الميثاق نت - احداث شغب بعدمباراة مصر والجزائر- الميثاق نت

الجمعة, 20-نوفمبر-2009
الميثاق نت- وكالات -
العالم – باستثناء العالم العربي- ينظر إلى أن الرياضة فن وذوق- لكنها في الوطن العربي قفزت من الملاعب إلى أروقة السياسة والعلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية، العرب الأشقاء.. ففي الشارع العربي سيطرت السياسة على أخلاق الرياضة- كما هو حادث الآن بين الأشقاء المصريين والجزائريين من جدل وخلاف محتدم وظفت لإدارته مختلف القنوات الدبلوماسية والإعلامية، وعلى أعلى المستويات من قبل البلدين، منذ انتهاء المباراة الفاصلة بين المنتخبين والتي أقيمت في أم درمان بالسودان- مساء الأربعاء الماضي.
حيث وضعت تلك المباراة «الحاسمة» بين منتخبي مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في كرة القدم والتي فاز فيها منتخب الجزائر على أرض السودان، العلاقات بين البلدين على المحك بعد أحداث العنف التي شهدتها شوارع الخرطوم عقب المباراة. وشكا مشجعون مصريون من مواطنين ومسؤولين وبرلمانيين من تعرضهم لاعتداءات بالأسلحة البيضاء والحجارة من الجماهير الجزائرية.
ففي الوقت الذي كان فيه الجزائريون يحتفون بمنتخبهم بعد عودته، باستقبال رسمي وشعبي- يتقدمهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي كان قد وصف فوز منتخب بلاده - عقب انتهاء المباراة- الإنجاز الذي حققه «الخضر» بأنه «كان مدعاة لما لا يمكن وصفه من السعادة العارمة الغامرة لنفوس أبناء الجزائر كلهم».

وعمّ «تسونامي أخضر» غير مسبوق المدن الجزائرية ليل الأربعاء عقب انتهاء مباراة الجزائر - مصر بتأهل «الخضر» إلى نهائيات كأس العالم..وأشادت الصحف الوطنية الصادرة أمس بـ «الإنتصار التاريخي» الذي حققه فريقهم أمام منتخب «الفراعنة». ووصفت يومية «الخبر» الإنتصار بـ «الإنجاز التاريخي» الذي «أثلج صدر الصغير والكبير» ، كما خرج آلاف المناصرين الجزائريين مساء الأربعاء إلى شارع الشانزيليزيه في قلب باريس للاحتفال.
كما وجه الرئيس بوتفليقة رسالة إلى نظيره السوداني عمر البشير شكره فيه «على ما حظي به أعضاء الفريق الوطني لكرة القدم وطاقمه التقني وأنصاره من رعاية وعناية ودفء وأخوة في بلدهم الثاني السودان الشقيق بين أحضان إخوانهم وذويهم».

عاشت مصر ليلة حزينة جراء الهزيمة الكروية وغاضبة من الاعتداءات التي اعتبرت أنها «تمس الكرامة الوطنية». واتصل الرئيس المصري حسني مبارك مساء أول من أمس بالرئيس السوداني عمر البشير وأبلغه أن الأمن السوداني إن لم يكن قادراً على إجلاء المصريين بسلام من شوارع الخرطوم فإن مصر قادرة على إرسال قوات للقيام بهذه المهمة، بحسب ما صرّح وزير الإعلام المصري أنس الفقي الذي قال إن الجزائريين اشتروا سكاكين وأسلحة بيضاء فور وصولهم إلى الخرطوم استعداداً للاعتداء على الجمهور المصري بعد المباراة.
وأرسلت القاهرة فور اندلاع الأحداث سرباً من الطائرات من بينها طائرات عسكرية لنقل المشجّعين بسرعة إلى بلدهم. واستنفرت الأجهزة المصرية أمس في محاولة لتدارك تداعيات هذه الأحداث وبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لتهدئة الشارع «الغاضب».

