الثلاثاء, 10-أكتوبر-2006
‮ ‬كتب‮/ ‬نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين -
في الوقت الذي كانت فيه بلادنا تعيش مباهج عرسها الديمقراطي المتمثل في انتخابات رئيس الجمهورية والمجالس المحلية.. ظهرت على السطح محاولة بائسة لتشويه صيت اليمن في الخارج من خلال عملية اختطاف سياح فرنسيين.
هذه الجريمة- الاختطاف- التي ظلت غائبة لسنوات وظهرت للمرة الثانية في 2006م تهدف إلى تغيير الصورة الذهنية لدى المجتمع الدولي عن اليمن أو بالأصح تشويه انطباع شعوب العالم عبر هذه العملية المغرضة التي تزامنت مع اهتمام وسائل الإعلام العالمية والتفات أنظار العالم‮ ‬إلى‮ ‬تجليات‮ ‬المشهد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬بطريقته‮ ‬وأجوائه‮ ‬السليمة‮ ‬والتي‮ ‬عكست‮ ‬الصورة‮ ‬الحضارية‮ ‬المشرفة‮ ‬لأبناء‮ ‬اليمن‮ ‬أمام‮ ‬العالم‮.‬
مؤخراً تم الافراج عن السياح المخطوفين دون وقوع أية خسائر بل كانت العملية في مجملها فرصة كبيرة للسياح للاستمتاع والانخراط في عالم مذهل بحسب تعبيرهم حيث يحظون بكرم ضيافة لامتناهية باعتبارهم ضيوف اليمن العزيز حتى عند الاختطاف. ويجمع كل من زار هذه البلاد منذ آلاف‮ ‬السنين‮ ‬إلى‮ ‬الآن‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬اليمن‮ ‬بلد‮ ‬طيب‮ ‬يتمتع‮ ‬بالأمن‮ ‬والأمان‮ ‬وراحة‮ ‬البال‮ ‬وأهل‮ ‬اليمن‮ ‬أُناس‮ ‬طيبون‮ ‬يتميزون‮ ‬بكرم‮ ‬الضيافة‮ ‬وحفاوة‮ ‬الاستقبال‮..‬
ومع هذا فإن السياحة في بلادنا يجب ألا ينظر إليها على أنها قطاع ثانوي أو هامشي، فهي من القطاعات الاقتصادية الرئيسة نظراً لتنامي مساهمتها في الناتج المحلي بتقدم الأعوام وبحسب الاحصاءات وحالياً هناك وزارة مستقلة يعول عليها ان تكون من أكثر المؤسسات حيوية في المستقبل‮.. ‬السؤال‮ ‬المطروح‮ ‬حالياً‮ ‬ما‮ ‬الآثار‮ ‬الناتجة‮ ‬عن‮ ‬الاختطاف‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮ ‬وما‮ ‬المعالجات‮ ‬المطروحة‮.. ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬السياحة‮ ‬كقطاع‮ ‬اقتصادي؟
اختلاق‮ ‬ظروف
> في البداية يقول الأخ عبدالملك المروني- عضو المحكمة العليا- ان ظاهرة الاختطاف والتقطع من الأمور التي تأباها النفوس الكريمة وترفضها العادات والتقاليد ويحرمها ديننا الحنيف ولايوجد في جميع الأديان ما يبرر هذه الجريمة الشنعاء بل لقد نص الدستور والقوانين النافذة المأخوذة من الشريعة الإسلامية على أنها من الجرائم الجسيمة، وعلى العقوبة التي يجب ايقاعها على المختطفين والمتقطعين بما يتناسب مع الجريمة والمجرم لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره أو الإخلال بمبادئ وأساسيات الدين الإسلامي الحنيف لأن الأمان والاستئمان مطلوبان لبني الإنسان إضافة إلى ما يوجه الدين الإسلامي الحنيف من الوفاء بالعهد والذمة ومما يؤسف له ما سمعناه في الآونة الأخيرة من الاعتداء على السائحين واقتيادهم إلى مكان مجهول في حين أن هذا السلوك الإجرامي لايتفق مع أخلاق وسلوكيات أبناء اليمن قاطبة ويعتبر عملاً منبوذاً لديهم جميعاً كيف لا وقد قال فيهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: »الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية«.. وقال: »إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن« وقال: »جاءكم أهل اليمن بالمصافحة«.. وحاشا كل يمني أن يقوم بمثل ذلك أو يرضى به على أن من خرج عن الجادة وفارق الجماعة وكان عمله المشين وبالاً عليه وصار مستحقاً للعقوبة المقررة شرعاً وقانوناً وصار ايقاعها ضده مطلباً جماعياً كونه لايمثل إلاّ نفسه ولا يسيئ إلاّ إليها.
