الأربعاء, 18-نوفمبر-2009
الميثاق نت -   إفتتاحية الثورة -
الصغار وحدهم ينزعون إلى تبني المشاريع المنغلقة والضيقة في مساحتها الإنسانية والوطنية فكرياً وجغرافياً وسياسياً وهي المشاريع الصغيرة التي لا رجاء ولا حاصل منها سوى التقزيم للشخوص والأوطان، ولن يكتب لها أن تتحقق طالما وأن معظم الشعب يتخذ موقف الرفض المقرون والمحاط بإرادة المقاومة والتضحية في سبيل الحفاظ على المكتسبات الثورية والوحدوية الديمقراطية للوطن.

وتلك هي الحقيقة التي يحتاج عناصر التمرد الانشقاقي الانفصالي في صعدة وبعض المديريات الجنوبية إلى إدراكها وتمثلها لتجنب مصير الخيبة الوطنية واللعنة التاريخية. وقد صاروا بالفعل معزولين عن الشعب والمجتمع.

وتتطلب عملية إدراك المسألة وتدارك تداعياتها ونتائجها المخجلة شيئاً من الإحساس بالوطن والمسئولية الوطنية واستفاقة المشاعر على الكينونة الإنسانية للبشر ككائنات اجتماعية واستذكار إرادة الخالق في خلقه الذين جعلهم شعوباً وقبائل "ليتعارفوا".

والإساءة وحدها هي ما يقترفها المتمردون المتآمرون في حق المجتمع ومبادئ الوطنية وقيم الدين التي يدعون الانتماء إليها وهي منهم براء.

ويبدو أمر التعارف والتعايش بين الخلق وفق معايير التطور والمنطق العصري الذي يتجه بالعالم نحو التكتل الاقتصادي والتوحد السياسي وقد صار ضرورة إنسانية على درجة مصيرية لشأن الاستقرار المعيشي والازدهار الحياتي العام.
ولم يعد في وسع الدول بحكم هذا التحول العصري، وليس مجرد حفنة من الانعزاليين، أن تستغني عن بعضها البعض مهما علا وصغر شأنها، وحين تكون التنمية عنوان نهجها وهدف أدائها على وجه الخصوص.

وتغدو الحاجة، أكثر من ماسة وألصق بالضرورة، إلى توافر قدر كاف من الاستقرار السياسي وتماسك الجبهة الداخلية لتعزيز فرص وإمكانات الاستفادة النهضوية في الوضعية السياسية الناجمة عن توجهات التكتل الاقتصادي.

وبقدر ما هو المؤكد عن تضرر الأوطان على المستوى الخارجي من جراء المواقف والممارسات التي تسقط من حسبانها معايير الاستفادة والخسارة الوطنية من العمل على تأزيم الأوضاع المحلية، فإن التداعيات الفادحة على الموقف الوطني وإلحاق الخراب بمكتسبات المجتمع وشل قدراته التنموية المستقبلية، هي النتيجة التي تنطوي احتمالاتها على قدر كبير من إمكانية الحدوث.

والأسوأ والأفدح في أمر التأزيم أن من يعمد إلى اختلاق أوضاعه وتصعيد معضلاته أصحاب سوابق سياسية وعملية مصطبغة بلون الدم، وكان الأحرى بهم أن يسترشدوا بحصيلتها من الدروس والعبر في استلهام ما يبقي خطواتهم تسير على جادة الصواب.

وأعظم الشواهد على فشل وسقوط الأعمال التآمرية نتطلع إليها في نتائج حرب صيف 1994م، التي سطعت بملاحم الانتصار للإرادة الشعبية في الوحدة. والانتصار للديمقراطية. هو ما يلوح في سماء الحاضر وأفق المستقبل اليمني القادم، كمحصلة للمواجهة الوطنية الشاملة للتمرد الانشقاقي والحراك الانفصالي. وهو الانتصار الذي يتأكد معه وبشكل تاريخي قاطع وأبدي أن لا مكان في الوطن اليمني للمتآمرين الظلاميين أعداء الحياة من عناصر الردة التاريخية.

ولا شيء غير العداء للديمقراطية يمكن له أن يفسر تمرد العناصر التي رضعت من منابع الشمولية ونشأت في دهاليزها المظلمة، وتسعى لإعادة حكمها البشع.

ومواجهة هذا الطارئ الشاذ الخارج على كل السنن تمثل وبحق معركة كل من يهمه أمر الديمقراطية ويعنيه نقاء الدين من كل شائبة وسلامة الوطن من كل مكروه.
إنها معركة كل الوطنيين المؤمنين بالوحدة والديمقراطية والساعين للتقدم بالوطن نحو المستقبل الأفضل.



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12657.htm