الإثنين, 05-أكتوبر-2009
الميثاق نت -     ناصر العطار -
يعيش الإنسان صراعاً داخلياً بين عواطفه وإدراكه للحق وحب الخير ونزعاته للباطل وحب الشر.. وعلينا ان نتذكر الواجبات الدينية والانسانية والاجتماعية الملقاة على عاتق جميع أبناء الوطن بمختلف شرائحهم والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني إزاء الفتن التي أشعلت نيرانها في بعض مناطق صعدة من قبل أشرار الناس والمتربصين بالوطن وأدواتهم من الأيادي المأجورة التي تقترف الجرائم الجسيمة ضد الوطن وأبنائه.. وإزاء ما حدث ويحدث نرى المواقف السلبية لأحزاب اللقاء المشترك والتي لم تقتصر على السكوت والصمت عن قول الحق بل تعدتها إلى التعاطف‮ ‬مع‮ ‬المتمردين‮ ‬والمجرمين‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬والمناطق‮ ‬الاخرى‮ ‬وقلب‮ ‬الحقائق‮ ‬بقصد‮ ‬تشويش‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬والتدليس‮ ‬على‮ ‬عامة‮ ‬الناس‮.‬
فمن يتابع مجريات الاحداث ويطلع على ما تبثه وتروج له بعض قيادات المشترك وبقايا الانفصاليين سيجد ان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. وهذا يجعلنا نستشعر أهمية دعوة الرئيس للاصطفاف الوطني ولنصرة الحق بقول الحق وما توجبه الشريعة الاسلامية خاصة وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بالأقاويل والخدع لإنتاج وهم وباطل بدلاً عن الواقع، فلا صحة لما يقال بأن الحرب في صعدة سياسية، أو انها تخدم أطرافاً معينة في السلطة، وأن حلها يكون بما يسمى الحوار الشامل أو طرح القضايا على الطاولة أو ما تسميه أحزاب المشترك بالرؤية الشاملة أو مشاريع‮ ‬الانقاذ‮.. ‬الخ‮.‬
فهذه الدعوات هي كما يقال »عذر أقبح من ذنب«، فالمبررات والحيثيات النابعة من الحق والعدل والإنصاف تؤكد لنا بشاعة وجسامة الجرائم التي يرتكبها المتمردون والتي لم تقتصر على الاقوال بالترويج لثقافة الكراهية والعنف وإعلان التفرد بالدين والخروج على أهداف الثورة وأحكام الشريعة الاسلامية وعلى الدستور والقوانين وعلى الوحدة والديمقراطية، بل امتدت الى ارتكاب أعمال القتل وقطع الطريق وترويع المواطنين وإقلاق السكينة العامة ونهب ممتلكاتهم وإتلاف وهدم المدارس والمساجد والمنشآت ومقاومة السلطة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن.. فهل من سبيل للتصديق لما يقال بأن الحل يكون بالحوار!!.. وعلى من يرددون هذه التقولات الرجوع الى الله والاطلاع على أحكام الشريعة الاسلامية، وسيجدون ما يؤنب ضمائرهم، والاقتباس من أفعال وأقوال خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم‮ ‬ومن‮ ‬بعده‮ ‬الخلفاء‮ ‬الراشدون‮ »‬نماذج‮ ‬في‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬المفسدين‮ ‬والمتمردين‮ ‬والمتخلفين‮ ‬عن‮ ‬الجهاد‮ ‬والمرتدين‮ ‬ومن‮ ‬يستولون‮ ‬على‮ ‬الزكاة‮ ‬وغيرها‮ ‬ويعملون‮ ‬على‮ ‬شق‮ ‬وحدة‮ ‬المسلمين‮ ‬وتماسكهم‮«.‬
إن الحكومة قد تعاملت بمسؤولية وحلم، وآخر ذلك قبولها أن تكون طرفاً، والمفسدون والمتطرفون طرفاً أيضاً، وقبلت الوساطات التي بذلت من قبل الاحزاب والشخصيات الاجتماعية على المستوى الوطني ووساطة الاشقاء في دولة قطر والتي بموجبها تم إيقاف الحرب الخامسة ونفذت الحكومة بنود الاتفاق.. أما المفسدون والمجرمون فقد استفادوا من الكف عن ملاحقتهم ومحاكمتهم قضائياً ومعاقبتهم على جرائمهم التي اقترفوها بحق الوطن وأبنائه ليعاودوا الكرة من جديد واستغلال المواقع التي انسحبت منها القوات المسلحة والأمن للتمترس فيها، كما تم نهب ممتلكات الدولة والمواطنين واستخدامها ضمن أدواتهم الاجرامية.. وإزاء تلك الجرائم والصمت عن منفذيها فلم يقم الراعون والمتوسطون لإيقاف الحرب الخامسة بواجباتهم تنفيذاً لقوله تعالى: »وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله« صدق الله العظيم.. هذا إذا اعتبر الواجب في إطار أطراف، أما إذا كان الواجب هو القيام بما فرضه الله من الجهاد بالمال والروح دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره فإن الأمر يكون كبيراً إزاء من تخلفوا عن الواجب وعمدوا الى إضعاف عزيمة أبناء الوطن وناصروا المجرمين بالمساهمة أو التحريض أو تبرير جرائمهم .. ومهما كانت المقاصد والأهداف الخفية لتلك المواقف نسأل الله لهم الهداية، وأن يقفوا الى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن من يحملون أكفانهم على أكتافهم للدفاع عن الوطن والقضاء على المجرمين في أوكارهم.. أما من جعلوا مصالحهم فوق مصالح الوطن وربط تحققها بالاستفادة من الفتن مهما كانت وقودها وآثارها من دماء وأرواح الأبرياء فنقول لهم: إن آمالهم خائبة ولن يتمكنوا من تحقيقها إلا من خلال الشعب وبإرادته الحرة وعن طريق الديمقراطية والانتخابات.. وما عليهم إن أرادوا ذلك سوى العودة إلى الحوار مع المؤتمر وبقية الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والتهيئة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد ابريل 2011م.. أما الانجرار وراء الملكيين والانفصاليين والخونة والعملاء والمرتدين فهو سقوط مدوٍ ستكون عواقبه وخيمة.{

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 02:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11985.htm