يحيى علي نوري -
< عندما حرص فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ان يزف إلى المواطنين خبر بشائر النصر المؤزر على عناصر الفتنة والتمرد، فإنه بإعلانه هذا قد افزع عديدين لايريدون ان يتحقق مثل هذا الحزم ويرغبون في استمرار المعركة ضد عناصر التمرد والتخريب الحوثية لعامل غير عادي بالنسبة لهم هو المزيد من النيل من النظام لتحقيق أهدافهم التي حرصوا على تنفيذها بعيداً عن القنوات والوسائل الديمقراطية..
وتلك حقيقة يدركها تماماً العديد من المتابعين والمهتمين لأداء هؤلاء المفزوعين حيث سارعوا إلى اتخاذ مواقف علها تحول دون ان تجد بشائر النصر على التمرد طريقها إلى التحقق.. وفي حالة تعكس ارتباكاً غير عادي جعل من أحزاب المشترك غير قادرة على تبني موقف موحد إزاء مايحدث ويعتمل من تآمر على حاضر ومستقبل الوطن..
فتجمع الإصلاح الذي حملت صحيفته المركزية »الصحوة« موقفاً متشنجاً تحت اسم المحرر السياسي ومن ثم ما جاء به البيان الختامي لدورة مجلس شورى الإصلاح، أكد حقيقة ان هذا الموقف الإصلاحي قد جاء كحالة تعبير عن رأي وموقف الإصلاح بصورة انفرادية بعيدة عن موقف أحزاب المشترك وهو أمر أثار استغراب المتابعين لأن يتخذ الإصلاح مثل هذا الموقف الانفرادي!! وفي مثل هذا التوقيت بالذات..
هذا إضافة إذا ما أخذنا في الاعتبار موقف الحزب الاشتراكي من سائر مختلف التطورات الراهنة باعتباره القوة الثانية في منظومة أحزاب المشترك وهو موقف هادئ لم يصل بعد إلى نفس الحدة التي وصل إليها موقف الإصلاح..
هذا إلى جانب ما أبدته أحزاب المشترك مجتمعة من عدم قدرتها على التعبير عن موقف ثابت ومبدئي من كل ما يعتمل على الساحة الوطنية وخاصة على صعيد التمرد الحوثي.
إذاً فإننا نخلص من خلال هذه الرؤية السريعة لمواقف ابرز أحزاب المشترك إلى أن الهمَّ الأساسي لها ليس مكرساً لما يحدث اليوم من تمرد في صعدة ولكنه مسلط إزاء مرحلة مابعد التمرد.
حيث تبدي هذه الأحزاب تخوفاً من طبيعة الحراك السياسي لمرحلة مابعد التمرد وتخشى من ان تتجه الأمور إلى تشكل خارطة سياسية جديدة تكون على حساب مصالحها وتبعدها عن دائرة الفعل السياسي..
ولذا فإن حالة الهستيريا التي اعترت الخطاب السياسي والإعلامي لتجمع الإصلاح عبرت عن هذا التخوف خاصة وان الإصلاحيين يدركون تماماً ما سيؤول إليه التمرد قريباً من خسران مبين..
ولذا فإنهم لجأوا إلى رفع حدة خطابهم السياسي والإعلامي وهو أمر- كما اشرنا- عبرت عنه مضامين سطور المحرر السياسي لصحيفة »الصحوة« وبيان شورى الإصلاح، وما يؤكد ذلك ان مضامين هذا الموقف الإصلاحي لم يأت بجديد من حيث مفرداته ومن حيث الرؤية الشاطحة والناطحة للمعطيات السياسية على الساحة الوطنية بل ومن حيث ما سجلته من تناقض واضح وجلي بين فكر الإصلاح كحزب اخواني وبين ممارساته على الواقع وإذا كانت وقفة هنا مسئولة أمام هذه المضامين كفيلة ان تؤكد لنا ان كل المفردات التي تم حشدها في خطاب الإصلاح السياسي والإعلامي لم تأت بجديد، وأبسط ما يمكننا ان نصف به هذه المضامين أنها مضامين تحاول عبثاً ان تحوم حول الحمى دون ان تقول صراحة ماذا يريد الإصلاح؟
لكن ما لم يرد ان يقوله الإصلاح هو انه يخشى كثيراً من حالة الدعم الكبيرة لبلادنا من قبل الأشقاء العرب، وكذا من أية نتائج سيخلص إليها أي حوار قادم مع قيادات وشخصيات في الحزب الاشتراكي وغيره من القوى الوطنية الفاعلة تكون على حساب الإصلاح..
وبذلك يريد الإصلاح من وراء مواقفه هذه ممارسة الابتزاز السياسي وهو ابتزاز يتم خارج إطار الزمن وخارج إطار المعطيات الراهنة وعظمة ما تشهده البلاد من تحولات..
وعموماً ان محاولات بعض أحزاب المشترك وعلى رأسها بالطبع »الإصلاح« البحث عن أرضية جديدة لحوار وطني خارج إ طار الوطن على غرار وثيقة العهد والاتفاق لا تمثل هذه المحاولة سوى البحث عن مصالح آنية تؤكد معطيات الواقع اليمني احتمال وقوعها في الأغلب..
وخلاصة نقول للإصلاح وبعض الأحزاب التي تسير على نهجه »بحذر شديد« ان يدرك ان مواقف الابتزاز التي يمارسها من خلال مطالبته بإيقاف الحرب ضد فتنة التمرد والتخريب والحوار مع عناصرها وعدم إدانته لما يعتمل من هذه العناصر في حق الوطن جميعها ممارسات كفيلة بأن تخرج الإصلاح عن خشبة المسرح السياسي اليوم ومستقبلاً ذلك ان السعي وراء المصالح الذاتية على حساب المصالح الوطنية العليا لن يفضي إلاّ بكارثة على أصحابها، وان هذه الكارثة بات وقوعها قريباً وسيذوقون مرارتها خاصة أولئك الذين خطفوا قرار الإصلاح السياسي والحزبي..
وإن غداً لناظره قريب..{