الإثنين, 19-أكتوبر-2009
الميثاق نت -   حاوره: منصور الغدرة -
فتنة صعدة ولجوء عناصر الارهاب والتخريب الحوثية إلى استخدام أساليب الدجل والسحر والتعويذات والحروز والطلاسم عنصر أساسي في تعبئة عقول السذج والدفع بهم الى ساحة المعركة والقتال تحت هذه الشعارات المجوسية.. واقع الجهل والتخلف هذا يكشف عن الفراغ الفكري وغياب‮ ‬الدور‮ ‬التنويري،‮ ‬والتعليمي‮ ‬لمؤسسات‮ ‬الجامعات‮ ‬ومراكز‮ ‬التعليم،‮ ‬التي‮ ‬عادت‮ ‬بها‮ ‬الاحداث‮ ‬الى‮ ‬الواجهة‮.‬
»الميثاق‮» تناقش هذه القضية وقضايا أخرى تتعلق بقضايا التعليم والتنمية والشباب وغرس المفهوم الوطني والوحدة الوطنية لديهم، ومخرجات الجامعة التي لا تواكب سوق العمل، مع رئيس جامعة صنعاء الاستاذ الدكتور خالد عبدالله طميم في الحوار التالي:
حوار‮ / ‬منصور‮ ‬الغدره‮ ‬فتنة‮ ‬التمرد‮ ‬الحوثية‮ ‬كشفت‮ ‬عن‮ ‬وجود‮ ‬استغلال‮ ‬للجهل‮ ‬الذي‮ ‬يعيشه‮ ‬بعض‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬حركة‮ ‬التمرد‮.. ‬ألم‮ ‬يكن‮ ‬هذا‮ ‬ناتجاً‮ ‬عن‮ ‬غياب‮ ‬دور‮ ‬المؤسسات‮ ‬التعليمية‮ ‬والتنويرية‮ ‬بواجبها؟
- من الطبيعي القول إن التعليم أضحى علامة بارزة على التحول الذي أحدثته الثورة والوحدة.. ومن غير المنطقي أن نرمي باللائمة على المؤسسات التعليمية الرسمية لأنها تقوم بدورها تجاه قضية المعرفة والتفكير العلمي والروح المتوثبة للتجديد والتحديث.. واطرح هنا مقارنة بسيطة‮ ‬بين‮ ‬الواقع‮ ‬التعليمي‮ ‬قبل‮ ‬الثورة‮ ‬وبعدها،‮ ‬وفي‮ ‬ظل‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة‮.. ‬اليوم‮ ‬نتحدث‮ ‬عن‮ ‬آلاف‮ ‬المدارس،‮ ‬وثماني‮ ‬جامعات‮ ‬حكومية‮ ‬وخمس‮ ‬تحت‮ ‬التأسيس‮ ‬وعشرات‮ ‬الجامعات‮ ‬الاهلية‮.‬
بالتأكيد‮ ‬هذا‮ ‬تراكم‮ ‬معرفي‮ ‬يقودنا‮ ‬الى‮ ‬ثورة‮ ‬تعليمية‮ ‬رائدة‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬فجوة‮ ‬هنا‮ ‬أو‮ ‬هناك‮.‬
والجهل الذي أشرت اليه في سؤالك هو حالة من التخلف المشدود الى الماضي، لكنه محصور في إطار ضيق جداً له تشعباته الثقافية.. وهنا يكمن دور كل المؤسسات التربوية والثقافية وكل مؤسسات المجتمع المدني التي ينبغي أن تولي قضايا التوعية والمجتمع أهمية خاصة في برامجها ،‮ ‬فالاحزاب‮ ‬مثلاً‮ ‬نجدها‮ ‬تغرد‮ ‬خارج‮ ‬سرب‮ ‬توعية‮ ‬وخدمة‮ ‬المجتمع‮ ‬ومنشغلة‮ ‬بقضايا‮ ‬السياسة‮ ‬والمصالح‮ ‬الذاتية‮ ‬وهذا‮ ‬يتنافى‮ ‬حتى‮ ‬مع‮ ‬نظامها‮ ‬الأساسي‮ ‬وأدبياتها‮.‬
حالة‮ ‬عابرة‮!!‬
