الإثنين, 12-أكتوبر-2009
عدن‮/ ‬أحمد‮ ‬محمد‮ ‬حسن -
قدمت الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» قوافل الشهداء الذين لم يبخلوا بأرواحهم في سبيل دك النظام الإمامي والاستعماري البريطاني اللذين جثما على أرضنا سنيناً طويلة وعانى منهما الشعب الويلات.. تلك الصفوة الخيرة من الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن ولليمن‮ ‬لينعم‮ ‬شعبه‮ ‬بالحرية‮ ‬والكرامة‮ ‬الإنسانية‮.. ‬ولم‮ ‬يترددوا‮ ‬لحظة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري‮ ‬والوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وتوحيد‮ ‬النضال‮ ‬الوطني‮.‬
أما‮ ‬أبناء‮ ‬الشهداء‮ ‬فهم‮ ‬فخورون‮ ‬بما‮ ‬قدمه‮ ‬آباؤهم‮ ‬الأبطال‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تخليص‮ ‬الشعب‮ ‬من‮ ‬أعتى‮ ‬نظام‮ ‬كهنوتي‮ ‬استبدادي‮ ‬فردي،‮ ‬معتزين‮ ‬ايما‮ ‬اعتزاز‮ ‬بواحدية‮ ‬نضال‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬وأهدافها‮ ‬التي‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬ضحى‮ ‬آباؤهم‮..‬
معبرين عن إدانتهم ورفضهم للأصوات النشاز والمأزومة الانفصالية التي تهدف إلى القضاء على أهداف الثورة والوحدة والعودة بالوطن إلى زمن التشطير البغيض وهو حلم مريض لايمكن ان يعود بالتاريخ إلى الوراء.. مؤكدين استعدادهم الدائم للدفاع عن الثورة والوحدة وأمام كل المؤامرات‮ ‬والأخطار‮ ‬المحدقة‮ ‬بالوطن‮..‬
‮> «‬الميثاق‮» ‬التقت‮ ‬نماذج‮ ‬بطولية‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬شهداء‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬عدن،‮ ‬المدينة‮ ‬التي‮ ‬حضنت‮ ‬الثورة‮ ‬والثوار‮ ‬والحركة‮ ‬الوطنية‮ ‬اليمنية‮..‬
وكانت البداية مع الأخ فتحي البيشي ابن الشهيد محمد البيشي قائد جبهة الضالع في ثورة أكتوبر المسلحة ضد الاستعمار البريطاني.. حيث قال: إن تضحيات شهداء الثورة اليمنية لم تذهب هدراً فقد تحقق الكثير من أهدافها وأهمها قيام النظام الجمهوري وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. موضحاً ان والده الشهيد محمد البيشي هو أحد قيادات حركة القوميين العرب من اليمنيين في الكويت وكان المسئول الأول عن انضمام الكثير إلى الحركة من المناضلين من أبناء الضالع الذين هاجروا قبل الاستقلال إلى الكويت، وكان للبيشي الدور الأكبر في تأطيرهم في حركة القوميين‮ ‬العرب‮ ‬باعتباره‮ ‬أقدم‮ ‬المهاجرين‮ ‬اليمنيين‮ ‬إلى‮ ‬الكويت‮ ‬والأكثر‮ ‬ارتباطاً‮ ‬بقيادة‮ ‬حركة‮ ‬القوميين‮ ‬العرب‮ ‬فيها‮ ‬أمثال‮ ‬المناضل‮ ‬القومي‮ ‬الكويتي‮ ‬أحمد‮ ‬الخطيب‮.‬
وعن المناقب النضالية لوالده الشهيد تحدث قائلاً: بعد عودة والدي إلى أرض الوطن ساهم في تأسيس فرع الحركة في الضالع، وعند تأسيس جبهة الضالع كان هو المسئول عنها وكان من أبرز قيادات الجبهة القومية التي فجرت في الرابع عشر من أكتوبر 1963م من جبال ردفان الشماء حيث كان‮ ‬يقوم‮ ‬بدور‮ ‬نضالي‮ ‬بارز‮ ‬في‮ ‬بلورة‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الواحدة‮ ‬على‮ ‬الصعيد‮ ‬اليمني‮ ‬والعربي‮ ‬باعتباره‮ ‬رائداً‮ ‬في‮ ‬قيادة‮ ‬النضال‮ ‬في‮ ‬جبهتي‮ ‬الضالع‮ ‬وردفان‮.‬
> ومضى ابن الشهيد البيشي قائلاً: لايفوتني أيضاً ان أذكر الدور المحوري الذي لعبته محافظتا إب وتعز ومديرية قعطبة في محافظة الضالع بدعمهم اللامحدود والكبير لثورة 14 أكتوبر بالسلاح والمال حيث كانت بيوت قعطبة ملاذاً لثوار الجبهة القومية وجبهة التحرير.