وفي أول رد فعل مصري على هذه الأحداث، قررت القاهرة استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور. وأعربت رئاسة الجمهورية المصرية عن أسفها لوقوع ما وصفته بـ «الأعمال الغوغائية»، فيما أعربت وزارة الخارجية عن استيائها من هذه الأحداث واستغربت «داء العداء» لمصر في الجزائر، معتبرة أن «الذكريات الأليمة قد لا يُجدي فيها دواءُ إلا الزمن وقدرات خاصة للحكماء». ورأت أن سفارة الجزائر في القاهرة «سعت إلى إبقاء الفتنة مشتعلة وليس الى إطفائها».

وعقد الرئيس مبارك اجتماعاً طارئاً مع أركان حكومته أمس لبحث الموقف حضره رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي الشعب والشورى ووزراء الخارجية والداخلية والإعلام والشؤون القانونية والمجالس النيابية والإسكان والطيران المدني ورئيس الاستخبارات ورئيس ديوان رئيس الجمهورية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة علماً بأن وزير الدفاع يزور تركيا حالياً، ورئيس المجلس القومي للرياضة والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وذكر بيان رئاسي أن مبارك كلّف وزير الخارجية استدعاء سفير الجزائر في القاهرة لينقل إليه مطالبة مصر للجزائر بأن تتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين المصريين الموجودين على أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية في الجزائر. وأوضح أن مبارك تابع تنفيذ تكليفاته لرئيس الوزراء والأجهزة المعنية لتأمين عودة المواطنين المصريين وبعثة منتخب مصر القومي من السودان بعد «الأحداث المؤسفة». وذكر البيان أن «الأخوة في السودان بذلوا ما في وسعهم من جهد مشكور للتصدي للأعمال الغوغائية التي مورست في حق المواطنين المصريين عقب خروجهم من استاد أم درمان».

وقال الناطق باسم الحكومة المصرية مجدي راضي- في تصريحات صحفية: إن اتصالات مصرية - جزائرية - سودانية تتم على أعلى المستويات في الدول الثلاث لمعرفة حقيقة ما جرى وتقديره على نحو دقيق قبل أي قرار مصري في شأن العلاقات مع الجزائر، مشيراً إلى أنه لم يتم حصر عدد الإصابات ولا مداها على نحو الدقة حتى ظهر أمس ولا أعداد المصريين الذين ما زالوا في السودان.

واستدعت وزارة الخارجية المصرية أمس سفير الجزائر في القاهرة عبدالقادر حجار وأبلغته «استياء مصر البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها المواطنون المصريون في الخرطوم على أيدي مشجعين جزائريين نُقلوا إلى السودان على نفقة الدولة الجزائرية»، ووصفت تصرفات المشجعين الجزائريين بـ «الغوغائية والعدوانية»، وأعربت عن «غضب مصر واستهجانها إزاء استمرار شكاوى واستصراخات أعداد كبيرة من المواطنين المصريين المقيمين في الجزائر إزاء ما يتعرضون إليه من ترويع واعتداء، بالإضافة إلى ما تعرضت له المصالح والممتلكات المصرية الرسمية والخاصة من اعتداءات وتحطيم وسرقة قبل المباراة». وقال الناطق باسم الخارجية في بيان إنه «في الوقت الذي كانت فيه التصريحات الرسمية المصرية على مدار الأيام الماضية تسعى إلى التهدئة وتخفيف الاحتقان، لم تفلح المطالبات المصرية المتكررة في قيام الجانب الجزائري بإصدار تصريحات رسمية مماثلة وهو ما أسهم كثيراً في شحن الأجواء في الجزائر ضد مصر والمصريين وجاءت تبعاته اعتداءات وحشية غير مبررة وتتناقض مع مفهوم العلاقات الأخوية ومع سمو التنافس الرياضي». وذكر أن «السفارة الجزائرية في القاهرة وجهت عقب المباراة الأولى في القاهرة إلى الوزارة مذكرة رسمية تستفسر فيها عن عدد وفيات الجزائريين عقب المباراة وهي تعلم تماماً أنه لم تكن هناك وفيات من الأساس وهو ما قامت الوزارة بالرد عليه في حينه وفي شكل قاطع واعتبرت الوزارة هذه المذكرة غير مبررة وتسعى إلى إبقاء الفتنة مشتعلة وليس الى إطفائها على النحو الذي كان يؤمل به». وأشار إلى أن الشركات المصرية بدأت في مطالبة بتعويضات للأضرار التي تكبدتها من جراء الإعتداءات الأخيرة.

