كلمة الميثاق -
ثورة الـ14من أكتوبر 1963م التي يحتفل شعبنا بمباهج افراح عيدها الـ46 بعد غد الأربعاء كانت الامتداد الطبيعي والموضوعي لثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ليعبر هذا الترابط عن واحدية النضال الوطني المؤكد حقيقة التلازم النضالي للتخلص من طغيان واستبداد النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف والتحرر من نير جبروت وعسف المستعمر الغاصب وحكم التجزئة والتشظي الذي فرض على شعبنا عبر اذنابه في السلطنات والإمارات والمشيخات التي عمقها بمعاهداته الحمائية تطبيقاً للمبدأ الاستعماري »فرق تسد« فكان السلاطين ادواته المحلية للابقاء على الأوضاع البائسة المتخلفة في مناطق دويلاتهم القزمية لتتماهى مع أوضاع البؤس والفاقة المجسدة في ثالوث الفقر، الجهل، المرض الذي عانى منها شعبنا..
وهكذا اختلف النظام الاستعماري السلاطيني والإمامي الظلامي في الأساليب والوسائل لتكريس سيطرتهما على شعبنا والتقيا في الأهداف لتحقيق غايتهما الشريرة ضد وحدة شعبنا ونمائه وتطوره..
وما كان له الخلاص والتحرر إلاّ بإدراك حقيقة اهمية توحيد أهدافه والنضال لاسقاط ذلك الكابوس الجاثم على كاهله ردحاً من الزمان فكان له ذلك بتوحيد أداة الثورة المجسدة في انخراط أبنائه جميعاً على امتداد مساحة الوطن للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في مواجهة جحافل النظام الإمامي الرجعي وكذا في انطلاق ثورته التحررية يوم الـ14 أكتوبر التي اطلق شرارتها الذئاب الحمر من قمم ردفان الشماء لتشتعل تحت أقدام المستعمر وعملائه من السلاطين والمرتزقة الخونة الذين ارتبطت مصالحهم بالوجود الاستعماري مقدماً شعبنا في سبيل انتصار ثورته تضحيات جسام وقوافل من الشهداء الأبرار من كل أرجاء الوطن متوجاً نضاله بنيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م وترسيخ النظام الجمهوري في ملحمة الـ70 يوماً مطلع 1968م..
لقد تواصلت مسيرة الثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 أكتوبر« صوب انجاز اعظم وأنبل أهدافها المجسدة في استعادة وحدة الوطن اليمني متجاوزاً تحديات ومنعطفات تاريخية خطرة انتصر عليها بفضل وعي أبنائه ليتحول حلمه التاريخي إلى واقع في 22 مايو الأغر عام 1990م بقيام الجمهورية اليمنية مسقطاً كل رهانات ودسائس ومؤامرات قوى الماضي بوقوفه صفاً واحداً متلاحماً في مواجهة العناصر التي أرادت النكوص والانتكاس بالوطن إلى الخلف والتي تصدى لها أبناء شعبنا وفي مقدمتهم أبطال القوات المسلحة والأمن منتصرين لوحدتهم في صيف 1994م.. ولكن على مايبدو ان بقايا الماضي الإمامي وعملاء الاستعمار لم يتعلموا الدرس ولم يتعظوا من فشل محاولة العودة باليمن إلى ماقبل عهد الثورة، وهاهم يعاودون تحالفهم غير المقدس لمحاولة إعادة الوطن إلى العهد الكهنوتي المتخلف والاستعمار البغيض والتي عادت وجوهها الكالحة المظلمة تطل برأسها عبر عصابة التمرد الإرهابية الحوثية في محافظة صعدة وبقايا العهد الاستعماري السلاطيني التشطيري تحت ما يسمى بالحراك الجنوبي والتي لم تع أن الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري وجد ليبقى وينتصر.. وان تأمراتهم ستبوء جميعها بالفشل