استطلاع/ علي الشعباني - البداية كانت مع الاخ محمد العماد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة صعدة والذي أكد على أن دور منظمات المجتمع المدني المحلية- كالجمعيات الخيرية والمنظمات الارشادية والتوعوية- ضعيف، ولا يرقى للمستوى المطلوب خاصة وأن هناك ما يقارب 7 آلاف منظمة محلية تعمل في الكثير من المجالات والاهتمامات، قِلَّة فقط لديها استشعار بالمسؤولية والاهتمام بالنازحين المتضررين من الاعمال الارهابية التي تقوم بها عصابة التمرد والارهاب الحوثية.
وقال: هناك جمعيات ومنظمات محلية تقوم بجهد تشكر عليه في مخيمات النازحين كمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية التي تقوم بدور كبير في عملية إيواء النازحين وتزويدهم بمختلف المستلزمات الغذائية الضرورية الاخرى، وكذلك الهلال الاحمر اليمني، وجمعية الاصلاح الخيرية ولكننا ندعوها الى بذل المزيد خاصة وأن قضية النازحين انسانية بالدرجة الأولى ويجب عدم تسييس الجهود التي تقدم للنازحين، كونهم المتضررين من فتنة التمرد الحوثية وهم أولى بمساعدات وبرامج جمعية الاصلاح الخيرية من الجهات الأخرى، فهي تقوم بجمع التبرعات ولديها الكثير من الاستثمارات وتستطيع أن تقوم بدور أفضل من الدور الذي تقوم به حالياً.
وأشار الى أن هناك عدداً من المنظمات والجمعيات التي تقوم بمساعدة النازحين تنفق ميزانياتها بطرق غير جيدة حيث تتلقى مبالغ أو مساعدات من جهات داخلية أو خارجية لكي تقوم بمساعدة النازحين ولكنها تنفقها على أشياء غير ضرورية، كالرصد والمسح وبدل السفر والنثريات الأخرى وهو ما نلمسه ويلمسه الكثير من المختصين الذين يجدون أن نسبة 10٪ من الميزانيات التي خصصتها تلك المنظمات لمساعدة النازحين هو ما يحصل عليه النازحون، و80-90٪ هو ما يتم إنفاقه في غير محله.
وأكد أن السلطة المحلية في محافظة صعدة لا تجد تجاوباً من بعض المنظمات المحلية خاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات وطريقة توزيعها، حيث تفضل تلك المنظمات العمل المنفرد غير المنظم والعشوائي عند العمل المشترك والمنسق بين كافة الاطراف والجهات والهيئات المشاركة في عملية إيواء ومساعدة النازحين.
وقال: دعونا الكثير من المنظمات الى توحيد الجهود والمهام الانسانية والإغاثية التي تقدم للنازحين، ولكن قليلاً جداً هم من وجدنا منهم تجاوباً إيجابياً والكثير هم من وجدناهم يفضلون العمل المنفرد والمنعزل، ولا ندري لماذا؟
وحثَّ كافة الجهات والهيئات والمنظمات المحلية الى توحيد وتفعيل جهودها في عمليات الاغاثة والإيواء.
مطالباً كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية بضرورة الالتفات الى معاناة النازحين وتقديم المساعدات لهم وعدم تسخيرها في أجندة سياسية بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك التي تتبنى موقفاً جامداً وغير إيجابي من قضية النازحين مكتفيةً بالتهويل والتعظيم دون أن يكون لها أي موقف واضح.
ظاهرة صوتية
{ الاخ جمال الشامي- رئيس المدرسة الديمقراطية والتي كانت قد قامت بزيارة الى مخيم المزرق بالملاحيظ ورصدت الكثير من الأشياء التي تلفت الانتباه- تحدث قائلاً: دور منظمات المجتمع المدني المحلية بما فيها الجمعيات الخيرية والمنظمات التوعوية والإرشادية ضعيف ولا يتعدى الظاهرة الصوتية والاعلامية الضيقة.
