الميثاق نت - تتكشف كل يوم أمام شعبنا حقيقة تلك القوى الانتهازية والعميلة والحاقدة، التي أطلت علينا مؤخراً متقمصة رداء الثورة اليمنية (سبتمبر/اكتوبر) ودور المناضلين، وهي في حقيقة الأمر من أشد أعداء الثورة وألد خصومها والمتآمرين عليها، ليتكرر نفس المشهد، ونفس الأساليب التي مارستها هذه القوى في الماضي حينما اندست في صفوف ثورة الرابع عشر من اكتوبر، بغية ضربها من داخلها وإفراغها من محتواها وتحويلها إلى غنيمة وغطاء تتستر به لإخفاء حقيقتها البشعة وأهدافها ونواياها السيئة، والتمويه على نهمها وأطماعها وطغيانها في نهب المال العام، وانغماسها حتى الأذقان في تضخيم أرصدتها المالية التي صارت اليوم تبعثرها في فنادق العواصم الأوروبية وحاناتها وأنديتها الليلية.
وهاهي نفس الوجوه تعاود اليوم ممارسة خداعها ومكرها في ملمح يجعلنا نقول: «ما أشبه اليوم بالبارحة» فمن تآمروا على الثورة اليمنية بالأمس هم أنفسهم من يحاولون الانقضاض على أهدافها ومنجزاتها ومكاسبها، والقضاء على توجهاتها، اليوم متسترين بشعاراتها، فيما هم يتحينون اللحظة التي تسمح لهم بالانقلاب على هذه الثورة، وإعادة اليمن إلى أزمنة الإمامة الكهنوتية والاستعمار الانجلوسلاطيني.
وفات على هذه القوى العميلة والمأجورة أن ذاكرة الشعب اليمني لا تنسى، وأن دعواتهم المشوهة وأفكارهم الشيطانية المضللة، وأهدافهم الشريرة باتت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد، مهما استخدم هؤلاء من المساحيق أولبسوا من الأقنعة، أو تدثروا من الشعارات الزائفة.
ولا نذيع سراً إذا ما قلنا أن تلك القوى التي تروج لنفسها باسم الثورة وتنسب نفسها اليوم زوراً وبهتاناً إلى صف المناضلين ليست سوى مجموعة من الإرهابيين والخونة والعملاء والانفصاليين، الذين امتهنوا أعمال التطرف والإرهاب ويسعون إلى تصفية حساباتهم مع الوطن اليمني من خلال إثارة النعرات المناطقية والشطرية والإساءة إلى الوحدة الوطنية واستهداف أمن واستقرار المجتمع وإقلاق سكينته العامة وزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
ونسأل هؤلاء الذين استباحوا كل محرم بأعمالهم الإرهابية وامتهانهم للناس كأمثال طارق الفضلي وخالد عبدالنبي وناصر الوحيشي وناصر الجديب وقاسم الريمي وحمزة الضياني وسامي ديان وأنور ناصر العولقي وعبدالرب النقيب وعائض الشبواني وعمار عبادة الوائلي وغالب الزائدي وعبدالله سعد حبيبات وجلال المنصوري ومحمد صالح الكازمي وغيرهم ومن دار في فلكهم من الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة أو المتآمرين على الوطن ممن يتسكعون اليوم في الخارج لممارسة الارتزاق والعمالة، كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يكونوا ثواراً أو اكتوبريين أو سبتمبريين، وهم من رضعوا من ثدي الاستعمار والإمامة وكانوا من صنائعهما وتوارثوا مواقفهما، عقد بعد عقد، وسنة إثر أخرى، إن لم يكن أباًعن جد.
وكيف لمن حمل راية الإرهاب أو سخر نفسه للتآمر على وطنه وانساق في اتجاه عقد الصفقات الخبيثة للحصول على المال المدنس مقابل التآمر على شعبه وزعزعة استقراره والنيل من وحدته وخياره الديمقراطي أن يكون متحلياً بالقيم والمبادئ الثورية..؟!
بل وكيف لمن تاريخه ملطخ بالدماء والآثام والخطايا أن يصبح مناضلا أو صاحب قضية وهو الذي لا يحمل ذرة من أخلاقيات الثورة..؟!
ونشفق على الوطن من طغيان هؤلاء الذين لم يرعوا فيه إلاَّ ولا ذمة، فهم من ينهبون الأراضي باسم السلطنات ويفتعلون الأزمات ويحدثون الفتن وينتقمون من الناس ويقبضون ثمن ذلك كما هو شأنهم في كل وقت وحين، فقد ظلوا يتاجرون بالوطن، للحصول على بعض المغانم المادية من هنا وهناك على حساب شهداء الثورة اليمنية ونضالاتهم وتضحياتهم السخية.
لقد استكبر هؤلاء وطغوا وتجبروا، مستغلين حلم هذا الشعب وصبره عليهم وتسامحه معهم فازدادوا ضلالة وانحرافا وغيا، ظانين أن ما يوعدون به من أسيادهم سيعصمهم من قصاص هذا الشعب الذي تعرت أقنعتهم أمامه ليعرف حقيقتهم ومسلكهم المتطفل على الوطن وثورته ليتأكد أنه لا أمل في صلاح هؤلاء المفضوحين أمامه الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأمعنوا في الضلالة والجهالة والحقد، وأنه لا سبيل أمامه سوى التصدي لهم واحباط مخططاتهم وإفشال أهدافهم الخبيثة ومواجهتهم بقوة القانون لينالوا جزاءهم العادل أمام محكمة الشعب والتاريخ التي لا ترحم، لكونهم من اختاروا هذا الطريق المظلم والقاتم بانحرافهم وتآمرهم على هذا الشعب ونظامه الجمهوري ووحدته ومسيرته الديمقراطية والتنموية «ومن شذّ شذ في النار»
|