ودعت وزارة الخارجية في بيان آخر الحكماء إلى تشخيص «داء العداء» لمصر في الجزائر ووضع وصفة لعلاجه واستئصال جذوره. وقالت إن «مرارة الهزيمة أضيفت لها ذكريات أليمة قد لا يجدي فيها دواء إلا الزمن الذي ينبغي أن يضاف إلى فعله وأثره ومفعوله قدرات خاصة للحكماء». واعتبر أن «النيات الخبيثة (للإعلام المأجور) تستهدف خلق خلاف وافتعال أزمة بين البلدين تدوم ربما لسنوات بما قد تخلّفه من آثار سلبية وربما خسائر بشرية هنا وهناك في وقت يعمل الحكماء على تخفيف احتقان مفتعل وتطويق إفرازات غريبة على الوعي والذاكرة الجماعية المصرية - الجزائرية».

وجاءت المواجهات والصدامات بين الشرطة ومتظاهرين مصريين صباح اليوم الجمعة أرادوا مهاجمة السفارة الجزائرية بالقاهرة، فادت المواجهة إلى جرح 35 شخصا بينهم 11 ضابطا في الشرطة عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة أمام السفارة الجزائرية في القاهرة وسط توتر بين البلدين بسبب أعمال عنف وهجمات إعلامية رافقت مباراة منتخبيهما المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا 2010.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان ان "مجموعات من المواطنين حاولت التوجه الى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الإعلام المصرية بأسلوب متحضر وملتزم اعرابا عن غضبهم واستنكارهم للاحداث المؤسفة التى اقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم".

وأضافت ان عددا من المتظاهرين "جنحوا إلى إلقاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما اسفر عن إصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الافراد". واضافت ان "تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات اربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشر لوحة للاعلانات".
وقال البيان ان "قوات الشرطة اضطرت لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي اعمال الشغب"، موضحة ان "التحقيق جار" في الحوادث. ودعت الوزارة المصريين الى "الالتزام بالسلوك الحضاري في التعبيرعن مشاعرهم" وان "لا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لاثارة اعمال الشغب او تحقيق اهداف خاصة".

أحداث الشغب المؤسفة للمتظاهرين المصريين بالقرب من سفارة الجزائرية بالقاهرة اليوم الجمعة- دفعت بالخلاف بين البلدين إلى الواجهة ومناقشته في أعلى القنوات الدبلوماسية- حيث تلقى وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط اليوم الجمعة اتصالا هاتفياً من نظيره الجزائري مراد مدلسى تم خلاله بحث الموقف بين البلدين في ضوء التطورات "المؤسفة" التي أعقبت مباراة كرة القدم في الخرطوم بين مصر والجزائر.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى أن أبوالغيط أعرب عن "رفض مصر التام للاعتداءات التي وقعت ضد الجماهير المصرية في الخرطوم وطالت المصالح والمنشآت المصرية فى الجزائر".
وتناول وزيرا الخارجية المصري والجزائري التداعيات الخاصة بالمباراة، وأشارا إلى "أهمية أن يتحلى إعلام البلدين وكذلك العربي والأجنبي في هذه المرحلة بالحكمة وضرورة توخي الحذر والتأكد من صحة الأخبار قبل نشرها بحيث لا يؤدى ذلك إلى استثارة حفيظة شعبي البلدين".

وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط أكد لـ"شقيقه الجزائري أن مصر لا يمكن أن تسمح بتعرض المصالح الجزائرية على الأرض المصرية أو المواطنين الجزائريين لأية اعتداءات".
وحسب ما أورده موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم" الفيفا"الذي يتابع التطورات أولا بأول ولحظة بلحظة- أن الوزير الجزائري قد أثار خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره المصري مسألة "مظاهر الغضب التي أبداها بعض المصريين في المنطقة المحيطة بالسفارة الجزائرية في القاهرة".

