امين الوائلي -
هي »ظاهرة«-أو سمها ما شئت- لاتحدث إلاّ عندنا حيث »الحكمة اليمانية« تسلمك دعوة إجبارية لحضور حفلة صاخبة لحرق الأعصاب والتمتع بكؤوس الخيبة، كل ذلك وأنت لاتزال تسأل نفسك : »متى يبيض الديك«؟!
لدينا قامة فنية بمقاييس عالمية وبروح أدمنت عشق اليمن، وسكرت بحب هذه البلاد حتى آخر قطرة في كأس الوطنية المعتقة.
أتحدث -بالتأكيد- عن أيوب طارش عبسي، وما أدراك ما أيوب، ولست هنا بصدد امتداحه أو انصافه، دعك من هذا فلن ينصفه أحد.. إلاّ الرئيس، فأيوب لايستحق »هبزرة« الوزراء والمسئولين ووعود أصحاب المعالي- أمرهم لله.
أيوب مريض.. ياعالم.. ياناس.. يابشر، ومنذ أشهر طويلة والوزراء يتسابقون للتنافس على التصريحات الاعلامية، كلهم خبط صدراً.. أو شخط وجهاً.. وقطع عهداً مغلظاً على نفسه.. وتكفل بتحمل نفقات علاج أيوب.
وأيوب مريض، رقبته وظهره وعموده الفقري.. وحتى يده وكفه التي عزفت لليمن أعظم الملاحم الغنائية وأبدعت »رددي أيتها الدنيا..« للوطن وللأجيال.
كف أيوب لم تعد تقوى على العزف.. وقلبه اليمني المهيب.. حزين وبريء كالعادة.. ومع أيوب نغني : »أسمع دموع القلب يتناطفين«.
أسمعها يا أيوب، وتسمعها أكثر من عشرين مليون قلب.. رتلت معك منذ أربعة عقود-هي جل عمر اليمن الجمهوري- أناشيد الفجر وصلوات الولاء والوفاء في محراب أمك.. أمنا.. اليمن.
بيد أننا لم نسمع غير جعجعة في الهواء.. لم تمطر سحابة المتكفلين من أصحاب المعالي بعلاجك يا »وافي العهود«.
وعلى تعدد وكثرة من التزم وشخط وخبط وأزبد وأرعد، فإن أيوب لم يعد يدري من أين سيأتي »زارع الحب«، ولسان حاله : »أشكي لمن«!
أحصينا خلال بعضة أسابيع مضت تصريحات ووعود تبشرنا بعلاج أيوب، وزراء الصحة والاعلام والثقافة وحمود خالد الصوفي محافظ تعز.. و..و.. وغيرهم فعل مثلهم، حتى أن مجلس النواب فتح باب التبرع من أعضائه لعلاج أيوب، وأخيراً هناك »مبادرة شعبية« دشنها المخلص عبدالقوي الشيباني عبر حساب بنكي معلن للتبرع لعلاج فنان اليمن الأول.
كل هذا.. وأيوب لايزال مريضاً، ينزف ألماً.. حزناً.. وجعاً.. بصمت، ويفاجئ الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم : »أنا ياطه ضعيف«..
هل عجز اليمن بكامله -لهذا الحد- عن التكفل بمداواة ظهر أيوب وعموده الفقري؟ الآن فقط.. نحن نعرف-يقيناً- أي هم أفضل ظهر أيوب وأي بلاء أوجع قلبه ولايزال!!
قبل شهرين تقريباً، وأيوب من الأردن، حيث أن يذهب إلى ألمانيا لاستكمال العلاج.. وبالأمس لاغير استقبله وزير الثقافة، وقيل في الأخبار أن الوزير استقبل أيوب الذي عاد لأرض الوطن بعد رحلة علاجية..!
والله يعلم.. وأيوب أن هذا لم يقل لأيوب، ويكفي تجملاً بالله عليكم.. هل وجه الوزير باطلاق راتب أيوب (15ألفاً لاغير؟!)
ولأصحاب المعالي، والذين يتكفلون بعد ويخططون بفعل ذلك بشخطة وجه، نقول : لاتفعلوا، وأيوب العفيف مشغول عن آخره بـ»نغبشة الحبيب«، وكفه تعرف كيف تعزف لليمن وللقلوب وتأنف أن تعزف لغير ذلك.
سيدي الرئيس :
أيوب مريض.. مريض جداً، وهناك من يتزلف به إلى قلوب محبيه ومحبيك..
وحدك جدير بإنصافه.. ونثق أنك ستفعل.