مضيفاً: هناك جمعيات ومنظمات محلية تقيدها شحة الإمكانات وبعض التوجهات، وهناك جمعيات تقوم بدور إنساني وتوعوي ملموس، وهذا ما ينتظر من منظمات المجتمع المدني خاصة وأن النازحين ومعاناتهم قضية إنسانية وحقوقية ووطنية بالدرجة الأولى ، ويجب ألا تقف تلك المنظمات مكتوفة الأيدي حيال ذلك.
مؤكداً أن المدرسة ومن خلال نزولها الميداني لمخيم المزرق وجدت أن أوضاع النازحين مأساوية ويعيشون ظروفاً صعبة وقاسية تتمثل في شحة المواد الغذائية وقلة المياه وعدم نظافتها وانعدام البنية التحتية والخدمات الاساسية كالصرف الصحي، والكهرباء وان وجدت فإنها تكون بصورة لاتجدي نفعاً خاصة وأن هناك عدداً كبيراً من النازحين وهناك توافداً مستمراً ونزوحاً بشكل يومي.
منوهاً الى أن هناك 7 آلاف منظمة أهلية يمنية بمقدروها ان تقدم الكثير للنازحين المتضررين من فتنة التمرد الحوثية، ولكن هناك الكثير منها لا يتجاوز اهتمامه المستوى الشخصي أو العمل الموسمي.
داعياً كافة الجهات المختصة والهيئات والمنظمات الى تكثيف جهودها وحشد إمكاناتها سواء مادياً أو معنوياً لمساندة النازحين ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة التي تسببت بها العقول المتخلفة والرجعية الضالة.
عشوائية
{ أما الزميل الصحفي منصور حزام من جهته نقل لنا بعض مشاهداته خلال زيارته لمخيم المزرق وبعض المخيمات الاخرى والمتعلقة بدور منظمات المجتمع المدني في مخيمات النازحين، حيث قال:
- هناك جهود تبذل من قبل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ولكن تلك الجهود تفتقر الى التنظيم والتركيز الإيجابي، فالعشوائية والارتباك وأيضاً الاستغلال من قبل البعض يبدو واضحاً على أداء مهام المنظمات والجهات العاملة في مخيمات النازحين.
مؤكداً أن الامكانات والجهول التي تبذل حالياً لا تكفي لاحتواء أوضاع النازحين المتضررين من الأعمال التخريبية التي تقوم بها عناصر الارهاب والتخريب الحوثية، وهناك الكثير من المتطلبات والاحتياجات التي يجب توفيرها للنازحين وطبعاً منظمات المجتمع المدني في بلادنا رغم عددها الكبير يختفي معظمها وخاصة الذين يحرصون على إبراز انفسهم إعلامياً عندما يطلب منهم أداء مهامهم وواجباتهم الوطنية تجاه اخوانهم النازحين والمتضررين في المخيمات.
مضيفاً: ان العشوائية وعدم وجود آلية موحدة بين المنظمات المحلية والدولية العاملة في المخيمات والجهات الرسمية والسلطة المحلية في المحافظات التي توجد فيها المخيمات تعتبر من أهم الصعوبات والمعوقات التي تعيق عملية الإغاثة والمساعدة التي تقدم للنازحين.
وقال: المساعدات والمعونات التي تقدم تعتبر آنية أي انها لفترة قصيرة، بينما هناك تزايد مستمر للنازحين المتوافدين على المخيمات، و 90٪ منهم لا يملكون شيئاً حتى الملابس التي كانوا يمتلكونها.. وهنا يجب على المنظمات المحلية ان تخرج من قوقعة الموسمية والانطواء الحزبي الضيق وأن تعمل على مساعدة إخوانهم النازحين كون ذلك واجباً دينياً ووطنياً يفرض نفسه على الجميع.
|