استطلاع/ محمود الحداد - ماهو الدور الذي يجب أن تقوم به الأحزاب والتنظيمات السياسية لمساعدة أهلنا النازحين في صعدة لتخفيف معاناتهم جراء ما اقترفه المتمردون من جرائم بحقهم..؟ لماذا لانجد لأحزاب المشترك أي دور يذكر لدعم ومساندة النازحين، بينما تركز اهتمامهم على المطالبة بوقف الحرب على الإرهابيين الحوثة فقط؟
لماذا يتذكر المشترك معاناة مآسي أطفال ونساء العالم ويغض الطرف عن آلام اهلنا ضحايا جريمة التمرد في صعدة؟
أسئلة كثيرة تولد من رحم الواقع، لا نملك إزاءها إلاّ أن نضعها على طاولة أكاديميين ونقابيين لإزالة اللبس وتوضيح الغموض، وكشف الحقيقة للملأ..
{ في البداية ثمنت نقابة الأطباء اليمنيين جهود القيادة السياسية والحكومة في اتخاذها خطوات حاسمة لاستئصال بؤر التطرف والإرهاب الذي أثاره المتمردون الحوثيون في صعدة..
وقال الدكتور عبدالكريم محمد ثامر نقيب الأطباء اليمنيين: إن ما أقدم عليه المتمردون يعتبر خروجاً على الدستور والقانون والسكوت عليه جريمة بحق الشعب والوطن.
وأضاف: نحن نعلم أن أي حرب تتسبب في المزيد من المآسي الإنسانية، ومع ذلك لهذا فإن نقابة الأطباء أدركت حجم المأساة وساهمت بمبلغ وقدره مليون ريال ضمن القافلة المقدمة من أمانة العاصمة لنازحي صعدة.. مؤكداً استعداد جميع الأطباء للتطوع والنزول إلى مخيمات النازحين لمباشرة مهامهم دون أي مقابل..
واعتبر الدكتور عبدالكريم ثامر دعم ومساندة النازحين مهمة إنسانية وطنية يجب على جميع أبناء الشعب ان يؤدوها..
معيباً في الوقت نفسه المواقف المتخاذلة لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة التي دائماً ما تتخذ من معاناة الناس وسيلة للمزايدة باسمهم.
وقال: كنا نظن ان أحزاب المشترك ستكون السباقة إلى ذلك إلاّ أننا اكتشفنا أنها فقط تذرف دموع التماسيح..مشيراً إلى أنها لاتريد لهذا الوطن الأمن والاستقرار وعلى العكس من ذلك فهي تسعى إلى أن يكون الوطن في صراع دائم حتى يقنعوا الشعب أن الدولة والنظام هي من أوصلتهم إلى هذه الحالة..
وأردف قائلاً: هيهات لهم ذلك فما عاد الشعب يثق بهم وقد انكشفت ألاعيبهم القذرة في استثمار الحالات الإنسانية في الصراع السياسي من أجل الوصول إلى السلطة.
خيبة أمل
{ وفي هذا الصدد من المواقف المتخاذلة التي ظهرت عليها أحزاب المشترك تجاه اخواننا والنازحين من أبناء صعدة وحرف سفيان نتيجة فتنة التمرد الحوثي والذين يحاولون -وهماً -العودة بالبلاد إلى ماقبل الثورة اليمنية، أبدى الدكتور عبدالسلام الإرياني عميد شئون الطلاب بجامعة إب شعوراً بخيبة أمل وتحسر بعد ان وجد صمتاً مخيفاً وتهاوناً جباناً من قبل المشترك عما يجري في صعدة وحرف سفيان.. معتبراً التخاذل عن أداء الواجب الديني والوطني أمراً في غاية الخطورة ومؤشراً واضحاً على الرغبة في تعميم ما يجري..
وقال: إن التاريخ كفيل بتسجيل هذه المواقف الباهتة والضبابية ذات الألوان المتعددة التي اتسمت بها أحزاب المشترك..
مشيراً إلى أن الأجيال القادمة ستحاسب بشدة من كانوا سبباً سواءً في اشعال فتيل الفتنة أو تخاذل عن نصرة ومساعدة النازحين من ضحايا عصابة التمرد..
وعزا الإرياني المواقف المتخاذلة لأحزاب المشترك إلى عدم وجود قيادات وطنية لتلك الأحزاب، متعجباً ممن يشغلون مسامعنا ليلاً ونهاراً في المساجد وفي حلقات القرآن وتناول التفسيرات المتعددة للكتاب والسنة دون أن يتأثروا بشيء منه أو حتى يتدبروا قوله تعالى: »إنما المؤمنون أخوة« و»وتعاونوا على البر والتقوى«..
