الميثاق نت- كلمة الثورة - لا نعتقد أن أحداً داخل الوطن أو خارجه يجهل حقيقة تلك العناصر الموتورة والمأجورة، التي عمدت في الآونة الأخيرة إلى استغلال المناخات الديمقراطية، التي تنعم بها بلادنا في زعزعة الأمن والاستقرار، والسلم الاجتماعي، والتحريض على أعمال الفوضى والشغب والتخريب الذي يطال الممتلكات العامة والخاصة.
خاصة وأن تلك العناصر معروفة بتاريخها الملطخ بالعمالة والحقارة والارتزاق، ولا تستطيع إخفاء عوراتها وسوءاتها وانحدارها القيمي والأخلاقي مهما استخدمت من المساحيق أو الأصباغ بهدف إخفاء وجهها الكريه وما تضمره من أحقاد وضغينة لهذا الوطن وأبنائه.
ولكن ما يلفت النظر، هو تمادي هذه العناصر الدنيئة في ممارساتها الخارجة على النظام والقانون، عبر استئجارها لبعض الغوغائيين ودفعهم إلى تسيير مظاهرات غير مرخصة تتخللها أعمال الشغب والعنف، وترويع الآمنين وترديد الشعارات المثيرة للنعرات المناطقية والشطرية والانفصالية، وإشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد، وتحريض المواطنين على بعضهم البعض، وممارسة أساليب البلطجة في الطرقات العامة بصورة استفزازية تمثل انتهاكاً سافراً لقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.
ونحسب أن من يحرضون على هذه المظاهرات الفوضوية ويحشدون لها الغوغاء وغير الراشدين من الأطفال من القرى والأماكن العامة بإغرائهم بالأموال، وإن كانوا يهدفون من وراء تلك الزوابع إلى الظهور في وسائل الإعلام كعملاء ينفذون أجندة من يحركهم ويدفع لهم الأموال المدنسة، مقابل ما يؤدونه من أدوار مشبوهة، فإنهم وفي الجانب الآخر، يسعون بكل دأب للزج بالوطن في مستنقع الفوضى، وهو ما كشفوا عنه من خلال تحالفهم وتواصلهم مع عناصر التمرد والتخريب في محافظة صعدة، وكذا قيامهم بالتنسيق مع العناصر الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة ليشكلوا مثلثاً للشر يتغذى من تركيبة ذهنية متطرفة واحدة.
وأمام هذه الحالة فمن غير المقبول والمعقول ترك هذه الشراذم المتطرفة والإرهابية تعبث بأمن البلاد والعباد خاصة بعد أن برهنت كل الشواهد أن ذلك المثلث يبني توجهاته على مخالفة الثابت وانتهاك الجامع، ومخاصمة كل ما يتصل بمبادئ الوئام والسلام والتعايش الاجتماعي، وأن هؤلاء المرضى والموتورين والظلاميين، سواء من تدثر منهم بعباءة أسامة بن لادن أو عمامة الحوثي أو بغطاء الفكر الماركسي المتطرف والشمولي، ينهلون من فكر ظلامي واحد، ومن الواجب على الدولة والمجتمع التحرك معاً لمواجهة هذا الوباء الخطير واجتثاثه من جذوره.
ومن الواقعية أن يستوعب أولئك الذين يتاجرون بالوطن عبر المظاهرات الفوضوية غير المرخصة والمخالفة للقانون، ويحرضون الغوغاء على أعمال الشغب، وإحراق الإطارات وقطع الطرق، ورفع الأعلام الشطرية، وترديد الشعارات المسيئة للوحدة الوطنية، أن ما يقترفونه من أفعال لا تقل جرماً عن أعمال التمرد الذي تقوم بمواجهته وحدات القوات المسلحة والأمن في محافظة صعدة، انطلاقاً من مسؤولياتها الدستورية والقانونية في حفظ النظام والأمن والسكينة العامة للمجتمع، وأن تطاولهم على الثوابت الوطنية جريمة لا يمكن التساهل أمامها، وأن ردع من يقدم على هذه الجريمة واجب وطني وديني وأخلاقي، وأنه ما لم يكف هؤلاء عن أذاهم للوطن ويعودوا إلى جادة الصواب ويتوقفوا عن غيهم فإنهم سيكونون في مواجهة الشعب كله، وستطالهم يد العدالة، شأنهم شأن كل خائن وعميل ومتربص.
ونعتقد أنه قد حان الوقت لكي نقول بصوت واحد لأولئك المارقين والحاقدين وأسرى الكهوف والمغارات والإرهابيين ومن يدور في فلكهم من السماسرة والمتمصلحين أن اليمن ليست أفغانستان ولا الصومال، وأنهم إذا اعتقدوا أنهم بأعمالهم الإجرامية واستهدافهم لأمن واستقرار الوطن ووحدته فإنهم واهمون، وعليه نكرر القول لأولئك الأذناب والمفسدين في الأرض: كفاكم حرثاً في البحر، وكفاكم تآمراً وحقداً على البلد وما أشعلتم من الفتن، وكفاكم إرهاباً وافتئاتاً على الدين والبشر، وكفاكم غلواً وتطرفاً وتدميراً وتخريباً.
فاتقوا الله وعقابه واحذروا غضبة الشعب التي لا قبل لكم بها..
|