علي عمر الصيعري - عندما يستثمر شيخ صغير السن نفوذه القبلي وعضويته في مجلس النواب فيسعى إلى امتلاك عشرات الشركات والوكالات ويقتنص السمان من المناقصات ليصبح بين ليلة وضحاها مليارديراً له سطوة وهيلمان، فإن هذا- وللأسف الشديد- وارد في بلد الحكمة والإيمان، لا لشيء سوى لأن هيئة مكافحة الفساد لم تحسم أمرها نهائياً مع أمثال هؤلاء وخاصة »القطط السمان« في البرلمان.
ولكن بماذا نصف هذا الجهبذ عندما يستغل نفوذه وثروته لتعطيل مشروعات استراتيجية للحكومة فيحرم معها العباد والبلاد من خيراتها التنموية والاقتصادية مثلما فعلها مع محطة مأرب الكهربية الغازية، إذ حرم من نورها المواطنين وأقض مضاجعهم طيلة صيفي عام 2008م والعام الجاري، وأحرج الحكومة أمام الشعب، إن لم نقل أتاح لحزبه الإصلاحي وشركائه لينالوا من الحكومة في صحفهم ومواقعهم ومقايلهم؟!!
والباعث على الاكتئاب أن هذا الجهبذ لم يكتفِ بما حصده بملايين الدولارات، بل سعى لابتزاز وزارة الكهرباء بما يقارب من المليوني دولار في يوليو 2007م، تحت حجة فارق الأسعار بواقع 42٪ مدفوعة لـ»مجموعة الأحمر التجارية« لتوريد ابراج وعوازل لمشروع المحطة الغازية، ولم يفِ بوعوده إلى يومنا هذا، ناهيكم- كما تقول التقارير- عن اتفاقيته السرية مع شركة »بارسيان« الإيرانية التي اسهمت بدورها في تعطيل هذا المشروع الاستراتيجي على مدار عامين، وما خفي كان أعظم.
أما المصيبة العظمى فتكمن في أصحاب مشروع ما يسمى بـ»الإنقاذ الوطني« وصاحبنا دفع أموالاً طائلة لدعمه، فهم بدلاً من التنادي لاستقواء قوى الخارج على الوطن والتشهير بسمعته، كان الأحرى بهم ان يبدأوا أولاً بإنقاذ الوطن من صاحبهم ونصحه على الأقل بأن يكف يده عن استمراره في تعطيل العمل بمحطة مأرب الغازية وممارسته ضغوطات مشبوهة على عديد من الشركات وفرض اتاوات عليها.. ولكن عندنا مثل حضرمي يمني يقول: »مَنْ أكل مطبقْ باعطوه غنَّى له«.
خلاصة القول ان السكوت على أمثال هذا الجهبذ وشطحاته الابتزازية والكيدية، سيفتح لا محالة شهية الحيتان الأخرى التي ربما لاتقل إفساداً عنه..
فمن ينقذ الوطن من تدمير هؤلاء لمنجزاته ومكاسبه وخيراته؟!!{
sayari19@hotmail.com
|