لكن أقول المواجهة اليوم بين التخلف وجموع التقدم في عملية دفاع عن حاضر البناء وتحصين المستقبل المزدهر، ولا خيار أو بديل آخر غير الانتصار على تحديات التخلف، ورواسب الماضي البغيض، لأن ما يجري في صعدة مجرد حالة عابرة سيتغلب عليها الوطن بوعي قيادته السياسية ووعي‮ ‬الجماهير‮ ‬التي‮ ‬تمثل‮ ‬لوحة‮ ‬رائعة‮ ‬من‮ ‬الاصطفاف‮ ‬الوطني‮ ‬المسؤول‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تعبيرها‮ ‬الواضح‮ ‬ووقوفها‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬أبناء‮ ‬القوات‮ ‬المسلحة‮ ‬والامن‮ ‬ورفضها‮ ‬لأعمال‮ ‬التخريب‮ ‬والارهاب‮.‬
أين‮ ‬النجاح‮ ‬من‮ ‬الواقع‮..‬؟‮!‬
- بعد مضي قرابة نصف قرن من قيام الثورة وأفول عهد »أحمد يا جناه‮» نسمع ونرى طلاسم وتعويذات ذلك العهد من جديد وباعتبارك تتربع على رأس أهم هرم تعليمي.. كيف يمكن إقناع الناس بنجاح مؤسسات التعليم، وثماني جامعات حكومية ومئات الكليات فضلاً عن الخاصة، كيف يحدث هذا إذا‮ ‬كنت‮ ‬ستتحدث‮ ‬عن‮ ‬نجاح؟
- من المعلوم لدى دارسي التاريخ أن ما عانته اليمن من مآسي تلك الحقبة السوداء قبل الثورة كان من الصعب على أي شعب تحمل تلك المعاناة من القهر والإذلال ، مما دعا البعض خارج اليمن الى التصريح علناً أن الشعب اليمني في طريقه الى الانقراض إذا ما استمر الحكم الإمامي والاستعماري جاثماً عليه بسبب فتك الامراض والأوبئة والمجاعات به، ناهيك عن حرمانه من أبسط مقومات الحياة..ومن هذا المنطلق يأتي التأكيد جازماً على أن الثورة اليمنية قد جاءت لتنقذ هذا الشعب من الهلاك والموت وتخرجه من مستنقع الضياع الى فضاء أرحب من الحرية والنماء والمعرفة والوحدة والديمقراطية في صورة تسامى فيها أرواح أولئك الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية التي أينعت ثمارها وأضحت اليوم إنجازات عظيمة يزخر بها الواقع اليمني من خلال آلاف المدارس والمستشفيات والمصانع والطرق الحديثة ومشاريع الاتصالات ووسائل العلم والمعرفة وسبل العيش التي هُيئت لجميع المواطنين.وبالنسبة لنجاح التعليم.. سأتحدث عن نجاح التعليم في هذا المجال بالذات .. والا ماذا يعني أن توجد جامعات ومدارس وديمقراطية ومؤسسات مجتمع مدني وحقوق انسان، وحقوق المرأة، وتطور اجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي، ألا نسمي ذلك نجاحاً؟ أما إذا كانت عناصر فضلت الانغلاق على نفسها رافضة التعاطي مع معطيات الواقع الحديث فهذا ليس حجة على الدولة ومؤسساتها التعليمية والتنويرية المختلفة، بل إن ذلك حجة على تلك العناصر من الناس لأنهم فضلوا العيش والبقاء تحت هذا المنحى‮ ‬المتخلف‮ ‬وهذا‮ ‬لاشك‮ ‬اصابهم‮ ‬بعزلة‮ ‬مجتمعية‮ ‬وسيبقون‮ ‬أسيرين‮ ‬لثقافتهم‮ ‬المنغلقة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تقبل‮ ‬بالآخر،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يرفضه‮ ‬كل‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮.‬
مراجعة