دعوات‮ ‬التشطير‮ ‬المأزومة
‮> ‬وحول‮ ‬دعوات‮ ‬التشطير‮ ‬المأزومة‮ ‬والمؤامرات‮ ‬التي‮ ‬تحاك‮ ‬ضد‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬زمرة‮ ‬التمرد‮ ‬الحوثية‮ ‬أو‮ ‬الذين‮ ‬يلوحون‮ ‬بأفكار‮ ‬تشطيرية‮ ‬مريضة‮..‬
قال: إن عصابة التمرد الحوثية عناصر خائنة تحركها خيوط معادية لشعبنا وأمنه واستقراره، يهدفون إلى زرع الفتنة الطائفية والحنين إلى عهد الإمامة الذي أصبح في مزبلة التاريخ.. أما أصحاب الدعوات الانفصالية فهؤلاء خانوا أهداف الثورة والثوار، فهم أناس مأزومون ويحلمون‮ ‬بعودة‮ ‬عجلة‮ ‬التاريخ‮ ‬للوراء،‮ ‬لكن‮ ‬لن‮ ‬يتحقق‮ ‬حلمهم‮.‬
واستطرد قائلاً: هؤلاء المأزومون وجدوا في النظام الديمقراطي فرصة للإتيان بأفكار هدامة ومخيفة ومضرة بمصالح الأمن القومي اليمني.. وأوضح بالقول: إننا نؤكد على حقوق الناس المعيشية والحياتية ولكن في إطار النظام والقوانين المنصوص عليها في دستور الجمهورية اليمنية،‮ ‬لكننا‮ ‬نرفض‮ ‬ان‮ ‬تتحول‮ ‬المطالبة‮ ‬بالحقوق‮ ‬إلى‮ ‬أفكار‮ ‬شيطانية‮ ‬هدفها‮ ‬الإضرار‮ ‬بمصالح‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬أو‮ ‬الاضرار‮ ‬بالوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬ناضل‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيقها‮ ‬المناضلون‮.‬
> أما ابن الشهيد المناضل الجسور سعيد صالح سالم العقربي احد ثوار وفدائيي ومقاتلي الجبهة القومية في جبهة عدن.. الاخ وضاح سعيد صالح فيقول: هذه لحظات تاريخية تذكرني بنضالات الشهداء الذين لم يبخلوا بأرواحهم من أجل الوطن والثورة والوحدة اليمنية..
ورغم أني لم أكن قد ولدت عند تفجير ثورة 14 أكتوبر ولكن حسب شرح أقرباء والدي وأصدقائه لي من المناضلين ان الوالد التحق بالثورة في وقت مبكر في القطاع الطلابي للجبهة القومية وكان له دور كبير في تنظيم الطلاب في إطار الثورة المسلحة وفي قيادة المظاهرات الطلابية ضد السياسة التعليمية الانجليزية وكان يقوم بدور كبير في تأطير طلاب كلية عدن إلى الجبهة وفي القيام بأعمال نضالية ثورية من خلال طباعة المنشورات وتوزيع وإخفاء الأسلحة في منازلهم وإخفاء الفدائيين من أعين المخابرات البريطانية..
ومضى يقول: كان على علاقة بالمناضلين من المحافظات الشمالية الذين شاركوه النضال في إطار الجبهة القومية والكفاح المسلح إلى جانب قيادات الاتحاد الوطني أمثال المناضلين احمد محمد جرهوم والشهيد عبدالله شرف والمناضل حسين عامر وغيرهم.. وكان يقوم بتنفيذ تكليفات نضالية من قبل قيادات في الجبهة القومية وفضلاً عن ذلك كان والدي كما يحكي لي رفاقه الأحياء من المناضلين حلقة الوصل بين جبهة الشيخ عثمان ومديرية البريقة فهو المسئول عن توزيع منشورات الثورة في الشوارع وحتى الأحياء العامة والمساجد وفي المظاهرات التي كانت تقام ضد جنود‮ ‬الاحتلال‮ ‬البريطاني‮ ‬حيث‮ ‬كان‮ ‬يتحرك‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬مناطق‮ ‬عدن‮ ‬الحضرية‮ ‬والريفية‮ ‬والساحلية‮ ‬وأصبح‮ ‬شخصية‮ ‬قيادية‮ ‬نضالية‮ ‬معروفة‮.‬
سنقف‮ ‬ضد‮ ‬المؤامرات
> وأضاف ابن الشهيد المناضل سعيد صالح سالم العقربي قائلاً: ان والدي واجه كل التحديات والمنعطفات التي واجهت الثورة إلى أن استشهد، كان يرى في النضال الثوري نضالاً موحداً وكان يقدس النضال الوطني وتلاحمه شمالاً وجنوباً ولم يفرط في يمن الثورة الموحد وكان له رأي شجاع‮ ‬وتاريخي‮ ‬ضد‮ ‬التيار‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يروج‮ ‬لما‮ ‬يسمى‮ ‬بالجنوب‮ ‬العربي‮..‬
وتابع: ما نسمعه اليوم من مؤتمرات تحاك ضد الوطن ووحدته يحتم علينا جميعاً الوقوف أمامها فآباؤنا الذين ناضلوا من أجل اليمن الموحد القوي المتطور وقدموا الأرواح من أجل الثورة والوحدة لايمكن بأي حال من الأحوال أن نفرط في مبادئهم التي ناضلوا من أجلها فاليمن الموحد‮ ‬محروس‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.‬
أما الكلمة الأخيرة التي أود أن أوصلها إلى الأخوة في قيادة مناضلي الثورة اليمنية ان يعملوا على الاصطفاف الوطني ضد مجمل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.. ومن جانب آخر نطالب قيادة مناضلي الثورة اليمنية رعاية أبناء المناضلين والشهداء فالكثير منهم يعانون من ضيق الحاجة‮ ‬وتعليم‮ ‬أولادهم‮ ‬وتوفير‮ ‬الأعمال‮ ‬لهم‮ ‬وسيظل‮ ‬أملنا‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬صاحب‮ ‬القلب‮ ‬الكبير‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬رئىس‮ ‬الجمهورية‮ ‬الذي‮ ‬عودّنا‮ ‬على‮ ‬رعايته‮ ‬للمناضلين‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12108.htm