حسين اللسواس - على غير عادته كان مخرج مسرحيات "المشترك" الخطابية واقعياً ومنطقياً في اخراجه لمسرحية "الاعتراف الاخيرة".. ولولا بعض التدخلات "الفوقية" والتحتية، لكُنا خلعنا له قبعات الثناء والاعجاب، واطلقنا العنان لأكفتنا لتشدو ألحاناً تعج بصدى التصفيق الصاخب!!
مخرج المسرحيات كان حتى عهد قريب وتحديداً عندما "حلم الثرى بمضاجعة الثريا" في الاستحقاق الانتخابي، يتحفنا بفاصل من "الأكشن" الاستعراضي الذي لا يوجد الاّ في السينما الهندية هنالك حيث لا يتأثر بطل الفيلم لا بالرصاص ولا حتى بعوامل التعرية والمناخ..!!
لقد حفلت مسرحيات المخرج التمثيلية والتي قام ببطولتها "جاكي شملان" بفواصل من الوعود ذات الانتماء "العرقوبي"، وقال في حق الوطن ومنجزاته التنموية ما لم يقله مالك في الخمر.. حتى أن كثيراً من الذين يرقبون المشهد اليمني عبر الشاشات الفضية اعتقدوا أن الشعب اليمني يبيت في العراء على طريق "البدو" الرحل..!!
ولم يكتفِ "جاكي شملان" ومخرج مسرحياته "الملهم" بروايات النحيب والتباكي التي أصابت "جمجمة" الناخب بالصداع النصفي فحسب.. حيث قدم نفسه -مستعيناً بما يحدث- في الافلام الهندية على طريقة ذلك البطل الذي سيمخر عباب البحر دون ان تصيبه قطرة "بلل" واحدة..!!
ورغم حجم وضخامة المسرحيات وماحوته من خيال فاق ذلك المستخدم في فيلم "جومانجي" إلاّ أن النتائج جاءت مخيبة لآمال الطاقم السينمائي العامل والشركات "الممولة"!!
فلم يجن الفيلم في دور العرض سوى متواليات الفشل الذريع والفظيع على طريقة ذلك الجبل الذي هز الأركان صخباً وعويلاً في مخاضه الذي ما لبث ان جاء بفأر لا يقوى على الحراك..!!
المسرحية الاخيرة والتي بدا فيها "المنتجون" وقد عاد اليهم بعض الاتزان الذي فقدوه اثر خروج "أجهزة التحكم" عن السيطرة جراء الاكتساح المؤتمري الكبير، مثلت الحقيقة الوحيدة في جو الادعاءات الصاخبة، فالاعتراف بالفشل فضيلة، والاقرار للمنتصر بالفوز واجب على من ارتضى النهج الديمقراطي وسيلة للتعاطي مع الآخر.
وحسبي انني كنت قد طالبت الجميع باقتفاء اثر "العذر" للقرطاسيات التي ما لبثت ان اناطت اللثام عن مخالبها تأهباً لتشويه الوجه المشرق الذي اكتساه الوطن عقب الاستحقاق الانتخابي، فنجاح "الفرسان" الباهر، وسقوط "الاشباح" القاهر.. جعلهم يستسلمون لأسر نوبات من الهيستيريا كتلك التي أصابت "شمشون الجبار" فظن "وبعض الظن اثم" ان الجنوح لخيار هدم المعبد على رأس من فيه بات الحل الوحيد لمداراة سقوطه الفريد..!!
عودة الاتزان وحالة الثبات التي لحقت بـ»البرج اللي فاضل« في نفوخ »المنتجين« يُنتظر بأن تعم لتشمل تلك القرطاسيات التي ما فتئت تثير الزوابع، وتتفنن في ابتكار وسائل وتقنيات لتشويه المنجز الانتخابي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة.
فبدلاً من الاستمراء في مشاهد لطم الخدود وشد الشعر وتوزيع الاتهامات والاباطيل يجب الجنوح لجلسات مراجعة مع الذات تُفضي لاستخلاص الدروس والعبر وبالتالي استحداث خطاب مغاير يعايش العصر ويواكبه ويتطلع نحو المستقبل.
فهل سيفعلها المخرج والممثلون والمنتجون وقرطاسياتهم ويعيدون صياغة السيناريو و"الحوار".. أم انهم سيسعون لانتاج مسرحية جديدة تروي حكاية تلك "الدودة" التي تطلعت ذات يوم للتحليق في الاعالي فأخذتها العزة بالاثم، وقفزت لتلاقي حتفها على طريقة "يداك او كتا.. وفوك نفخ..!!".
بالتأكيد لا نأمل ذلك.. وكفى!!
al_leswas@hotmail.com
|