وأضاف زكي أن وزير الخارجية المصري أكد استمرار مطالبة مصر للحكومة الجزائرية "بأهمية حماية المؤسسات والمنشآت المصرية ولكل العاملين المصريين في الجزائر.

إلى ذلك كان برلمانيون مصريون عائدون من الخرطوم- طالبوا في بيانات عاجلة بأن تتخذ الحكومة موقفاً رسمياً من الجزائر «لاستعادة كرامة المصريين بعد إهانتهم»، وتحدثوا عن «تواطؤ» أو «ضعف» من قوات الأمن السودانية.

وشوهدت قوات أمنية تطوق السفارتين الجزائرية والسودانية في القاهرة ومنزلي السفيرين خشية تعرضهما لاعتداءات. إذ بدا الشارع المصري غاضباً من أحداث الخرطوم وطالب مواطنون وإعلاميون وفنانون بقطع العلاقات مع الجزائر ومعالجة الأمر بعيداً من الحديث عن «الشقيقة الكبرى والوحدة العربية». وظلت القنوات الفضائية تذيع اتصالات لمصريين قالوا إنهم محاصرون في الخرطوم وأيضاً في الجزائر وطالبوا بتدخل الحكومة المصرية لحمايتهم. وذكر بعضهم أن قتيلاً مصرياً سقط في الخرطوم لكن الناطق باسم الحكومة مجدي راضي أبلغ «الحياة» أنه لم يتسن التأكد من صحة هذا النبأ كما لم يتم حصر أعداد المصابين.

من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المصريين والجزائريين الى الهدوء بعد التوتر الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما. وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي "ادعو الى الهدوء ووضع الامور في حدودها وفي إطارها". كما دعا "الشارع العربي الى العودة الى العقل" معتبرا ان ما حصل هو "فتنة ادت الى فورة أعصاب في بلدين كبيرين".


وأخرالتطورات، هدد الاتحاد المصري لكرة القدم بوقف النشاط الرياضي لمدة عامين على الاقل "احتجاجا على ما حدث من إعتداء على الجماهير المصرية الرياضية ولاعبيها ومسؤوليها بالسودان في حالة عدم تدخل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بشكل صارم".

إلى ذلك حرص الاتحاد الدولي"الفيفا" اليوم، وهو يسحب قرعة الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة عشر المقرر إقامتها في أنجولا مطلع العام المقبل تجنب إيقاع المنتخبات العربية الإفريقية في مواجهات مباشرة، او مع بعضها في مجموعات- حيث أوقعت قرعة الدور الأول للبطولة منتخبات مصر والجزائر وتونس في مجموعات مختلفة لتتجنب المنتخبات العربية المواجهات المبكرة في البطولة.



وفي الخرطوم، أعربت السلطات السودانية عن استيائها ازاء اتهامات مصرية بالتقصير في حماية مواطنيها، واستدعت وزارة الخارجية السفير المصري عفيفي عبدالوهاب وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة، معتبرة ما بدر من وسائل إعلام مصرية رسمية ومسؤولين «تجاوزاً غير مقبول وإساءة الى السودان وشعبه».

وقال الناطق باسم الخارجية معاوية عثمان إن حكومته لم تقصر في حماية المشجعين المصريين وإن حادثاً فردياً لا يمكن تعميمه في شكل يشوه صورة السودان.

وقال المسؤول الإداري في مستشفى الخرطوم الفاتح المكي: إن المستشفى استقبل 71 شخصاً أصيبوا في حوادث مرتطبة بالمباراة، مشيراً إلى أن غالبية الإصابات من المشجعين الجزائريين.

وقال المدير العام لمستشفى أم درمان يوسف الأمين إنهم استقبلوا 47 حالة منهم 16جزائرياً و16 سودانياً و5 مصريين.

وكانت أعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الأسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الأول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء، ما استدعى إقامة المباراة الحاسمة في الخرطوم بعد تعادل الفريقين بعدد النقاط والأهداف في صدارة مجموعتهما المؤهلة الى كاس العالم.



وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبا لشركة محلية تابعة لشركة اوراسكوم المصرية للاتصالات كما قام باعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات شركة اوراسكوم الى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.







تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12687.htm