‮ ‬ألا‮ ‬توافقني‮ ‬الرأي‮ ‬ان‮ ‬واقعاً‮ ‬كهذا‮ ‬يثبت‮ ‬فشل‮ ‬سياسات‮ ‬وخطط‮ ‬وبرامج‮ ‬التعليم‮ ‬في‮ ‬بلادنا؟
- إن التعليم يواجه في الوقت الراهن تحديات ومتغيرات عدة توجب مراجعة أهدافه وفلسفته وتنظيماته ومناهجه وعلاقته بالمجتمع.. ومواجهة هذه التحديات ليس من أجل حل مشكلاته الآنية، وإنما ايضاً لمواجهة مشكلات المستقبل، لأن التعليم حركة تطور مستمر لا تتوقف، وينبغي أن ترقى‮ ‬البرامج‮ ‬والسياسات‮ ‬والاستراتيجيات‮ ‬الى‮ ‬حجم‮ ‬التطورات‮ ‬المتلاحقة‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬تمضي‮ ‬فيه‮ ‬اليمن‮ ‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮.‬
‮ ‬الباب‮ ‬المفتوح
‮ ‬لماذا‮ ‬لا‮ ‬يتم‮ ‬إعادة‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬المناهج‮ ‬والسياسات‮ ‬التعليمية‮ .. ‬وأين‮ ‬أنتم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬باعتبار‮ ‬جامعة‮ ‬صنعاء‮ ‬أهم‮ ‬مؤسساته‮ ‬في‮ ‬البلد؟
- بالعكس يتم في الوقت الراهن العمل في هذا الاتجاه وإعادة النظر في المناهج والسياسات - مثلاً - سياسة القبول في التعليم الجامعي كانت تعتمد على سياسة الباب المفتوح الذي كان يترك للطالب حرية اختيار الكلية التي يرغب الالتحاق بها، وهذا يعني توزيع الطلاب دون الرجوع الى أولويات خطط التنمية، ونتيجة لذلك ارتفع عدد الملتحقين بالكليات النظرية والانسانية، وانخفض الالتحاق بالكليات العملية والتطبيقية نظراً للشروط المرتبطة بالالتحاق بهذه الكليات..لكن ابتداءً من العام 2001م بدأ تفعيل المجلس الأعلى للجامعات وبدأ السير في إجراءات منضبطة، حيث تم تحديد طاقة استيعابية لكل كلية على حدة، وتجرى امتحانات قبول في الكليات المهمة، وتم انشاء وتشييد كليات تطبيقية جديدة تواكب سوق العمل..وأستطيع أن أؤكد ذلك من خلال جامعة صنعاء التي خطت خطوات جدية باتجاه تطبيق النظم واللوائح، وإعادة هيكلة بعض الكليات، والنظر في بعض المناهج وإدخال مناهج مهمة تكرس قضايا تهم المجتمع كالسكان، والمرأة، وحقوق الانسان والحاسوب، واللغات..أيضاً أنشأنا منذ وقت مبكر جداً مركزاً للجودة وتطوير التعليم الجامعي، والذي استطاع الى حد ما أن يطور من واقع التدريس والتدريب إضافة الى‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬توجهات‮ ‬ممتازة‮ ‬كتفعيل‮ ‬الاتفاقيات‮ ‬الموقعة‮ ‬مع‮ ‬الجامعة،‮ ‬وإنشاء‮ ‬نحو‮ ‬20‮ ‬مركزاً‮ ‬بحثياً‮ ‬يخدم‮ ‬المجتمع‮ ‬والتنمية،‮ ‬وفي‮ ‬تصوري‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬التوجهات‮ ‬تخدم‮ ‬العملية‮ ‬التعليمية‮ ‬وتطورها‮.‬
دعوة‮ ‬مخلصة
