الميثاق نت - امين الوائلي

الأربعاء, 04-نوفمبر-2009
أمين الوائلي -
الذين يستهدفون حياة وسلامة الجنود والضباط في أي مكان وأية منطقة ومحافظة.. بالكمائن المسلحة والهجمات الغادرة والجبانة إنما يؤكدون مجدداً أن ثمة جماعات إرهابية قاتلة ومتضررة من التقدم الكبير والانتصارات الميدانية الحاسمة التي تحققها القوات المسلحة والأمن ضد عصابة التمرد والتخريب والإرهاب الحوثية بمحافظة صعدة وحرف سفيان.

الأمر لا يحتاج إلى إثباتات وتنظيرات وتحليلات مقعرة كل شيء بات مكشوفاً على ساق.. والوقائع اليومية تفيد وتؤكد وتشهد بأن "حلف الإرهابيين" القتلة يتبادل الخدمات وينفد خططا مشتركة ومشروعاً يتطابق إلى حدود بعيدة وقصوى في الجهتين والحالتين.

وإذا لم نقل بتقاطع والتقاء قتلة الجنود وأبناء القوات المسلحة والأمن على مشروع واحد، فكأننا نقول بأن الإرهاب هنا لا يشبه الإرهاب هناك، وهو نفسه شكلاً ومضموناً.. وسيلة وغاية؟!.

دعونا الآن من المسميات، هناك قتلة مجرمون وإرهابيون يتداولون القتل ويتبادلونه باتجاه مؤسسة بعينها هي المؤسسة العسكرية والأمنية، وينتقون أهدافهم وضحاياهم من أبناء ومنتسبي هذه المؤسسة الوطنية الشريفة التي تمثل السياج الأخير والحصن المنيع والضمانة الحاسمة والكبرى للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار وسيادة اليمن وأهله.

هل يأتي هذا صدفة، وهل هي الصدفة لا غير تقف وراء حوادث وجرائم الاعتداءات والكمائن الغادرة والهجمات القاتلة التي تطال ضباطاً وجنوداً في أماكن متفرقة وبنفس الأسلوب والغدر ذاته؟!.

جريمة الاعتداء الغادر والإرهابي الحقير الذي وقع بالأمس في جهة من محافظة حضرموت ونتج عنه استشهاد ضابطين يجب أن يذكرنا بجريمة قتل وإصابة خمسة جنود من أفراد الأمن المركزي - قبل أيام- كانوا عائدين من مهمة إنسانية لتشييع زميل لهم بمديرية الأزارق محافظة الضالع استشهد بصعدة.

وهما معاً تذكراننا - أو يجب أن تذكراننا- بجرائم وحوادث واعتداءات مشابهة ومتطابقة إلى حد شبه تام.. وقعت خلال الفترات والأشهر الماضية.. وفي مناطق متباعدة ومتفرقة- ولكن جميعها أيضاً وقعت في مناطق شهدت سجالاً مستمراً بين أبطال القوات المسلحة والأمن وجماعات إرهابية - القاعدة، والجهاديين، والعصابات الانفصالية، والمتمردين الحوثيين- وهذه أو تلك من السجالات والمواجهات قصمت ظهر الظاهرة الإرهابية وألحقت بها خسائر باهظة وضربات موجعة ومركزة، شلت فاعليتها إلى حد بعيد لتعاود الآن ظهورها الجبان والحقير عبر نصب وتنفيذ الكمائن والهجمات الغادرة.. وهو أسلوب مشترك ونمط تكرر خلال الأسابيع الأخيرة، بما يعطي تصوراً واضحاً حول من يقف وراء هذه أو تلك من الجرائم الإرهابية وإلى ماذا يهدف من ورائها، ولماذا في هذا التوقيت تحديداً؟!.

باختصار وتركيز في الاستنتاجات المباشرة، يمكننا القول بأن "التحالف الإرهابي" الذي برز خلال الأسابيع الماضية بصورة أوضح وأوكد، ويجمع في عقيدته الدموية كلاً من (القاعدة والجهاديين والحوثيين والعصابات الانفصالية) يعاود الإطلالة برأسه في طفرات متلاحقة من أعمال وجرائم القتل.. مستهدفاً الجنود والضباط بصورة مركزة لأن الخناق ضاق بكثرة على المتمردين الحوثيين كما على الإرهابيين من القاعدة والجهاديين في ظل حملات الملاحقة وضبط عناصر إرهابية خطرة تعتبر من رؤوس وقيادات الظاهرة الإرهابية بتلوناتها ومسمياتها المختلفة.

وكمحاولات بائسة وعديمة تنم عن مدى ضيق ويأس الإرهابيين وشعورهم المتزايد بانعدام الأمن والمرونة في الحركة، فإنهم يلجأون إلى تنفيذ كمائن وهجمات غادرة تستهدف أبطال القوات المسلحة والأمن في ظروف غير قتالية على الإطلاق.. وحين يكون هؤلاء في مهمات إنسانية واجتماعية ولولا هذا لما استطاع الإرهابيون مباغتتهم أو الإفلات من أيديهم.

ولكن الغدر والجبن والخيانة هي طبائع وصفات الإرهابيين الذين لن يجدوا ملجأ بعد اليوم يعصمهم من طوفان العدالة ويد القصاص وعقوبة السماء والأرض.

هي محاولات يائسة وغارقة في الوهم والهزيمة لاستعادة شيء من المبادرة أو السمعة الحقيرة الممرغة بالخيانة والأبلسة الدموية.

وهي محاولات جبانة ويائسة لتخفيف الضغط عن المتمردين الحوثيين الذين يلفظون آخر أنفاسهم ويضيق حول رقبتهم خناق يطوقهم به أبطال القوات المسلحة والأمن الميامين.

وسيكون من واجب ومسئولية الأجهزة الأمنية أن تضاعف من جهودها ونشاطها وصولاً إلى بقية جحور الإرهابيين ومخابئهم ومعاقلهم أينما كانت.

ولن ينال هؤلاء شيئاً من عزائم الرجال.. الجبال.. الأبطال الذين يسطرون بطولات وتضحيات ترسم مستقبلاً آمناً ودروباً سالكة ليمن مستقر.. وقوي.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12438.htm