أمين الوائلي - تخرج مسيرات ومظاهرات يومية أو شبه يومية تنفذها عشائر وعصبيات تتنازع رأس الحراك وتدعي تملكه والوصاية الحصرية عليه، ويثار شغب وعنف وترفع رايات شطرية بائدة ولافتات تمجد الخراب وتلهج بالفتنة، وجميعها لم تعد «تكاد» بل هي تقولها صراحة «خذوني»!!
>.. وبرغم ذلك فإن العنوان الرئيسي لتلك الفعاليات ـ كما يرد في عناوين الأخبار والتقارير سواء في الفضائيات العربية أو في المواقع المحلية والصحف الورقية ـ هو «للمطالبة بإطلاق المعتقلين على ذمة الحراك أو النضال السلمي»!!
>.. ولم يعد العقل مطلوباً البتة للعمل في هذه الأحوال والتقعرات المحدودية والمخاصمة للعقل والنقل وما بينهما من وسائل وقرائن.
>.. المطالبة بإطلاق المعتقلين شيء لا اعتراض لنا عليه من حيث المبدأ ومن حيث هو حق مدني، ولكن ما يحدث ليس هذا قطعاً، وإنما شيء آخر قد لا نختلف عليه فحسب بل ونصل بالخلاف إلى آخر الكرة الأرضية والعالم بأسره.
>.. العنوان الخبري العريض في الأخبار والفضائيات «إطلاق المعتقلين» دجال ومزوِّر ومضلل وابن ستين كذاب، وإلا فما علاقة العنوان المطلبي بالمضمون العملي واليومي لمظاهرات وتجمعات تحرض ضد الأخوة الوطنية والسلم الأهلي وترفع بندقية الانفصال وتوقد حطب الكراهية والمناطقية والعنف الشامل؟!
>.. الذين يتولون كبر هذه التجاوزات والانتهاكات والمخالفات الجنائية يدركون فداحة وتطرف دعواتهم ومشاريعهم الفوضوية الهدامة، ولذلك فهم يتسترون ويتجملون بمطالب يبيعونها للإعلام لتبدو معقولة ومنها «إطلاق المعتقلين»، بينما اللافتات والأعلام والخطابات تحرض قلب القانون لاعتقال المزيد منهم!!
|