الإثنين, 16-نوفمبر-2009
الميثاق نت -   محمد أنعم -
كشفت التداعيات الاخيرة في صعدة عن مؤامرة كبيرة تسعى إلى إشعال المنطقة بنيران حروب عبثية تستهدف كل أبنائها، فها هي الأهداف المسكوت عنها من وراء عدوان المتمردين على الأراضي السعودية بدأت تتضح مساوئها ومنها محاربة مئات الآلاف من الأسر اليمنية التي ترتبط لقمة عيشها بدرجة رئيسية بالتحويلات المالية من أبنائها المهاجرين في المملكة العربية السعودية الشقيقة.. ولم يراع المتمردون ذلك أبداً بل إنهم وفي ظل الدعم الذي تقدمه لهم أحزاب المشترك سعوا الى خلق مشكلة حقيقية كهذه لإنهاك النظام إضافة إلى إعلانهم الحرب ضد آلاف المواطنين‮ ‬الذين‮ ‬دخلوا‮ ‬الى‮ ‬المملكة‮ ‬بحثاً‮ ‬عن‮ ‬عمل‮ ‬بطرق‮ ‬غير‮ ‬شرعية‮..‬

واللافت‮ ‬أن‮ ‬بيانات‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬جاءت‮ ‬متماشية‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬تلك‮ ‬الاجندة‮ ‬الموجهة‮ ‬لضرب‮ ‬مصالح‮ ‬المغتربين‮ ‬اليمنيين‮ ‬بدرجة‮ ‬أساسية‮..‬
وما يؤكد تورط أحزاب المشترك في تلك المؤامرة هو خطابها التحريضي والتعبئة العدائية ضد السعودية بنفس الوتيرة التي تتبعها عصابات التمرد وإيران أيضاً، حيث نجد أن أحزاب المشترك في بيانهم الصادر بتاريخ 2009/11/9م تحمل السلطة »المسؤولية الكاملة عن صيانة السيادة الوطنية لليمن وحماية حدودها الاقليمية« وزعمت ايضاً أنه اضافة الى تداعيات حرب صعدة المتواصلة أربعة أشهر »أضيف اليها إدخال الاشقاء في المملكة العربية السعودية في المواجهات العسكرية نتيجة لإدارة السلطة السيئة للأزمات التي تعيشها البلاد«.. (بحسب بيان المشترك).

وهكذا يتضح أن المتمردين وأحزاب المشترك يعتبرون أن السعودية هي التي قامت بالاعتداء على بلادنا.. وبنفس الصلافة، يذهبون الى اتهام النظام بالتفريط بالسيادة الوطنية في محاولة لإعطاء مزاعم وأكاذيب المتمردين المصداقية بتدخل سعودي في الحرب الى جانب النظام ضدهم..

‮ ‬ولم‮ ‬تتوقف‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬عند‮ ‬هذا‮ ‬المستوى‮ ‬بل‮ ‬ذهبت‮ ‬الى‮ ‬اتهام‮ ‬النظام‮ ‬بأنه‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬أدخل‮ ‬المملكة‮ ‬في‮ ‬المواجهات‮ ‬العسكرية‮.. ‬مبرئة‮ ‬بذلك‮ ‬ساحة‮ ‬المتمردين‮ ‬ومعتبرة‮ ‬إياهم‮ ‬معتدى‮ ‬عليهم‮..‬
هذا الخطاب جاء كذلك منسجماً مع الخطاب الايراني، والذي اعتبر نفسه وصياً لحماية من أسماهم بالشيعة اليمنيين، وهدد وزير خارجية إيران دول المنطقة بلهجة شديدة تؤكد حقيقة تورط إيران في دعم المتمردين..

