د . قيس النوري -
شعبنا العربي في اليمن وقف في العشرين من سبتمبر الماضي في موعد مع الذات ومع التاريخ، حيث جاءت مشاركته الواسعة في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية لتؤكد مجددا أصالة وعراقة هذا الشعب ، وبعد نجاح الانتخابات وإعلان نتائجها يدشن الوطن اليمني مرحلة جديدة من العمل والإنجاز سوف تتمحور مساراتها كما يشير برنامج الرئيس علي عبد الله صالح علي الأداء النوعي والمنهج والفاعلية ، وهي محددات أكد عليها الرئيس صالح سواء في برنامجه الانتخابي أو بتصريحاته عشية إعلان فوزه ، هذه المحددات التي تكتسي حيويتها وصدقيتها من التجربة الغنية التي يشهدها اليمن في مجالات التحديث والنهوض.. أن اليمن وقد أنجز بالانتخابات حدثا مفصليا مهما في تاريخه المعاصر مطالب من شعبه وقواه السياسية بما فيها أحزاب المعارضة الإسهام في إثراء هذه التجربة العربية الرائدة وإبراز إيجابياتها وتجاوز السلبيات التي ظهرت في طريقها وصولا إلي استكمال خطوات ببناء الدولة الحديثة وإقامة أركانها علي قاعدة صلبة تضمن تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي والمعيشي لكل أبناء الشعب اليمني الشقيق، هذا الشعب الذي أدهش العالم بوعيه الديمقراطي وشعوره العالي بالمسئولية الوطنية التي عبرت عن نفسها بالمشاركة الواسعة في عملية الانتخاب، ولقد لفت نظر المراقبين العرب والأجانب المشاركة الواسعة للمرأة اليمنية حيث سجلت حضورا كبيرا أثناء عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية والمحلية وسجلت بذلك الوعي الذي وصلت إليه والحرص علي المشاركة في صنع القرار، ومن الجدير بالإشارة إلي أن المرأة اليمنية قد نالت علي جزءا كبيرا من حقوقها وفي مختلف المجالات وكان لها في حكومة ما قبل الانتخابات حقيبتان وزاريتان وهناك إحدي عشرة امرأة يشغلن منصب وكيل وزارة و97 مديرا عاما إضافة إلي 123 موظفة في السلك الدبلوماسي وعضوتين في مجلسا النواب والشوري ، وهذه المعطيات بالنسبة للمجتمع اليمني تؤشر تطورا انتقاليا كبيرا في وضع المرأة إذا نظرنا إلي تغييب دورها بالكامل قبل ثورة سبتمبر المجيدة.. أن اليمن وهو يرسم ملامح مستقبل واعد ما كان له أن يلج مثل هذه الإنجازات لولا قيادة الرئيس علي عبد الله صالح الذي استطاع بوعيه وشعوره العالي بالمسئولية من تجاوز المخاطر التي أحاقت باليمن ، فكان التصدي الحازم للانفصاليين قد أثمر وحدة اليمن ، وهو أنجاز يحسب للرئيس صالح ووعي الشعب اليمني ، ثم الإسراع في الدخول بمفردات عملية تنمية طالت كافة المجالات بدءاً من البنية التحتية اللازمة لأي تطور.. لقد قالت اليمن في يوم الاقتراع نعم للرجل المعتدل في تقدير الأمور.. المتروي المتبصر.. المتواضع بالعزة.. المتسامي في غير كبر.. المتسامح عن قوة وحكمة.. الحازم حين يستدعي الأمر. الموقف العربي 5-10-2006