عبدان دهيس -
ما تسمى بـ»رؤية الإنقاذ الوطني« الصادرة عن جماعة »الحوار اللاوطني« أو بلهجة أخوتنا المصريين »بتوع الحوار« لم تأت بشيء يضعها موضع الجد سوى انها قد أفصحت عن نوايا وأهداف أصحابها، في إطار مشروع تآمري حاقد بات واضح المعالم، للانقلاب على الوطن والنظام السياسي القائم ونخره من الداخل.. عبر افتعال الأزمات والزوبعات والمكايدات والمماحكات والدفع نحو الاحتقانات المستمرة وانتهاج سياسة خلط الأوراق والفتن، سعياً للاستيلاء على السلطة عبر أقصر الطرق، وبالتالي الالتفاف على كامل منجزات المسيرة الوطنية للثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« في التحرر والوحدة والديمقراطية، وتحويل الوطن- من خلال هذه الرؤية الانقلابية- الى »كومونات« صغيرة مستباحة ودكاكين مناطقية عنصرية.. تمارس البيع والشراء والمتاجرة بقضايا ومصالح الوطن العليا وعلى حساب تضحيات وآمال وطموحات الشعب اليمني المكافح وقضاياه المصيرية..!
- الذي يقرأ »الإسهال الكلامي« الرؤية لـ»بتوع الحوار « والقضايا التي تطرقوا اليها وجعلوها »مادة ترويج« لـ»بضاعتهم السياسية البائرة« المستهلكة التي تحمل المسمى »الرؤياتي التنجيماتي« التخريفاتي، بالتأكيد سيرثي لحال هؤلاء، وعلى الوقت الذي أهدروه، وورق البياض الذي استنفدوه، والقات والمقويت الذي استهلكوه وحُشيت به اشداقهم على مدى شهور طويلة مديدة متواصلة، والفلوس »أبو أخضر وأحمر وأصفر« التي عبثوا بها.. وهم يسحسحون »مداد أقلامهم« في التنظير والتسطير، ليخرجوا الينا في خاتمة المطاف، وبعد هذا العناء العبثي الحاقد وغير المطلوب بهذه الـ»الضرطة« المسماة »رؤية الإنقاذ« بما تحمله من »ريحة بخورانية آدمية« تزكم الأنوف، وفي وقت كان يحسبها هؤلاء »البتوع« أو ربما ظنوا أنها ستكون »فسوة«، ولكنهم كما يبدو قد أخطأوا في حساباتهم، وأصبحت أكبر من ذلك في »رؤيتهم« شاهدة إثبات على »الاضطراب المعوي« والنفسي الذي يعانون منه، وغدا متأصلاً في دواخلهم من زمن طويل، حيث لا يمكن أن ينسى الناس »رائحتهم« هذه أبد الدهر، وهي بالطبع مردودة عليهم.. وسوءة ستظل عالقة في تاريخهم وفي مكونات حياتهم.. ولكننا من باب الذوق والاخلاق والتعاطف والانسانية والمواقف التضامنية السلمية، فليس هناك ما يمنع ما دمنا نؤمن بالديمقراطية أن نحتفل كل سنة بذكرى »رائحة لجنة الحوار«، وكم سيكون ملفتاً أيضاً لو تم اعتماد ذكرى هذه »العَمْلَة« مناسبة لهم، ويا رب اشهد على »مخرفي« آخر زمان، الذين هم بحاجة الى »رؤية « قبل غيرهم تقودهم وترشدهم الى طريق الصواب..!
- لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك منغصات وأخطاء وفساداً، ولكن في المقابل ايضاً لا يستطيع ان يتجاهل أن هناك برنامجاً متكاملاً للإصلاحات والتحديث والتطوير والتنمية، وحل الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والامنية، وهو ما ركز عليها »البرنامج الانتخابي« لفخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- يجري تنفيذه بموجب »مصفوفة حكومية« تم فيها جدولة كافة القضايا المطلوبة التي يستهدفها وتضمنها البرنامج وحسب الاولويات ..وهناك- وهذا للتذكير للذين لا يتذكرون من المصابين بداء النسيان- »مبادرة رئاسية« أيضاً سبق تقديمها من فخامة رئيس الجمهورية لتطوير النظام السياسي الى جانب الجهود الاخرى والتوجهات لتطوير النظام الانتخابي، كما لا يستطيع أحد أن ينكر ما تحقق خلال »ثلاثة عقود« من حكم الرئيس علي عبدالله صالح من إنجازات وطنية كبيرة في شتى الميادين، هي ماثلة اليوم في كافة محافظات الجمهورية، الا أن أكبر وأعظم هذه الانجازات وأهمها منجز الوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً.. والذين ينكرون كل هذه الانجازات هم وحدهم »المزايدون« الذين لا يستطيعون مواجهة الواقع أو يشاركون بروح وطنية مسؤولة وعبر اصطفاف وطني واسع في مواجهة التحديات والمساهمة في بناء وتنمية الوطن، والحفاظ على وحدته وسيادته وأمنه واستقراره، والسمو فوق الصغائر والابتعاد عن الاحقاد والمناكفات لأن الوطن وطن الجميع، وليس ملك الرئيس علي عبدالله صالح، كما يبث هؤلاء المزايدون الحاقدون..
< كفى يا هؤلاء .. مبادرات ورؤيات وخرطشات ، فالزمن ليس »زمن هدار ومدار«، والوطن والمواطن ينتظرون الاعمال الجادة التي تخدمهم، أما الوصول الى »كرسي الحكم« فهو حق دستوري مكفول للجميع وطموح مشروع لكل الاحزب وعامة المواطنين، ولكن عبر »صناديق الاقتراع«..{