عبدالقادر الشيباني - أعز العادات واحبها تقارباً بين المسلمين في مشارق الارض ومغاربها - على مختلف اجناسهم ومشاربهم- هي العادات الرمضانية.. والتقاليد المحببة في الشهر الكريم، ولاتزال البعض من هذه العادات سائدة في الديار الاسلامية حتى اليوم.. رغم التكنولوجيا الحديثة.
ففي مختلف اقطار الأمة الاسلامية يتجدد الاحتفال السنوي بشهر رمضان المبارك على أكثر من وجه، وكلنا نعيش في هذا الشهر الفضيل صفحات من صور تاريخية بعضها لايزال حاضراً، ولايزال يسطرها أكثر من مكان من هذه العادات التي ينبغي المحافظة عليها وعدم تركها.
التآلف بين الناس.. والضيافات الليلية على الافطار ووجبات العشاء والتعاون والتآزر ومساعدة المحتاجين مادياً.
ومن أحب تلك العادات ايضاً استعداد الأهالي في أكثر البيوت لتفضيل هذا الشهر المبارك على كل الشهور، وذلك بصفاء السرائر ونقاء النفوس مما علق بها بحكم معركة الحياة من الشوائب والادران، ثم اجراء أعمال التنظيف لكل غرف المنازل، وتجديد اواني المنازل.. وعمل اللازم من التلميع والطلاء وتبييض الغرف بألوان الرنج، او شراء آثاث جديد عند الميسورين والتركيز على الصدقات الجارية.
وعادة ما يتولى الصغار مساعدة الكبار، أما في المساجد ودواوين الاسمار فتتجدد الفرشان والابسطة.. وتنزل مصاحف جديدة.. كما يوجد من علماء الفقه في الجوامع الكبيرة، كالجامع الكبير بصنعاء.. وجوامع زبيد، وعدن، وحضرموت.. وبقية المدن، يوجد من يتلو عشرة أجزاء من القرآن الكريم الى عشرين جزءاً في اليوم والليلة.
ومن القراء من يتلو القرآن عن ظهر قلب، وغالباً ما تتم المناقشات والحوارات المفيدة وذلك في صرحات الجوامع.. خاصة قبل ساعة الفطور.. وكان البعض يكثيرون من الاعتكاف في المساجد واغلبية من يغشى المساجد يتهجدون، ويتلون كتاب الله.. وترى منهم ركعاً وسجداً.
ولرمضان في دينا الصبية والاطفال اشذاؤه وحلاوته حيث يتفاكهون ويتحاورون بمحبة وصفاء سرائر، فالجميع يفرحون بقدوم الشهر الكريم.. ما يكاد يحل حتى يخرجوا في الأماسي أفواجاً -خاصة- في الأرياف، والقرى التي تكن قد وصلت اليها الكهرباء يخرجون بفوانيسهم الصغيرة.. يمرحون ويغنون.. ولهم أهازيج معينة، يطوفون على أبواب البيوت.
يستهلون أماسيهم بمطالع اهازيجه لطيفة مثل: »يا مسا جيت أمسِّي عندكم.. يا مسا كثر الله خيركم«.
وللكبار والصغار عادات ونوادر لطيفة -على سبيل المثال: من نشاط الاطفال نهاراً أيام الصيام تتداول فيما بينهم خدعة: هل أنت صائم، فاذا كان الجواب بالايجاب يطلب اخراج لسانه وعند اخراجه دون الانتباه الى الفخ وعن حسن نية.. يقال له: قد بصق الشيطان على لسانك فأنت فاطر.. أما اذا ضبط الصغار أحد الكبار فاطراً فإنهم يبدعون فيه وينكتون.
ونشاط الكبار بشكل عام في شهر رمضان فيتمثل في قضاء حاجاتهم الضرورية.. والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يفسد صيامهم.. وبعد الافطار يتوجهون الى المساجد للمشاركة في صلاة التراويح.
ومن أحب العادات الرمضانية كثرة زيارة الاقارب.
|