ويضيف: إن هؤلاء لا يأخذون من القرآن إلاّ ما يتناسب بعد تأويله مع أفكارهم الجهنمية..
وقال: إن من المعيب أن يدعي أولئك حب الوطن وفهم الدين دون أن يترجموه إلى سلوك وواقع عملي.
مشيراً إلى أنه لو كنا على عتبات الانتخابات لرأينا ما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من المزايدات والمتاجرة بمأساة النازحين طالما والمشترك يسعى من ورائهم لكسب أصوات يعتبرها سلماً للوصول إلى السلطة..
وأوضح عميد شئون طلاب جامعة إب أنه من المضحك المبكي أن نجد تفاعل بعض أحزاب المعارضة مع حرب في أفغانستان أو غيرها، والسعي إلى تقديم يد العون والمساعدة لهم.. فيما اخواننا النازحين من صعدة يلاقون من المعاناة ما لايشهده أحد في تلك الدول التي يدعون التبرع لأبنائها وأطفالها ونسائها.
هم وطني
{ الموقف نفسه تجاه تخاذل المشترك مع النازحين من أبناء صعدة وجدناه لدى الدكتور هادي العولقي نائب مدير البحوث والدراسات اليمنية في جامعة عدن.. إذ يقول: إن قضية نازحي صعدة وحرف سفيان قضية إنسانية وطنية تدمي القلوب وليست قضية سياسية تلغ فيها الأحزاب وترعى كيفما تشاء.
وأضاف: لا ينبغي على أحزاب المشترك أن تستغل معاناة وبؤس اخواننا في صعدة من جراء حرب اعلنها المتمردون من بقايا النظام المتخلف الكهنوتي ومن ورائهم لتوظيفها سياسياً، بل يجب ان تتحول قضية النازحين إلى هم وطني عام ومشترك.
مشيراً إلى أنه بالتوازي مع ما تبذله الحكومة من معالجات لإنهاء التمرد ومعالجة آثار الحرب ينبغي على المجتمع أن يقوم بواجبه وأن يكون خير معين وسنداً في تحقيق الأمن والاستقرار..
محذراً في سياق حديثه من تحويل أحزاب المعارضة القضايا الإنسانية إلى سلعة تباع وتشترى.
ودعا العولقي إلى اصطفاف وطني شامل يجب على الأحزاب أن تكون فاعلة فيه لما فيه مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وان تتخلى عن مناكفتها السياسية وترتقي إلى حجم الأحداث التي تمر بها البلاد.
جرح
{ حزن شديد وغصة تعترض كلماته المتحشرجة انه عثمان الصلوي رئىس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين.. يقول والهم يعتلي محياه واصفاً ما يقترفه المتمردون بالجريمة الكبرى نظراً لما نتج عنها من معاقين ومشردين.. وقال: إن المتمردين الإرهابيين ليسوا هم فقط الخارجين على القانون، بل اعتبر الذين لايتفاعلون مع ضحايا التمرد من معاقين ونازحين وخصوصاً في صفوف الأطفال والنساء وكبار السن خارجين أيضاً على النظام والقانون، مشيراً إلى أن أولئك المتخاذلين يثبتون بتقاعسهم عن أداء واجبهم الوطني والديني بالرغبة في تخريب البلاد وزعزعة الأمن والاستقرار.
وقال رئىس اتحاد جمعيات المعاقين: نحن في الاتحاد مع الاصطفاف الوطني ومع أمن واستقرار الوطن وترسيخ قيم التسامح والسلم الاجتماعي..
داعياً الخارجين على القانون والمغرر بهم في صفوف المتمردين بالعودة إلى جادة الصواب حتى لايتسببوا بالمزيد من الاعاقات.
وحذر عثمان الصلوي الخارجين على القانون عصابة التمرد والإرهاب من مغبة ما تخلفه جرائمهم من اعاقات يومية سواءً في صفوف أفراد القوات المسلحة أو بين صفوف المتمردين أنفسهم..
وأشار إلى أن المستشفيات تتلقى الكثير من حالات الاعاقات الناتجة.. محملاً الإرهابيين الحوثة مسئولية هذه الجريمة..
وعن دور الاتحاد في تقديم يد العون لمعاقي الحرب قال الصلوي: إنهم يقومون بزيارات إلى المستشفيات لتقديم ما يمكن تقديمه من كراسٍ متنقلة وعلاجات وغير ذلك.. داعياً أهل الخير إلى المساهمة في تغطية كل احتياجات معاقي الحرب.
|