خطر‮ ‬المؤامرة
بالتأكيد ان أخطر أهداف مؤامرة المتمردين والمشترك وإيران تذهب الى تأجيج ثقافة الكراهية بين أبناء شعوب دول الجزيرة العربية، وهذا يعد جوهر المؤامرة التي لم تكتمل فصولها حتى اليوم، فالعمل الإجرامي الذي أقدم عليه المتمردون ضد الأشقاء في السعودية وموقف احزاب المشترك وإيران كلها تسعى الى إثارة الكراهية والأحقاد وعدم الثقة بين أبناء الشعب اليمني والسعودي بدرجة أساسية كأكبر شعبين في المنطقة واضعافهما يعني الكثير بالنسبة لإيران.. وهذا ما يجب تداركه من قبل القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين ،خصوصاً وأن هناك معلومات‮ ‬عن‮ ‬حملة‮ ‬اعتقالات‮ ‬عشوائية‮ ‬لليمنيين‮ ‬وحملات‮ ‬الترحيل‮ ‬والمضايقات‮ ‬لهم‮ ‬وذلك‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬مخططهم‮ ‬الخبيث‮ ‬الرامي‮ ‬إلى‮ ‬خلق‮ ‬عداوات‮ ‬غير‮ ‬مبررة‮.. ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تتنبه‮ ‬له‮ ‬القيادتان‮ ‬الحكيمتان‮ ‬في‮ ‬البلدين‮ ‬الشقيقين‮.‬

كما قد تفجر عداوة وكراهية بين أبناء كل دولة وفقاً للانتماء المذهبي، ولابد من الاشارة هنا الى ذلك التطور الخطير والمتمثل بالخلاف الحاد داخل البرلمان البحريني والذي فشل في إصدار بيان يدين فيه الاعتداء على المملكة، على الرغم من أنه- كما يتردد- لم يتم فيه ذكر اسم‮ ‬الحوثي‮ ‬أو‮ ‬مصطلح‮ ‬المتمردين‮..‬
المطلوب‮ ‬اتخاذه‮..!‬

نعتقد أن هناك من ينفخ في نار الكراهية بين شعوب المنطقة، بل انه لم يسبق لإيران أن أعلنت صراحة دفاعها عمن أسمتهم بالشيعة بهذه اللهجة من قبل.. وهو تهديد بمثابة إعلان حرب لتفخيخ شعوب منطقتنا..

ولتجاوز هذه المؤامرة والاحزمة الناسفة التي أعدتها إيران وحددت مواعيد لتفجيرها عن بُعد لابد على قيادات دول مجلس التعاون الخليجي واليمن من خلط أوراق القوى الاقليمية باتخاذ رزمة من القرارات المهمة.. ومن ذلك القيام بالتالي:
- العمل الجاد على ضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي باعتبار أن بقاءها خارج المجلس لا يخدم أمن الدول الاعضاء، بل يجعلها محل إغراء لقوى إقليمية للتدخل في شؤون دول المنطقة وتهديد مصالحها، ولا يجب تكرار أنموذج المتمردين ثانية وفي منطقة أخرى..

- إن الذين يسعون الى رسم خارطة للمنطقة بطريقة مذهبية لا يمكن وقفهم إلا بضم اليمن الى دول مجلس التعاون خصوصاً وأن الرهان الديمغرافي الذي تراهن عليه إيران لتنفيذ أجندتها سيفشل بدخول اليمن الى عضوية دول المجلس.
‮- ‬إفشال‮ ‬مخطط‮ ‬إيران‮ ‬والقاعدة‮ ‬مرتبط‮ ‬بعدم‮ ‬بقاء‮ ‬اليمن‮ ‬خارج‮ ‬دول‮ ‬مجلس‮ ‬التعاون‮ ‬الخليجي‮.. ‬وفي‮ ‬حال‮ ‬استمرار‮ ‬عزلها‮ ‬فذلك‮ ‬سيضعف‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮ ‬بل‮ ‬وأمننا‮ ‬القومي‮ ‬برمته‮.{‬




تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12624.htm