رئيس الجمهورية في خطابه الاخير بمناسبة عيد الـ26 من سبتمبر دعا المؤسسات التعليمية والمثقفين ومراكز التنوير الى إطلاع جيل الثورة بمآسي العهد الإمامي الكهنوتي.. كيف ستترجمون هذه الدعوة وتجعلونها قضية رئيسية في المنهج الجامعي ومراكزها البحثية.. ولماذا لا تقوم‮ ‬بها‮ ‬الجامعات‮ ‬من‮ ‬ذاتها‮ ‬وظلت‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬السنوات‮ ‬والعقود‮ ‬تنتظر‮ ‬توجيهات‮ ‬عليا‮..‬؟
- هي بالتأكيد دعوة مخلصة من فخامة رئيس الجمهورية لكل المؤسسات التربوية وكل النخب للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه النشء والشباب عموماً وعلى الجميع أخذها على محمل الجد وإدراجها ضمن خططه وبرامجه وسياساته التعليمية والتنويرية، بحيث يتم بلورتها على أرض الواقع العملي،‮ ‬وجعلها‮ ‬رؤية‮ ‬للتغلب‮ ‬على‮ ‬تحديات‮ ‬الواقع‮ ‬الراهن‮.‬
وفي تصوري المناهج والأنشطة التي تقيمها الجامعات سواء أكانت ندوات ومؤتمرات ومحاضرات مادة توعوية قيمة ينبغي أن نعمل على تشذيبها وتطوير أساليب توصيلها كي تحقق الهدف منها..وأعود لأقول: لقد أصبح الناس أكثر وعياً بكل ما يهدد منجزات الثورة والوحدة، والدليل على هذا‮ ‬ذلك‮ ‬الاصطفاف‮ ‬الجماهيري‮ ‬الذي‮ ‬يتشكل‮ ‬دوماً‮ ‬لمواجهة‮ ‬قوى‮ ‬التطرف‮ ‬والارهاب‮.‬
مخرجات‮ ‬التعليم
مخرجات الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة أصبحت مشكلة حقيقية وتخرج بطالة.. لماذا لا تعيدون النظر في تغيير سياسات وخطط التعليم العالي والبرامج التعليمية في الجامعة بحيث تكون المخرجات تخدم التنمية وتواكب سوق العمل المحلي والخارجي؟
‮- ‬بالنسبة‮ ‬لنا‮ ‬نسعى‮ ‬جاهدين‮ ‬الى‮ ‬تحقيق‮ ‬التوجه‮ ‬الذي‮ ‬يواكب‮ ‬احتياجات‮ ‬سوق‮ ‬العمل،‮ ‬سواء‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬التخصصات‮ ‬الجديدة‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬إدخال‮ ‬بعض‮ ‬المناهج‮ ‬الحديثة‮ ‬التي‮ ‬تواكب‮ ‬التطور‮ ‬العلمي‮.‬
وأنا هنا لا أقلل من حجم مشكلة المخرجات وعدم مواكبتها لسوق العمل.. وأعتقد المشكلة تكمن في أن بعض التخصصات في الجامعات يغلب عليها الطابع النمطي، حيث تكاد الكليات المتناظرة تكون نسخة واحدة في أقسامها وبرامجها، وهذا يؤدي الى نمو غير متوازن وغير متناغم مع خصائص ومتطلبات المجتمع، لكن مع ذلك نراهن على الدفع بالاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، والتخصصات الجديدة التي لها طلب في السوق المحلي إضافة الى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وصولاً الى رؤية واحدة تخدم المخرجات وسوق العمل..كما أن لدينا مخرجات جيدة تستطيع المنافسة في سوق العمل المحلي والاقليمي، وهذا بفعل وجود هيئة تدريسية ممتازة تخرجت من مدارس عالمية مختلفة.. ايضاً تطور أساليب التدريس وبعض المناهج التي تواكب قدر الإمكان الجديد سواء في مجال الحاسوب أو اللغات أو التخصصات التطبيقية المهمة.
