راسل القرشي - التحذير شديد اللهجة الذي وجهه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي للدول المجاورة لبلادنا من التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية أكد - بالمطلق - أن الدعم الإيراني لعناصر التمرد والإرهاب لم يعد من وراء حجاب..
ظهر متكي في حديثه وكأنه وزير لخارجية اليمن، وأعطى لنفسه ولدولته الحق في إصدار فرمانات التحذيرات من التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية، بل وفرض الوصاية على أبناء الشعب والتحدث بلسان حالهم..، ونسي في المقابل أن كلامه السمج لا يعد فقط تدخلاً سافراً في الشأن اليمني وغير مقبول بالمرة، وإنما تأكيد واضح للاتهامات المتناقلة على مجال واسع من أن إيران هي الداعمة والممولة لأعمال التمرد والإرهاب في صعدة وهي وراء زرع هذه الفتنة القذرة ووراء تجنيد وتدريب عناصرها الذين استرخصوا وطنهم وأرضهم وباعوا نفوسهم للشيطان الإيراني مقابل مال مدنس ورخيص!!..
إيران - وعبر وزير خارجيتها - كشفت عن القناع الذي ظلت تتوارى خلفه سنين عدداً..، ومعه تكشفت الإجابات للكثير من التساؤلات التي كانت تثار من جراء سكوتها المريب عن مواقف قنواتها الإعلامية الناطقة بالعربية وفي مقدمتها قناة «العالم» التي تحولت إلى ناطق رسمي للمتمردين والإرهابيين بمحافظة صعدة وذهبت في اتجاه التصعيد ضد اليمن وقيادته السياسية وأبناء الشعب جميعاً..!
إيران الرسمية تخفّت وراء العمائم السوداء لرموزها الدينية ولقنواتها الدعائية حتى لا تنكشف أهدافها التآمرية، وليبدو الموقف الرسمي وكأن لاعلاقة له بما يحدث، وبعد أن تم وقف بث القنوات الإيرانية نتيجة برامجها المثيرة للفتنة والداعمة بلا حدود لعناصر التخريب والإرهاب في صعدة.. لم تجد القيادة الإيرانية من وسيلة أخرى غير الكشف عن مواقفها بوضوح من خلال إطلاق تحذيراتها للآخرين وفرض الوصاية عليهم عبر وزير خارجيتها وهو ما قوبل باستهجان واستنكار محلي وعربي واسعين.
إيران تلعب بورقة الطائفية والمذهبية ولها طموح توسعي شيعي لا يهدأ يتم توظيفه توظيفاً سياسياً بالدرجة الأولى، ومن خلاله تهدف إلى الظهور كقوة إقليمية في المنطقة يسمح لها بالتدخل متى ما أرادت في شؤون البلدان العربية وفرض الوصاية على حكوماتها وشعوبها.. وسبق أن لعبت بهذه الورقة في البحرين ومصر، ومازالت تلعبها في العراق ولبنان..
ليس غريباً على إيران أن تستغل الدين وتذهب باتجاه إثارة النزعات في اليمن وغير اليمن..، فهي تريد أن تنصب نفسها متحدثاً رسمياً للشيعة في كل الأقطار العربية لاسيما في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج التي يتواجد فيها الكثير من المنتمين للمذهب الشيعي.. أرادت أن تكون اليمن مدخلاً لتمرير سياساتها وفرض تدخلاتها في شؤون الدول العربية، مستغلة في ذلك الحرية المتاحة والهامش الديمقراطي الواسع.
التدخل السافر لإيران في بلادنا لم يعد خافياً وسبق أن أكدته وزارة الخارجية عبر وزيرها الدكتور أبوبكر القربي وعبر وزارة الدفاع التي أكدت عثورها على الكثير من الأسلحة الإيرانية في مخابئ المتمردين وعلى عدد من الوثائق التي تنبعث منها الرائحة الإيرانية..، إضافة إلى ضبط بعض السفن الإيرانية وهي محملة بالأسلحة وفي طريقها لعناصر التمرد والتخريب..
ومع ذلك لايزال السؤال المطروح على المستويين المحلي والعربي هو: ما الذي يمنع وزارة الخارجية اليمنية من الكشف عن طبيعة التدخل الإيراني الداعم لعناصر التمرد الحوثية والذي أكدته أكثر من مرة..؟ وما الهدف من بقاء هذا الملف مغلقاً مادامت هناك أدلة تثبت أن إيران متورطة بل وموجودة في صعدة، ومستفيدة كلياً من إسالة الدماء اليمنية ومن تأزيم الحياة وزعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي والوطني؟!..
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع الجمهورية نت نحيطكم علماُ ان
اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 59 دقيقة و 10 ثانية دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|