الثلاثاء, 10-أكتوبر-2006
الميثاق نت - أن يكون لك رأيك وموقفك الخاص والشخصي.. فهذا حقك، بل وتلك قيمتك الذاتية المحضة، وأن تنفرد لوحدك من بين الجمع المتلاطم الكثير.. بأسلوبك وطريقتك في قراءة المجتمع والأحداث وترتيب أولوياتك النظرية والمعرفية بحسب ماتراه لا ما يُرى لك، فهذا أيضاً حقك وأنموذجك المميز‮.‬
ليس مستغرباً البتة أن نجد الأفراد يمارسون تجربة الحياة بأساليب مختلفة وطرائق متعددة، والمستغرب حقيقة هو أن نجد من يستكثر عليك حقك وحريتك الأولية.. ويحاكمك في موقفك الخاص أيَّاً كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف حوله.
امين الوائلي -
أن يكون لك رأيك وموقفك الخاص والشخصي.. فهذا حقك، بل وتلك قيمتك الذاتية المحضة، وأن تنفرد لوحدك من بين الجمع المتلاطم الكثير.. بأسلوبك وطريقتك في قراءة المجتمع والأحداث وترتيب أولوياتك النظرية والمعرفية بحسب ماتراه لا ما يُرى لك، فهذا أيضاً حقك وأنموذجك المميز‮.‬
ليس مستغرباً البتة أن نجد الأفراد يمارسون تجربة الحياة بأساليب مختلفة وطرائق متعددة، والمستغرب حقيقة هو أن نجد من يستكثر عليك حقك وحريتك الأولية.. ويحاكمك في موقفك الخاص أيَّاً كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف حوله.
لاتستطيع أن تعيش بلا موقف يبلور شخصيتك في التعامل والاستيعاب لمجمل ماحولك ومن حولك، فالحياة بذاتها موقف، وفلسفة ذلك ليست مهمة الآن أو محل ضرورة وفائدة.. وكان العرب يأخذون على الرجل »الإمَّعة« تلاشيه وانسحاق ذاتيته لصالح ذوات الآخرين.. إما مهادنة أو ضعفاً‮ ‬أو‮ ‬خللاً‮ ‬قيمياً‮.‬
‮ ‬والعبقرية‮ ‬الممدوحة‮ ‬لدى‮ ‬العرب‮ ‬لاتكاد‮ ‬تخرج‮ ‬في‮ ‬دلالاتها‮ ‬عن‮ ‬أن‮ "‬تكون‮ ‬أنت‮ ‬لاغيرك‮"‬،‮ ‬وينصحنا‮ ‬المتنبي‮ "‬إذا‮ ‬كنت‮ ‬ذا‮ ‬رأي‮ ‬فكن‮ ‬ذا‮ ‬عزيمة‮ ‬فإن‮ ‬فساد‮ ‬الرأي‮ ‬أن‮ ‬تترددا‮".‬
لعلي أطلت أو ذهبت في الاستشهاد بعيداً.. لكنني مدعو- من تلقاء حقي وموقفي ذاتهما- إلى أن أشارك الاستاذ والزميل نبيل الصوفي الدعوة المخلصة إلى احترام قيم الحرية الشخصية ورفض محاكمة المواقف والآراء والأفكار محل التدافع والتعدد والإخصاب.. لا لشيء إلا لأنني أقاسم نبيل الدهشة ذاتها في مواجهة الحملة الاتهامية التي تكلفها زملاء وأصحاب »مواقف« ساءهم أن يقول الصوفي رأيه الذي بدا لهم مفاجئاً أو مباغتاً.. والحق ان المفاجأة كلها تكمن في ردود الأفعال الحادة والتي وصلت أحياناً إلى اتهام وتجريح وشتم الصوفي، وقد فهمت من بعضها‮ ‬تخويناً‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬شابه‮!!‬
‮> ‬وفي‮ ‬ذات‮ ‬الوقت‮ ‬أسأل‮: ‬هل‮ ‬كان‮ ‬نبيل‮ ‬مضطراً‮ ‬إلى‮ ‬مجاراة‮ ‬الحملة،‮ ‬والمبادرة‮ ‬إلى‮ ‬الشرح‮ ‬والتفسير‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬التوضيح‮ ‬الذي‮ ‬يجاور‮ ‬التبرير‮ ‬إلا‮ ‬قليلاً؟‮!‬
‮> ‬في‮ ‬تقديري‮ ‬أن‮ ‬الحرية‮ ‬ليست‮ ‬تهمة‮ ‬حتى‮ ‬نلتمس‮ ‬لها‮ ‬التفسيرات،‮ ‬وان‮ ‬كنت‮ ‬أفهم‮ ‬أن‮ ‬نبيل‮ ‬الصوفي‮ ‬إنما‮ ‬أراد‮ ‬فائدة‮ ‬الإحسان‮ ‬المعرفي‮ ‬لمن‮ ‬أساء‮ ‬إليه‮.‬
> دعوني أختم بأن أشير إلى سمة بارزة ومهمة رافقت نشاط وعمل نبيل الصوفي منذ وقت مبكر، وتُحسب له بامتياز وهي قدرته الدائمة على إثارة أجواء الجدل والحراك النوعي، والإتيان بالجديد المحفز على التجدد، فهو- وقلة يفعلون ذلك- يستبطن قلقاً إيجابياً يجعله دائم التجدد- في المنطقة الوسط- بحيث شق على كلا النقيضين المتقابلين تعليبه لحساب واحد منهما ضد الآخر، وان تحدثنا عن المفاجأة فبالإمكان سرد حكايته مع »الصحوة« ومع جماعة الإخوان والحزب الذي تأطر له باستمرار القدرة على استثارة الأفكار، والمفاجأة الإيجابية ميزة للرجل لا عليه.. وأنا هنا لا أواسي أو أدافع عنه، بل عن حقه وحقنا في الإعلاء من شأن وفائدة الحرية.. واحترامها، فعلاً لا قولاً، ثم لعل للرجل من اسمه نصيباً.. فـ»الصوفي« مشروع تمرد أبدي على المألوف المستهلك (..).
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1241.htm