شباب‮ ‬للضياع
مخرجات الثانوية بمئات الآلاف والجامعات اليمنية - حكومية وخاصة - طاقتها الاستيعابية فقط لعشرات الآلاف..أمر كهذا يجعل الشباب غير الملتحقين بالجامعة معرضين للضياع والاستغلال من قبل الجماعات المتطرفة.. كيف يمكن حماية هؤلاء الشباب من الانحراف الفكري في الوقت الذي‮ ‬لا‮ ‬نستطيع‮ ‬أن‮ ‬نوفر‮ ‬حق‮ ‬التعليم‮ ‬المكفول‮ ‬دستورياً؟
- أولاً الجامعات لاتزال تستوعب أكبر عدد ممكن من الناجحين من الثانوية العامة ووفقاً للمعايير المقرة من قبل المجلس الأعلى للجامعات قد يكون هناك عدم تقيد كامل باحتياجات سوق العمل عند تحديد أعداد المقبولين مما أوجد حالة البطالة بين مخرجات التعليم الجامعي..سأكون واضحاً هنا فالزيادة السريعة في معدلات الالتحاق بالتعليم الثانوي أدت الى تزايد الطلب على التعليم الجامعي نظراً لقصور البرامج التدريبية بعد المرحلة الثانوية، حيث تمثلت سياسة القبول في التعليم الثانوي بأنها سياسة الباب المفتوح وذلك لأنه مرهون باجتياز اختبارات التعليم الأساسي، مما أدى الى تنامي أعداد طلاب التعليم الجامعي، وقد انخفض في السنوات الاخيرة معدل الملتحقين في التعليم الجامعي منذ العام 2003م نتيجة لتطبيق معايير سياسة القبول الصارمة من قبل المجلس الاعلى للجامعات تلتزم بها الجامعات عند التحاق الطلاب للدراسة‮ ‬فيها‮.‬ومن‮ ‬هنا‮ ‬تبرز‮ ‬أهمية‮ ‬ضبط‮ ‬عملية‮ ‬الالتحاق‮ ‬بالتعليم‮ ‬الثانوي‮ ‬ورفع‮ ‬كفاءة‮ ‬التعليم‮ ‬الفني‮ ‬والمهني‮ ‬وإيجاد‮ ‬معاهد‮ ‬متوسطة‮ ‬تستوعب‮ ‬من‮ ‬لم‮ ‬يتمكنوا‮ ‬من‮ ‬الالتحاق‮ ‬بالجامعة‮.‬
مع‮ ‬ذلك‮ ‬هناك‮ ‬توسع‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬الجامعات،‮ ‬فنحن‮ ‬الآن‮ ‬أمام‮ ‬خمس‮ ‬جامعات‮ ‬حكومية‮ ‬جديدة‮ ‬لاشك‮ ‬أنها‮ ‬ستستوعب‮ ‬عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬جداً‮ ‬من‮ ‬الطلبة‮.‬
وأؤكد‮ ‬على‮ ‬دور‮ ‬الوسائط‮ ‬التربوية‮ ‬الاخرى‮ ‬كالاعلام‮ ‬والارشاد‮ ‬والتوجيه‮ ‬ومنظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬للقيام‮ ‬بدورها‮ ‬أيضاً‮ ‬لحماية‮ ‬الشباب‮ ‬وتحصينهم‮ ‬من‮ ‬الأفكار‮ ‬الدخيلة‮ ‬على‮ ‬مجتمعنا‮.‬
قضايا‮ ‬مغيبة
‮ ‬لماذا‮ ‬نجد‮ ‬قضية‮ ‬التنمية‮ ‬وقضايا‮ ‬اجتماعية‮ ‬أخرى‮ ‬مغيبة‮ ‬في‮ ‬الجامعات‮ ‬ومراكزها‮ ‬البحثية؟