وأشار عبدالملك إلى الآثار الناجمة عن هذه العملية التي تعود سلباً على الوطن ومنها محاولة تشويه الصورة المشرقة المشرفة لليمن واليمنيين في الداخل والخارج، اضعاف النشاط السياحي مما يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني، اختلاق ظروف غير ملائمة للتنمية الاقتصادية والاستثمار‮ ‬ومنافاة‮ ‬العادات‮ ‬والتقاليد‮ ‬اليمنية‮ ‬والأعراف‮ ‬الأصيلة‮.‬
وأضاف ان من أسباب هذه الجريمة الشنعاء قصد الظهور والشهرة من قبل بعض الخاطفين وكذا الدوافع السياسية فقد يكون هناك دوافع سياسية من الداخل أو الخارج للقيام بتلك الجرائم بغية نيل مكاسب أو زعزعة الأمن والاستقرار.. غير أن الآثار التي تعود سلباً على المجرم (الجاني) حقارته عند نفسه واسفه على قيامه بالجريمة وندمه على فعلها حيث لاينفعه الندم وازدراء المجتمع له وتبرمهم منه وهو أقل شيء يعملونه لنفي مشاركتهم له في جرمه واستحقاقه للعقوبة المقرة شرعاً وقانوناً ديناً ودنيا.
ارتباط‮ ‬مباشر
> وعن وضع السياحة كقطاع اقتصادي.. يقول الاستاذ نبيل الفقيه وزير السياحة: إن السياحة وصناعتها في عالم اليوم تمثل مورداً اقتصادياً مهماً في حياة الشعوب، والدول المهتمة بها تؤمن أن للسياحة دوراً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً يسهم في تحقيق التنمية المستديمة على مستوى الوطن.. حيث يسهم هذا القطاع في دعم ميزانية المدفوعات بالنقد الأجنبي، وزيادة الناتج المحلي والناتج القومي الإجمالي وكذا جذب الاستثمارات الاقتصادية وتحقيق الشراكة الفعلية فيما بين القطاعين العام والخاص والتخفيف من حدة الفقر من خلال توفير فرص عمل في المنشآت‮ ‬السياحية‮ ‬والخدمات‮ ‬والصناعات‮ ‬المرتبطة‮ ‬بها‮ ‬وإعادة‮ ‬توزيع‮ ‬الكتلة‮ ‬السكانية‮ ‬وخلق‮ ‬مجتمعات‮ ‬عمرانية‮ ‬جديدة‮.‬
وأكد الفقيه ان معالجات الاختطاف يجب ان تتم من خلال الربط المباشر بين الفائدة المتوخاة من السياحة وأبناء المناطق السياحية المستهدف ترويجها وخلق فرص عمل لأبناء المناطق وتأهيلهم واشعارهم بأهمية الدور الذي يقومون به وبالتالي وضعهم في موضع المدافع الأول عن السياحة.. وتفعيل الدور الشعبي من خلال تحفيز دور المجالس المحلية والمشائخ والأعيان في الحفاظ على الأمن السياحي وقيام كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية بدورها في توعية أبناء المجتمع بأهمية السياحة.. إلى جانب قيام خطباء المساجد بتبيان أهمية السياحة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني وكذلك أهمية الحفاظ على القيم والأعراف الحميدة التي تحرم المساس بحياة السياح وضرورة احترام السائح واكرامه والتعامل باحترام مع كل وافد إلى اليمن.. وتضمين المناهج والمواد الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة مواضيع تنمي الوعي السياسي‮ ‬لدى‮ ‬الطلبة‮ ‬وغرس‮ ‬القيم‮ ‬الأخلاقية‮ ‬الأصيلة‮ ‬وتجسيد‮ ‬مفاهيم‮ ‬احترام‮ ‬الزائر‮ ‬وحسن‮ ‬معاملته‮ ‬وإكرامه‮.. ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الإجراءات‮ ‬الأمنية‮ ‬غير‮ ‬المباشرة‮.‬
وقال وزير السياحة: ان الدور المؤكد والمنتظر ان تلعبه السياحة يتطلب من الدولة الاهتمام بالسياحة والعمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة والاستعانة بخبرات وإمكانات الهيئات الدولية المانحة لوضع الاستراتيجية وتوفير مصادر التمويل لها.. وإعداد خارطة مواقع التنمية السياحية والربط بين خطط التنمية للبنى التحتية للخدمات العامة وخطط الاستثمار السياحي.. وفتح المجال للاستثمار الخارجي للفنادق والشاليهات والمنتجعات وتشجيع المستثمرين من خلال منح الامتيازات المشجعة لهم والترويج لليمن عبر السفارات والهيئات والمنظمات داخلياً‮ ‬وخارجياً‮ ‬والتوسع‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬المعاهد‮ ‬والكليات‮ ‬السياحية‮ ‬المتخصصة‮ ‬سواءً‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬القطاع‮ ‬الخاص‮ ‬أو‮ ‬الحكومي‮.. ‬ودعم‮ ‬وحماية‮ ‬الصناعة‮ ‬الحرفية‮ ‬اليدوية‮ ‬والشعبية‮ ‬والتقليدية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1247.htm