ناصر محمد العطار -
حتى كافة المخلوقات لم تكن بمعزل عما يجري في صعدة وبعض المناطق وباتت تدرك وتميز الخير وأنصاره من أبناء الوطن المرابطين في جبهات القتال، وكذا تميز بين الشر وأعوانه من المأجورين والطامعين والحاقدين على الوطن.. ومع كل هذا مازال المتعامون عن قضايا الوطن ومصيره في غمرتهم ساهون، وفي مصالحهم وأهوائهم يركضون، وما يؤسف له أن من يحملون رايات المعارك التي تستهدف الوطن ومصالحه والذين يعتبرون أنفسهم مرجعيات عشائرية وقبلية أو دينية أو سلالية أو قومية لم تكن لهم عبرة وعظة في حلف الفضول وتأخي الأنصار والمهاجرين واستجابة المعتصم لاستغاثة المرأة المسلمة..
بل إن مواقفهم اقتصرت على الصمت والمناصرة غير المباشرة للمجرمين والمفسدين، والأغرب تلك الأعذار التي يروجون لها لتبرير إباحة الإجرام بحق الوطن وأبنائه، ومهما كانت حجية تلك الأعذار فلا يمكن أن تكون فوق الوطن ومصالحه فما بالنا لو كانت كيداً وزيفاً كمن يجعل ما أسماه دعم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- حفظه الله- للشباب المؤمن مبرراً للحوثيين وأنصارهم لإهلاك الحرث والنسل وخطأً في حق الدولة ويلقي باللائمة وآثار الجرائم عليها، فحقائق الأمور أن دعم الشباب المؤمن كان في إطار تشجيع ودعم الأحزاب والتنظيمات السياسية وفقاً للدستور والقوانين، فجميع الأحزاب وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك تتلقى دعماً من الدولة ومن الميزانية السنوية وفقاً لنص المادة »19« من قانون الأحزاب..
ويهدف هذا الدعم أولاً لضمان اهتمام الأحزاب بقضايا الوطن ومعاملتها أسوةً بمرافق ومؤسسات الدولة، وثانياً ألا يجعلها تركض وراء الدعم الخارجي والذي سيجعلها حتماً أداة ومعولاً لتنفيذ الجرائم بحق الوطن وهذا ما هو حاصل اليوم..
فبعد إقرار توحيد التعليم وعدم السماح بإنشاء مدارس حزبية والذي اتخذ عام 2002م وبموجبه تم إلغاء معاهد المعلمين وتحويلها إلى منشأت تعليمية، وكذا إلغاء المدارس الحزبية لبقية الأحزاب..
وعندما أعلن الحوثيون تمردهم وعدم انصياعهم للقانون قامت الحكومة بواجبها في سبيل إرجاعهم إلى جادة الصواب.. ومن المواقف الغريبة أيضاً أن تقوم الدنيا وتقعد ويظهر المشترك ورموزه في مواقف صاخبة ضد الوطن والحكومة وكافة سلطات الدولة انتقاماً ونصرة لأحد أعضائها لتعرضه لمضايقات من بعض رجال المرور.. مع تعاطفنا مع أي مواطن يتعرض للإيذاء..
إلا أنه لم يرَ أبناء الوطن ولم يسمعوا بأي موقف جراء من يقتل وينهب ويسرق ويستبيح الأعراض ومن يحرق ويتلف المرافق العامة والخاصة والطرق والمزارع..
وما اشبه اليوم بالبارحة عندما سمع علي سالم البيض ومن على منبر الملك حسين بن طلال وهو يتذرع بما اسماه الحادثة التي تعرض لها الحامد ومساواتها بقضايا الوطن بأسره وتحويل الانظار من الأهم إلى اللاشيء..
وأخيراً على الجميع إدراك الأخطار التي تحاك بالوطن ووضع النقاط على الحروف، وسيجدون ان أبناء القوات المسلحة والأمن يقاتلون في سبيل الوطن ونصرة دين الله وصد الأطماع والنفوذ الخارجي حتى أوصلوا المجرمين إلى جبل الدخان بعد أن هربوا من سفيان وبعض المناطق في صعدة للنجاة من حمم النيران التي يوجهها الأبطال إلى نحورهم.
فهل بعد كل هذا من يقول ويصف المواقف البطولية بأنها بين الجسد الواحد القوات المسلحة والأمن.. أو من يضلل على الرأي العام ويتنصل عن الاتفاق ويعمل ضد الوطن.
رئيس دائرة الشئون القانونية