفهم لحقيقة العمل الديمقراطي والوعي بأن الديمقراطية ليست عملية منفلتة من الضوابط والمعايير الوطنية حيث وأن هذا الفهم هو من سيساعد هذه القوى السياسية على إعادة هيكلة نفسها على أسس سليمة ووطنية بل ان التزامها بهذا الإطار سيقودها إلى استلهام الشواهد العظيمة التي يسطرها أولئك الأبطال والأفذاذ من رجال القوات المسلحة والأمن الذين يدكون أوكار التمرد والتخريب في صعدة ويقدمون التضحيات الغالية والنفيسة في ملحمة نادرة، يتسابقون فيها إلى الاستشهاد وبذل أرواحهم فداء للوطن وعزته ومنعته وحق أبنائه في الحياة الحرة والكريمة، وستدرك هذه القوى المتخاذلة التي تتنصل عن أهم استحقاقات الانتماء والولاء لهذا الوطن أن تخاذلها في دعم ومساندة أولئك الأبطال من أبناء القوات المسلحة والأمن سيرتد عليها بالخسران والندامة من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب.
وفي خلاصة الأمر فقد أراد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من خلال دعوته المتكررة للقوى السياسية والحزبية إلى الاصطفاف الوطني والابتعاد عن المكايدة والمماحكة والأنانية أن يخرج هذه القوى التائهة من المغامرين والمقامرين والسابحين عكس التيار من قوقعتهم ودائرتهم المظلمة، وذلك بتقديمه لهم طوق النجاة وإتاحة الفرصة أمامهم للالتحاق بقاطرة الوطن.. فمتى يعي هؤلاء أن الوطن لا يتنكر لبنيه متى آبوا إليه تحملهم نوازع الخير وتشدهم إليه أواصر الانتماء وعلاقة الارتباط المصيري؟ ومتى يدرك هؤلاء الذين يغردون خارج السرب أننا جميعاً في سفينة واحدة وأن هذه السفينة إذا ما جنحت نحو الغرق فإنهم سيكونون أول الهالكين والغارقين في بحر الظلمات وحينها لن ينفع الندم.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11830.htm