- نشاط الجامعات لا يجوز أن يقتصر على التعليم النظامي، بل أيضاً وضع خبرات هيئة التدريس وغيرهم من الباحثين في خدمة البيئة والمجتمع عن طريق الارشاد والتوجيه، فضلاً عن إجراء بحوث جادة حول المشكلات التي تواجهها البلاد في مختلف المجالات، ونشر هذه البحوث..ونحن في جامعة صنعاء ومنذ مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي قد أنشأنا عدداً من المراكز العلمية والبحثية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقد تزايدت هذه المراكز حتى وصل عددها الى نحو 20 مركزاً علمياً وبحثياً، وهناك عدد من المراكز في الجامعات الاخرى، واليمن حسب تصنيفات‮ ‬عربية‮ ‬تحتل‮ ‬المرتبة‮ ‬العاشرة‮ ‬بين‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬مراكز‮ ‬البحث‮..‬ولكن‮ ‬واقع‮ ‬البحث‮ ‬العلمي‮ ‬ونشاط‮ ‬الباحثين‮ ‬اليمنيين‮ ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬في‮ ‬خطواته‮ ‬الاولى‮.‬
الولاء‮ ‬الوطني
‮ ‬أين‮ ‬الجامعات‮ ‬من‮ ‬قضية‮ ‬ترسيخ‮ ‬الولاء‮ ‬الوطني؟
- نحرص كل الحرص على هذه القضية التي تضمناها في المناهج الجديدة اضافة الى البرامج التوعوية التي نعدها خلال العام الدراسي، وتهدف الى تطوير قدرات الشباب واكتشاف مواهبهم، وصقل مهاراتهم، وتوعيتهم بمخاطر الغلو والتطرف والارهاب، وبحب الوطن وبكل ما يحفظ أمنه واستقراره ووحدته، ويرسخ الولاء الوطني لديهم.. و نطمح الى المزيد في هذا الاتجاه من خلال تضافر كل جهود أبناء المجتمع والمؤسسات المختلفة لما من شأنه الحفاظ على كل المنجزات والمكتسبات التي تحققت لشعبنا.
حكاية‮ ‬الموازي
‮ ‬كيف‮ ‬يستفاد‮ ‬من‮ ‬التعليم‮ ‬الموازي‮ ‬في‮ ‬تطوير‮ ‬جامعة‮ ‬صنعاء‮.. ‬في‮ ‬ظل‮ ‬آراء‮ ‬تقول‮ ‬انه‮ ‬لم‮ ‬يحقق‮ ‬الهدف‮ ‬من‮ ‬وجوده؟
- بالنسبة لنظام النفقة الخاصة والموازي والتعليم عن بعد هي أنظمة جاءت ضمن رؤية استثمارية للراغبين في الدراسة بهذا النظام من الحصول على مقعد دراسي وهو تعليم لا يختلف عن التعليم العام، والجامعات اتجهت الى هذا النظام كأحد أساليب زيادة الاستيعاب في الجامعات الحكومية‮.‬
ونحن في جامعة صنعاء نسخر إيرادات نظام النفقة الخاصة والموازي لخدمة المتطلبات الاساسية للجامعة كتجهيز الكليات الجديدة بالأثاث والمعامل الحديثة، وكذا صيانة المعامل القديمة، وبرامج التدريب والبحث العلمي، وتبني أنشطة مهمة كالفعاليات الشبابية والمؤتمرات والندوات‮ ‬وورش‮ ‬العمل‮ ‬التي‮ ‬تخدم‮ ‬الجامعة‮ ‬وتخدم‮ ‬المجتمع‮ ‬خصوصاً‮ ‬ونفقات‮ ‬هذا‮ ‬النظام‮ ‬تخضع‮ ‬لرقابة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المالية‮ ‬والجهات‮ ‬المركزية‮ ‬للرقابة‮ ‬والمحاسبة‮.{‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12219.htm